هل نحن بحاجة..."لعيد الحب"؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أن الذي يعتقد أن الفاكهة تنضج في وقت واحد كما الفراولة, لايعرف شيئا ً عن العنب! حكمة يسردها أريك فروم إذ يتحدث بها عن الحب والمعرفة. لاحب بلا معرفة بمعنييها النظري والعملي, كأي فن آخر. يذكر الكاتب بأن الحب, اي حب, كحب النفس والوطن وحب الحبيب وحب الله, هو جواب لسؤال وجودي لطالما شغل بال الإنسان. فعندما يولد الإنسان تولد معه القدرة على إدراك الأشياء, كإدراك وجوده الحالي, إدراك ماضيه وإدراك كل الأمكانات لإستشراف المستقبل. يولد الإنسان ويولد معه سؤال دائم يجلب له الخجل والشعور بالذنب لأنه يولد معه عاريا ً كما خلقه الله. السؤال هو: كيف يمكن التغلب على حالة الضعف أو حالة الإنفصال عن الطبيعة, كالإنفصال عن رحم الأم وفيما بعد الإنفصال عن ثديها, أوالإنفصال عن العائلة نفسيا ً بعد البلوغ حيث يكون الإنسان أكثر خصوصية. إن الإنفصال, نقطة الضعف التي تجعل من الإنسان يشعر بالوحدة والعزلة والقلق الدائم الذي لاينتهي إلا بالعودة مجددا ً, العودة لزمن التوحد مع الذات من خلال الآخر, ليكون الجواب على هذا السؤال الوجودي من خلال تقديم القرابين, إشعال الحروب أو العودة للدين بحب الخالق.
أن ذلك القلق يجعل من الإنسان يشعر بالإغتراب فيبحث عن موضوع يتوحد فيه ليتجاوز تلك المحنة, فيمكن أن يكون هذا الموضوع هو البحث عن إله أو البحث عن طرف آخر في علاقة حميمية بحته, أو حتى يمكن أن يكون الحب نفسه. نعم, الحب هو جواب لسؤال لطالما حير وأقلق الإنسان, الحب بكل أنواعه, أو قل الحنين, الحنين للعودة للماضي, إلى التلاحم مع الطبيعة من خلال البحث عن النهايات, حتى لو كانت مؤلمة كالموت, فالموت نفسه هو نوع من أنواع العودة إلى رحم الأرض التي أتينا منها.
يقول بدر شاكر السياب:
هل تسمين الذي ألقى هياما؟
أم جنونا بالأماني ؟ أم غراما ؟
ما يكون الحب ؟ نوحا وابتساما ؟
أم خفوق الأضلع الحرى ، إذا حان التلاقي
بين عينينا ، فأطرقت ، فرارا باشتياقي
نعم, حتى هذا الحب الرومانسي الذي ساد العصر الفيكتوري, أو ذلك الذي أرتبط بمعنى الحب العذري في قصائد الشعراء العرب, تلك التجربة الذاتية البحتة, يمكن أن تكون جوابا ً عن معنى الوجود والعدم, الذات والآخر والحياة والموت. هذا الحب الذي يحتفل به العشاق في الرابع عشر من فبراير هو جزء يسير من معنى الحب الشامل في إطاره الإنساني الواسع. فبالرغم من إرتباط هذا المناسبة بالقديس فالنتاين, وهو ماليس له علاقة بالحب الرومانسي, إذ يتحدث التاريخ عن صراع بين الإيمان والوثنية في زمن الرومان , فأنه بلا شك يبقى محدودا ً لما نحتاج له اليوم كي نجيب عن سؤالنا الوجودي عن الموت والحياة والوجود والعدم, عن الخوف والإيمان عن الحرب والسلام. فعيد الحب في الزمن الحالي, بعيدا ً عن العصر الفكتوري أو زمن الحب العذري, يرتبط إرتباطا ً مباشرا ً بفكرة تجارية بحتة وهي الدعوة للمزيد من التسوق من خلال الترويج لهذا اليوم حاله كحال يوم عيد الميلاد حينما تروج الدعايات لأنواع كثيرة من الهدايا والسلع وإقامة الحفلات, بل يروج لقيم ومعايير يصبح من يشكك فيها شاذا ً وغريب الأطوار أوربما يتهم بأنه لايعرف معنا ً للحب.
