أصداء

مصر بين الإخوان والفلول.. المسكنات والجراحة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تشهد مصر هذه الأيام صراعا رهيبا علي منصب رئيس الجمهورية، ومع كل احترامي وتقديري للتيارين الليبرالي واليساري الذي أحترم كلاً منهما وأري أنهما الأنسب والأصلح والأحق بقيادة مصر، إلا أن المنافسة تنحصر ما بين فلول النظام السابق والتيار الإسلامي. ربما لو كان البرادعي مازال مستمرا في سباق الرئاسة لتغير الوضع كثيرا ومالت كفة التيار الليبرالي ولكن بعد انسحابه من السباق انحصرت المنافسة بين الفلول والتيار الإسلامي.

هناك وجهة نظر ترى أننا يجب أن نخوض تجربة الحكم الإسلامي للنهاية فيجب أن يكون الرئيس إسلامي والحكومة إسلامية كما أن البرلمان تحت سيطرة الإسلاميين الآن فهم الغالبية المسيطرة والمتحكمة في البرلمان بالفعل، وهذا الفريق من أنصار "التدخل الجراحي" السريع فإما أن يعيش المريض أو يموت!

ويري هذا الفريق من صفوة المثقفين أن الطريق الوحيد للخلاص من هذا الكابوس المسمي بالتيار الإسلامي هو وصول هذا التيار لسدة الحكم ولو بطريقة منفردة " وليرونا شطارتهم"، فعند وصولهم للحكم سينكشف هذا التيار ويظهر مدي ضعفة ومدي عدم قدرته علي قيادة البلاد، وخصوصا أن بمجرد سيطرتهم علي البرلمان تناقصت شعبيتهم بل ندم كثير من الذين اعطوهم أصواتهم علي التصويت لهم، ومن جانب آخر سيتوقف هذا التيار عن الصياح واستخدام الصوت العالي كما حدث عندما قامت إسرائيل بضرب قطاع غزة الشهر الماضي تلك المناسبات التي كان يستغلها التيار الديني للعب بعواطف المصريين وهم خارج السلطة ولكنهم صمتوا صمت الأطرش والأعمى عندما كانوا في السلطة ففقدوا أرضية واسعة لهم كانوا قد اكتسبوها في مثل هذه المواقف عندما كان ينطبق عليهم مثل " إللي علي شط البحر عوام"، ناهيك عن عدم قدرتهم علي التعامل مع العالم الخارجي.

ومن ناحية ثالثة أنه من الصعب إزاحتهم في هذه الفترة نظرا لتأييد إدارة أوباما الكاملة لهم ودعم أوباما للتيار الإسلامي وهو ما ظهر في مواقفه الكثيرة وتغاضيه عن التجاوزات التي أوصلت الإسلاميين للأغلبية في البرلمان، وتخليه هو وإداراته عن صرخات الشباب الليبرالي في مواجهته للعسكر والتيار الإسلامي في مصر.

ويري فريق ثان وعلي طريقة "المسكنات" انه من الأفضل لمصر وللمصريين دعم مرشح ليبرالي والحل هو انسحاب كل المرشحين الليبراليين واليساريين لصالح واحد فقط منهم ليكون قادراً علي مواجهة مرشحي التيار الإسلامي، وفي حالة عدم حدوث ذلك الوقوف خلف أحد رموز النظام السابق، وبالرغم من الكراهية الشديدة للنظام السابق ورموزه إلا أن الكثيرين يرون أن النظام السابق بكل جرائمه ومساوئه هو افضل من التيار الإسلامي بكثير، ورموز النظام السابق هم القادرين وحدهم علي إيقاف خطورة التيار الإسلامي وتجنيب مصر من الدخول في نفق مظلم كإيران مثلا، وانه في حالة سيطرة الإسلاميين سيطرة تامه علي الحكم سيتم أسلمة الشارع المصري بالكامل كذلك أسلمة كل أجهزة الدولة ومؤسساتها الأمر الذي سيحتاج لعقود طويلة حتي يمكن التخلص منهم وإزاحتهم عن حكم مصر فالنظام الإسلامي في إيران مازال مسيطر لمدة 33 سنة الآن كما أن سيطرة التيار الإسلامي ستقضي علي كل مقومات الدولة الحديثة وستعيدنا لعصر الظلمات مما يستحيل معه إصلاح البلد وعودتها لمكانتها مرة أخري.

وفريق ثالث يري أن الحل هو مرشح ليبرالي وفي حالة عدم نجاحه وسيطرة الإسلاميين علي الحكم وقيامهم بما يهدد مستقبل الوطن "ميدان التحرير" موجود وكما أسقطوا مبارك سيسقطون التيار الإسلامي وهم مستعدون للتضحية بدمائهم في سبيل الوطن، فقد أعتادوا علي الثورات وأصبح لديهم الخبرة الكافية لترعب أي نظام مستبد وتوقفه عند حده.

ومابين طريقة التدخل الجراحي السريع وأعضاء المسكنات الطبية ومابين تحدي الشباب المعتمد علي قوته وخبرته التي أكتسبها في 25 يناير تسير العملية الانتخابية في مصر والعالم كله يترقب ماذا ستسفر عنه نتائجها، والبعض يجزم أن المسألة محسومة مسبقا وكل ما يجري هو تمثيلية هزلية وأن الرئيس القادم معروف من هو تحديدا، وفي النهاية لا نملك غير الانتظار والدعاء لمصر وأتمني أنني لا أجد نفسي مضطرا في الإعادة ما بين فلول وإسلامي وربما لو حدث لفضلت عدم الإدلاء بصوتي لأي منهما.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف