جنوب كردفان بعيون جورج كلوني!؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قبل أيام نقلت شاشات التلفزة العالمية، صورا للممثل الأمريكي المعروف جورج كلوني مقيد اليدين مع والده أمام مبنى السفارة السودانية في واشنطن.
وكان سبب اعتقال الممثل المشهور هو احتجاجه، عقب زيارته لمنطقة جبال النوبة بجنوب كردفان، ووقوفه على مدى الانتهاكات الفظيعة التي وقعت على المدنيين من قتل وتشريد وحرق لمنازلهم بطريقة مخزية عبر طائرات الحكومة ؛ الأمر الذي أدى به للتحرك مع بعض أعضاء الكونغرس والوقوف أمام السفارة السودانية في واشنطن ما أدى في النهاية إلى اعتقاله.
وكان جورج كلوني قبل اعتقاله قد أدلى بشهادة عن الأوضاع الإنسانية بجنوب كردفان أمام الكونغرس حيال الفظاعات التي ترتكبها الحكومة السودانية تجاه مواطنيها في جنوب كردفان.
وبظهور جورج كلوني على شاشات التلفزة العالمية بتلك الطريقة التي تم بها اعتقاله بدا واضحا أن ثمة اقترانا شرطيا استدعى الحديث عن مأساة أبناء جبال النوبة ومعاناتهم في بعض الفضائيات العربية لاسيما في برامج أخبار الصباح لدى قناة عربية معروفة !
ربما يتساءل المرء هنا عن طبيعة تلك التداعيات المفاجئة التي تنعكس على اهتمام الإعلام العربي بمآسي السودان، عندما يهتم الإعلام الغربي بها عبر نجوم الفن والسينما ؟
والحال أن ماحدث في السودان من مآس لم يكن خاضعا لاهتمام الإعلام العربي إلا بتلك الطريقة التي تقتضي ردود فعل تحدث في الغرب ثم تنعكس على إعلام العرب. ولعل في قضية دارفور ما يكشف عن تلك الحالة الغريبة في موقف ذلك الإعلام الذي يعكس دائما تخلفا مشينا، وبطريقة لا ترى في الوقائع معنى واحدا من حيث الأهمية لقد وقعت مجازر في دارفور على خلفية الميز العنصري، وجرى تدمير للقرى وتهجير للسكان وإحراق لمنازلهم بطريقة انتفض لها الإعلام في الغرب إلى درجة وصلت فيه ردود الأفعال إلى مدارس الأطفال في مدن أوربا للقيام بمبادرات من أجل دارفور، فيما كان الإعلام العربي متخاذلا ومتناسيا لما يجري هناك.
إن ذلك الانعكاس المخجل لقضايا السودان الإنسانية في الإعلام العربي من خلال الإعلام الغربي هو في تأويل ما، أثر من آثار المخيلة العربية حيال السودان، وهي مخيلة لا تعنى كثيرا بتحديد القيمة في التغطيات الإعلامية إلا من خلال إدراك متأخر ومتأثر بردود الفعل العالمية.
قد يكون ذلك، في دلالة أخرى، نتيجة لخضوع ذلك الإعلام لإكراهات الأنظمة القمعية، وارتباطه زمنا طويلا بملابسات وتوجيهات تلك الأنظمة بما يفقده القدرة على تمثل قيمة الرسالة الإعلامية بمعناها المستقل، من ناحية، وصدوره عن واقع تخلف متغلغل في نسيج البنية الفكرية والاجتماعية في هذه المنطقة من ناحية ثانية.
والحال أننا سنجد ذلك المعنى المشين أيضا في واقع الحكومة السودانية، وسلوكها الذي يصدر عن مخيلة عربية رثة لشمال السودان، بلغت أسوأ نماذجها الكارثية في ظل حكومة نظام الإنقاذ الذي يحكم السودان منذ انقلاب العام 1989م.
فتلك الحكومة التي أشعلت كارثة دارفور منذ العام 2003 على خلفية تحويل صراع الحواكير في دارفور من صراع في الطبيعة إلى صراع سياسي، عبر الفرز العرقي الذي أنتج تلك الأهوال والمجازر، لا تزال تعيد إنتاج ذلك السلوك في منطقة جنوب كردفان. ولأن أبناء جنوب كردفان هم أيضا من قومية النوبة ذات الأصول الزنجية فإن هناك ما يغري بتجديد أهوال دارفور. لاسيما في ظل تصريحات المسئولين في الخرطوم على خلفية تلك الهجمات الجوية التي شنتها الحكومة على المواطنين مما أدى إلى قتلهم وتشريدهم وإحراق قراهم.