من هذا المنطلق قام الكثير من علماء الدين المسلمين بتحريم الإحتفال بهذا اليوم, ليس كرهاً بمعنى الحب بل لأنه عيد نصراني, على حد قولهم, مقسمين فيه العالم على أساس ديني. فالعالم حسب رئيهم ينقسم إلى مسلمين وغير مسلمين, فحين يرتبط الحب بغير المسلمين لايبقى للمسلمين إلا عيد الكره. أي سذاجه تلك التي تقسم المشاعر فضلا ً عن تقسيمها العالم إلى مسلمين وغير مسلمين. بل حدا بأحدهم لتحريم عيد الحب جملة وتفصيلا ً لأنه يؤدي, حسب ما يعتقد, إلى أنه يدعونا لنشر المحبة بشكل شامل وواسع, وبذلك سوف لانجد بدأ من محبة الكفار وهذا لايجوز شرعا ً, إذا, عيد الحب حرام من هذا الباب, أليست هذه بدائية في التفكير. ربما تكون كذلك لكنها بالتأكيد يمكن أن تكون أيضا ً جواب عن سؤال وجودي يأتي من أضيق الأبواب وهو الكره, نعم الكره بدل الحب. فحينما نعجز عن حب بعضنا البعض, سوف نكون بالتأكيد مستعدين لكره بعضنا البعض.
هل نحن بجاجة لعيد الحب, أم نحن بحاجة للحب؟ هل نحن بحاجة للحب فعلا ً كي نخفف من ذلك الألم وذلك القلق الذي يولد ويعيش معنا في كل لحظة؟ بالتأكيد نعم, ولكن ليس الحب بالمعنى الرومانسي فحسب, بل الحب بمعناه الشامل الذي يتضمن كل الإنسانية. الحب الإنساني, هو الجواب على سؤالنا الوجودي الذي يولد مع الإنسان, ذلك الذي يولد العزلة والإنفصال والشعور بالوحدة والإغتراب النفسي. ربما يكون الحب الرومانسي على مستوى التجربة الشخصية جوابا ً عند البعض من الناس, لكن الإندماج بالمعنى الإجتماعي بين مختلف مكونات المجتمع من دون أن تتنازل عن خصوصياتها الذاتية التي تمنحها الهوية هو معنى آخر للحب والتوحد من خلال اللآخر, الآخر المختلف الذي لانكتمل إلا به.
نعم, هناك طريقان للإجابة عن سؤالنا الوجودي, الطريق الأول هو من خلال نشر الكراهية بإشعال الحروب المدمرة لنغرق في حب النفس, حب الذات, حب السلطة وحب الإستهلاك. أما الطريق الثاني فهو من خلال الحب, حب الآخر, حب المعرفة, حب الخير وحب الإنسانية. مانحتاجه اليوم هو الحب وليس عيد الحب فقط, مانحتاجه هو معنى الحب وليس شكله, مانحتاجه هو جوهر الحب وليس أطاره الجميل. فعالمنا الغارق بالدماء والحروب والجوع والإستغلال بكل أصنافه يحتاج لجرعة من مشاعر جميلة لنجعل منه أفضل. يمكن أن يكون الإحتفال بعيد الحب مدخلا ً جميلا ً للحب الإنساني, وذلك من خلال التجربة الذاتية للفرد, لكنه بالتأكيد غير كاف لجعل البشرية تشعر بالسعادة. وحين لانتقن فن الحب, سنفتح حينها ألف باب للكراهية.
Imad_rasan@hotmail.com
التعليقات
ابوية السرد
zayouna -مشكلتك ايها الكاتب. بأنه افكارك المطروحة في مقالتك و أن كان بعض منها مثير للأهتمام الا انها مليئة بالابوية, و بنبرة الكاتب الذي يدلي بوصايا لقراءه. و في النهاية تنتهي الى أن يكون مقال ثقيل الدم لا يترك أثرا في نفس القارئ و يخرج القارئ من هذه الصفحة و لم ترسخ في باله اي من افكار كاتبها.متى يحاور الكتاب العرب قرائهم؟ متى نتحرر من الابوية السياسية و الاجاماعية و حتى الصحفيه؟؟؟ متى يكتب لنا كاتب مع أحترام مسبق لعقلية القارئ و يترك دور المعلم و الواعظ؟ هذا الكلام ينطبق على معظم كتابنا للأسف الشديد!!!
