فضاء الرأي

مصالح أمريكا مع الإسلاميين وليس إسرائيل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في تطور لافت للنظر أعاد الرئيس أوباما ترتيب بعض الكلمات ليحسم اللغط والجدل حول الضربة " الأمريكية - الإسرائيلية " المتوقعة ضد إيران. في ديسمبر 2011 ألقي أوباما خطابا في مؤتمر " الاتحاد من أجل إصلاح اليهودية "، جاء فيه: "هناك تهديد آخر لأمن إسرائيل والولايات المتحدة والعالم بأسره، إنه البرنامج النووي الإيراني". ولكن قبل أيام (فبراير 2012)، قال عن إيران: "إن الأولوية رقم واحد في نظري تظل متمثلة في أمن الولايات المتحدة، ولكن أيضاً أمن إسرائيل، ونحن نواصل العمل بنفس الخطى الواثقة بينما نمضي قدماً في محاولة حل هذه القضية".
لم يكن اختيار الكلمات من قبيل المصادفة، بل هو مؤشر علي تبدل مواقف الولايات المتحدة، وأنه منذ الآن فصاعدا سوف ينظر إلي " إيران النووية " باعتبارها " مشكلة إسرائيلية " أساسا. وحسب " ايتامار رابينوفيتش " سفير إسرائيل الأسبق في الولايات المتحدة (1993-1996)، فإن: "... الطموحات النووية الإيرانية لا تفرض خطراً يهدد وجود الولايات المتحدة. وإذا كان بوسع واشنطن أن تتعايش مع الاتحاد السوفييتي النووي، والصين النووية، بل وحتى كوريا الشمالية النووية، فهي قادرة على التعايش مع إيران النووية ".
لكن يبدو أن هذا التحول هو جزء من حزمة كاملة من التحولات الاستراتيجية الامريكية في القرن الحادي والعشرين (قرن المحيط الهادي). عقب نجاح أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكة وأثناء الحرب علي غزة ديسمبر 2008، كتبت مقالا في إيلاف بعنوان " الكارنتين " ذكرت فيه حرفيا ما قاله " مارتن انديك " عام 2004: " أن فشل كلينتون في تحقيق السلام بين العرب وإسرائيل قد جعل الاستراتيجية التي تجعل من السلام العربي- الإسرائيلي مفتاحا للشرق الأوسط استراتيجية فاشلة أيضا، حيث لا يوجد كثرة من الأمريكيين يتبنونها، وعلى العكس.. لم يبق أمام الولايات المتحدة والغرب كله سوى واحدة من استراتيجيتين: العنف والحرب، والضغط السياسي والدبلوماسي، من أجل تغيير طبيعة العالم العربي المغرقة في التقليدية والتطرف، أو الحجر (الكارنتين) الذي يمنع المغالاة والإرهاب من الولوج إلى الشواطئ الأوروبية والسواحل الأمريكية ".
ولأن الرئيس السابق " جورج دبليو بوش " جرب الاستراتيجية الأولي وفشل، فلم يبقي أمام الرئيس " أوباما " سوي الإستراتيجية الثانية، وهي الحجر علي هذه المنطقة الحاضنة لكل الأمراض والأوبئة حتي تصفي نفسها بنفسها. وكشفت قناة " فوكس نيوز " الأمريكية عن أهداف الديمقراطيين وسياساتهم الناعمة مع إيران وتساءلت بأسلوب ساخر: لماذا لا نعطي السيطرة الحصرية للنظام الإيراني من بيروت إلى باكستان؟ ولماذا لا نمنح الإخوان المسلمين الحكم من غزة إلى المغرب، طالما أن مصالحنا أصبحت مع الإسلاميين وليس إسرائيل؟.
" ليونيد إيفانوف " رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية الروسية يري أن (أمن إسرائيل) يكمن في جعل العالم الإسلامي غارقا في الفتن الداخلية والنزاعات الخارجية. ولتحقيق ذلك يعمل الأمريكيون على تهيئة الأوضاع، بطريقة تضمن استمرار دوى الانفجارات في المنطقة، وإبقاء نيران النزاعات مع الدول الأخرى مشتعلة. إن ما تريده الولايات المتحدة في حقيقة الأمر هو أن تبقى سماء العالم الإسلامي ملبدة بدخان الحروب من دول البلقان وحتى باكستان، لأن هذه المنطقة تقع على مقربة من الصين. وبعبارة أخرى، فإن ما هو مطلوب أمريكيا من هذا المد الإسلامي في العالم الغربي هو أن يكون مصدرا دائما للقلاقل والاضطرابات".
أما السياسي الأمريكي المخضرم " زبغنيو بريجينسكي " فقد أحيا من جديد الفكرة التي سبق وأن طرحها في كتابه العلامة " بين جيلين " منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وهي: تفكيك النظام الإقليمي العربي وإعادة تشكيله علي أسس عرقية وطائفية، وذلك في مقال حديث نشر في مجلة " السياسة الخارجية " استعرض فيه تداعيات السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط في أعقاب الثورات العربية 2011.
" بريجينسكي " كتب قبل أربعة عقود، مايلي: ان الشرق الأوسط مكون من جماعات عرقية ودينية مختلفة يجمعها إطار إقليمي يقوم علي أساس فكرة (الدولة - الأمة)، والحل للصراع المزمن في الشرق الأوسط هو تحوله إلي كانتونات طائفية وعرقية يجمعها إطار إقليمي (كونفيدرالي)، وهو ما سيسمح للكانتون الإسرائيلي أن يعيش في المنطقة (في سلام) بعد أن تصفى فكرة القومية ".
وهكذا، بضربة واحدة تتخلص أمريكا من (صراع المطلقات) المزمن في الشرق الأوسط، بعد أن يحطم الإسلاميون أطر الدول القومية (العربية) في المنطقة، وحسب مستشار أوباما للأمن القومي " توم دونيلون "، فإن هذا سوف يتيح للولايات المتحدة ان تترك " الشرق الخطأ " وتتحول باتجاه أسيا (والشرق الأدنى)، بعد أن " أبتليت " -على حد تعبيره- على مدى العقد الماضي بالحرب في العراق وأفغانستان، فضلاً عن " فوبيا " الإرهاب وتنظيم القاعدة، و" مخاوف " الانتشار النووي في إيران!