لقد ظل مسئولو الخرطوم يرددون أن ما ينتج عن ذلك القصف الجوي هو من هوامش اندساس المتمردين وسط الأهالي بمنطقة جنوب كردفان ؟ !
وإذا كان هناك عذر أقبح من الذنب فهو في تلك التصريحات العنجهية المتغطرسة لمسئولي الحكومة في الخرطوم من أمثال (قطبي المهدي) (وربيع عبد العاطي) الذين يطلون على الفضائيات العربية بتصريحاتهم..
كيف يمكننا أن نصدق مثل هذه التصريحات المبررة لفعل القتل العشوائي من طرف قوات الحكومة لمواطنيها في منطقة جنوب كردفان، في ضوء إدعاء الحكومة فوز مرشحها أحمد هارون في الانتخابات الأخيرة على منافسه من الحركة الشعبية بقطاع الشمال عبد العزيز الحلو ؟
فإذا كان أحمد هارون ــ وهو أحد الأسماء المطلوبة للمحكمة الجنائية الدولية ــ هو من فاز، حقيقة، في الانتخابات الأخيرة بجنوب كردفان، فكيف يمكن لأهالي جبال النوبة أن يقبلوا باندساس متمردي الحركة الشعبية في صفوفهم ؟ فبحسب زعم الفوز ستصبح منطقة جبال النوبة موالية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، لا معارضة له ؟
ولعل في الأحداث الأخيرة التي أدت إلى اعتقال النجم السينمائي جورج كلوني على خلفية احتجاجه أمام السفارة السودانية بواشنطن، مايكشف لنا عن بعض الفظائع التي وقعت هناك. فقد قال كلوني ــ بحسب صحيفة الحياة اللندنية ــ أنه (شاهد مئات يفرون ذعرا إلى التلال والكهوف في جنوب كردفان بسبب الطائرات التي تحلق فوقهم باستمرار ملقية القنابل). في ضوء هذه الحقائق المريرة عن الإعلام العربي حيال مآسي السودان. وحيال أوهام حكومة السودان الإسلاموية العروبية، كيف يمكننا عدم فهم تلك الفظاعات التي ترتكبها الحكومة تجاه مواطنيها من غير العرب؟
Jameil_2004@hotmail.com
التعليقات
من أجل السودان
من أجل السودان -لن يبقى هنالك سودان إن إستمرت دكاتاتورية البشير وزبانيته في حكم هذا البلد المنكوب. إن شاء الله للسودان أن يستمر في الوجود كدولة فلابد من الرجوع للديقراطية الحرة التي عرفها السودان في خمسينات وستينات القرن الماضي ، أيضاً لابد من إقرار قوانين تمنع الممارسة السياسية لأي شخص مارس السياسة سابقاً في السودان وأيضاً تمنع عودة أي حزب سياسي سبق له أن نشأ في السودان من العمل في الشؤون السياسية في السودان ، وأيضاً لابد من نفي كل من كان له أي إرتباط سابق بالسياسة في السودان إلي خارج السودان خصوصاً شيخ الترابي وآل المهدي وآل الميرغني والجمهوريون والشيوعيون والإسلاميون والسلفيون ، نعم هؤلاء هم أعداء السودان وإن تم نفيهم بعيداً عن السودان ربما كان هنالك ثمة أمل في عودة الروح للسودان. نريد إعطاء فرصة بناء السودان من جديد لوجوه جديدة شابة واعدة لا إرتباط لها بروح الأحزاب السياسية المعروفة والتي نحرت السودان ، اما السيد البشير وزبانيته فيجب إرسالهم جمعياً إلي لآهاي ، ويجب أن ينص دستور الدولة الجديد نصاً قاطعاً على حرمان العسكر من الإنحراط في أي عمل سياسي وعدم الإعتراف بهم إن هم فعلوا وكامل المقاومة الشعبية لأي محاولة عسكرية للإستجواذ على الحكم في السودان ، نريد سوداناً علمانياً لاخلط فيه بالدين مع السياسة ، نريد سوداناً يؤمن بالسودان ولا ولاء فيه لغير السودان ، نريد سوداناً لاتفضيل فيه لمواطن على مواطن آخر بالدين ولا بالأعراق ليكن الدين - أي دين كان - في السودان شيء خاص بالأفراد يمارسونه بحرية تامة في معابدهم ومساكنهم ، لكن لا لا لا لخلط الدين مع السياسة ولا والف لا لخلط العسكر مع السياسة ، إن لم يتم تطبيق هذه الشروط بحذافيرها فسوف يظل السودان جمهورية موز وسوف ينتهي به الحال أن يكون شبح دولة وسوف يستمر كل أبناءه وبناته في الهجرة إلي خارجه من أجل البحث عن وطن أفضل وسوف يتلاشى السودان للاشيء ولكم في قوانين الكون عبرة تذكروا أنه حتى النجوم العملاقة تنفجر وتتلاشى حين تستنفد وقودها.