ابوية السرد
zayouna -مشكلتك ايها الكاتب. بأنه افكارك المطروحة في مقالتك و أن كان بعض منها مثير للأهتمام الا انها مليئة بالابوية, و بنبرة الكاتب الذي يدلي بوصايا لقراءه. و في النهاية تنتهي الى أن يكون مقال ثقيل الدم لا يترك أثرا في نفس القارئ و يخرج القارئ من هذه الصفحة و لم ترسخ في باله اي من افكار كاتبها.متى يحاور الكتاب العرب قرائهم؟ متى نتحرر من الابوية السياسية و الاجاماعية و حتى الصحفيه؟؟؟ متى يكتب لنا كاتب مع أحترام مسبق لعقلية القارئ و يترك دور المعلم و الواعظ؟ هذا الكلام ينطبق على معظم كتابنا للأسف الشديد!!!
اما لطم واما دببة
عراقي -ياريت يعمل في العراق يوم للاخلاص في العمل او يوم للدوام المنتظم للموظفين ..او يوم للنظافة... او يوم للالتزام بالمواعيد... او يوم لنبذالعنف ,و او يوم لمكافحة مرض الواسطة.. او يوم لمكافحة افه الرشوة أو يوم لمكافحة سرقة المال العام ,, او يوم المواطنة ,, او يوم الهوية الوطنية.. او يوم الانتماء للوطن,,, يوم الوحدة الوطنية..او يوم لتسعيرة مراجعة الاطباء .. او يوم للجم شراهة والاعيب المحامين.. يوم لوفاء النائب لمن انتخبوه ..يوم لترشيد الشرطة ,,يوم تعليم الجيش العسكرية..,, يوم لتعليم المعلم التعليم.. والحداد الحدادة والنجار النجارة والبناء الببناءووو, ,,, لماذا لا نستورد القيم الجيدة من الغرب وما اكثرها ؟؟ لماذا لانستورد التكنلوجيامن الغرب..؟gلماذا لا نستورد العلم؟؟لماذا لانستورد منظومات لحلول الكثير من مشاكلنا..؟؟هل انتهينا من حل المشاكل التي تسحق الانسان العراقي يوميا ولم تبق لنا الا مشكلة الدببة والزهور الحمراء.... ارحمونا من سطحيتكم ومن جهلكم ومن لا اباليتكم .. يرحمكم الله
حب فطيس
النحل البري -يرحم أبوك يا كاتب المقال العالم داخلة ببعض شو بدك أكثر من هيك حب ؟؟؟ يعني يا طخو يا إكسر مخو؟؟؟ إحترنا يا أقرع من وين بدنا نمشطك
مع التحية للمعلق رقم 1
عراقية -بالتأكيد انه من الصعب فهم المقال لان هكذا مقالات تحتاح الى بعد في الرؤية وثقافة واطلاع واسع...لست بمحظ الدفاع عن الكاتب ولا غيره لكن اتساءل لماذا نقلل من قيمة من يحاول فك تلك القيود التي وضعناها بانفسنا لانفسنا ليعلن لنفسه خطا ونمطا جديدا؟؟؟واتساءل ايضا...السلطة الابوية او ما يسمى بالمجتمع الذكوري في العراق هو خلاصة لطريقة تفكيرنا واسلوب معيشتنا فلما نعيب عليها الان دون ان نحاول تغييرها بالواقع؟؟؟عجيب امور غريب قضية!!!!
حياة بلا حب أنسان ميت
احمد البصراوي -نعم بالحب نستطيع ان نسامح من يخطئون الينا وبالحب نتعلم العطاء لا الاخذ فقط بالحب نستطيع ان نمسح دموع الاطفال بالحب كلمتنا تصل الى خالقنا فيتعامل معنا حسب محبته لناايضا.وجميل أن نتعلم أن نحب من يكرهوننا لاننا ان احببنا من يحبنا فاي فضل لنا ..اما موضوع الانفصال الذي حشرته ضمن سياق كلامك فهو لا اساس له من الصحة وانا لا اتفق معك به على العكس انا ارى ان الانفصال يخلق حالة صحية جميلة اذا مااعترفنا حقيقتا بالحالة الرديئة لما قبل الانفصام ....تحياتي الك بكـــــــــــــــــل محبـــــــــــــــــــــــــــــــــة