dressamabdalla@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تلك امانيكم
كتكوت -

تلك امانيكم واماني الكنسيين المختفين تحت اقنعة العلمانية ! ان لهذا الكون متصرف واحد هو الله لا اله الاهو وربكم امريكا ستدحر وربيتها اسرائيل لن تبقى ويوم الحساب قادم ، انه مكر التاريخ !!

مصالح امريكا
Rami Alrousan -

ايران مشكلة امريكيه ايضا وليست فقط اسرائيليه فهي ان لم تكن تهدد وجود امريكا فهي تهدد مصالحها بالمنطقه ولن تسمح امريكا بقوه اقليميه في المنطقه الا من خلالها -يعلم الامريكان ان الحركات الاسلاميه في المنطقه يمكن ان تطرح مشروع وحدوي اوسع من المشروع القومي وهذا ايضا ليس في مصلحتهم

الي كتكوت
مصري حزين -

مالذي تتوقع ان يدحر امريكا واسرئيل هل هو تاخرهم العلمي او الحضاري او او او خليك في خيمتك ونام واحلم بحور العين والغلمان ردود خايبه

المشروع الاسلامى الوحدوى
هانى فهيم -

فعلا يطرح المد الطائفى مشروعا وحدويا اوسع من المشروع القومى ولكن هل هناك اى علامة او دليل واحد على امكانية حدوثه ام الاستحالة هى الاقرب الى الواقع بعيدا عن الاحلام والامنيات الطيبة

حضرتك بتبيع القطر لمين؟
عطوة ابن عليوة -

الكاتب ، في هذا المقال يريد أن يستصرخ نجدة القوميون العرب وقاعدة المسلمون العرب ويؤلبهم ضد الأخوان بعبع الأقباط وعدوهم اللدود. الأقباط عندم عقدة نفسية كبيرة من جماعة الأخوان لدرجة ان الطفل القبطي الصغير لما يعمل دوشة وهيصة وشقاوة عيال في البيت أمه بتخوفه وتقوله انت هتسكت وتبقى مؤدب ولا احسن انده لك مرشد الأخوان.

اخلاق إسلامية
عادل -

إنظروا كيف يسب ويشتم غلمان التطرف الاسلامي الارهابي البغيض اهالي مصر الاصليين ويعتدون على مقدساتهم ودياناتهم لطيلة هذه القرون. وتنشرها إيلاف دون تقطيع او عبارتهم المعروفة (مخالف لشروط النشر). وبالمقابل, تماطل في نشر تعليقانتا, وتقطعها حسب مزاجها, وتسرع بإضافة عبار (محالف لشروط النشر) على التعليقات التي تفضح وضاعة هذه الزمرة الباغية.