من أجل السودان
من أجل السودان -لن يبقى هنالك سودان إن إستمرت دكاتاتورية البشير وزبانيته في حكم هذا البلد المنكوب. إن شاء الله للسودان أن يستمر في الوجود كدولة فلابد من الرجوع للديقراطية الحرة التي عرفها السودان في خمسينات وستينات القرن الماضي ، أيضاً لابد من إقرار قوانين تمنع الممارسة السياسية لأي شخص مارس السياسة سابقاً في السودان وأيضاً تمنع عودة أي حزب سياسي سبق له أن نشأ في السودان من العمل في الشؤون السياسية في السودان ، وأيضاً لابد من نفي كل من كان له أي إرتباط سابق بالسياسة في السودان إلي خارج السودان خصوصاً شيخ الترابي وآل المهدي وآل الميرغني والجمهوريون والشيوعيون والإسلاميون والسلفيون ، نعم هؤلاء هم أعداء السودان وإن تم نفيهم بعيداً عن السودان ربما كان هنالك ثمة أمل في عودة الروح للسودان. نريد إعطاء فرصة بناء السودان من جديد لوجوه جديدة شابة واعدة لا إرتباط لها بروح الأحزاب السياسية المعروفة والتي نحرت السودان ، اما السيد البشير وزبانيته فيجب إرسالهم جمعياً إلي لآهاي ، ويجب أن ينص دستور الدولة الجديد نصاً قاطعاً على حرمان العسكر من الإنحراط في أي عمل سياسي وعدم الإعتراف بهم إن هم فعلوا وكامل المقاومة الشعبية لأي محاولة عسكرية للإستجواذ على الحكم في السودان ، نريد سوداناً علمانياً لاخلط فيه بالدين مع السياسة ، نريد سوداناً يؤمن بالسودان ولا ولاء فيه لغير السودان ، نريد سوداناً لاتفضيل فيه لمواطن على مواطن آخر بالدين ولا بالأعراق ليكن الدين - أي دين كان - في السودان شيء خاص بالأفراد يمارسونه بحرية تامة في معابدهم ومساكنهم ، لكن لا لا لا لخلط الدين مع السياسة ولا والف لا لخلط العسكر مع السياسة ، إن لم يتم تطبيق هذه الشروط بحذافيرها فسوف يظل السودان جمهورية موز وسوف ينتهي به الحال أن يكون شبح دولة وسوف يستمر كل أبناءه وبناته في الهجرة إلي خارجه من أجل البحث عن وطن أفضل وسوف يتلاشى السودان للاشيء ولكم في قوانين الكون عبرة تذكروا أنه حتى النجوم العملاقة تنفجر وتتلاشى حين تستنفد وقودها.
مثال آخر
خوليو -ما يحدث في دارفور وكوردوفان والنوبة مثال واضح وصريح وقاطع أن الشريعة الاسلامية لاتصلح لتكوين أوطان ، هي صالحة لتناكحوا تكاثروا ليفتخر بهم بين الأمم في اليوم الآخر، وطالما غير مقتنعين بهذا فالانقراض هو المستقبل.
مثال آخر
خوليو -ما يحدث في دارفور وكوردوفان والنوبة مثال واضح وصريح وقاطع أن الشريعة الاسلامية لاتصلح لتكوين أوطان ، هي صالحة لتناكحوا تكاثروا ليفتخر بهم بين الأمم في اليوم الآخر، وطالما غير مقتنعين بهذا فالانقراض هو المستقبل.