أصداء

صراع البقاء بين فيفي وهيفاء!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هل انتهى زمن "فيفي عبده" بلا رجعة حقّا؟؟ وهل دخلنا-شعوبا وقبائل- باستحقاق عصر "هيفاء وهبي" ومشتقّاتها !!؟؟ هل أشّرت الأولى للحداثة بهزّ البطن والثانية لما بعد الحداثة بهزّ الرّدف!؟ -
قديما جادل "الجاحظ" وناظر، وبحث في مدى أفضليّة "البطن" على "الظهر" و"الجارية" على "الغلام". ولم يدر بخلده أنّ "أحفاده" سيخوضون من بعده في عالم البطون والأرداف!!. فحريّ بنا من منطلق" إحياء التراث" والتواصل مع الذاكرة الجماعيّة أن نحسم أمر"البطن" و"الرّدف" لنرى أيّهما أحقّ بالتّمجيد والإشادة.
يقول أنصار البطن والخصر إنّ زمن" فيفي عبده" هو زمن "الحشمة "و"اللقمة الشريفة". صحيح أنّها كانت تتلوّى حارقة الأكباد وخارقة المسافات بين حلبة الرّقص في أحد النزل الفخمة وبين فراش الأوهام السياسيّة النّائمة. وصحيح أنّها كانت تلهب المشاعر حقّا وترعب رؤوسا وتهزّ عروشا. لكن بالله- أليست الأكفّ الملتهبة والحناجر المدوّية لبروزها ولتبخترها هي نفسها التي تشتغل وتشتعل عند مرور" الزّعيم"؟؟.. فلم التدنيس حينا والتقديس حينا آخر؟؟ وأيّ ذنب جنت والنّاس يرونها بأم ّ أعينهم ترقص على طبلة واحدة لا تغيّرها ولا تحيد عنها. في حين يرقص آخرون من حولها بوقاحة ودون خجل على ألف حبل، وكلّما أبدعوا في النّطّ والقفز اشتعلت الأكف لهم حماسا ونفاقا..؟؟ والمسكينة-إلى ذلك - تقيم موائد الإفطار في شهر رمضان وتحرص سنويّا على أداء مناسك العمرة وشرب ماء زمزم فلِمَ يقزّم مجهود الرّاقصة، وتقصّر وسائل الإعلام في متابعة أنشطتها الخيريّة وفي المقابل تهلّل لأعمال خيرية أخرى فننام ونصحو على تكرارها!!؟؟...
وتثبت بعض الإحصائيات الموثوق بها أنّ نزول- السيّدة فيفي -إلى حلبة الرّقص يسيل-إعجابا وانبهارا- "مليارا مكعّبا" من اللّعاب الصافي. وهذا في حدّ ذاته مكسب وطني عظيم لأنّها بذلك تكون قد ساهمت في تهدئة الخواطر، وتجفيف ينابيع الغضب. فلكم أن تتصوّروا حجم الكارثة لو أنّ هذا الكمّ الهائل بقي في الأفواه عند متابعة النّاس الأخبار السياسيّة في القنوات العربيّة الرسميّة، أو عند تشنيف أسماعهم بالحديث عن نجاح القمّة العربيّة الأخيرة، وعن شفافيّة الانتخابات في السودان؟؟؟
وفي عصر "أكلة الدول" مازال البعض يتشدّق بالتهام هذه السيّدة للرّجال. ألم تصرّح علنا بأنّها امرأة مزواج وأنّ كلّ رجل يعجبها تتزوّجه؟!! أين العيب في ذلك و النّاس في مشارق الأرض ومغاربها يتزوّجون فوق الطّاولة وتحتها بحضور شاهدي عدل و زور أو بغيابهما. ومع ذلك الحياة مستمرّة.. ! والأغرب أنّ هؤلاء الحاقدين يبتلعون ألسنتهم عند ما تطلّق أوطان وبلدان من شعوبها ويطلقونها ضدّ تعدّد الأزواج !!!

