أصداء

الآفاق القريبة للثورة السورية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


الصراع حاد في أروقة مجلس الأمن، على خلفية المسودات المتناقضة التي طرحت في قاعته، بدءً من تقرير الأمين العام للجامعة العربية ورئيس وزراء قطر إلى مندوب سوريا الدائم، ومسودة مندوب روسيا الدائم، المحرك الفعلي للصراع وإثارتها من وراء أجندات حكومته والتي ستؤدي لخلق آفاق حرب أهلية في داخل سوريا. على خلفية التقارير ومسودات المشاريع تلك وتضارب المصالح الدولية حول القضية السورية يتجه مصير الشعب السوري إلى صراع حالك المصير، ينقب عنه موسكو قبل السلطة السورية.
من غرائب الدهر أن تنقلب روسيا المساندة لنضال الشعوب وعلى مدى قرن من الزمن، إلى دولة تساند الطغاة ضد الحركات التحررية وشباب الشعوب الثائرة من أجل الحرية والعدالة! وتأتي الدول الرأسمالية لتبني مصالحها الإقتصادية والسياسية مع الشعوب، وتشحذ دبلوماسيتها من أجل إقامة حكومات ديمقراطية تجد لنفسها المكان الآمن على مصالحها الإقتصادية في القادم من الزمن مع الثورات الشبابية هذه!

تتاجر الحكومة الروسية سياسياً للحصول على ضمانات سورية ودولية لمصالحها في سوريا ومن خلالها في المنطقة، قبل أن تتخلى عن السلطة السورية الدكتاتورية، لذلك كانوا في قاعة مجلس الأمن أدق وأمتن سياسياً في الدفاع عن السلطة السورية، بعكس الملحمة الأدبية والخطاب الغوغائي لممثل سوريا الدائم " بشار الجعفري " والتي نود أن نأتي على بعض من سجاله السفسطائي وليس دفاعه أمام أعضاء المجلس:
1. تباها بإحتواء السلطة السورية لمليوني عراقي مهاجر، أغلبهم من البعثيين الذين تلطخت أياديهم بدماء الشعب العراقي، لم تؤدي في الواقع إلى أزمة إقتصادية في سوريا كما أدعى الجعفري، بل هؤلاء معظمهم من أعضاء البعث وبينهم رؤساء وقادة الحزب الذين جلبوا معهم هذا الجمهور وكميات ضخمة من الأسلحة وبينها الكيميائية، والتي دمجت مع فوجات الحرب الكيميائية في الجيش السوري، إضافة إلى كميات من الأموال والعملة الصعبة التي نهبت من البنوك العراقية وضخت في بنوك السلطة السورية وهي نفس الأموال التي صرف قسم كبير منه على إقامة معسكرات تدريبية لنشر مجموعات الإجرام والتدمير على طول العراق وعرضه. الجحيم الذي حصل في العراق على مدى سنوات كان ورائه هؤلاء الذين أحتضنهم وهيئتهم السلطة السورية في معسكرات خاصة وبمساعدة أئمة ولاية الفقيه.

2.هجرة ثلثي الشعب اللبناني كانت على خلفية ثلاثين سنة من استعمار السلطة السورية لذاك الشعب، السلطة السورية كانت وراء خلق صدع بين الشعب اللبناني من الصعب ألتئامه، لكن الهجرة في ذاتها كانت على خلفية إثارة هذه السلطة " بجيشهم المتواجد في البقاع آنذاك " حرب وهمية مع أسرائيل والذين هربوا إلى ما وراء حدود لبنان قبل تحرك الجيش الإسرائيلي بيومين! وبقي الشعب اللبناني وحيدأ في الساحة يحارب جيشاً لا ناقة لهم فيها ولاجمل، خلقت السلطة السورية من ورائها منية على الشعب اللبناني، وأجبرتهم على مذلة ورضوخ دامت سنوات عديدة فقد فيها الليبنانييون الألاف من خيرة شبابهم في أقبية السلطة السورية اللأمنية.

3.الكاتب " أميل زولا " لم يدافع عن ضابط يقف مع الدكتاتورية بل كان الضابط الفرنسي يقف إلى جانب الحق والشعب الفرنسي، وهنا وكغيرها من أمثلته التي سردها في رده الفلسفي السفسطائي، يعكسها بمزاجية خاصة ويجانب الحقائق حسب غاياته الذاتية ورغبات سلطة الأسد!

