هل يمكن تنفيذ حد السرقة على مؤلف كتاب "لاتياس"؟

في سابقة قد تكون الاولي من نوعها في العالم العربي، حكمت لجنة في وزارة الاعلام السعودية علي الشيخ عائض القرني بغرامة قدرها ٣٣٠٠٠٠ ريال سعودي (حوالى 90 ألف دولار) مع مصادرة كتابه "لا تيأس" وسحبه من الاسواق ومنع توزيعه بالسعودية، وقد يتبادر الي الذهن بان سحب الكتاب تم لأسباب رقابية او سياسية او اجتماعية او دينية، ولكن الكتاب تم سحبه لاسباب "حرامية"!! فالكاتب الشهير والداعية القدير ضبط متلبسا بسرقة كتاب الدكتورة السعودية سلوي العضيدان (هكذا هزموا اليأس) بالنص تقريبا ليس هذا فقط، بل ان الدكتورة عندما اصدرت كتابها قبل كتاب القرني بعدة سنوات قامت باهداء نسخة الي الشيخ القرني الذي بدوره ارسل لها مكتوبا يهنئها علي الكتاب وبدلا من ان يقراه أخذها من قصيرها وعمل نسخة منه وغير عنوانه ووضع عليه اسمه، ليس هذا فقط بل انه علي حد قول زوج الدكتورة سلوي عندما ذهب للشيخ القرني لكي يبحث معه الموضوع عرض عليه الشيخ القرني مبلغ ١٠٠٠٠ ريال (ليس كرشوة لا سمح الله)! ولكن كمكافأة للدكتورة سلوي علي مجهوداتها في الكتاب الذى سرقه!

وقد وضعت الدكتورة سلوى العضيدان مقارنة صارخة بين الكتابين (في الرابط التالي)

وفيما يبدو فإن هذه قد لا تكون السرقة الأدبية الأولى للشيخ عائض القرنى

فجريدة الوئام نشرت (فى الرابط التالي) :بأن الشاعر المصري سمير فراج لوكالة أنباء الشعر العربي فى الشهر الماضى عن نيته مقاضاة الشيخ عائض القرني متهما إياه بسرقة كتابه ونسبته إلى نفسه، وذلك أمام القضاء السعودي.

وقد أكد الشاعر المصري سمير فراج أن القرني سرق كتابهrdquo;شعراء قتلهم شعرهمrdquo; والذي صدر عن مكتبة مدبولي في عام 1997، ونسبه لنفسه تحت عنوان ldquo;قصائد قتلت أصحابهاrdquo;، مشيرا إلى أنه اكتشف السرقة منذ ما يزيد على ست سنوات إلا أنه لم يكن يجد وسيله لمقاضاة القرني، حتى جاءت قضية العضيدان و منها أحس فعلا بنزاهة القضاء السعودي الذي أنصف الكاتبة سلوى العيضدان وهو ما شجعه على رفع القضية للمحاكم السعودية.
...
اما درة اعماله وهو كتاب "لا تحزن" والذي وزع أكثر من ثلاثة ملايين نسخة فالبعض يعتقد (وأنا لست منهم) أن بعض أفكار الكتاب ماخوذة من كتاب الكاتب الامريكي الشهير ديل كارنجي (دع القلق وأبدا الحياة). وإن كان الموضوع هنا لا يرقى إلى السرقة الأدبية الواضحة فى كتاب (لا تيأس)، وربما تأثر الشيخ بكتاب ديل كارينجى المتميز.
وقد كتب أحدهم بعض المقارنات بين كتاب "لا تحزن" وكتاب "دع القلق وإبدأ الحياة" (فى الرابط التالى):
...
و"المحزن" أن كتاب (لا تحزن) قد وزع اكثر من اي كتاب في تاريخ العرب باستثناء القران الكريم، فما الذى يجعل الشيخ عائض القرنى بعد أن حقق نجاحا مبهرا لم يحظ به أى مؤلف فى تاريخ العربية بعد إنتشار كتابه (لاتحزن) يتورط في جريمة سرقة أدبية واضحة مثل جريمة كتاب (لا تيأس)؟؟ هل هو الطمع؟ هل هو ضمان عدم العقاب على أساس قاعدة : "من أمن العقاب.. اساء الأ...".
...
ولقد وجدت العديد من الناس من محبى ومن المعجبين بالشيخ القرنى لا يزالون يدافعون عنه لا لأنهم يريدون الدفاع عن الخطأ ولكنهم لأنهم لا يصدقون، وربما يعتقدون أن تلك مؤامرة ليست فقط ضد الشيخ القرنى ولكنها مؤامرة إمبريالية ليبرالية علمانية صليبية! ضد الإسلام ورموزه، ومن أكبر من الشيخ القرنى كرمز من رموز الدعاة الجدد فى السعودية، فلا بد أن ضربه فى الصميم يخدم أهداف إسرائيل وأمريكا وريما إيران فى المنطقة؟؟
وشعوب العالم بصفة عامة وشعوب البلاد الإسلامية بصفة خاصة يضعون رجال الدين و مشايخهم فى مرتبة عالية أعلى من أى طبقة أخرى فى المجتمع، على أساس أنهم "ناس بتوع ربنا" ولا يخطئون، لذلك عندما يحدث الخطأ من أيهم يكون السقوط مدويا ويتفرق الناس إلى ثلاث فرق فهناك وهم الأغلبية: يعتقدون أن ما حدث هو مجرد مؤامرة على الشيخ، وفرقة ثانية: تنهزها فرصة وتنزل على الشيخ فى شماتة منقطعة النظير تريد تحطيمه، وفرقة ثالثة (وارجو أن أكون منها): تحاول أن تفهم ما حدث وتحاول أن تنزل مشايخنا من تلك المنزلة العالية المقدسة إلى مرتبة البشر العاديين، وأن تحاول إفهام الفرقة الأولى أن الهجوم على هذا الشيخ أو ذاك لا تعنى الهجوم على الدين، لأن هذا الشيخ أو ذاك لا يملك الحقيقة وحده وإنما هو مجرد بشر.
ولكن وهنا بيت القصيد "غلطة الشاطر بألف" والشيخ القرنى كان (ومازال) شاطر جدا ولكنه أخطأ خطأ كبيرا يصل إلى حد الجريمة ولا أعتقد أن اللجنة التى حكمت عليه فى وزارة الإعلام السعودية ما كان لها أن تصدر هذا الحكم الأول على نوعه على شيخ وداعية بحكم الشيخ القرنى إلا كانت متأكدة ألف بالمائة من صحة القرائن لديها.
...
والسؤال الآن إلى لجنة الفتوى بالأزهر وإلى مفتى مصر وإلى مفتى السعودية وإلى هيئة كبار العلماء بالسعودية والأزهر الشريف:
"ماهو حكم سارق الأفكار والكتب ونسبتها لنفسه؟ هل ينطبق عليه حد السرقة مثلما ينطبق على سارق معزة مثلا؟؟" أفادونا أفادكم الله!
samybehiri@aol.com