أصداء

نحو منطقة خالية من الارهاب و التطرف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تطرح تصورات سلبية متباينة بشأن مرحلة ما بعد الربيع العربي، والتصور الاهم المطروح هو أن الاسلام الراديکالي سيعود عبر صناديق الاقتراع و سيغير من الاوضاع بدرجة لايمکن التکهن بنتائجه و آفاقه النهائية.
صعود الاسلاميين الملفت للنظر في مصر و تونس و تألقهم في ليبيا، و الحديث الذي يدور بشأن الدور الکبير الذي يضطلعون به في سوريا، يعطي ثمة نکهة و طابع غير عادي لما سيلعبونه من دور على مسرح الاحداث في بلدانهم، بل وان هناك من يذهب أبعد من ذلك عندما يطرح مسألة"حتمية"عودة الخلافة الاسلامية کأمر واقع للمنطقة ولاسيما وان المد الاسلامي قد بات مثل الظاهرة في معظم بلدان المنطقة حتى تلك التي لم يصلها الربيع العربي کالمغرب مثلا.
صعود التيار الاسلامي و بروزه في بلدان المنطقة و خصوصا تلك التي إجتاحها الربيع العربي، هو بقناعتنا ظاهرة طبيعية و صحية خصوصا عندما نراها ذات طابع و نهج وطني إستقلالي غير خاضع لنفوذ النظام الايراني و تٶمن بمبادئ الحرية و الديمقراطية و الرأي الآخر، وهي"بعد أن إکتوت بنار الدکتاتورية و الاستبداد"، ترفض إنتهاج السبل و الطرق التي تقود الى الدکتاتورية و إقصاء الآخر بل وانها و بعد أن کانت شاهدة عيان على کل ماجرى بالمنطقة من جراء التعسف و الاستبداد و التألق و البريق الذي إکتسبه التيار الاسلامي الاصلاحي في ترکيا، باتت تفکر و بصورة جدية بالعمل بمنطق و روح العصر و عدم القفز على الواقع او تخطيه.
التيارات الاسلامية في المنطقة و التي لعبت دورا مشهودا في احداث الربيع العربي، لم ينجح ملالي قم و طهران في جرهم تحت عباءتهم المظلمة، وهم و على الرغم من مساعيهم الحثيثة لإيجاد نوع من الصلة و التواصل معهم، إلا ان تلك التيارات عملت و بذکاء و حذاقة ملفتة للنظر على تجاهل کل أنواع الرسائل و النداءات القادمة من طهران و کانت حذرة أکثر بعدم قيامها بإرسال وفود او ممثلين لها الى طهران، وهو ما دفع بمختلف الاوساط السياسية العلمانية و اليسارية و القومية الى الثقة بهذه التيارات و التفاٶل بمستقبل العمل معها.
عوامل الخلل و الانحراف و التطرف و الارهاب التي رافقت صعود نظام ولاية الفقيه في إيران و تزامن ذلك مع بروز دور إستثنائي لمنظمة القاعدة الارهابية في المنطقة و العالم و الدور السلبي الکبير الذي لعبه هذان التياران في إعطاء صورة و إنطباع سئ عن الاسلام، وان التفاهم و التنسيق الذي قام و لايزال بين الطرفين قد کان له تأثير بالغ السلبية على إزدياد التوتر و عدم الاستقرار، وهذه الحقيقة أدرکتها التيارات الاسلامية المعتدلة في المنطقة و التي کانت تنظر دوما بعين التوجس و الريبة الى الدور غير الايجابي الذي يلعبه النظام الايراني في جر إيران و المنطقة الى شفا جرف هار، ولأجل ذلك فإنها قد وعت الدرس تماما وادرکت بأن من صلب واجباتها الاساسية إعادة الوجه المشرق و الاصيل للإسلام و إبراز دوره کدين يأمر بالتعاون و التواصل و التسامح و الاخوة الانسانية.
النظام الايراني الذي يترنح اليوم و يترقب العالم بأسره لحظة سقوطه التي باتت وشيکة، صار نظاما مفلسا من کل النواحي و قد أفتضح أمره تماما خصوصا بعد الدور السلبي و الشرير الذي لعبه في الوقوف الى جانب نظام بشار الاسد، وان دول و شعوب المنطقة بأسرها باتت تعلم الدور المشبوه لهذا النظام و ان صعود تيارات معتدلة تنتهج نهجا اسلاميا أصيلا و معاصرا يمکن إعتباره بمثابة صفعة قوية جدا بوجه ذلك النظام المتطرف وان سقوط هذا النظام بات أمر أکثر من ضروري ذلك انه سيجعل المنطقة و العالم خالي من الارهاب و التطرف.


asraa.zamli@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف