أصداء

منهجية قتل الأبرياء العراقيين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كلما تقترب الأمور من وضعها الطبيعي في العراق وخاصة في بغداد أو المحافظات الخاضعة إلى نفوذ بعض الجماعات المنحرفة المسلحة، التي تشرع للإرهاب الانتقام بكل الوسائل المتاحة من سيارات مفخخة أو مفخخات ترصف قرب أكثر تجمعات الأسواق والمحلات التجارية غرضها حصد اكبر عدد من الأرواح البريئة،والغرض الرئيسي إشاعة الفوضى وتذكير العالم بأنهم ما زالوا يمسكون بتقرير مصير العراقيين وإرسالهم إلى المقابر وتأكيد نزعة إما أنا أو الدمار، أنها الحرب الداخلية على كل العراقيين، ورسائل إلى الحكومة بأنكم لم يكن باستطاعتكم إنقاذ الأبرياء، خاصة وان العراق مستهدف من قبل دول الجوار ومنظمات الإرهاب، ومشاكله كثيرة لا يمكن حلها بعصا سحرية أو عن طريق تأجيج الأوضاع وتعقيدها.

ولكن لو تمعنا جيدا، في طبيعة تلك الهجمات، وتوقيتها، ومباغتتها وخاصة مراكز الشرطة والسيطرات الأمنية في بغداد وفي كركوك وبابل والانبار، لوجدنا إن هناك دقة محسوبة إعلاميا، في توجيه الضربات الموجعة التي تلقاها رجال الأمن وعامة الناس البسطاء، وبأسلوب جبان وغادر،وخاصة الهجوم الأخير على كنيسة في المنصور وقتل حراسها، أو مدرسة طالبات في ببجي أو سوق خضراء الحلة، كل ذلك يشي بأن هناك تنفيذ قد رسم بدقة ليتصدر واجهة الإخبار عربيا لإيقاف زحف الزعماء العرب باتجاه بغداد، وبتواطؤ من عناصر مشتركة في مركز القرار، أنه إرهاب منظم، بل هو إرهاب موجه، الغرض منه، تعطيلُ و(فرملة) جهود المخلصين،في إعادة ترتيب البيت العراقي من الداخل.

إذا هي الحرب، لان ما يحدث من تكرار هذه الاعتداءات الجبانة والخبيثة بحق الأبرياء ما هي إلا إطلاق شعار الحرب بعد إن فقدت كل المبررات للحرب السرية ( المقاومين، المجاهدين ) التي كانوا يجاهرون بأنها موجهة للاحتلال الأمريكي، إما بعد إن ذهب الأمريكان خارج العراق، فما هو المبرر لهذه الانفجارات الإرهابية وهذا القتل العشوائي، طالما هناك برلمان وانتخابات وتقاسم السلطة من أعلى المراكز إلى الأدنى، أليس ذلك هو إعلان الحرب على كل عراقي يريد إن يعيش بأمن وسلام مثل غيره في كل إنحاء العالم، ثم من يقف وراء كل ذلك، القاعدة، أزلام النظام السابق، الخلافات السياسية، عملاء الدول المجاورة، إيران،أمريكا، إسرائيل، لقد تكررت مثل تلك الحوادث لكن الصمت هو الغالب، فيما القاتل المنحرف يلوذ بالصمت سوى في بعض الأحيان بيانات اغلبها مضللة،ولكن المستفيدين من تصاعد وتيرة الإرهاب اليوم هم الذين يحاولون إرهاق الدولة وإظهارها بموقف الضعيف العاجز امنيا لاسيما وهي تستعد لاستقبال الملوك والقادة العرب في بغداد في مؤتمر القمة العربية، إضافة إلى أن خصوم العملية السياسية برمتها، وخصوم السيد المالكي الذين يطمحون إزاحته عن رئاسة الحكومة في منافسة مخجلة وشرسة على السلطة، يدفع ثمنها الشعب العراقي. حيث كان من الأجدر من الذين ينافسون المالكي ويحاولون تشويه صورته وإزاحته، كان بإمكانهم دحر الإرهاب والعمل أفضل منه لو كانوا هم على رأس الحكومة.

إن تفجيرات الأخيرة الدامية لدليل قاطع على أن جهات سياسية أو على الأقل بعض الأجنحة فيها، لها ارتباط بالمنفذين، فما أن تحصل أزمة بين هذه الكتل ورئيس الحكومة، حتى يظهر فوق السطح حالة الانفلات الأمني، أنها تهديد بحرب أهلية، وفعلا يشهد تصاعد موجة جديدة من الإرهاب والمفخخات، هذه ليست تنبؤات ورجماً بعلم الغيب، بل عمليات إرهابية يخطط لها، وتنفذ بوحشية، لغرض ابتزاز الشعب والسلطة، نعم إن من يموت هو العراقي البسيط، لكن بالتالي إن الحكومة هي المستهدفة والنظام الديمقراطي وتحديث الدولة المستهدف الأكبر، حتى لا تكون مقارنة بين ما حدث ويحدث، بالتأكيد نحن لا نبرئ الحكومة من التقصير خاصة في اختراقات الإرهابيين للأجهزة الأمنية وغيرها من مؤسسات الدولة، وإهمال المسؤولين الأمنيين وعجزهم في الكشف عن الجريمة قبل وقوعها، والبلية كون من يعمل من داخل الحكومة والمنطقة الخضراء له ارتباط بتلك العناصر، لا بل منهم من يقوم بتنفيذ هذه العمليات، وسواء إن صدقت تلك التحقيقات مع عناصر مكتب السيد الهاشمي أو رتبت، فإنها بالتالي تكشف عن عمق الشرخ بين الفصائل السياسية التي تحكم بمقدرات العراق وشعبه وتذهب به إلى كرة نار متدحرجة ستحرق الأخضر واليابس.