4.لم يسأل " بشار الجعفري " المتمكن حديثاً وللأسف كبوق لسلطة دكتاتورية! لماذا هب الشعب السوري في الدفاع عن نفسه وحمل السلاح بعد أن تجاوز عدد الشهداء بيد شبيحة الأسد الخمسة آلاف؟ ولماذا ينشق الجيش السوري؟ ولم يبحث عن الإعلام الملتزم بمفاهيم سلطة شمولية دكتاتورية ساخطة وأصبح كالورم السرطاني في كيان الشعب؟ ولم يقتنع بعد بأن الثورة موجودة والإعلام العالمي يبحث عن المناطق الساخنة لديمومته وليست لدعم الثورة السورية! الثورة السورية موجودة ومستمرة وستنتصر إن بثت الجزيرة والعربية وب ب سي وغيرهم أم تغاضوا عنها. مهما لفق الإعلام الخارجي الحقيقة فإنها لا ترقى إلى سوية نفاق إعلام السلطة السورية والذي جعل من الأسد وآله ووريثه آلهة على الأرض أبديين وهم أموات! لكن الغاية ليس في نقل الخبر والأحداث بل المطلب هو التعتيم على الإجرام الذي يجري في سوريا، كما حدث في حماه في بداية الثمانينات يوم صمت العالم أمام مجازر والد وعم المجرم الحالي!

5. الأسلحة التي تصل إلى يد الجيش السوري الحر والمدافعين المدنيين عن عائلاتهم، هي من صلب أسلحة الجيش السوري الذي نزلت البارحة ببارجة روسية وقوافل من أيران إلى الأراضي السورية لضرب الشعب السوري الذي كان أعزل حتى البارحة!

6. قدم الجعفري نفسه في القاعة على إنه ممثل بشار الأسد قبل أن يكون ممثل الشعب السوري، وهنا تتبن الحقيقية، حقيقة الصراع بين الشعب وسلطة الأسد وحاشية غارقة معها في الفساد والإجرام، لهذا لم يتجرأ بشار الجعفري أن يقدم نفسه ممثلاً ومحاوراً بإسم الشعب السوري!

ستكون القضية بعد هذه الجلسة محور نقاش وحراك دبلوماسي حاد على مدى الأيام القادمة، إتفاقيات سياسية إقتصادية ستجرى فيما وراء الكواليس، وعلى الأغلب ستؤدي إلى إعادة القضية إلى المربع الأول، أي إبقاء الصراع بين الشعب السوري والسلطة الدكتاتورية المحتمية بقواه الأمنية المتنوعة الأشكال، والحماية الدولية من روسيا وربما الصين، وهنا ستحدث التدخلات الدولية عن طريق أروقة مظلمة مليئة بالخبث والمصالح الذاتية، وسيتحرك تجار الأسلحة وبقوى دولية، أي سيجر الشعب السوري إلى حرب أهلية طائفية مؤلمة، لن يستطيع أي كان الحد من التدخلات الدولية المقرفة آنذاك، بل سيكون الصراع أفظع وأشرس، وستسيل الدماء في شوارع المدن السورية بدون رقيب، حينها لن يتمكن القوى المعارضة السورية التي تعارض التدخل الدولي تحت وصاية مجلس الأمن " كهيئة التنسيق..." من وضع الحلول والحد من القتل على الهوية، وهذا ما تصارع السلطة السورية من أجل حدوثة للبقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة.

هناك في ساحات الحرب الأهلية ستتاجر مافية موسكو بالأسلحة قدر الإمكان، ولا يهمهم إن كان الثمن إراقة دماء عشرة آلاف شهيد سوري آخر، فالمصالح الروسية " حكومة " تتجذر جزئياً أو كلياً مع إزالة السلطة السورية الحالية، وللأسف لا يود حكام روسيا الحاليين بالجدلية التاريخية المؤكدة على أن الغلبة دائماً للشعوب، والسلطة السورية آيلة للزوال لا محالة، وعليها الإقتناع بإن مصالحها الإقتصادية والسياسية تترسخ أكثر مع حكومة سورية ديمقراطية تعددية.

