حرب السفارات حول العالم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لم يكن تصريح وزير الحرب (إيهود بارك) بأن كلاً من إيران وحزب الله هما عنصران "إرهابيان"، لا يوجد لديهما أي خطوط حمر، ويشكلان خطراً كبيراً على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم كله، سوى مجرد بداية الهجوم الدبلوماسي الذي شنه الكيان الإسرائيلي على إيران، بعد تعرض سفارتيها في الهند وجورجيا إلى هجومين أوقعا خسائر مادية وبشرية طفيفة.
تصريحات باراك أدلى بها إلى وسائل الإعلام في أثناء الزيارة الرسمية التي يقوم بها لسنغافورة، رداً على التفجيرات التي وقعت في العاصمة التايلاندية بانكوك، في حي يضم عدة سفارات وممثليات دبلوماسية أجنبية، بينها السفارة الإسرائيلية، وتم العثور في البيت على عدة عبوات ناسفة كانت على ما يبدو معدة لتنفيذ عملية تفجيرية ضد السفارة.
الانفجار وقع بعد يوم واحد من تعرّض السفارتين الإسرائيليتين في كل من العاصمة الهندية نيودلهي، والعاصمة الجورجية تبليسي، إلى عمليتين "إرهابيتين"، بحسب صحيفة هآرتس، وقد تمكنت سلطات الأمن في جورجيا من إبطال مفعول قنبلة تم زرعها في إحدى السيارات التابعة للسفارة الإسرائيلية، بينما انفجرت قنبلة أخرى تم زرعها في سيارة تابعة للسفارة الإسرائيلية في نيودلهي، وأدت إلى إصابة زوجة مندوب وزارة الدفاع الإسرائيلية لدى قيامها بتشغيل محركها وثلاثة أشخاص آخرين بجروح متوسطة. وتزامنت العمليتان مع ذكرى مرور 4 أعوام على اغتيال المسؤول العسكري في حزب الله (عماد مغنية) في سورية.
مصادر أمنية إسرائيلية أكدت لصحيفة "يديعوت أحرونوت أنه لم تكن في حيازة "إسرائيل" أي معلومات استخباراتية مسبقة بشأن ما حدث في كل من الهند وجورجيا وتايلاند. وأشارت إلى أن "إسرائيل" موجودة حالياً في خضم موجة "إرهابية" إيرانية عاتية، وأن الأحداث التي شهدتها هذه الدول الثلاث لا تشكل بداية هذه الموجة، ذلك بأنه تم في الآونة الأخيرة إحباط عمليات "إرهابية" أخرى لم يُنشر عنها شيء في وسائل الإعلام، في سياق الرد الإيراني على عمليات اغتيال علماء الذرة المتكررة.
محللون وصناع قرار أمريكيون رأوا في استهداف السفارات الإسرائيلية محاولات لتخفيف الضغط عن إيران بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، إذ رأى دينيس روس، الذي شغل منصب مستشار كبير للرئيس الأميركي باراك أوباما، واستقال منه قبل عدة أشهر، أن العقوبات الشديدة التي فرضت على إيران مؤخراً يمكن أن تؤدي إلى شلها اقتصادياً ودبلوماسياً، وهذا ما كانت "إسرائيل" تطالب به طوال الوقت، مضيفاً في مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة "هآرتس" أن هذه العقوبات تعتبر غير مسبوقة ومن شأنها أن تؤثر في سلوك إيران على المدى البعيد، خصوصاً أنه ثبت في السابق أنه عندما يقع الإيرانيون تحت وطأة ضغوط شديدة، فإنهم يبحثون سريعاً عن وسائل شتى كفيلة بتخفيفها.
بيد أن للأمر زاوية نظر أخرى قد لا تكون جلية في الوقت الراهن، فالكشف عن استهداف السفارات الإسرائيلية حول العالم من قبل إيران، على حد زعم "إسرائيل" بعد أن تم التكتم على أكثر من محاولة سابقة، يأتي في سياق التجييش والتحضير لكسب أكبر تأييد ممكن من اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة عشية الانتخابات الأمريكية المقبلة، فمالكولم هونلاين، أحد زعماء منظمة اللوبي اليهودي الأميركي المؤيد لإسرائيل (إيباك)، أكد في تصريحات خاصة أدلى بها إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هذه المنظمة ستدعم أي قرار تتخذه "إسرائيل" لكبح البرنامج النووي الإيراني، وذلك على الرغم من أن شن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران من شأنه أن يفاقم الأخطار المحدقة بالمؤسسات اليهودية في الولايات المتحدة وسائر أنحاء العالم. وجاءت تصريحاته هذه عشية المؤتمر السنوي لهذه المنظمة، والذي من المتوقع أن يبدأ أعماله يوم الأحد المقبل.
