أصداء

كردستان العراق والرهان على الحصان التركي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

على خلفية الأزمة السياسية الأخيرة التي عصفت بالعراق ولا تزال، أصبح الفتور، لأول مرّة، هو سيد الموقف في العلاقة بين الرئيسين، مسعود بارزاني مسعود رئيس إقليم كردستان، وجلال طالباني رئيس العراق، منذ توقيعهما على "الإتفاقية الإستراتيجية" في21 يناير 2006. وهو الأمر الذي حدى ببعض القائمين على شئون حزبيهما إلى الدخول أكثر من مرّة، في مناكفات ومناوشات إعلامية هنا وهناك. إلا أنّ ترك طالباني لبغداد مؤخراً واختياره لمعقله السليمانية مقرّا لرئاسته، كأول ردة فعل له على سياسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ل"عدم إيفائه بوعوده، خصوصاً فيما يتعلق بحلّ قيادة عمليات دجلة" بحسب تعبيره، قد أعاد بعض الحرارة إلى العلاقة بينه وبين شريكه بارزاني.

من المعروف أنّ أول الفتور في العلاقة كان قد بدأ منذ أشهر، وذلك على خلفية الموقف من أزمة الحكومة العراقية، وسحب الثقة بالتالي من رئيسها نوري المالكي. الإختلاف ربما يكون في ظاهره خلافاً في العراق وعلى العراق، أو خلافاً بين العراقيين أنفسهم على شكل الحكم في العراق نفسه، لكنه في باطنه خلاف أكبر وأكثر من العراق والعراقيين جميعاً. الخلاف الأخير بين "العراق الشيعي" بزعامة المالكي من جهة، و"العراق السني" بزعامة القائمة العراقية و"العراق الكردي"، أي كردستان العراق بزعامة مسعود بارزاني من جهة أخرى، هو في أساسه أو لنقل في جزئه الأكبر خلاف في الموقف من الصراع الإقليمي الشيعي السني في المنطقة، الذي نشهد منذ أكثر من 20 شهراً أعنف فصوله في سوريا، لكنه لن ينتهي فيها، على ما يبدو، لا مع إسقاط النظام في سوريا ولا بعده.

الأزمة السياسية الأخيرة التي تكاد تضرب بالعملية السياسية في العراق برمتها، هي بالأساس أزمة إقليمية بإمتياز، سببها الأساسي كان ولا يزال الموقف من الثورة السورية وما نتج عن هذه الأخيرة من تداعيات وإفرازات واستقطابات إقليمية ودولية. ما يعني أن الحرب الداخلية في سوريا وعليها إقليمياً ودولياً، يشكّل أساساً ومنطلقاً للأزمة سواء بين "العراق السني" والعراق الشيعي" في المركز، أو بين عراق المركز بشقه "الشيعي" وكردستانه في الإقليم الكردي.

عليه ففي الوقت الذي انحاز بارزاني ولا يزال في تحالفاته الإقليمية الجديدة، والتي بدأت تتشكل على خلفية اشتعال الأزمة السورية، إلى "الحلف السني" في المنطقة (تركيا + "العراق السني" + السعودية + قطر ودول الخليج الأخرى + "سوريا السنية")، انحاز طالباني إلى "الحلف الشيعي" (إيران + "العراق الشيعي" + النظام السوري ذي التركيبة العلوية + حزب الله". فعلى العكس من موقف بارزاني المتناغم مع الموقف التركي، والذي فيه من التدخل ما يكفي في شئون الثورة السورية عبر نافذتها الكردية، وذلك من خلال إشرافه المباشر على صناعة "المجالس والهيئات والقيادات" لأكراد(ه) السوريين في هولير، نجد موقف طالباني متماهياً قليلاً أو كثيراً مع موقف الحكومة العراقية، ولا يزال ينظر إلى نظام الأسد بعيون إيرانية، أو لنقل بعيون "شيعية عراقية".

الخلاف على سوريا، الذي يشكّل الآن أساس الخلاف بين الحلفين الإقليميين، أدى بالنتيجة على ما يبدو إلى بروز خلاف موازٍ بين الشريكين بارزاني وطالباني أيضاً، فضلاً عن أنه يشكلّ أساس الخلاف بين كلّ الأفرقاء العراقيين، شيعةً وسنة.

تاريخياً كان طالباني ولا يزال صديق الإيرانيين اللدود. فلولا إيران التي دعمت طالباني أثناء حربه في الفترة ما بين 1994 و 1996 ضد حزب بارزاني الذي استنجد بدوره بقوات النظام العراقي، لكان حزبه الآن في خبر كان. وراء علاقة طالباني مع إيران تكمن بالطبع أسباب أخرى جيوسياسية، حيث تقع "كردستانه" (السليمانية وتوابعها) الواقعة تحت سيطرة حزب طالباني على الحدود مع إيران التي تربطها مع "كردستان السليمانية" منافذ حدودية وعلاقات تجارية متبادلة، وذلك بعكس "كردستان بارزاني" (هولير + دهوك) الواقعة على الحدود مع تركيا، والتي يربطها مع بارزاني علاقات إقتصادية وتجارية وثقافية متينة، يمكن وصفها ب"شبه استراتيجية". ثم لا ننسى أن ورقة النفط، التي هي واحدة من أبرز النقاط الخلافية بين الإقليم والمركز، لا يمكن أن يكتب لها النجاح في كردستان، كورقة ضاغطة على بغداد، بدون التأسيس لهكذا علاقة مع تركيا، الممر الوحيد للنفط الكردي إلى أسواق العالم.

فشل طالباني في إقناع بارزاني خلال أكثر من لقاءٍ جمعهما من قبل، لحضور اجتماعٍ مع المالكي ارتُقب في بغداد أكثر من مرّة، كان فشلاً متوقعاً بالطبع، لأسباب تعود بالدرجة الأولى إلى موقفهما من مستقبل تحالفهما مع "العراق الشيعي" في بغداد أولاً، وممّا يجري في سوريا ثانياً. ففي الوقت الذي نرى فيه بارزاني يقترب شيئاً فشيئاً من "الحلف السني" وعلى رأسه تركيا، ووصلت علاقته مع المالكي إلى ما يشبه القطيعة، حيث يكاد لا يمرّ يوم من دون تصريحات نارية وتصريحات مضادة تطلق من الجهتين، رأينا طالباني المقرّب من "الحلف الشيعي"، محافظاً على علاقته الودّية مع المالكي، إلى أن وصل به الخلاف مع هذا الأخير إلى اتخاذ السليمانية مقرّا لرئاسته، بدلاً من بغداد. ثم لا ننسى أنّ طالباني لا يزال ينظر بعكس بارزاني إلى الثورة السورية نظرةٌ لا تختلف في الكثير من تفاصيلها عن نظرة المالكي وفريقه الشيعي إليها.

هناك البعض من المنظرين في الشأن الكردي يرى في إنحياز بارزاني إلى الثورة السورية "انحيازاً ثورياً وقومياً" إلى أكراد(ه) السوريين الثائرين مع أخوانهم في الوطن السوري ضد نظامهم، منذ أكثر من 20 شهراً. وهو الأمر الذي يجعل من بارزاني، "بطلاً قومياً" في عيون أكراد(ه)، بعكس طالباني الذي يصفه هؤلاء ب"الخائن" لقومه وقضيته، بإعتبار أن القضية الكردية، بحسب هؤلاء قضية واحدة، لا فكاك بين أكرادها من الشمال إلى الجنوب، والشرق إلى الغرب.
لكنّ القضية، في حقيقتها، بشقيها الحاضر والغائب، ليست كذلك.

القضية، ههنا، لا تكمن في "حبّ" هذا لأكراد سوريا، ولا في "كره" ذاك لهم. وإنما هي قضية مصالح حزبية، آيديولوجية، "تحت قومية"، تقوم على حسابات سياسية إقليمية، تجري في المنطقة، والتي ليس للأكراد إلا أن يكونوا جزءاً منها.

ذات الشيء يمكن سحبه على دخول حزب "العمال الكردستاني"، عبر فرعه السوري حزب "الإتحاد الإتحاد الديمقراطي"، على خط الأزمة السورية، كطرف كردي أساسي قوي على الأرض. أساس هذا التدخل "الكردي التركي" يقوم على قاعدة "عدو عدوي صديقي"، بمعنى أنّ تدخل تركيا في الشأن السوري، وإعتبارها لأزمة الداخل السوري، أزمةً في داخلها، كما صرّح بذلك أكثر من مسؤول تركي، ودعمها المباشر لبعض جماعات المعارضة السورية وعلى رأسها "جماعة الأخوان المسلمين السورية" وأخواتها من المعارضات السورية الأخرى، هو الذي يشكلّ الأرضية الأساسية لتدخل "العمال الكردستاني" في الأزمة السورية. فمثلما يسمح الآخرون وعلى رأسهم تركيا لأنفسهم، بالتدخل المباشر في شئون الثورة السورية، لإعتبارات استراتيجية وجيوسياسية ذات علاقة مباشرة بالإستقطابات الإقليمية (الطائفية بالدرجة الأساس)، لكأنها أزمتهم، كذلك يسمح الأكراد لأنفسهم، شمالاً (أكراد أوجلان) وجنوباً (أكراد بارزاني)، بمختلف تياراتهم السياسية التدخل في الأزمة ذاتها، للإعتبارات ذاتها، خصوصاً فيما يتعلق بالعمق الكردستاني والإستراتيجي للقضية الكردية في سوريا.

لهذا، وبإعتبار أن القضية الكردية تعتبر، قليلاً أو كثيراً، بحسب المنطق الكردي القائم على إعتبار كردستان بجهاتها الأربعة "أرضاً واحدة لشعب واحد بتاريخ واحد وثقافة واحدة"، أصبح الأكراد، بمختلف جهاتهم، سواء أكراد الشمال بقيادة العمال الكردستاني، أو أكراد الجنوب بقيادة بارزاني وطالباني جزءاً من اللعبة السياسية الإقليمية في المنطقة.

من هنا، نجد بالتوازي مع الصراع الإقليمي والدولي على سوريا، صراعاً كردياًـ كردياً على أكراد سوريا و"كردستان"(هم)، بين "أكراد بارزاني" في العراق من جهة و"أكراد أوجلان" في تركيا من جهة أحرى. وهو الأمر الذي أدى بالنتيجة إلى انقسام الأكراد السوريين أنفسهم، فيما بينهم إلى "أوجلانيين" و"بارزانيين"، حيث هناك لكلّ طرف من هذين الطرفين المتصارعين، على الأرض، مجلس يمثله، "مجلس الشعب لغربي كردستان" بقيادة حزب "الإتحاد الديمقراطي"، لأكراد "المرجعية الأوجلانية"، و"المجلس الوطني الكردي"، بقيادة مشتركة تضم 16 حزباً، لأكراد "المرجعية البارزانية". والأخطر في الأمر هو أن يتطور الصراع بين أكراد المرجعيتين من صراع سياسي آيديولوجي بين مجلسين سياسيين، إلى صراع عسكري مسلّح بين الطرفين.
أما جوهر الخلاف بين المرجعيتين في الموقف من القضية الكردية في سوريا، فيكمن في أساسه، في الموقف من العلاقة مع تركيا واستراتيجيتها تجاه الأزمة السورية بشكل عام، والقضية الكردية بإعتبارها جزءاً من القضية السورية، بشكلٍ خاص.

هكذا أصبحت القضية الكردية في سوريا، بحكم تعدد مرجعياتها والصراع الكردي الكردي عليها، لكأنها قضية "أكراد تركيا" بقيادة العمال الكردستاني، و"أكراد العراق" بقيادة بارزاني، قبل أن تكون قضية الأكراد السوريين أنفسهم.

تأسيساً على كلّ ما سبق، يمكن القول بأنّ كلّ ما يجري من صراعٍ في سوريا وعليها، بين "أصدقاء" أو "أشقاء" السوريين من جهة و أعدائهم من جهة أخرى، هو في حقيقته صراع مصالح سياسية، أيديولوجية، طائفية، قبل كلّ شيء.

كذلك الأمر هو بالنسبة للصراع الكردي الكردي على الأكراد السوريين وكردستانهم. فحضور بارزاني في "دعمه" الشكلي جداً حتى الآن، والذي يمكن اختزاله في بعض لقاءات مع أمراء الطوائف الحزبية الكردية للوصاية عليهم، هو كغياب طالباني عن هذا الدعم، مع فارق وحيد، هو أن الأول يريد أن يكون له موطئ قدم بين أكراد سوريا، لحسابات إقليمية، والتدخل في شأنهم وقت يشاء، كما يشاء، فيما الثاني ينأى بنفسه عن ذلك، لأسباب لها علاقة بضعف نفوذه بين الأكراد السوريين أولاً، وبقوة علاقاته مع نظام الأسدين الأب والإبن ومن خلفهما إيران ثانياً.

لو كانت القضية بالفعل هي قضية انحياز الكردي لأخيه الكردي، كواجب قومي "ضروري" تجاه كردستان وأكرادها، أينما وأنى كانوا، لماذا لم نسمع، إذن، من لدن أهل هذه المرجعيات الكردية، بمثل هذا "الولع القومي" بالقضية الكردية السورية، في انتفاضة الثاني عشر من آذار 2004؟

الإنحياز الصريح ل"العراق الشيعي" بزعامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في الأزمة السورية، إلى حلف إيران، وضع العملية السياسية في العراق، التي هي الآن على المحك، أمام امتحان صعب، ما يعني وضع النخب والتيارات والأحزاب السياسية العراقية أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الوقوف مع "عراق المالكي" المتحالف مع إيران، أو مع "العراق السني" المضاد، المتحالف مع أنقرة والرياض والدوحة.

الأزمة العراقية الراهنة، هي كنتيجة للأزمة السورية، أزمة إقليمية بإمتياز، لا بل دولية، تفجّرت بملامح عراقية. أيّ هي أزمة صراع بين "الهلال الشيعي" و"القمر السني"، التي نشهد أعنف فصولها الدموية، الآن، في سوريا. يبدو أنّ هولير التي نجحت عراقياً، حتى الآن، في النأي بنفسها عن الصراع الشيعي السني، وانتصرت في كلّ تحالفاتها مع بغداد، لقوميتها ضد طائفتها، لم يعد بمقدورها، بحكم التجاذب الطائفي الهائل، الوقوف موقف الحياد عمّا يجري في المنطقة، من تجاذبات سياسية واستقطابات طائفية، سيّما وأنّ حليفها الشيعي الإستراتيجي في بغداد، ترك الكثير من الملفات عالقةً مؤجلةّ إلى أجل غير مسمى، كالبيشمركه والنفط والميزانية والمادة 140. يبدو أنّ بارزاني (بعكس طالباني) المتحالف للآن بقلقٍ مع الشيعة في بغداد، ليس مستعداً أن يدفع فاتورة رئيس الوزراء العراقي وحلفائه الإيرانيين في دمشق، من دون مقابل، وهو ما لن يفعله المالكي، كما صرّح وهددّ أكثر من مرّة.

الأزمة في العراق الآن، هي أزمة إقليمية بالدرجة الأولى، تكمن جذورها في الصراع بين تركيا وإيران ومن وراءهما على المنطقة، قبل أن تكون أزمة داخلية، عراقية عراقية، أو عربية كردية، كما يريد أن يصورها أهل السياسة في كلّ من بغداد وهولير.
لعل زيارة وزرير الخارجية التركية أحمد داوو أوغلو إلى كركوك في أغسطس الماضي عبر بوابة كردستان، وسط حماية كردية مشددة، وبدون موافقة بغداد التي اعتبرت الأمر "خرقاً للأعراف الديبلوماسية وتدخلاً سافراً في شئون العراق واستهانة بسيادته"، كانت الخطوة التركية الأكثر استعراضية للعب في الملعب العراقي، مع عراقٍ ضد عراق آخر، ومع هولير ضد بغداد.

أزمة العراقيين، الآن، هي في جوهرها أزمة صراع قديم جديد بين جيرانها، أو أزمة صراع دائر بين حلفين في المنطقة، ليس للعراقيين بكلّ مكوناتهم، إلا أن يكونوا جزءاً منها، أو طرفاً فيها.
الأزمة الراهنة بين بغداد وهولير، هذه المرّة، ليست كسابقاتها، أزمةً سهلة العبور، لأنها بإختصار أزمة "عابرة للحدود".

تأسيساً على كلّ ما سبق، يمكن القول بأنّ العلاقة بين العراق وكردستانه، التي سارت حتى الآن على سنة "الوصاية الأميركية" و"رسلها"، باتت تهددها نار صراعات واستقطابات وتوزانات داخلية (كردية) وإقليمية كثيرة، لن تكون عليها، من الآن فصاعداً، برداً وسلاماً.