أنا لا أريد أن اذكر الآخرين أو على الأقل الحكومة بما كان النظام السابق يعمله حينما يشعر بأنه مهدد من أشخاص أو جماعة ارتكبت فعلا تخريبا برأيهم، فقبل أن تصادر حياتهم يصادر معها حياة الأقربون وتهدم البيوت فوق رؤؤس ساكنيها، نحن لا نبغي هكذا، ولأنبغي هذا الإهمال في الحفاظ على أرواح الناس، لان الحزم والشدة مبررة حينما تتعرض البلاد والعباد إلى الإبادة الجماعية والحرب الشعواء والتخريب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحليل مؤلم
ضياء -

أنه شلل ثقافي أجتماعي وتربوي عام . وشكراً للكاتب على تسليط الأضواء الى مسألة الأرهاب المنظم وفقر السلطة في معالجته بجدية ومسؤولية . ضياء

رفيق ظافر
رفيق حزبي -

رفيق ظافر جلود ردد شعار الحزب وأطلع!

من كيس ابوه
المحاويلي -

لم يستوقفني شيء في مقالة الكاتب الا كلمة مخلصين ؟؟؟؟ مخلصين لمن يا كاتب ؟ مخلصين للمحتل ومصالحة ؟ ام مخلصين للنهب وعدم معاقبة اللصوص ؟ ام مخلصين لتغييب الشعب وقواه الحقيقية ؟ ام مخلصين لحذف كل المكونات عدا حزب الدعوة ربيب مخابرات ايران او ما يسمى فيلق بدر قاتل الاسرى ومعذبهم في الاسر ؟؟؟ اي اخلاص تقصد اخلاص النهب والفساد ام اخلاص التخلص من النزاهة وحب المواطن والحرص على ثروات العراق ؟؟ اي اخلاص تقصد هل هو الاخلاص للطائفة والاستحواذ على مقدرات العراق ؟؟ ام اخلاص الانفراد في الحكم كما وصفة مقتدى الصدر بالدكتاتوري والفاسد والمرتشي والطائفي ؟؟؟ عجبي من هولاء الذين يريدون خلط الامور وهم لايزيدون عن صفاكة السلطان ومتيمين باخلاصة الذي يدر عليهم البعض مما ينهب ؟؟ يا كتاب قولوا الحقيقة على الاقل لكي لا تتهمون بالسطحية والانحياز اللواكي مقابل حفنه بائسة لتجميل صورة اخلاص السلطان والحاكم المطلق بامره موزع الخيرات من كيس الشعب وليس من كيس ابوه ؟؟

من البديل؟
علي الأعرجي -

لنتفق جدلاً أن المالكي و حزبه و السياسيين الشيعة هم عبارة عن قطاع طرق و ليسوا رجال دولة بأجمعهم - مع العلم أنهم إنتخبوا من قبل عدد لا يستهان به من الشعب العراقي الأمر الذي مكنهم من الوصول إلى سدة الحكم - فمن هو البديل الوطني أو ما هي الجهة الوطنية البديلة , و أرجو إعطاء أسماء و ليست صفات. هل يجروء أحد أن يعطي أسماً واحداً يستطيع أن يدعي حيازته للأصوات التي حازها المالكي؟ هذا ليس تزكية للمالكي و لكن, يجب أن يعرف الجميع أن المالكي و حزبه و التيار الصدري و نوابه و المجلس الأعلى و الفضيلة و غيرهم من ممثلي الشيعة في العراق هم حصيلة وعي هذا المكون من الشعب العراقي و ليس من حق أحد أن يقول نعم هؤلاء هم ممثلوا الشيعة و لكنهم لا يمثلون الشيعة بنفس الوقت لأنهم فشلوا في أداء مهماتهم. تحديد معايير الفشل و النجاح تحددها عوامل عدة منها رضنى الناس و تقييمهم لأداء السياسيين و هذا يعني علينا الإنتظار لعامين آخرين لنرى مدى قبول الناس بالمالكي و غيره. أما توجيه التهمة للمالكي و الأحزاب الشيعية أنهم عملاء لأيران, فهذا يعني ان الذين أنتخبهم أما أيرانيون, و بهذا على من يتهم المالكي و السياسيين الشيعة أن يوجه خطابه للعراقيين الذين إنتخبوهم و أن يقولوا لهم أنتم إيرانيون و سنرحلكم عن العراق كما فعلها الرئيس القائد ابو عدي - و الكلام لا زال للمدعي - أو أن هؤلاءالناس هم جهلة و على المدعي ان يتوجه بخطابه للعراقيين الجهلة الذين إنتخبوا المالكي و أن يقول لهم بالفم المليان أنهم جهلة و يجب أن يحكموا كما حكمهم صدام حسين. المالكي منتخب من قبل العراقيين, و هذا سبب كاف ليقوم أعداؤه السياسيون بقتل العراقيين لتشويه صورته و إرغامه على الفشل في كل الملفات العالقة و الأزمات التي تعصف بالبلد. فليس من مصلحة القائمة العراقية و علاوي و الهاشمي و المطلك أن ينجح المالكي, و ليس من مصلحة الدول العربية المجاورة أن ترى عراقاً ديمقراطياً معافى يركز على التنمية البشرية و الإقتصادية لأنه سيكون الخطر الأكبر على هذه الدول. لهذا السبب يجب محاكمة الهاشمي و أمثاله لأن أكثر العراقيين يعتقدون بأن هذا الشخص و من يمثل خطه السياسي هم المسؤولون عن الجرائم اليومية التي تعصف بالشارع العراقي.