السناريو الثاني: في حال الوصول على إتفاق دولي والتي قد تكون من ضمنها فرض عقوبات على السلطة السورية، وإرضاخ الأسد للتنحي، وما سيرافقه من وصايا كالحصانة، مثلما حدث في اليمن، ستجرف السلطة مصير سوريا إلى مثال أقرب إلى مثال ليبيا، لكن الإنهيار ونهاية السلطة ستكون أسرع، ولا يستبعد دمار سيشمل العديد من المدن، لكن بخسائر بشرية أقل من حالة عزل القضية عن أروقة مجلس الأمن وإعادتها إلى أروقة الجامعة العربية.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokurda@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاسد يستعد للهروب
كوردي حر -

كشفت الناشطة السورية المعارضة الدكتورة عائشة عطا عضو كتلة أحرار الشام النقاب عن معلومات مهمة قالت انها حصلت عليها مسربة من داخل قصر الرئاسة في دمشق مفادها أن النظام السوري أصبح يعاني من حالة انهيار داخلي وفقدان السيطرة علي الأوضاع في سوريا. وأضافت في تصريحات خاصة لـالأهرام أن المعلومات التي سربها ضابط في المخابرات علي صلة بالقصر الرئاسي تفيد أنه تم ابعاد ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد عن قيادة العمليات العسكرية في البلاد,واخراجه من القصر الي استراحة باسل الأسد العسكرية التي تقع في محيط منطقة قاسيون خارج المنطقة الرئاسية.وأشارت المعلومات الي أن ماهر الأسد أصبح نتيجة لذلك يعاني من حالة اكتئاب شديدة, وأطلق لحيته وأصبح في حالة سكر دائم, بعد أن كان يتولي قيادة العمليات العسكرية في البلاد من خلال موقعه كقائد للفرقة الرابعة في الجيش التي يتم اختيار أعضائها بعناية شديدة من أشد المناصرين لبشار الأسد من أبناء الطائفة العلوية.وأضافت المعلومات أن ماهر الأسد كان قد قام قبل عدة أشهر,مع بداية اندلاع الثورة السورية, باطلاق رصاصة علي نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بسبب اعتراض الأخير علي اطلاق الرصاص علي المتظاهرين في درعا التي ينتمي اليها, مما أدي الي اصابة الشرع واختفائه عن الظهور في وسائل الاعلام لفترة.وقالت الناشطة السورية عائشة عطا انه وفقا للمعلومات التي حصلت عليها فان بشار الأسد وكبار قادة الجيش من أبناء الطائفة العلوية أصبحوا هم الذين يقودون العمليات العسكرية في سوريا حاليا, وانه من المنتظر أن يقوم النظام بتصعيد عملياته خلال الفترة المقبلة التي أصبح ينظر اليها علي أنها مرحلة الحسم.وأشارت المعلومات الي أن بشار الأسد يقوم حاليا بتسليح جميع أبناء منطقة القرداحة من العلويين المناصرين له, وهي مسقط رأس والده حافظ الأسد وفيها دفن عقب وفاته,وأنه- أي بشار- أصبح لا يستبعد أن يتآكل حكمه ليصبح حاكما علي القرداحة فقط لذا فهو يبالغ في تسليح أبنائها.الا أنه في الوقت نفسه قام باعداد مكان سري للهروب اليه اذا شعر بسقوط نظامه كلية,في منطقة الرقة وهي منطقة صحراوية حدودية, ولا يمكن لأحد أن يتوقع أن يذهب اليها الأسد.

كفاكم
سعيد محمد -

هل تعلمون أنكم كتبة إيلاف لا تنفكون تحريضا ا عن الوضع السوري وانتم تنفخون في النار وتتعامون عن حقيقة هذه العصابات المخربة التي تعيث تخريبا وفسادا بالمال والسلاح القطري والتحريض الأميركي الفرنسي .انا اعلم أنكم لن تنشروا هذا التعليق لكن يكفيني ان يصل إلى إدارة الموقع فتكف عن التحريض وبث سموم الفتنة والشائعات .

