فضاء الرأي

بعد النظام الجديد في مصر: احمد زي الحاج احمد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يحكى ان تاجرا غادر قريته فى دلتا مصر فى طريقه الى الا راضى الحجازية لأداء فريضة الحج، ولما عاد حصل على الفور على لقب "الحاج"، واصبح الناس ينادونه ب "الحاج احمد"، الحاج احمد راح، الحاج احمد جاء، و توقع الناس منه ان يعود كما ولدته امه خاليا من الخطايا ويعود إنسانا جديدا يحسن معاملة الناس ولا يغش فى تجارته ويقل الطمع لديه، ولاحظوا عليه فى البداية بعد ان عاد انه اصبح اكثر حرصا على اداء الصلوات فى مواعيدها فى المسجد، واصبح الناس يتبركون به فى القرية لانه عاد من الحجاز وزار النبي فى المدينة، ولكن بالتدريج بدا يعود الى حالته الاولى ونسى تماماً انه "الحاج احمد" وبدا يتصرف مثل احمد فى السابق لذلك اطلق الناس المثل العبقرى : "احمد زي الحاج احمد"!!
ومصر اصبح لديها نظام جديد بعد اكتساح الإسلاميين للانتخابات فى مجلس الشعب واتوقع أيضاً ان يكتسحوا بأكثرية اكبر فى مجلس الشورى، وقد يتساءل البعض لماذا لم يذهب المصريون الى انتخابات مجلس الشورى بنسبة لم تزد عن ٦٪ ؟؟ بينما تجاوزت نسبة الإقبال على انتخابات مجلس الشعب نسبة ٦٠٪؟ أي عشر مرات نسبة الإقبال على انتخابات مجلس الشورى، واعتقد ان لهذا اسباب عديدة، منها ان المصريين رأوا من اداء المجلس الجديد ان "احمد زي الحاج احمد" وايضا هم يعرفون ان مجلس شورى هو مجلس صوري لا يحل ولا يربط.
فكيف عرف ان المصريون ان "احمد زي الحاج احمد" ، لقد حل الإسلاميون محل الحزب الوطني، وحل الكتاتنى محل فتحي سرور، ما تغير حقاً فى المجلس هو ان مجلس الشعب جديد قد اصبح لديه ذقن وطلع له زبيبة وبدا يتحول الى مسجد عندما قام النائب ممدوح اسماعيل بالأذان فى قاعة المجلس. يعنى "المجلس" اصبح "الحاج مجلس"!
ورغم إعجابي بطريقة اداء الكتاتنى لإدارة الجلسات التى شاهدتها الا انه يعود تدريجيا الى اتباع طريقة فتحي سرور ومن قبله رفعت المحجوب مثل:
سيادة العضو يدخل فى الموضوع
لا اسمح لسيادة العضو بهذا
اجلس مكانك حتى يأتي دورك فى الكلام
لو لم تجلس فسوف أخرجك من الجلسة
لا يحق لك ان توجه كلامك الى رئيس الوزارة
وجه كلامك الى رئيس الجلسة
موافقة او ووافق المجلس
...
فما الذي تغير فى مصر حقاً بعد عام من ثورة ٢٥ يناير؟
اهم منجزات الثورة هو زوال حاجز الخوف والرهبة من السلطة ممثلة فى الشرطة بل وتم كسر الشرطة المصرية، وبالطبع كان لهذا آثارا جانبيا مخيفة وهى تتمثل فى زوال هيبة النظام، ليس فقط هيبة نظام الحكم بل هيبة أي شئ، فزالت هيبة احترام الرئيس من جانب مرؤوسيه، وزالت هيبة احترام الطريق فزاد قطع الطرق من قبل ناس عاديين ولم يكونوا من قبل من قطاع الطرق. ويقال بان المصريين لم يتحلوا التحضر لأكثر من ١٨ يوما عندما تألفوا فى الميادين يتظاهرون لإسقاط نظام الحكم حيث كانوا ينظفون الشوارع وشكلوا اللجان الشعبية للقيام بدور الشرطة بعد انهيارها وكان اداء مبهرا للعالم كله
تغير مجلس الشعب من مجلس الحزب الوطني الى مجلس الاخوان، وبالطبع الفارق كبير حيث ان مجلس الشعب السابق لم يكن له شعبية او شرعية حقيقية ولكن مجلس الشعب الحالي له كل الشرعية حيث جاء بالانتخاب الحر
مع ضعف الشرطة المصرية تحولت البلاد الى الفوضى و يكاد لا يخلو يوما من حوادث اختطاف وحوادث قطع طرق واضطرابات فى كل مكان، ووصل الامر الى الاعتداء على ضباط الشرطة والقضاة واستمرار محاولة اقتحام وزارة الداخلية وبعض مقار الجيش المصرى
ظهر بوضوح ضعف اداء الليبرالية مصرية وثبت ان وجودها اقتصر على الاعلام المنفلت وعلى برامج التوك شو وصفحات الفيس بوك، بعد ان كان الأمل كبيرا بان نخبة الليبرالية مصرية ممثلة فى الدكتور البرادعى سوف تقود الثورة التى بداتها، ولكنها بدلا من ذلك تفرغت لمحاولة الانتقام من النظام السابق وايضا محاولتها المستمرة لكسر شوكة جيش المصرى بعد ان نجحت فى كسر شوكة الشرطة المصرية، كما حاولت الوقيعة بين الجيش المصرى وقيادته وكان قيادة الجيش ممثلة فى المجلس الاعلى للقوات المسلحة منفصلة عن الجيش الذي تتولى قيادته، وهى محاولة ساذجة لن تنجح لانها تفتقد الى الف باء العسكرية، وما محاولة كسر شوكة الجيش المصرى الا محاولة أخيرة (سواء عمدا ام تامرا ام جهلا) للقضاء على الدولة مصرية
فى النهاية لم يشعر المواطن المصرى بأي تحسن سوى فى قدرته على المعارضة وقول لا والتى حرم من قولها على مر آلاف السنين، ولكن الاقتصاد فى حالة متردية للغاية
فى العلاقات الدولية: تتجه الان مصر بخطى حثيثة للاصطدام من امريكا وربما تصطدم مع اسرائيل وخاصة اذا طالب اعضاء مجلس الشعب الحالي بإلغاء معاهدة السلام مع اسرائيل وذلك كنوع من لفت الأنظار بعيدا عن تردي الحالة الاقتصادية وإلغاء تلك المعاهدة ربما تقود الى حرب شاملة مع اسرائيل، ونتائجها معروفة مقدما، سوف تفوز اسرائيل فى تلك الحرب وخاصة ان معظم أسلحة الجيش المصرى هى أسلحة أمريكية وتحتاج الى قطع غيار وذخيرة أمريكية واترك لخيال القارئ ماذا سيحدث اذا خاطب السيد حازم ابو اسماعيل (رئيس مصر القادم) الرئيس الامريكي طالبا منه تزويد مصر بقطع غيار وذخيرة لكي يحارب اسرائيل!!
وفى النهاية اذا لم يشعر المواطن المصرى بان أموره اليومية قد تحسنت وبان اصبح هناك امل لأولاده بالحصول على وظائف وتعليم حقيقي وسكن وعلاج فسوف يقول لنفسه :"احمد زي الحاج احمد"!! بل وأخشى ان يقول " الحاج احمد أنيل من احمد"!!
Samybehiri@aol.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المجلس والجيش
نبيل صادق -

اختلف مع الاستاذ سامى فى قولة ان المجلس العسكرى والجيش هو شيئ واحد فالمجلس العسكرى لا يزيد عددة على اصابع اليدين اما الجيش بكل ضباطة وصف جنودة يزيد قليلا على النصف مليون وهم محكومون بقبضة حديدية ويعتبرون ان مايقوم بة اصحاب المطالبات الفئوية او غيرها من المظاهرات ما هو الا استفزاز ورفاهية وفراغ . اما المجلس العسكرى وكبار الرتب فلديهم كل الامتيازات ويتحكمون فى نسبة عالية من الدخل القومى بجانب القوة السياسية وطبيعة التعالى العسكرى المتوارث وفى تقديرى اغلب مايحدث الان هو من تخطيط المجلس العسكرى وسيبقى حتى يضمن كل متطلباتة وحماية جميع امتيازاتة

رئيس المجلس
hazem -

يرجع السبب ان الكتاتنى ولكن زراعى وغير مؤهل قانونيا ثم القيادة موهبةوليست العملية بالعافية ولكن ارجح ان الامين العام (دينامو المجلس) مازال من الفلول لذا لم يتغيرالاسلوب

سامي ازي الحاج سامي
مواطن -

اعتقد ان الكاتب يبلي افضل من السابق بعد انتقل لتحليل الاحداث بموضوعية وابتعد عن اسلوب التنكيت اياه والدفاع عن الاقباط ومظلومياتهم عمال على بطال

صياح الماركسيين المصريين
محمود -

مثل هذا مارسه الماركسيون الاتراك الكارهون للاسلام عندما فاز حزب العدالة والتنمية الاسلامي ولكن انجازات الحزب على كل صعيد اخرستهم .

الجواب باين من عنوانة
fady -

النظام السابق كان يعتمد على مؤسسات دولة غير محايدة لتخدم وجودة فى سدة الحكم ولاتخدم مواطنبها ..هل تعتقد النظام البرلمانى القائم سوف يعمل على حياد مؤسسات الدولة لتخدم الصالح العام للشعب ولاتخدم حكامة حتى يظلوا فى الحكم الى اخر نقس؟؟ لو حيد مؤسسات الدولة هنا نقول احمد تغير وبقى الحاج احمد وان لم يحيد مؤسسات الدولة ويعمل على تاسيس نظام ديمقراطى سليم وهنا يكون احمد مثل الحاج احمد.لكن الجواب كان باين من عنوانة بدليل اللفة الطويلة وجاب المؤسسات قبل وضع قواعدها الدستورية.

لا امل
سويعد -

سائرون الى الخلف

فلول الماركسية
محمود -

الماركسيون المصريون يحتقرون الشعب المصري ولا يقبلون بإختياره نفس المنطق الاقصائي الماركسي القديم !

ياسمسم
مندور -

لماذا يصفق رعايا كنيسة شنوده لكتابات سمسم !!