وكشف هونلاين أن عدداً من زعماء منظمة إيباك زار العاصمة البلجيكية بروكسل، وعقدوا لقاءات مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي بهدف إقناعهم بضرورة تشديد وطأة العقوبات المفروضة على إيران لكبح برنامجها النووي، بما في ذلك فرض عقوبات على صفقات تم توقيعها، وعلى المصرف المركزي الإيراني.
أما رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فقد أعلن قبل أكثر من أسبوع أنه سيزور الولايات المتحدة نهاية شباط/ فبراير الحالي للاشتراك في المؤتمر السنوي لمنظمة إيباك، وأنه سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهو الأمر نفسه الذي يعتزم رئيس الكيان شمعون بيريز القيام به.
الاستنتاج الأساسي الذي يمكن التوصل إليه في أعقاب موجة الهجمات الأخيرة ضد أهداف إسرائيلية هو أن إيران تعاني من الضغط. "فليس هناك طريقة أخرى لتفسير السلوك العلني العنيف الذي يتعارض مع كل منطق عسكري أو دبلوماسي سوى أن متخذي القرارات في طهران يعملون تحت تأثير مشاعرهم، لا بوحي من عقلهم"، بحسب وصف المحلل السياسي في صحيفة إسرائيل اليوم (يوآف ليمور)، لكن الضغط الذي تشعر به إيران إزاء مشاكل المنطقة والعقوبات الداخلية، بحسب المحللين الإسرائيليين والأمريكان، يتم استغلاله على أفضل نحو لتأمين مزيد من العقوبات الاقتصادية والموافقة على القيام بضربة جوية، فضلاً عن الدعم المادي من قبل اللوبي الإسرائيلي في أمريكا، المتزامنة مع زيارة قادة إسرائيل للولايات المتحدة.
وإذا كان الإسرائيليون يعترفون أن الهجمات لم تكن بالدقة المعتادة والمعهودة عن القوات الخاصة الإيرانية وحزب الله، إلا أن مفاجأة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بهذه الهجمات، على حد زعمها، يكفي للتدليل على اتهام إيران وحزب الله بها، وكأن مجرد الغفلة أو التقصير في تقصي الحقائق ومتابعة الشؤون الأمنية مبرر ودليل على تورط الغير!؟
... كاتب وباحث
hichammunawar@gmail.com
التعليقات
ايران شريكة
سامي -اكيد ايران وراء الحادثة لكنها لا تريد تبني ذلك بطبيعة الاحوالفلا يقوم المرء بتبني تفجير او عملية امنية فاشلة كانت او ناجحة
ايران شريكة
سامي -اكيد ايران وراء الحادثة لكنها لا تريد تبني ذلك بطبيعة الاحوالفلا يقوم المرء بتبني تفجير او عملية امنية فاشلة كانت او ناجحة
malali
farwan -كل شى ممكن ان يعملة نظام المللالى المتخلفين الجبناء لانة الضحية ناس بسطاء اذا عندها جراة فلتفعلاني واثق ما تراة من اسراءيل
malali
farwan -كل شى ممكن ان يعملة نظام المللالى المتخلفين الجبناء لانة الضحية ناس بسطاء اذا عندها جراة فلتفعلاني واثق ما تراة من اسراءيل
التلاعب بالمفاهيم
يوئيل بن يوسيف -استاذ منوّر المحترم، كيف تريد ان نفهم تحليلك للاحداث الأخيرة التي تحدثت عنها وانت تستعمل المصطلحات التالية : "وزير الحرب" ايهود باراك، " الكيان الاسرائيلي" . بالاضافة الى هذا، وضعت بين معقوفتين كلمة " ارهابية" لتؤكد ان هذه العمليات ليست ارهابية وانما تصفها اسرائيل بهذه الصفة. هذه المعقوفات ما جاءت الا لتؤكد موقفك الشخصي مما يحدث في هذه الايام .العالم بأسره بقول ان عمليات كهذه ضد دبلوماسيين وابناء أسرهم في دولة مضيفة هي اعمال ارهابية بكل معنى الكلمة، اللهم الا في نظر دول ( لا اقول مثلك "انظمة" ) ومنظمات تقدّس الارهاب وتشجعه وتبذل الاموال الطائلة في سبيله وشعوبها في ضائقة اقتصادية تكاد تشبه خانقة: 1- حكومة ايران التي تبعث بخبرائها وبأسلحتها لتساعد الرئيس بشار الاسد على اخماد ما يقوم به كثيرون جدا من ابناء الشعب السوري وافراد الجيش الذين فروا من الخدمة في وحداتهم وانضموا الى ابناء بلدهم. 2- والحكومة الشرعية في سوريا برئاسة بشار الاسد التي تستخدم سلطاتها الشرعية لاخماد انتفاضة الشعب السوري وتقتل سبعة آلاف مواطن سوري "فقط " في اقل من سنة وهي على ما يبدو تريد ان تضاهي عدد الضحايا من ايام حافظ الاسد . 3- حزب الله في لبنان الذي يبعث مقاتليه لمساعدة الحكومة الشرعية في سوريا في عمليات قتل الرجال والنساء والشيوخ والاطفال، والذي يعلن امينه العام ان " كل شيئ هادئ في حمص" وغيرها من مناطق سوريا. لقد آن الاوان ان يكتب المعلقون والمحللون السياسيون بصراحة لانهم لا يخدمون قراءهم ولا الشعوب العربية اذا ما واصلوا الكتابة بأسلوب " احمد سعيد " من اذاعة صوت العرب ايام جمال عبد الناصر او باسلوب " الصحاف" من عهد صدام حسين.
التلاعب بالمفاهيم
يوئيل بن يوسيف -استاذ منوّر المحترم، كيف تريد ان نفهم تحليلك للاحداث الأخيرة التي تحدثت عنها وانت تستعمل المصطلحات التالية : "وزير الحرب" ايهود باراك، " الكيان الاسرائيلي" . بالاضافة الى هذا، وضعت بين معقوفتين كلمة " ارهابية" لتؤكد ان هذه العمليات ليست ارهابية وانما تصفها اسرائيل بهذه الصفة. هذه المعقوفات ما جاءت الا لتؤكد موقفك الشخصي مما يحدث في هذه الايام .العالم بأسره بقول ان عمليات كهذه ضد دبلوماسيين وابناء أسرهم في دولة مضيفة هي اعمال ارهابية بكل معنى الكلمة، اللهم الا في نظر دول ( لا اقول مثلك "انظمة" ) ومنظمات تقدّس الارهاب وتشجعه وتبذل الاموال الطائلة في سبيله وشعوبها في ضائقة اقتصادية تكاد تشبه خانقة: 1- حكومة ايران التي تبعث بخبرائها وبأسلحتها لتساعد الرئيس بشار الاسد على اخماد ما يقوم به كثيرون جدا من ابناء الشعب السوري وافراد الجيش الذين فروا من الخدمة في وحداتهم وانضموا الى ابناء بلدهم. 2- والحكومة الشرعية في سوريا برئاسة بشار الاسد التي تستخدم سلطاتها الشرعية لاخماد انتفاضة الشعب السوري وتقتل سبعة آلاف مواطن سوري "فقط " في اقل من سنة وهي على ما يبدو تريد ان تضاهي عدد الضحايا من ايام حافظ الاسد . 3- حزب الله في لبنان الذي يبعث مقاتليه لمساعدة الحكومة الشرعية في سوريا في عمليات قتل الرجال والنساء والشيوخ والاطفال، والذي يعلن امينه العام ان " كل شيئ هادئ في حمص" وغيرها من مناطق سوريا. لقد آن الاوان ان يكتب المعلقون والمحللون السياسيون بصراحة لانهم لا يخدمون قراءهم ولا الشعوب العربية اذا ما واصلوا الكتابة بأسلوب " احمد سعيد " من اذاعة صوت العرب ايام جمال عبد الناصر او باسلوب " الصحاف" من عهد صدام حسين.