أصداء

ذكريات صحفية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

صدر عن مكتبة خالد ببغداد كتاب بعنوان (ذكريات صحفية) للصحافي والكاتب العراقي الاستاذ محسن حسين المقيم حاليا في دولة الامارات العربية المتحدة.
والاستاذ محسن حسين من مواليد ناحية المشخاب بمحافظة النجف عام 1934 دشن حياته العملية في جريدة الشعب ومجلة الاسبوع
والكتاب الذي يحتوي على 103 صفحة من الحجم المتوسط يتضمن مسيرة الصحفي محسن حسين منذ أن بدأ حياته بكتابة القصة القصيرة في صحيفة الشعب البغدادية لصاحبها يحيى قاسم وذلك عام 1956.

وفي عام 1958 حينما قامت ثورة 14 تموز واصدر القادة الانقلابيون جريدة الجمهورية التي اتخذت من بناية صحيفة الشعب مقرا لها ومن ثم صحيفة الاخبار لصاحبها جبران ملكون وولده جوزيف ملكون.كان الاستاذ محسن حسين احد الصحفيين فيها.

وعن هذه الفترة يقول السيد حسين عندما بدأت العمل الفعلي في الصحافة عام 1956 كانت هناك صحف يومية تعتمد الخبر منهجاً لها في مرحلة جاءت بعد أن كانت الصحف تنشر وتباع من أجل ما يكتب فيها من مقالات وإفتتاحيات ومعظمها تمثل أحزاباً وشخصيات سياسية. والصحف اليومية في ذلك الوقت كانت الشعب لصاحبها يحيى قاسم والزمان لصاحبها توفيق السمعاني والحرية لصاحبها قاسم حمودي والاخبار لصاحبها جبران ملكون وولده جوزيف ملكون فيما بعد والبلاد لصاحبها روفائيل بطي واولاده فيما بعد وعراق تايمس التي تصدر باللغة الانكليزية.وكان الهاتف الوسيلة الوحيدة للحصول على الاخبار المحلية والراديو الوسيلة الوحيدة للحصول على الاخبار الخارجية من عربية وعالمية.
ويقول ان خطب الرئيس المصري جمال عبد الناصر كانت من ابرز المواد الصحفية التي تتنافس الصحف على نشرها.

ويستذكر الاستاذ محسن حسين زملاءه الصحفيين في هذه الصحف ويقول في ذلك الوقت شهدت الصحافة كفاءات عالية في هذا الميدان واذكر بشكل خاص صالح سليمان في صحيفة الحرية اذ كان ابرزمحرري الاخبار الخارجية وأقدرهم على متابعة الاذاعات في كل ليلة حتى مطلع الفجر. ومنير رزوق في صحيفة الشعب. كما يستعرض الاستاذ حسين ابرز الصحفيين في ميدان الاخبار المحلية فيقول منهم صبيح الغافقي في صحيفة الزمان وعبد المنعم الجادر وسعيد الربيعي وعلي عباس وقاسم الفخري وخالد قادر وغيرهم وكانت لكل واحد من هؤلاء طريقته في الحصول على الخبر ومصادره الخاصة.

ويضيف الاستاذ حسين قائلا وكان معنا في صحيفة الشعب سعيد الربيعي وكان يثير دهشتنا في حصوله على قرارات مجلس الوزراء بالنص وقبل اي صحفي آخر.

وللصحفي الاستاذ محسن حسين ذكريات طويلة حافلة بالاحداث التي شهدها العراق خلال اكثر من نصف قرن وذك خلال عمله في جريدة الشعب ومن ثم في جريدة الجمهورية التي صدرت يوم 17 تموز 1958 وحتى اغلاقها يوم 5/11/1958 ثم في وكالة الانباء العراقية الذي كان احد مؤسسيها في 9/11/1959 وشغل فيها عدة مواقع منها مدير قسم الاخبار ومديرا لمكتبها في القاهرة ومعاون مدير عام وله بصمات واضحة في وكالة الانباء اضافة الى معايشته للاحداث السياسية العراقية والعربية والدولية.

في ذكرياته يتحدث الاستاذ محسن حسين عن زيارة العاهل المغربي الراحل الملك محمد الخامس للعراق عام 1960 وكان يرافقه اول رئيس وزراء عمالي هو السيد عبد الله ابراهيم حيث قام السيد حسين بتغطية الزيارة التي انتهت بتقديم السفير المغربي ببغداد يومذاك الفاطمي بن سليمان هدية الملك عبارة عن ساعة يدوية ثمينة ويومها يقول السيد حسين لم تكن لدي دراية بالبروتوكولات والتقاليد الدبلومسية وتصورت ان في قبول الهدية جريمة تتعارض مع التقاليد الصحفية واستغل مناسبة الزلزال الذي ضرب مدينة اغادير المغربية فبعث بالساعة كتبرع لاغاثة منكوبي الزلزال.

حضرالاستاذ محسن حسين أكثر من مؤتمر قمةعربي وخاصة الاول والثاني والثالث في القاهرة والاسكندرية بمصر وفي الدار البيضاء بالمملكة المغربية عام 1965 فيقول ونحن في الدار البيضاء بالمملكة المغربية حيث يرأس الوفد العراقي الرئيس عبد السلام عارف وصلتنا أخبار تفيد أن إنقلاباً قد حدث في العراق وأن مصر وراء الانقلاب وأن الذي دبر الانقلاب هو رئيس الوزراء عارف عبد الرزاق الذي يحتل عدة مناصب مهمة أخرى هي وزير الدفاع وفائد القوة الجوية وهو الذي كان ينوب عن رئيس الجمهورية في فترة غيابه وأن مما يثر الدهشة أن الانقلاب فشل في ساعاته الاولى وأن رئيس الوزراء قد فرّ الى القاهرة.

والمعروف عن الاستاذ محسن حسين شغفه الشديد بالارقام والتواريخ فهو دائماً يحمل معه مفكرة صغيرة يدون فيها كل حدث مهما كان كبيراً أو صغيراً.
ففي مؤتمر القمة العربي الاول الذي عقد في القاهرة عام 1964 وأثناء حفل العشاء الذي أقامه الوفد العراقي برئاسة الرئيس عبد السلام عارف يوم 15 كانون الثاني يقول الاستاذ محسن وعندها أسرعت اليه أي الى الرئيس عارف وأبلغته بتاريخ ميلاد الرئيس عبد الناصر في ذلك اليوم من عام 1918.

مقترحاً عليه إعداد مفاجأة له في الحفل وبالفعل تم إعداد كيكة للمناسبة وكان الموقف لا ينسى إذ تأثر عبد الناصر كثيراً بالمفاجأة وإستفسر من عبد السلام عارف عمن أخبره بعيد الميلاد.

ويضيف الاستاذ محسن وفي اليوم التالي قدمني الرئيس عارف الى الرئيس عبد الناصر وأخبره أنني صاحب الفكرة فصافحني بحرارة وشكرني. ومن الصدف الجميلة أن هذا اللقاء قد سجل بصورة فوتوغرافية أعتز بها تجمعني مع عبد الناصر وهو يصافحني بحضور الرئيس عارف، غير أنني بعد ذلك التاريخ قابلت عبد الناصر عدة مرات خلال زياراتي للقاهرة في مهام صحفية.
ويتحدث الاستاذ محسن حسين عن ظروف إنتخاب الرئيس عبد الرحمن عارف يوم 17 نيسان/إبريل 1966 خلفاً لشقيقه الرئيس عبد السلام عارف الذي لقي مصرعه في حادث سقوط الطائرة المروحية التي كان يستقلها أثناء جولته في محافظات العراق الجنوبية مساء يوم 13 نيسان/إبريل 1966 فيقول بعد مصرع الرئيس عبد السلام عارف تولى تمشية أمور الدولة رئيس الوزراء عبد الرحمن البزاز وهو رجل قانوني وسياسي محنك ويعدّ من العناصر القومية المثقفة وله تاريخ طويل في العمل السياسي.
ويضيف الاستاذ حسين قائلاً لولا تدخل العسكريين لكان البزاز أول مدني يتولى منصب رئيس الجمهورية.

كما عمل الاستاذ محسن حسين لحوالي 25 عاماً في مجلة الف باء محرراً وسكرتير تحرير وعضواً في هيئة التحرير التي تدير المجلة،وكان كثيرا ما يقدم فكرة ما لرسام الكاريكاتير في المجلة عباس فاضل التي كانت تتناول أموراً محلية باسلوب نقدي وساخر.

كما قام الاستاذ محسن حسين بزيارات للكثير من دول العالم بمهام صحفية وغطى معظم مؤتمرات القمة العربية والمؤتمرات الاخرى في المغرب وتونس ومصر والاردن وبيروت اضافة الى بغداد وظل لسنوات عدة مستشاراً لاتحاد وكالات الانباء العربية حيث ساهم في تاسيسه عام 1964 والقى الكثير من المحاضرات في قسم الاعلام بجامعة بغداد ونقابة الصحفيين العراقيين كما مثلّ وكالات الانباء العربية في مؤتمر اليونسكو الخاص بتدفق الاعلام المنعقد بباريس عام 1981 واختير مقرراً لمؤتمرات الحوار بين الوكالات العربية وكل من وكالات أنباء أمريكا اللاتينية ( أكابو لكو- المكسيك) عام 1981 و( طنجة - المغرب) عام 1982 ووكالات الأنباء الأوروبية في العاصمة الجيكية - براغ- عام 1974.

وفي عام 1988 منح درع رواد الصحافة العراقية. وفي عام 1995 منح شارة رواد الثقافة العراقية.كما عمل كاتباً ومحللاًً في مكتب وكالة الأنباء الصينية - شينخوا- ببغداد.
كما كتب في العديد من الصحف العراقية والعربية.

كلمة لابد منها
كان الاستاذ محسن حسين من المؤيدين للصحافة الحرة المستقلة ويرى أن الحرية هي التي تخلق الصحفي وأن الحرية الكبيرة تخلق الصحفي الكبير. وبالرغم من عمله لسنوات طويلة في وكالة الأنباء العراقية الرسمية إلا أنه لم يكن مقتنعاً بسيطرتها واستحواذها على الاخبار دون غيرها من الصحف الاخرى، وأنه كان يرى في عمل الوكالة وهيمنتها بل واحتكارها للأخبار عطلّ تطور الصحافة والصحفيين إذ كانت جميع الصحف ومحطات الاذاعة والتلفزيون تعتمد في أخبارها على ما يصلها من وكالة الانباء العراقية بل أن المسؤولين في الدولة العراقية طيلة مسيرة وكالة الانباء كانوا يفضلون إعطاء التصريحات والأخبار التي لديهم الى مندوبي الوكالة على بقية مندوبي الصحف الأخرى. بل أنه كثيراً ما تعرّض السيد محسن حسين خلال مسيرته الصحفية الى مواقف صعبة ومحرجة كادت في بعض الاحيان أن تؤدي الى فصله من الوظيفة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحياتي للاستاذين
Nabil Hassan Mohammed -

تحياتي للاستاذين والزملين الفاضلين سيف الدوري ومحسين حسين والف مبروك استاذ محسن على صدور كتابك واحسنت استاذ سيف على عرضك للكتاب وشكرا اخوكم الدكتور عبودي جواد حسن \جامعة عجمان \استاذ مشارك في قسم اللغة الانجليزية وكان زميل لكما في واع وشكرا

تحياتي للاستاذين
Nabil Hassan Mohammed -

تحياتي للاستاذين والزملين الفاضلين سيف الدوري ومحسين حسين والف مبروك استاذ محسن على صدور كتابك واحسنت استاذ سيف على عرضك للكتاب وشكرا اخوكم الدكتور عبودي جواد حسن \جامعة عجمان \استاذ مشارك في قسم اللغة الانجليزية وكان زميل لكما في واع وشكرا