يسقط ﺍﻠﻤﺟﺮﻡ بشارﺍﻟﻤﺨﻟﻮﻉ
Tarek Abo Hamid -

ﻫﺫﺍﺃﻜﺑﺮﺪﻠﻴﻞﻋﻟﻰﺗﺭﻧﺢ ﺍﻟﻤﺨﻟﻮﻉ بشار اذا كنتم رجالا بمعنى الكلمة فاخرجوا الى الساحات .. ﺑﺩﻮﻦ ﺴﻼﺡ ﺃﻴﻬﺎ ﺍ ﻟﺟﺑﻧﺎﺀ ﺤﺗﻰ ﻧﺸﻮﻑ ﺍﻟﺮﺠﺎﻝ ﻔﻴﻜﻡ ﺇﺫﺍ ﻜﻧﺗﻡ ﻔﻌﻼ ﺯﻟﻡ ﻟﻴﺶ ﻋﻡ ﺗﻁﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟﺮﻮﺲ ﻮﺍﻟﻤﺟﻮﺱ ﻭﺍﻟﺼﺪﺭ ﺿﺩ ﺷﻌﺐ ﺃﻋﺯﻞ ﻟﻜﻧﻪ ﺸﻌﺐ ﺑﻁﻞ ﺼﺎﺮ ﻟﻜﻡ ﺴﻧﻪ ﻮ ﺇﺴﺗﻌﻤﻟﺗﻡ ﻜﻝ ﻜﻝ ﺃﺴﻟﺤﺗﻜﻢ ﻟﻜﻦ ﺧﺴﺌﺗﻡ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺗﺯﻗﻪ ﺍﻟﺷﺎﻁﺮ ﺑﻴﺿﺤﻚ ﺑﺎ ﺍﻷﺨﻴﺭ

كفاكم
سعيد محمد -

هل تعلمون أنكم كتبة إيلاف لا تنفكون تحريضا ا عن الوضع السوري وانتم تنفخون في النار وتتعامون عن حقيقة هذه العصابات المخربة التي تعيث تخريبا وفسادا بالمال والسلاح القطري والتحريض الأميركي الفرنسي .انا اعلم أنكم لن تنشروا هذا التعليق لكن يكفيني ان يصل إلى إدارة الموقع فتكف عن التحريض وبث سموم الفتنة والشائعات .

شارلوك هولمز !!
عمار تميم -

يبدو أن أستاذنا العزيز كان زميلاً لكولن باول أثناء سرده لكيفية إخفاء أسلحة الدمار الشامل في العراق وكيفية تنقلها من مكان إلى آخر ، فتعلم منه في هذا المقال أن الأسلحة الكيماوية العراقية تمّ تهريبها إلى الداخل السوري مما يعني التمهيد لقبول هذه الأعذار في المستقبل القريب ، من المعيب جداً القول أن سوريا استقطبت أكثر من مليوني عراقي كلهم رجالات النظام لأنهم عندما دخلوا لم يكن هناك تدقيق أو مكتوب على جوازات السفر التبعية السياسية لأيٍ منهم ولكنه كان استقبال كناحية انسانية ولم تقم لهم مخيمات لاجئين كما يحصل لبعض المئات من المهجرين في لبنان والأردن لدرجة أن ترسل إليهم الولايات القطرية العظمى طائرة مساعدات بأكثر من خمسين طناً !!! الأهم من ذلك لماذا لايتم الحديث عن التدريب والتسليح الخارجي لمن يسمون أنفسهم بالجيش الحر في لبنان وتركيا منذ أشهر وليس بعد أن بلغ عدد الضحايا أكثر من 5000 شهيد كما تدعي أستاذنا الفاضل ، ما يغيب عن أذهان الكثيرين من أخوتنا المثقفين وحملة الأقلام تقليل الدور الفعلي لكثيرٍ من الدول التي تعبث بالأوطان العربية وإلقاء الغالبية العظمى منه على أداء الأنظمة الفاسدة علماً أن نفس الدول الغربية كانت تنحني وتفرش السجاد الأحمر لهم وبعضهم قبل أيدي حكاماً عرباً وآخرون حملوا السيف العربي ورقصوا فيه على أراضينا العربية الطاهرة ، حبذا لو شرح لنا أحدهم ولمقال بسيط لايحتاج فيه إلى كثيرٍ من التمحيص والتفكير ماذا يعني وجود برنارد هنري ليفي في كل البلدان العربية والتنسيق الدائم مع قيادات الحراك الشعبي ومن تبوأوا الحكم الآن (أعني الأخوان المسلمين) ، سوء أداء من تصدروا المشهد السياسي السوري (ما يسمى بالمجلس الوطني وكذلك الجيش الحر) ساهم في تمكين النظام من السيطرة على كافة أنحاء سوريا لأنه لو صدقنا كل الأرقام التي ينظرون عليها وأعداد المنضوين تحت لوائهم لسقط النظام منذ أكثر من خمسة شهور ولكنهم كذبوا كما تكذب كل الأنظمة العربية وبالتالي لم يحدثوا فرقاً في الرؤية لدى أبناء الشعب السوري - الواعي سياسياً على أكبر درجة - يضاف إلى ذلك كله الدعم الدولي الخارجي والفشل الذريع للمايسترو في العراق وخروجه منه كل ذلك يضاف إلى عوامل عديدة سياسية ساعدت النظام في امتصاص الحراك الدولي برمته وبدأت الآن المرحلة الأخيرة للأحداث في سوريا والتي نأمل فيها البدء الفوري بالإصلاحات والإنتخابات وطرح ال

شارلوك هولمز !!
عمار تميم -

يبدو أن أستاذنا العزيز كان زميلاً لكولن باول أثناء سرده لكيفية إخفاء أسلحة الدمار الشامل في العراق وكيفية تنقلها من مكان إلى آخر ، فتعلم منه في هذا المقال أن الأسلحة الكيماوية العراقية تمّ تهريبها إلى الداخل السوري مما يعني التمهيد لقبول هذه الأعذار في المستقبل القريب ، من المعيب جداً القول أن سوريا استقطبت أكثر من مليوني عراقي كلهم رجالات النظام لأنهم عندما دخلوا لم يكن هناك تدقيق أو مكتوب على جوازات السفر التبعية السياسية لأيٍ منهم ولكنه كان استقبال كناحية انسانية ولم تقم لهم مخيمات لاجئين كما يحصل لبعض المئات من المهجرين في لبنان والأردن لدرجة أن ترسل إليهم الولايات القطرية العظمى طائرة مساعدات بأكثر من خمسين طناً !!! الأهم من ذلك لماذا لايتم الحديث عن التدريب والتسليح الخارجي لمن يسمون أنفسهم بالجيش الحر في لبنان وتركيا منذ أشهر وليس بعد أن بلغ عدد الضحايا أكثر من 5000 شهيد كما تدعي أستاذنا الفاضل ، ما يغيب عن أذهان الكثيرين من أخوتنا المثقفين وحملة الأقلام تقليل الدور الفعلي لكثيرٍ من الدول التي تعبث بالأوطان العربية وإلقاء الغالبية العظمى منه على أداء الأنظمة الفاسدة علماً أن نفس الدول الغربية كانت تنحني وتفرش السجاد الأحمر لهم وبعضهم قبل أيدي حكاماً عرباً وآخرون حملوا السيف العربي ورقصوا فيه على أراضينا العربية الطاهرة ، حبذا لو شرح لنا أحدهم ولمقال بسيط لايحتاج فيه إلى كثيرٍ من التمحيص والتفكير ماذا يعني وجود برنارد هنري ليفي في كل البلدان العربية والتنسيق الدائم مع قيادات الحراك الشعبي ومن تبوأوا الحكم الآن (أعني الأخوان المسلمين) ، سوء أداء من تصدروا المشهد السياسي السوري (ما يسمى بالمجلس الوطني وكذلك الجيش الحر) ساهم في تمكين النظام من السيطرة على كافة أنحاء سوريا لأنه لو صدقنا كل الأرقام التي ينظرون عليها وأعداد المنضوين تحت لوائهم لسقط النظام منذ أكثر من خمسة شهور ولكنهم كذبوا كما تكذب كل الأنظمة العربية وبالتالي لم يحدثوا فرقاً في الرؤية لدى أبناء الشعب السوري - الواعي سياسياً على أكبر درجة - يضاف إلى ذلك كله الدعم الدولي الخارجي والفشل الذريع للمايسترو في العراق وخروجه منه كل ذلك يضاف إلى عوامل عديدة سياسية ساعدت النظام في امتصاص الحراك الدولي برمته وبدأت الآن المرحلة الأخيرة للأحداث في سوريا والتي نأمل فيها البدء الفوري بالإصلاحات والإنتخابات وطرح ال