الواضح من تداعيات الأزمة السورية على الجيران، ومن لعبة المصالح والإستقطابات والتجاذبات الإقليمية من حولها، هو أنّ حكومة المالكي قد تحوّلت بحكم دعمها المباشر وغير المباشر، السريّ حيناً والعلني أحياناً أخرى، إلى طرف أساسي في الصراع على سوريا، ولاعباً رئيسياً إلى جانب إيران في اللعبة الإقليمية.

قد يكون هناك أكثر من مؤشر إقليمي ودولي على أنّ الرهان على المالكي وحكومته، اصبح رهاناً خاسراً، خصوصاً بعد وضع الغرب للمالكي في سلة نظامي البعث في دمشق وولاية الفقيه في طهران.
لكنّ السؤال الذي يقفز بنفسه ههنا، هو:
ما الذي يضمن أن يكون رهان الأكراد في كردستان العراق على الحصان التركي رهاناً رابحاً؟
ما الذي يضمن ألاّ تتحول كردستان في القادم من تحالفها مع الأتراك إلى "مؤخرة تركية" تحت الطلب؟
ما الذي يضمن ألا تتحول كردستان العراق إلى "قربان تحت الطلب" على أقرب مذبح تركي؟

Hoshengbroka@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحليل موضوعي
سامح -

التحليل موضوعي وعميق من كاتب كردي .المقال بعكس الكتابات الكردية اذ لاتطغى عليه صفة المغالاة القومية والانتقاص من الاخرين كما يفعل مع الاسف الكثير من الكتاب الاكراد .واضح ان الكاتب كردي وتحليله لتاثير الازمات الاقليمية على العراق هو عين الصواب .وانا ككاتب من عرب وليس كرد العراق اقول ان العراق دفع ويدفع دائما فاتورة ازمات المنطقة .فسقوط الحكم الملكي في العراق كان بسبب صعود القومية العربية التى هوى نجمها الان .هذ الحكم الدي ساعد الاكراد والحزب الشيوعي العراقي في سقوطه حيث ان معظم قيادات الحزب الشيوعي العراقي كانت كردية .هذا الحزب بسبب كثافة قياداته الكرديه امر كريم قاسم باعادة البرزاني الذي كان يعمل مخبرا سريا في الكي جى بي امره باعادة برزاني الى العراق والعراق مند سقوط النظام الملكي لحد الان يدفع فاتوره هذا القرار الاجرامي اذ اتضح دائما ان هدف برزاني وعموم الكرد هو ليس العراق بل انشاء دولة كردية عن طريق قضم اراضي وثروات عراقية .نعم الازمات الاقليمية تاكل وتنخر في جسد العراق بسبب ضعف الولاء الوطني للعراقيين فالشيعة ليسوا كالسنه المتحمسين للانضمام الى الركب السنى والاكراد لم ولن يحسوا بالانتماء الى العراق اذ ان حلم اقامة دولة كرديه اصابهم بالجنون وبلوثة في عقولهم فهم لايستطيعوا ان يروا شيئا اخر رافضين الاستفادة من تجارب جيرانهم العرب الذين اصيبوا بمثل هذه اللوثة لكنها تبخرت وانتهت ونفس الشئ سوف يحصل مع الكرد .اذ ان العالم متغير ويسبر نحو التكامل وليس التشردم .قيادة الحكم الشيعية في العراق كان يجب ان لاتنجر الى اي من الطرفين المتنازعين لتجنيب العراق ماسى ماحدث في 14 تموز وماسى الحرب مع ايران التى اتت نتيجة ازمة اقليمية .كما ان احد اسباب سقوط النظام الملكي الدي يصفه الشيوعيون بالرجعية والتى اثبتت الايام انه الاكثر تقدميه على مختلف العهود اذ لاتبدير للاموال ولا فساد ولا سرقات اقول ان النظام الملكي اخطا في حلف بغداد والانحياز للغرب الغرب الدي يتخلى عن اصدقائه لم يكن لصالح العراق .كما ان انحياز صدام الى الكامب العربي في وجه الكامب الايراني جعل العراق يدفع ثمنا يقدر بايراداته النفطية لخمسين سنه قادمه .والمالكي في انحيازه لايران يقع في نفس المطب الدي وقع فيه المرحومين نوري السعيد وصدام حسين .مشكلة القادة من عرب العراق انهم لايتعلموا من اخطائهم . فكيف تريد لهم ا

kurdistan iraq
bave fleke -

الرد ليس واضحا

الوضع تغير
Allan -

الكاتب أدخل نفسه في كثير من المتاهات وحاول الخوض في الكواليس ليخرخ بأسئلة تائهة, يمكن ان نقلبها بأي اتجاه نريد. وان كانت أسئلة مشروعة في ظاهرها ولكن ربطها بما سبقها اعلاه والوضع السياسي الرهن افقدهتا البراغماتية. فبقاء الكورد خارج المعادلات الاقليمية والدولية في الحقبة الماضية اوصلنا الى ما نحن عليه الان وجر علينا من ويلات ومآسي على يد العرب والترك والفرس. ومشاريع هدفت الى محو الهوية الكوردية من خلال خطط وبرامج خططت لها الدولة في العراق وسوريا وايران وتركيا مجتمعة وفرادى.ماذا سيحدث اذا انغلقنا وانطوينا جانبا, دون ان نختار تحالفات قد تحفظ لنا كيانا يعبر عنا؟ فهل حاكم بغداد كائن من يكون سيتوقف عن التفكير باخضاع آخر كوردي وتعربيه, وصب كامل اسباب فشله علينا.من هو الحصان الرابح اذا؟ طهران؟, بغداد؟, انقرة؟, دمشق؟. انا باعتقادي ان السيطرة على مقدرات كوردستان واستخدامها في خدمة أهلها هو اقوى سلاح نمتكله لفرض وجودنا وهو ما ساهم بان نكون لاعبين في التحلفات الموجودة بعد ان كانت ثرواتنا سلاح الأعداء لضربنا.

أين تعليق رزركار ونافع
Kamel Sako -

طبعا لا ادري وكاني أنا بكرت في التعليق -لانه الظاهر-بدا رزكار ونافع عقرواي-أن المسالة ليست كردستان الكبرى-ولكن القيادات القومية الكردية-ممثلة بمسعود-و-جلال -لكونهما ادوات ارتباط بمصالحهما الفردية والشخصية والحزبية وارتباطتهما كما يقول الكاتب ويتبين انه كردي ليس بالاسم حتى في المعنى والمهم ما يسمى قضية الاكراد وقياداتهم دائما تعتاش وتعيش على صراعات المنطقة ومراكز القوى واختصر الى ان اسمع ما يقول رزكار هذه المرة او نافع عقرواي وبعجالة اقول نعم الكاتب يلمح الى فهم ما في التحليل ولكن ايضا مازال -يكتب سياسة بمعنى التمني اما غير مقصودا او نقصا للمعلومة واقصد الوضع اعقد وفقط اعطيه مثلا ان -الهورمانيون-ان كنت لفظتها -صحيحا يفكرون بعمل امارة او منطقة خاصة بهم في السلمانية لانهم همشوا من الاخريين وايضا دلدار-و-أرشد -زيباري في الموصل عادوا الى قوتهم التمثلية والغشائرية والعمل لنظرتهم الكردية-العراقية اي التناسق والانسجام مع العراق ومهما كان الحاكم لان العراق اكبر من الجميع وليس خمس فلوس وهذا سيتم برهنته قريبا .المهم الكاتب بدا نقلة جيدة وسنناقشه بشكل مفصل اكثر مذكرينه سواء في سوريا والعراق وحتى تركيا وبهدوء-الاشوريين لم ينقرضوا وما ادراك ماذا يفعل سياسيا ودبلوماسيا او غيره ال4 ملايين اشوري الموجوديين في الخارج وحاول ان تبحث حتى تكون مقالتك اكثر فائدة لجماعتك ومقالتك اكثر واقعية مع التحية وانتظار -راي -رزكار-الذي يكتب باكثر من اسم وبدون صورة -في حين نحن الاشوريين نكتب صورة وصوت ولنا ثقة بالاثنين لان من له حضارة وتاريخ واصل وفصل ومثبت فانه ليس كاالذي لا تاريخ له -لان لا مستقبل له-والادعاء والتحريف والاعتماد على الاخرين مؤقت وزائل ولم يبقى من الزمن الا ساعة ليكشف ذلك .

السياسة تصرف
خالد علوكة -

قد لاأكون متفقا في السؤال الاخير عن العلاقة بين الاقليم واحلام العثمانيين حيث ألآن ضاقت السبل بتوركيا في معالجة امر ال bkk وهم كورد اتراك وعلى اراضيها يعبثون طلبا لحقوقهم المشروعة . فكيف بالذئب الراقي الكوردي الذي حيُر ذاك الرجال وفي حكمه نالوا المراد منه قبل الرحيل . ولكن الحكم في السياسة يبدو على التصرفات وليس على اساس الايدولوجية كما يقول كيسنجر ودمتم .

الحياد محرم
السومري -

نادراً ما نقرأ مقالاً موضوعياً متكاملاً مثل هذا المقال وبارك الله في السيد الكاتب حتى وان اختلفنا معه في بعض او حتى اغلب ماذكر فيه..هذا النوع من الكتاب هو ما تحتاجه الامة بعد عقود من كتاب النظرة الواحدة حتى ان كتاب مثل البصري وابو مطر وغيرهم لا يحتاج القارئ ان يقرأ المقال لانه مضيعة للوقت كل ما عليك ان تقرأ العنوان واسم الكاتب, فهم اشبه بمشاهدة فلم شاهدته عدة مرات في السابق. عودة الى مقال السيد هوشنك , المشكلة العراقية او بالاصح الحكومة العراقية انها لايمكن لها ان تكون على الحياد ومهما صرحت بذلك فلا يصدقها اي الطرفين في المشكلة السورية فنحن في الشرق الاوسط لا حياد لاحد فان لم تكن معي ,فانت عدوي..حكومة الاقليم وبالذات السيد مسعود بعدائه لحكومة المركز والمالكي شخصياً ,قد ايقن ان الحكم في سوريا ساقط لامحالة لذا يحاول ان يكون على ضفة المنتصرين . ما يعيب على هذه الفكرة ان بديل الحكم السوري ومن يساعدون الثوار الان سيكونوا من الد اعداء حقوق الكرد في سوريا المستقبل, لو عددنا من يقف الان وبقوة مع الثورة السورية لوجدنا ان تركيا وقطر والسعودية ولنقل السلفية العربية هي من ساندت وقفت بقوة مع صدام حين حاول محو القومية الكردية وتركيا وموقفها يعرفه الكرد اكثر مني .. اريد للسيد مسعود ان يحسب خطواته بدقة متناهية لان ما قد يخسره من حلفاءه لعشرات السنين من الشيعة العرب سيكلفنا جميعاً فوق ما نتصور ويجعل ما مر به الكرد في السابق نزهة بما سياتي ةالعياذ بالله. مرة اخرى شكراً لك ايها الكاتب ولايلاف ونطلب منها المزيد من كتاب القرن الواحد والعشرين...

تعليقاتك ممله
الى كامل ساكو -

مع احترامي لكل الاخوه الآشوريين إلا أني لم أرى ولم أسمع أن أحد منهم ضد أسرائيل (كما تدعي أنت)وعملية هجرة الأشوريين هي ليست وليدة المرحله كما تزعم أنت (بسبب الأكراد والقاعده) فهجرتكم قبل ذلك ببعيد فلكم اليوم في المهجر الجيل الثالث والرابع الذي نسي التحدث باللغه الأم ,,أما مداخلاتك المتكرره والتي لاتحمل بين طياتها هدف علمي ..................

والرهان على الحصان التركي
Rizgar -

رغم أختلافي مع ما طرحه الأخ الكاتب هوشنك بروكا الذي أكن له كل التقدير والأعجاب، باعتقادي ان ليست للقيادات الكوردية اختيارات او كشعب كوردي , ان الظروف الدولية وسياسة اليد قصيرة يدفع السياسين الكورد في ركوب بعض الاتجاهات المرا وغية. في كل المنازعات والمشاكل والحروب التي تعرض لها الاكراد، قلما كانت المبادرة كردية ، لان ا لكورد كانوا دائما يتخذون دور الدفاع وانتظار مأسي الحكومة وويلاتها. والسبب واضح والقصة معروفة لماذا.