***

أمّا أنصار"هزّ الردف" فيرون أنّ زمن فيفي عبده قد انتهى وأنّها قد جمّلت العالم في زمن "الأبيض والأسود" وأنّ" هزّ البطن" هو إرث "الحرب الباردة" الذي يجب القضاء عليه خاصّة وأنّه لم يعد يستجيب للمعايير الدولية" ولم يعد قادرا على إقناع "الدول المانحة". ثمّ إنّ منطق الطبيعة يقرّ-هذه الأيّام- بالبقاء للأفضح ولمن يسجّل "حقائق جديدة على الأرض". ثمّ أنّى للنّاقد الحقيقيّ المنصف أن يختزل مزايا هيفاء. ؟؟ ألم تنقذ بهزّتين أو ثلاثة عديد المهرجانات العربيّة من إفلاس محقّق دون أن تتصرّف كنجم شباك، ودون أن تتمسّك "بمؤخّر العرض"؟
ولا غرابة في أنّ المتحاملين على هذه البنت البريئة التي تحرّك بردفيها خمسين ألف قلب في الثّانية هم بعض المثقّفين الذين انهاروا بانهيار "الأيديولوجيات" أو بعض القادمين من الكهوف القديمة ممّن زلّت أقدامهم وتثاقلت خطواتهم عجزا عن مجاراة النسق وتجديفا ضدّ التيّار. لكن ما يثير الضحك والسّخرية أنّ الواحد منهم إذا ربط عنقه، وجمّل نفسه أمام سحر الفضائيات كرّر بمناسبة أو بغير مناسبة مُضغة "على خلفيّة".. فتسمع في خطبهم التي لا تنتهي على شاشة لا تستحي "على خلفيّة التصريحات" أو "على خلفيّة التجاوزات" الخ..... فما لهم ومجال اختصاص "علماء الرقص" ؟؟ وما بالهم يتدخّلون فيما لا يعنيهم؟؟ يعيبون على الفنّانة الّلعب "بالخلفيّة الفكريّة" أمام جيل "الأنترنات" ثمّ لا يتورّعون عن الاستنجاد بمصطلحاتها.. ثمّ هل سمعتم مرّة مَنْ يتحدّث عن" البطن الفكريّ" أو" الخصر الفلسفيّ"؟ لكن في المقابل سمعتم، بلا شكّ، عن الخلفيّة السياسيّة أو الخلفيّة الفنّية. فلِمَ اللّوم إذا ما ألهبت هذه الفاتنة الشّعوب بخلفيتها الفنّيّة"؟؟ ألن تساهم بذلك في تحقيق" السلم الاجتماعيّ" وتكريس الصّمت المرقوب...؟ وليعلم الجميع أنّ هذه المرأة حوّلت" الشفافيّة" من تنظير عند أهل السياسة إلى ممارسة عند أهل الفنّ ومحبّيه فإذا كلّ شيء شفّاف لا تخفى عن عيون المشاهدين خافية بل يُسْمَحُ لهم بمراجعة كلّ" التفاصيل" والتثبّت في أدقّ" الجزئيات...... "فعجبا لهذه الشعوب المتخلّفة...؟
تبحّ الحناجر مطالبة بالشفافيّة ولمّا تتجلّى أمامهم" نهودا" و"خلفيات" و"شفاها غليظة" يلعنونها.....

***

في الحقيقة يصعب، على الباحث في هذه القضيّة الشائكة، البتّ في مسألة الصراع" الفيفي/ الهيفويّ". ولا يمكن بسهولة الفصل في هذه القضيّة الشّائكة بحكم قدرة الرّاقصتين على الإقناع لذا من المستحسن أن تتواصل المشاورات وتتعدّد المسارات علّ أحد الطرفين يقدّم أثناء المفاوضات المرتقبة على" تنازلات مؤلمة". ومن المفيد للطرفين -في ظلّ ما يشهده العالم من تحوّلات - تأجيل الحسم في بعض" المسائل العالقة" إلى حين الشروع في ترتيبات "الوضع النهائيّ.. هذا- بالطّبع- إذا لم يقع تدويل القضيّة "في حال تواصل تعنّت المتنازعتين. ولكن إذا ما رُفِعَ الأمر إلى"المكتب البيضاويّ" فالله وحده سيعلم أيّ" الهزّين سيستجيب لقرارات الشرعيّة الدولية وأيّ النّوعين من الرّقص يتعارض مع" أمن إسرائيل". وعندها قد لا يكون لكلّ حدث أو رقصة حديث...


كاتب من تونس


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رائع
lilly -

مقال رائع، شكراً