أصداء

الدهليز الروسي والثورة السورية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

منذ اليوم الاول من بدء الانتفاضة السورية وحتى تاريخه لابد من ذكر روسيا كلما دار الحديث حول الشأن السوري. المجلس الوطني السوري معروف بهويته المحافظة واكثرية اعضائه من اليمين وحركات الاسلام السياسي. اذا كانت هناك بعض الاسماء من الليبراليين او اليساريين وحتى الشيوعيين فان ذلك لا يعدو كونه"زواج المتعة". كل متحدث من المجلس الوطني عند تعرضه للموقف الروسي ازاء الوضع السوري يبدأ حديثه قائلا :"روسيا كانت صديقة وحليفة تاريخية لسوريا منذ الحقبة السوفياتية" مع عتاب على موقفها المتضامن مع النظام السوري.

الغرابة هنا هو ان اصحاب هذا الكلام الذي يعتبر "مسح جوخ" ودق على الوتر العاطفي الساذج يتناسون ان العلاقة السورية السوفياتية كانت علاقة بين اعتى نظامين ديكتاتوريين شموليين في ذلك العهد. هذه الصداقة موضوع البحث مع الادارات السوفياتية، كان الشعب الروسي حينها يعاني من عبودية لم ولن يشهد له التاريخ مثيلاً تحت حكم الـ (ك ج ب) الغني عن البيان حيث كانت روسيا سجناً لشعب كامل قاسى الاهوال لعقود طويلة ولكنه كان"صديقاً وفياً" لسوريا!!.

علينا ان لا نستغرب عندما يخرج مواطن روسي اليوم ويقول: لماذا العتب.....كنتم على صداقة متينة مع النظام الفردي الديكتاتوري السوفييتي وحكم الحزب الواحد الذي قتلنا بالملايين ونحن ايضا الآن اصدقاء مع نظامكم الذي هو من نفس الطينة وقتل منكم عدة آلاف فقط. لماذا العتب اذن؟.

ماذا عن الطيف الآخر من المعارضة، اي هيئة التنسيق الوطنية؟.

هذا الطيف يعتبر نفسه علمانياً ويساريا مع نزعة قومية عنصرية. النزعة الشوفينية لدى اليسار ليس بالامر الغريب، اذ ان جميع الحركات اليسارية لاسيما في تركيا تحولت الى تجمعات قومجية مع الاستمرار في استعمال مفردات اليسارالرفاقية. "الرفيق" ع ب الشيوعي وعضو الكنيست الاسرائيلي سابقا المنظر للفكرالقومجي حاليا هو مجرد عينة لهذا التيار. طبعا لا يخلو هذا الطيف المعارض ايضا من كوكتيل محافظ وغيره اي ان "زواج المتعة" موجود على قدم وساق في كل مكان.

هذه المعارضة لاتزال ترى في روسيا اليوم كوليد شرعي للسوفيات وروسيا ستبقى صديقة مهما ارتكب الرفيق "الوليد"من موبقات وافعال طائشة.

هل هناك فعلا اي تشابه بين النظام السوفييتي وبين نظام الرئيس فلاديمير بوتين؟. من الناحية الايديولوجية لا، اللهم اذا استثنينا اسلوب حكم الفرد الواحد الاوحد، اذ ان الايديولوجيات تبدلت 180 درجة.

روسيا دخلت المرحلة الـ"بوتينية"، اي مرحلة حكم الفرد الاستبدادي والرئيس الراحل بوريس يلتسن لم يزل وقتها على رأس السلطة كواجهة الى نهاية عمره.

السيد فلاديميربوتين يتنقل بين منصبي رئاسة الدولة ورئاسة الوزراء منذ 12 عاما عن طريق الانتخابات "الحرة والشفافة"، وكأنه يتنقل بين الصالون والمطبخ او غرفة النوم في بيته.

بوتين كان الحاكم الفعلي الاوحد حتى في فترة بقائه في رئاسة الوزراء، ولم يكن الرئيس ميدفيدييف الا صورة ورقية في الواجهة.

السيد بوتين كرس منذ الآن فترتين جديدتين لبقائه على كرسي الرئاسة وليس من الغريب ان يأتي احد اولاده ليأخذ مكانه مستفيداً من تجربة الحليف"السوري".

الصراع الآن بين الغرب وروسيا في الازمة السورية وغيرها من الازمات انما هو الصراع على المصالح ليس الا. لم يعد هناك اي عداء مستحكم بين الغرب وروسيا كما كان في العهد الشيوعي. الغرب حينها كان يخاف من انتقال الايديولوجية الشيوعية الى بلدانه، وهذه الايديولوجية لم تعد موجودة على وجه الارض بعد ان تركها اصحابها بالذات.

امام هذا البحر المتلاطم من تضارب وتداخل المصالح الانانية من ازدواجية المعايير وفقدان الحد الادنى من المنطق والاخلاق والواجب ازاء الوطن يتأكد المرء ان المعارضات السورية تصطف وراء الاحلاف للحصول على حجم اكبرمن الكعكة التي صلصتها هي الدماء السورية الذكية.

اذ كنت اهم بوضع الحروف الاخيرة من هذا الحديث وقعت عيني على هذا النبأ الذي تناقلته الصحف التركية اليوم 15 آذار: "روسيا تمنح امريكا الحق في استعمال قاعدة عسكرية جوية روسية في مدينة اوليانوفسك بالقرب من الاراضي الافغانية." اذاعة العراق الحر نقلت النبأ على الشكل التالي:
14.03.2012
" قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف إن الحكومة الروسية ستناقش مقترحا للسماح لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ولأول مرة باستخدام قاعدة جوية روسية لنقل القوات والمعدات العسكرية من أفغانستان. وتحدث لافروف اليوم أمام مجلس الدوما وعبر عن تأييده مقترحا يسمح لقوات ايساف في أفغانستان باستخدام قاعدة اوليانوفسك الجوية التي تقع على نهر الفولغا قائلا إن ذلك سيكون في مصلحة روسيا القومية والأمنية".

التوافق بين الروس والامريكان يشبه الى حد ما التطابق بين الحروف التي تشكل الدولتين "روسيا وسورياّ" بينما مواقف المعارضات تشبه التناقض الصارخ بين الشعبين السوري والروسي من حيث الجغرافيا والعرق والدين....الخ.

طبيب كردي سوري
bengi.hajo48@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الدهليز الاوجلاني ...
كوردي حر -

في الجوهر وفي القسم الاول من القراءة يوحي بان اذا لم تهتف المعارضة السورية لسياسة وفكر اتباع القائد عبدالله اوجلان و بالتالي لحليفه نظام الاسد الفاشي، ربما كما هتف اوجلان لاتاتورك الذي كان عدوا لدودا له قبل اعتقاله، فان الاقلام الاوجلانية ستهاجمها حتى لاتفه سبب.وهي في هجومها البائس السخيف تستغبي القراء وتحسبهم قطيعا يجب على هذه الاقلام سوقهم بالعصاالاوجلانية،ولا تتردد ايضا في جعل الواقع والحقائق عجينة يصنع منهاالخيال الاوجلاني الذابل كورقة خريف ما يشاء من اشكال. والقلم الاوجلاني هنا لا يفرق عن عمد ـ لانه يظن القراء اغبياءـ بين النظام الديكتاتوري الذي يستولى على الدولة بالقوة رغما عن ارادة الشعب وبين هذا الشعب الذي صودرت ارادته الحرة من قبل النظام الديكتاتوري الذي يصف بهما النظام السوفياتي السايق في روسيا والنظام الاسدي في سوريا. فيجعل النظام الاسدي ممثلا للشعب السوري حين يمزج بين الشعب السوري المقهور والنظام الاسدي بكلمة(سوريا).ويقلب الحقيقة في ان العلاقة بين النظام السوفياتي الديكتاتوري كان مع الشعب السوري الذي يمثله النظام الاسدي الديكتاتوري لان ذلك يخدم ما في موقفه المسبق من الفكرة. ثم يجعل المواطن الروسي اليوم يرد على السوريين بتأييد نظامه للنظام الاسدي الديكتاتوري ثأرا وانتقاما من علاقة السوريين مع النظام الاستبدادي السوفياتي!!! هل يوجد اذكى من هذا القلم الاوجلاني وخياله؟!ولكن المواطن الروسي ليس غبيا لهذه الدرجة ولن تنطلي عليه هذه الحركة الشبيحية الغبية، ويدرك ان النظام الاسدي في علاقته مع الدولة السوفياتية لم يكن يمثل الشعب السوري.استغرب من شخص عاش في الغرب المتفتح وتخرج من جامعاتها ان يكون خياله وفكره ضحلا بهذا الشكل.هل هذا خرف سياسي؟