فضاء الرأي

معذرة أيها الشهداء دماؤكم لم تجلب لنا الحرية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد أكثر من عام على اندلاع الثورة في مصر، وبعد ما أفرزته الإنتخابات التشريعية فيها من فوز لجماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، وتصدرهم لمجلس الشعب، لا أعتقد بأن حماس الشباب للثورة باق على عهده من التوهج والإنعتاق، ثمة لوعة وأسى على جراح الضحايا ودماء الشهداء، ثمة قلق على حريتهم وحقهم في أن يعيشوا سعداء، آمنين من كل شر، شباب ضاعت آمالهم بين قادة طامحين الى استعادة أمجاد العسكر وشيوخ ملتحين نسوا أن الله قد أمرهم بأن لا يكرهوا الناس على ما لا يريدون، ميدان التحرير لم يعد باباً لآمالهم، بل فسحة لإطلاق صرخات يائسة في الفضاء، تزيح عن قلوبهم هموم الحياة وتوهمهم بأن الثورة ما زالت مستمرة.
ثوار الأمس يتبادلون أحاديث الخيبة والإحباط، ماذا حلّ بثورتهم وكيف آلت ثمارها الى من ترددوا طويلاً بالمساهمة فيها حتى اقترب انتصارها، يتساءلون عن المستقبل وعن مصير بعض المكتسبات التي حصل عليها المجتمع بعد نضال طويل، هم خائفون على نهضة بنتها الأجيال الماضية وأنتجت مكتبات عامرة ومسارح وفنوناً راقية، وملايين من النساء المتعلمات اللواتي يزدريهن الشيخ السلفي إسحق الحويني ويصف أبناءهن بأنهم من مدمني المخدرات، ذلك المتفيقه الذي شتم كل نساء مصر حين افترى على والد سيدة مصر هدى شعراوي، وقال بأنه أشاح عن ابنته حين رآها سافرة الوجه، ذلك لأنه كان يعتقد مع كل الناس آنذاك - على حد زعم الحويني - بأن وجه المرأة مثل فرجها، والحقيقة إن الناس لم يكونوا كذلك، لا بالأمس ولا اليوم، لكن السلفيين وحدهم أو ربما بعضهم، من يرى ذلك، هم لا ينظرون الى المرأة إلا متخيلين ما تحت ملابسها، حتى لو تنقبت لا يكفّون عن اعتبارها فتنة، إنها وسيلة لإمتاعهم ورفدهم بالأبناء.
السلفيون الذين يتربعون على مئة وثمانين من مقاعد البرلمان، عبروا عن اهتمامهم بالمرأة، بطريقة بعيدة عن اللياقة والإحترام، فقد نظموا مؤتمراً عن دورها في الحياة السياسية، وكان يفترض أن تعتلي المنصة سيدات منقبات، ليقدمن وجهة نظرهن ورؤيتهن للعمل السياسي، لكن ذلك لم يحصل وتصدّر لرئاسة المؤتمر عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور، مع اثنين من زملائه السلفيين. وكان ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، قد حذّر الصحافيات من عدم الإلتزام ب "الزي الشرعي" واعتبر إن من واجبه تنبيههن لأن هذا أمر لا يمكن السكوت عليه، فالمتبرجات "لا يدخلن الجنة" حسب رأيه.
إنني إذ أركز على موقف السلفيين من المرأة، فذلك لأني أرى فيها صورة مصر، أرى فيها "الحياة سائرة على قدمين"، كما قال نجيب محفوظ، على خلاف ما يراه السلفيون، فهم دائماً خائفون منها، يبحثون في كتبهم العتيقة عن أقوال تبرر حجبها والمبالغة في سترها، وما لعبة الحجاب الا الخطوة الأولى نحو تكتيف المرأة وزرع الخجل السلبي، والتردد في نفسها، فتارة يقال لها إنك كالجوهرة ينبغي أن تتقمطي أو تتغلفي كي لا يطمع فيك أحد، وتارة يرمونها بالفتنة وحبائل الشيطان، يعيرونها بنقص العقل، ثم يخشونها إذا ما تعلمت ووصلت الى المراتب العليا، يعتبرونها رمزاً للشرف، لكنهم يحقّرونها في خطبهم وكتبهم ويروون أحاديثاً تجعلها في مصاف البهائم.
إن عداوة السلفيين للمرأة لا يدانيها الا كراهيتهم للفنون، وهم في ذلك منسجمون مع أنفسهم، فلطالما كانت المرأة مصدر إلهام للشعراء والرسامين والنحاتين، بما يوقظه جمالها من مشاعر وآمال، وأنا لا أتصور فنّاً بدون نساء، ولو لم تكن نساء العرب في قديم تاريخنا، باديات المحاسن، مشرقات ذوات فطرة سليمة، لا تشوبها ريبة السلفيين، لما كنّا نشدو بشعر البحتري وأبي فراس الحمداني وابن زيدون والشريف الرضي، وابن زريق، وغيرهم ممن منحوا لغتنا هيأتها الجميلة وخلّدوها في وجداننا. وعداوة السلفيين للفن لم تقتصر على الكلام بل أخذت طريقها الى القضاء بعد أن اتّهم السلفي عسران منصور، الفنان عادل إمام، بالسخرية من الإسلام واللحية والجلباب، في أعماله الفنّية، وبسبب هذا الإتهام، أصدرت محكمة مصرية حكماً غيابيا على إمام بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وبغرامة قدرها ألف جنيه.
إن أولى غزوات السلفيين كانت ضد مكتبة الإسكندرية العريقة، تصدّوا لأنشطتها الفنية والثقافية، واعتبروها منافية للدين. ومنذ فترة وهم يشنون حملة ضد ما أسموه ب "قوانين الست" ويقصدون بها تلك التشريعات التي أنصفت المرأة بعد عقود مضنية من الظلم والتعسف، السلفيون ومعهم غالبية الإسلاميين لم يستسيغوا منح الزوجة المتضررة من زوجها، حق الخلع، مع إن هذا الحق مذكور في القرآن، وهم أيضا يرفضون مساواة المرأة بالرجل في حق نقل الجنسية الى أبنائها، وهو كما نعلم لا يتعارض مع الدين، ففقهاء السلف لم يتحدثوا عن الجنسية، لأنها من الحقوق الحديثة نسبياً، هم ببساطة يشعرون بالقلق من أي بادرة لإنصاف النساء حتى لو كان مصدرها الله.
أنا لا أخاف من السلفيين حين يحكمون، من أن يتحولوا الى إرهابيين، ذلك أنهم لا يستعملون فتاوى الإرهاب إلا حين يكونوا خارج الحكم، وسيكونوا بعيدين عن فكرة الجهاد، ولن يعترضوا على اتفاقية السلام مع إسرائيل إلا قليلاً، بما يكفل لهم حكماً هادئا. واليوم يستعدون لجولة أخرى يأملون من خلالها أن يكملوا حصارهم للمجتمع المصري، فقد أعلن أحد قيادييهم، راغب السرجاني، عن ترشيح الشيخ السلفي، صلاح أبو إسماعيل، لانتخابات رئاسة الجمهورية، المقبلة. وكان السرجاني قد دعا جمهوره الى اقتناص الفرصة للوصول الى الحكم الإسلامي الكامل، وبهذا يكتمل حظ المرأة العاثر، أغلبية في البرلمان ورئيس سلفي.
ومع كل ماتقدم فإن المرأة والفن لن يكونا وحدهما ضحايا الحكم الإسلامي، بل إن الشباب تنتظرهم سنوات مضنية، يتحتم عليهم فيها أن يجففوا منابع آمالهم ويطفئوا مطامحهم، فالسلطة الجديدة لن تهتم بمعالجة البطالة والفقر، وسيكون جلّ اهتمامها بتطبيق شريعتها الخاصة، ولاعزاء للرجال والنساء الا أن يتحصنوا بالصبر خلال الدورة البرلمانية الحالية، حتى تنتهي، ويتوجه الناخبون مرة أخرى الى صناديق الإقتراع، فيكون لهم رأي آخر، حين لا يعود بإمكان الإسلاميين أن يواصلوا نثر الأموال لكسب أصواتهم، وإلى أن يتحقق ذلك ليس من المستبعد أن يصطدموا بالجيش، فالبلاد لا تتحمل سلطتين.
bdourmohamed@ymail.com



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مصر اولا
مواطن -

الكاتبة المتطرفة التي ولائها الاول لتيارها الفكري العلماني فاما العلمانية او يتحرق المصريين بغاز تحاول كما هي عادتها الربط بين ماحدث في مباراه الكورة وفوز الاخوان والسلفيين بالانتخابات ....... اذا كان هذا حال مثقفينا فكيف بالانسان العادي

مصر اولا
مواطن -

الكاتبة المتطرفة التي ولائها الاول لتيارها الفكري العلماني فاما العلمانية او يتحرق المصريين بغاز تحاول كما هي عادتها الربط بين ماحدث في مباراه الكورة وفوز الاخوان والسلفيين بالانتخابات ....... اذا كان هذا حال مثقفينا فكيف بالانسان العادي

كلمات رنانه
عراقي جريح -

متى كانت دماء الشهداء تجلب الحريه كي ما تعتذري ايتها الكاتبه ّ!؟ لقد تعودنا ان نخدع (بضم النون) ونخدع بمثل هذه الكلمات الرنانه التي لا وجود لها على ارض الواع سوى استغفال السذج من الناس , فكفى زيفا لكلمات لا معنى لها

كلمات رنانه
عراقي جريح -

متى كانت دماء الشهداء تجلب الحريه كي ما تعتذري ايتها الكاتبه ّ!؟ لقد تعودنا ان نخدع (بضم النون) ونخدع بمثل هذه الكلمات الرنانه التي لا وجود لها على ارض الواع سوى استغفال السذج من الناس , فكفى زيفا لكلمات لا معنى لها

عداوة السلفيين للمرأة
هانى شاكر -

يبرع السلفيون فى البحث في كتبهم العتيقة عن أقوال تبرر حجب المرأة والمبالغة في سترها، وما لعبة الحجاب الا الخطوة الأولى نحو تكتيف المرأة وزرع الخجل السلبي، والتردد في نفسها، فتارة يقال لها إنك كالجوهرة ينبغي أن تتقمطي أو تتغلفي كي لا يطمع فيك أحد، وتارة يرمونها بالفتنة وحبائل الشيطان، يعيرونها بنقص العقل، ثم يخشونها إذا ما تعلمت ووصلت الى المراتب العليا، يعتبرونها رمزاً للشرف، لكنهم يحقّرونها في خطبهم وكتبهم ويروون أحاديثاً تجعلها في مصاف البهائم. .... و فى ممارسة العشق مازلنا نقرأ و نسمع ونكتشف عجب .. ويتفنن نجوم ألمذهب ألسلفى فى عزف أوبريتات و سيمفونيات غاية فى الفظاعة و الدونية عند تناول هذا المضوع .. آخر ما سمعت و العهده على النجم السنى الفذ : على المرأة اثناء الجماع ان تصيح بتواصل و باستمرار : الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر

عداوة السلفيين للمرأة
هانى شاكر -

يبرع السلفيون فى البحث في كتبهم العتيقة عن أقوال تبرر حجب المرأة والمبالغة في سترها، وما لعبة الحجاب الا الخطوة الأولى نحو تكتيف المرأة وزرع الخجل السلبي، والتردد في نفسها، فتارة يقال لها إنك كالجوهرة ينبغي أن تتقمطي أو تتغلفي كي لا يطمع فيك أحد، وتارة يرمونها بالفتنة وحبائل الشيطان، يعيرونها بنقص العقل، ثم يخشونها إذا ما تعلمت ووصلت الى المراتب العليا، يعتبرونها رمزاً للشرف، لكنهم يحقّرونها في خطبهم وكتبهم ويروون أحاديثاً تجعلها في مصاف البهائم. .... و فى ممارسة العشق مازلنا نقرأ و نسمع ونكتشف عجب .. ويتفنن نجوم ألمذهب ألسلفى فى عزف أوبريتات و سيمفونيات غاية فى الفظاعة و الدونية عند تناول هذا المضوع .. آخر ما سمعت و العهده على النجم السنى الفذ : على المرأة اثناء الجماع ان تصيح بتواصل و باستمرار : الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر

لا تتعبي نفسك
عراقي -

اختي الكاتبه لا تتعبي نفسك فالحتمية التاريخية تدفع نحو الاسلاميين , لان الوعي الجماهيري لم يجرب هذا النوع من الكوارث بعد , دعيهم يجربوا السلفيين والوهابيين والاسلاميين من كافه الاسماء , وبعد سنين سيجدون بانهم لا يختلفون عن غيرهم سوى انهم يتدخلون في الحياة الشخصية للبشر ويحتقرون المرأة.

لا تتعبي نفسك
عراقي -

اختي الكاتبه لا تتعبي نفسك فالحتمية التاريخية تدفع نحو الاسلاميين , لان الوعي الجماهيري لم يجرب هذا النوع من الكوارث بعد , دعيهم يجربوا السلفيين والوهابيين والاسلاميين من كافه الاسماء , وبعد سنين سيجدون بانهم لا يختلفون عن غيرهم سوى انهم يتدخلون في الحياة الشخصية للبشر ويحتقرون المرأة.

الثورة المسكينة
عراقي يكره السلفية -

يقال بما معناه ان الثورة يفكربها ويخطط لها الفلاسفة والمفكرين ويقوم بها الابطال و يحصد ثمارها السرسرية.. كما برهنت لنا الثورة المسكينة المصريةالذي جنى عليها القطرضاوي

الثورة المسكينة
عراقي يكره السلفية -

يقال بما معناه ان الثورة يفكربها ويخطط لها الفلاسفة والمفكرين ويقوم بها الابطال و يحصد ثمارها السرسرية.. كما برهنت لنا الثورة المسكينة المصريةالذي جنى عليها القطرضاوي

سلفيو العراق
سالم -

يوجد سلفيون دينيون يحكمون العراق والنماذج هم المالكي والهاشمي ومقتدى والحكيم، ولكن بدور لم يسبق لها أن كتبت أي مقال ينتقدهم بهذه الطريقة التي تنقد بها السلفيين المصريين..

سلفيو العراق
سالم -

يوجد سلفيون دينيون يحكمون العراق والنماذج هم المالكي والهاشمي ومقتدى والحكيم، ولكن بدور لم يسبق لها أن كتبت أي مقال ينتقدهم بهذه الطريقة التي تنقد بها السلفيين المصريين..

جيران السلفية و النفاق
kassem -

لعل ما تغافلت عنه الأخت بدور في مقالها أو تناسته هو عدم التطرق لما قام به هؤلاء طوال عقود كثيرة في مجال تهيئة العقول حتى تتقبل و تشاطر نظرتهم ألى الأمور . لقد بدأ هذا التيار معركته بمرحلة خطيرة تم فيها اغتيال العقل المفكر و النير وكان ذلك بنشر ثقافة تخدير العقول فأضحى المنسوب الذكائي متدنيا حتى اسفل الدرجات فراحوا يجمعون حديثا من هنا و اية من هناك ليصنعوا بعد ذلك عقلا قابلا للتخريف و قبول اي شيء مهما بدت لامعقولينه واضحة لابسط انسان . و الغريب في الامر انهم استثمروا بشكل اوسع لدى النساء للوصول في النهاية الى شلهن و ترك امور حياتهن لامثال هؤلاء . و في المقابل لم نجد أية مؤسسة تتصدى لمثل هذه الثقافات لا العائلة ادت دورها و لا المدرسة غذت عقول الناشئة بما يمكن ان تستنير به العقول . لقد انتهى الأمر بفئات كثيرة الى ترك معترك الحياة للغوص فيما هو وراءها فاصبح الموت هو الشغل الذي يهتم به المهتمون

جيران السلفية و النفاق
kassem -

لعل ما تغافلت عنه الأخت بدور في مقالها أو تناسته هو عدم التطرق لما قام به هؤلاء طوال عقود كثيرة في مجال تهيئة العقول حتى تتقبل و تشاطر نظرتهم ألى الأمور . لقد بدأ هذا التيار معركته بمرحلة خطيرة تم فيها اغتيال العقل المفكر و النير وكان ذلك بنشر ثقافة تخدير العقول فأضحى المنسوب الذكائي متدنيا حتى اسفل الدرجات فراحوا يجمعون حديثا من هنا و اية من هناك ليصنعوا بعد ذلك عقلا قابلا للتخريف و قبول اي شيء مهما بدت لامعقولينه واضحة لابسط انسان . و الغريب في الامر انهم استثمروا بشكل اوسع لدى النساء للوصول في النهاية الى شلهن و ترك امور حياتهن لامثال هؤلاء . و في المقابل لم نجد أية مؤسسة تتصدى لمثل هذه الثقافات لا العائلة ادت دورها و لا المدرسة غذت عقول الناشئة بما يمكن ان تستنير به العقول . لقد انتهى الأمر بفئات كثيرة الى ترك معترك الحياة للغوص فيما هو وراءها فاصبح الموت هو الشغل الذي يهتم به المهتمون

حسب ادعاء كاتب
Rizgar -

هل كانت النهضة الاوروبية تتجه الى حضارة اليوم لولا جان جاك روسو؟ هل كانت الثورة الفرنسية تتجه الى تحطيم سجن باستيل لولا حكمة المرأة المسنة التي كانت تريد تحرير ابنها المسجون في ذلك السجن؟ وهل كانت اليهودية تنتصر لولا تمرد موسى على الوهية الفراعنة؟ وهل كانت المسيحية تنشر هكذا لولا تمرد المسيح على مبادئ سلطة مجمع الكهنة اليهودية؟ وهل كان الاسلام ينتشر لولا تمرد محمد على الآلهات السائدة في القريش؟ وهل؟ وألف هل؟ فاين من يقول اليوم في ثورة الشباب في الربيع العربي: (لا للسائد المستبد والى جديد مبتكر) والتمرد على الثقافة السائدة منذ 1400 عاما من المعتقدات البدوية المتخلفة ؟ وهل سيتغير شئ بتغيير مستبد ومنظومة مستبدة معتمدة على عقيدة مستبدة بآخر من نفس الفرع والاصل؟ الثورة المصرية نموذج لما نقول، غيرت الثورة حسني مبارك العسكري الاسلامي بسلطة العسكري الاكثر اسلامية! وبملتحين وقوا...لين اشد ايغالا في الاسلامية، ولا ضوء في نهاية النفق، حتى يظهر متمرد على ما ساد 14 قرنا، كجان جاك روسو على الاقل، ونتيجة ثورة من يسمون انفسهم بـ(توار) في ليبيا: العود الى الشريعة!؟ التي كانت سائدة قبل 14 قرنا! الى الوراء 14قرنا ضاربين عرض الحائط بكل التطور العقلي والعلمي والفكري والاجتماعي والنفسي والتكنولوجي وغيرها للانسانية طيلة هذه الـ14 قرنا، (خير امة اخرجت للناس)

حسب ادعاء كاتب
Rizgar -

هل كانت النهضة الاوروبية تتجه الى حضارة اليوم لولا جان جاك روسو؟ هل كانت الثورة الفرنسية تتجه الى تحطيم سجن باستيل لولا حكمة المرأة المسنة التي كانت تريد تحرير ابنها المسجون في ذلك السجن؟ وهل كانت اليهودية تنتصر لولا تمرد موسى على الوهية الفراعنة؟ وهل كانت المسيحية تنشر هكذا لولا تمرد المسيح على مبادئ سلطة مجمع الكهنة اليهودية؟ وهل كان الاسلام ينتشر لولا تمرد محمد على الآلهات السائدة في القريش؟ وهل؟ وألف هل؟ فاين من يقول اليوم في ثورة الشباب في الربيع العربي: (لا للسائد المستبد والى جديد مبتكر) والتمرد على الثقافة السائدة منذ 1400 عاما من المعتقدات البدوية المتخلفة ؟ وهل سيتغير شئ بتغيير مستبد ومنظومة مستبدة معتمدة على عقيدة مستبدة بآخر من نفس الفرع والاصل؟ الثورة المصرية نموذج لما نقول، غيرت الثورة حسني مبارك العسكري الاسلامي بسلطة العسكري الاكثر اسلامية! وبملتحين وقوا...لين اشد ايغالا في الاسلامية، ولا ضوء في نهاية النفق، حتى يظهر متمرد على ما ساد 14 قرنا، كجان جاك روسو على الاقل، ونتيجة ثورة من يسمون انفسهم بـ(توار) في ليبيا: العود الى الشريعة!؟ التي كانت سائدة قبل 14 قرنا! الى الوراء 14قرنا ضاربين عرض الحائط بكل التطور العقلي والعلمي والفكري والاجتماعي والنفسي والتكنولوجي وغيرها للانسانية طيلة هذه الـ14 قرنا، (خير امة اخرجت للناس)

جيران : السلفية و النفاق
kassem -

أعود مع القراء الى موضوع تهيئة العقول و ترويضها على قبول ثقافة التخريف وشل التفكير و تحجيمه . لعل الكثير من القراء سبق لهم أن لاحظوا انتشار نوع من الكتيبات التي توزع مجانا على فئة من الشباب و هي تحمل نوعا من الأحاديث و هي معدة ليلجأ لها الناس في كل أمورهم و هم في ذلك يدعون أن ذلك سيمتن العلاقة بين المخلوق (القارىء) و خالقه و هو الله تصوروا انسانا لا يشغل عقله طوال الوقت و في كل الحالات و الوضعيات و هو يجتر هذه الأحاديث بشكل آلي يكاد يتحول معها صاحبها الى امرىء مخدر في عقله و على المدى الطويل يصبح بعيدا عن ذاته و خصوصياته كإنسان له وسطه و له اهتماماته . و الغريب في الأمر يتلذذ المتحول عن نفسه بهذه الطريقة و يشعر في قرارة نفسه بأنه أدى واجبه في الوجود على أحسن وجه . لقد سبق لي أن ناقشت أحدا من مروجي هذا الصنف من الكتيبات و رد علي قائلا أأنت ضد الأحاديث النبوية ؟ فقلت له أكنت تذهب الى الطبيب ؟ فقال نعم أنا أذهب الى الطبيب . فقلت له ما رأيك فيما لو أخذت من الدواء جرعا زائدة ؟ أينفع الدواء أم يضرك ؟ قلت إذن أنتم كالطبيب الذي يوصي بجرع كثيرة تزيد المريض تعقيدا و لا يشفى من المرض .

جيران : السلفية و النفاق
kassem -

أعود مع القراء الى موضوع تهيئة العقول و ترويضها على قبول ثقافة التخريف وشل التفكير و تحجيمه . لعل الكثير من القراء سبق لهم أن لاحظوا انتشار نوع من الكتيبات التي توزع مجانا على فئة من الشباب و هي تحمل نوعا من الأحاديث و هي معدة ليلجأ لها الناس في كل أمورهم و هم في ذلك يدعون أن ذلك سيمتن العلاقة بين المخلوق (القارىء) و خالقه و هو الله تصوروا انسانا لا يشغل عقله طوال الوقت و في كل الحالات و الوضعيات و هو يجتر هذه الأحاديث بشكل آلي يكاد يتحول معها صاحبها الى امرىء مخدر في عقله و على المدى الطويل يصبح بعيدا عن ذاته و خصوصياته كإنسان له وسطه و له اهتماماته . و الغريب في الأمر يتلذذ المتحول عن نفسه بهذه الطريقة و يشعر في قرارة نفسه بأنه أدى واجبه في الوجود على أحسن وجه . لقد سبق لي أن ناقشت أحدا من مروجي هذا الصنف من الكتيبات و رد علي قائلا أأنت ضد الأحاديث النبوية ؟ فقلت له أكنت تذهب الى الطبيب ؟ فقال نعم أنا أذهب الى الطبيب . فقلت له ما رأيك فيما لو أخذت من الدواء جرعا زائدة ؟ أينفع الدواء أم يضرك ؟ قلت إذن أنتم كالطبيب الذي يوصي بجرع كثيرة تزيد المريض تعقيدا و لا يشفى من المرض .