أصداء

جدوى التسول الدبلوماسي للسلطة السورية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من يتبع من، الهلال الشيعي وفيتو روسيا والصين، هذين القطبين غير المتوازنين، كانا متنافرين يوماً، والآن المصالح المتنوعة تجمعهما على ساحات الثورة الشبابية وفي أروقة الصراع الدولي، والتي تدفع، هي الثورة السورية، وبدماء الشهداء!.

اُثبتت الثورات الحالية تغييراً في مقولة كانت دارجة وهي أنه ليست فقط العلاقات السياسية غير دائمة بل المصالح الإقتصادية أيضاً. السلطة السورية سوف تزول آجلاً أم عاجلاً وهي مرتبطة بأكثره مع مدى التغيير في مواقف روسيا والصين، بعد التأكيد على مصالحهما، فلا المالكي وتصريحاته الأخيرة ولا نصر الله الثوري الدائم يستطيعون تغيير الجدلية الآتية، والحتمية التي إندرجت فيها مصير سوريا، وهؤلاء ليسوا سوى مزنة في مقدمة الطوفان الدولي، أولئك الذين يقررون المصير حسب المصالح.

حدد وزير خارجية سوريا " وليد المعلم " موعده مع وزير خارجية روسيا " لا فروف " قبل أن تبدأ خطة " كوفي عنان " والدبلوماسية تجري على سوية التسول أمام روسيا والصين، للحفاظ على الفيتو، وبه الحفاظ على الأسد وحاشيته، والمتوقع بإن الخطة ستنتهي ثالثة في أروقة مجلس الأمن، والجميع يدركون بأن السلطة السورية سوف لن توفي بوعدها، وسوف لن تنفذ أي بند من الخطة، رغم التضخيم الإعلامي له، والتأكيد المتواصل على التمسك بكل ما ورد فيه إمتصاص للدبلوماسية العالمية، وإستغلال لعامل الزمن الذي تحاور عليه السلطة كثيراً مع اصدقائها.

الحقيقة التي ربما لم تغب عن الكثيرين، وهي أن الخطة بذاتها، روسية صينية، فرضت على مجلس الأمن، وبموافقة الدول المساندة للمعارضة السورية، كان هناك إتفاق بينهم وبين الدول العربية يوم إجتمع " لافروف " مع دول الخليج في الجامعة العربية، والنقاط كانت قد درست مع السلطة السورية قبل عرضها، كما كان هناك إتفاق مسبق بين السلطة السورية وبين الذين ساندوا الخطة، لكسبها المزيد من الوقت، وكسب الدول الكبرى وقت إضافي للتحاور والدبلوماسية، روسيا والصين والحكومة السورية متفقة على إنهم مع الخطة إعلامياً بدون تنفيذ عملي، والدول الأخرى كانوا على قناعة بوجود هذه المؤامرة، وعليه إعتمدت شكوك السيدة " هيلاري كلنتون " وزيرة خارجية أمريكا، حول عدم جدية السلطة السورية في تنفيذ بنود الخطة. بالمقابل حصلت المعارضة الخارجية على مخدر مبدئي في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في استانبول، الإعتراف الخجول الذي لم يرافقه أو يتبعه سوى وعود من المساعدات المادية التي لا تفي حتى بتكاليف تحركات المعارضة الخارجية بين دول العالم. لا قضية اللاجئين عرضت بشكل جدي، ولم تبحث حتى اللحظة فيها ولا في قضية الجرحى والشعب المهجر داخل الوطن، المشرد جوعاً، ولا تزال قضية الجيش الحر في عاتيات الزمن بدون قرار صريح، والمجلس الوطني فرض عليه ميثاق ملغوم، نسميه ميثاق التفريق بين القوى المعارضة، كان هناك إجماع مسبق على خلق بنية ملائمة لإبعاد الطرف الكردي من الإشتراك في تجمع المعارضة، لعدم تأسيس مجلس سوري واسع ومتين، كما وعزلوا الكرد عن مؤتمر أصدقاء سوريا. والذي يقف في وجه كل هذه المؤامرات هي الثورة الداخلية الموجودة شامخاً في شوارع وساحات الوطن، تصارع سلطة طاغية بإرادة الصمود والإيمان الكامل بالهدف.

حرياً بنا وبالمجتمع الإنساني، الإقتناع بأن السلطة السورية سوف تعارض عملياً تنفيذ أي خطة مطروحة لوضع الحلول للمجتمع السوري كمجتمع له قيمه الإنسانية وله ثقله ومفاهيمه، لذلك، فلا خطة " كوفي عنان " ولا الخطط السلمية المتوقعة طرحها في القادم من الزمن كالتي سبقتها من مجلس الأمن والجامعة العربية سترى لوجودها ركيزة أو تأييداً منطقياً على الساحة النظرية والعملية، وكل ما يجري حتى اللحظة هي خسارة للثورة، سقوط المزيد من الشهداء في ساحات الوطن، وتمديد متعمد لعمر السلطة. والذين يعاندون التدخل الخارجي وتحت الذرائع والأمثلة المختلفة يرجحون بشكل أو آخر كفة السلطة، ويثبتون دعائم الإجرام فيه ويعطونه الثقة بإنه في أعماله هذه سوف لن يكون هناك من رادع قوي خاصة والدعم للجيش السوري الحر لا يزال في أروقة النقاشات والتداول الدولي.

تبحث الآن السلطة السورية في تمديد خطة السيد " كوفي عنان " تحت بنود متنوعة وبمساعدة روسيا، وهذه واحدة من نقاط التسول التي سيطرحها " وليد المعلم " على وزير خارجية روسيا السيد " لافروف " سيحاولون تأويل البنود حسب منطقهم، سوف لن يكون هناك سحب للقوات، خاصة من المناطق الساخنة، والحجج جاهزة، حتى ولو إفترضنا بسحبها للقوات الثقيلة، فإن السلطة السورية ستضع شروط التظاهر والمسيرات السلمية بالتمسك بالدستور، أي الحصول على رخص قبل التجمع وفي أعداد محددة ومناطق معينة! وبالتأكيد سوف لن تكون هناك رخص، ستحصل المواجهة بين المتظاهرين والشبيحة والشرطة، أو الجيش الملبس بألبسة الشرطة، عندها ستنطلق السلطة السورية من جديد للتدخل بالجيش تحت حجة الحفاظ على الأمن، وستبدأ الإتهامات، ونكون بهذا قد عدنا إلى المربع الأول، يوم بدأت الثورة من درعا البطلة الجريحة، حيث بداية الحلقة. شهور أخرى لعمر السلطة، وكوكبة جديدة من الشهداء، سيرافقهم تدمير متعمد للبنى التحتية، ستتهم السلطة الثورة بالمجموعات الإرهابية كما تفعلها الآن! وسنصل إلى النتيجة التي تطلبها القوى الدولية وبعض الدول العربية وبعض أطراف المعارضة الخارجية والداخلية كهيئة التنسيق، وهي تطبيق البرنامج اليمني على سوريا، حصانة كاملة لآل الأسد، والإبقاء على رموز السلطة في الحكم، والنظام سيبقى قائماً يواجه الثورة تحت واجهة ديمقراطية مشوهة، سيبدأون ببناء سلطة مشتركة من الإنتهازيين الذين يحسبون على المعارضة والبعض من رموز السلطة الحالية، والثوار سيبقون هناك يصارعون جبهتين متحدتين في سلطة واحدة مغطاة بديمقراطية مهترئة.

ما نأمله من المعارضة الوطنية: - إعادة تكوين المعارضة الخارجية بهيئة جديدة، يجد فيه جميع مكونات الشعب السوري مكانه المناسب، وذلك بعدم وضع حواجز لحرية القومية الكردية من قبل بعض أطراف المعارضة العربية. وضع الحواجزهو تقييد للديمقراطية ومجالاتها، في سوريا القادمة، الإعتراف بهم كشعب يعيش على أرضه التاريخية، وله الحق في تقرير مصيره، ضمن سوريا وطن متماسك، وللجميع، مع حرية الأقليات والطوائف الدينية. عدم قبول أية خطط دولية جديدة تعطي للسلطة عمر زمني، تحديد المدة الزمنية لكل محاورة وتقصيرها قدر الإمكان، دعم الجيش الحر، المطالبة بالتدخل الخارجي لمساعدة الثورة والجيش الحر، عدم قبول أية محاورة يكون النظام الحالي طرف فيه، إيجاد طريقة لإعطاء الضمان لروسيا والصين على إن سوريا لن تغير من علاقاتها السياسية والإقتصادية معها وستبقي على الإتفاقيات القديمة بدون تغيير، إقناع الدول الأوروبية وأمريكا على تقديم دعم مادي وعسكري للثورة، والسياسي للعمل على تفكيك الهلال الشيعي والذي من أحد أطرافه حكومة العراق الحالية المساندة لأئمة إيران ومنها لسوريا، وبالمقابل إقناع إسرائيل بالتخلي عن السلطة الحالية.


الولايات المتحدة الأمريكية
Mamokurda@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف