الثورة السورية ومأزق الشرق الأوسط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بانتهاء المهلة التي وضعتها خطة كوفي أنان، والتي وافق عليها النظام السوري بحلول 12 إبريل، سيكون مأزق النظام السوري قد اكتملت حلقاته، مما قد يؤدي إلى انعكاس مأزقه ذاك مأزقا في الشرق الأوسط.
فقد كان واضحا منذ أن اندلعت الثورة في سوريا أن النظام قد اتخذ قراره بتعويم العنف وتعميمه كآلية وحيدة لقمع الثورة، مستندا في ذلك إلى سابقة (مذبحة حماة في العام 1982) لكن اختلاف التوقيت وتعدد المكان جعل من حسابات النظام السوري رهانا عقيما وغير ذي جدوى.
ذلك أن العنف الأعمى أداة نسقية، ولا يمكن بذاتها أن تكون فاعلة في مواجهة شعب كامل طالب بحقوقه المشروعة التي تضمنها له كل المواثيق والمعاهدات الدولية. وهاهو النظام السوري يجرب مرة أخرى سيناريو العنف ويحاول المراوغة في مواجهة خطة المبعوث الأممي والعربي ليلتف عليها كما التف على خطة جامعة الدول العربية في المرة السابقة، دون أن يدرك أن ثمة عواقب خطيرة ستترتب على إخلاله بتعهداته حيال الخطة الأممية هذه المرة.
ولأن النظام السوري يراهن على الزمن كوسيلة أخرى لقمع الثورة، ظن أن ازدياد أعداد القتلى ربما يكون رهانا آخر يوهمه بكسر إرادة الشعب السوري
والحال أن الكماشة هذه المرة أصبحت محكمة، فإما أن ينصاع النظام لما تعهد به ويقوم بتطبيق البنود الستة لخطة كوفي عنان، وعندها ستخرج الملايين إلى الشوارع للمطالبة برحيله، وسيتعقد الموقف بصورة خطيرة بحيث لن تقبل تلك الملايين إلا بسقوطه الكامل، وإما أن يصر على القمع والقتل ويواصل خروقاته المتكررة لبنود الخطة، ومن ثم يتم تحويل القضية إلى مجلس الأمن تحت البند السابع. وسيكون في ذلك إحراج كبير لكل من روسيا والصين، ومأزق حقيقي لهما إذا وقفتا إلى جانب النظام السوري.
ربما يتساءل البعض : سيعود السيناريو القديم مرة أخرى، وستقف روسيا والصين أمام تمرير قرار الفصل السابع مرة أخرى.
بالطبع هذا سؤال مشروع، لكن هذه المرة كانت هناك توافقات ضمنية داعمة لخطة كوفي أنان من طرف موسكو وبكين، وفي هذه الحال ستكون تلك الموافقات الضمنية محك اختبار لكل من موسكو وبكين، بعد أن تجاوز النظام السوري كل الخطوط الحمراء وأصبح مصدر حرج حقيقي لهما.
روسيا والصين بالطبع تعرفان تماما أن النظام ينزلق إلى الهاوية والدمار باعتماده خيار العنف المفرط في مواجهة الشعب السوري، حتى تجاوز عدد القتلى 10 ألف قتيل. كما أن روسيا والصين تدركان تماما أن هذه الحدود التي تجاوزها النظام السوري لا تخدم مستقبل المصالح الحيوية لهما في المنطقة العربية.
وسيكون السؤال : ما الفائدة من الوقوف مع نظام أصبح عبئا عليهما، وربما يقود إلى إشعال حرب في المنطقة عبر جر حليفته الوحيدة في الشرق الأوسط (إيران) ؟
يقول البعض أن موسكو تخاف من عدوى الربيع العربي عند سقوط النظام السوري وتهديد تلك العدوى للجمهوريات الإسلامية التي على حدودها. وحين نصل إلى هذا الافتراض سنجد تفسيرا واضحا لموقف النظام الإيراني الذي يتقاطع مع روسيا في هذه النقطة. ذلك أن النظام السوري هو الحليف الوحيد لإيران في المنطقة العربية فإيران تدرك، بعد أن فكت حماسُ ارتباطها بها كنتيجة لأحداث الثورة السورية، وبعد تورط حزب الله واهتزاز صورته في المنطقة العربية ؛ بوقوفه مع النظام السوري. لكل ذلك تدرك إيران أن وقوفها مع النظام هو في صورة ما دفاع عن نفسها. فسقوط النظام في دمشق بفعل الثورة سيكون بمثابة استئناف لشرارة انتفاضة الإصلاحيين في ايران التي تم اجهاضها بالعنف في العام 2010 م.
وهكذا إذ تتقاطع بعض المصالح مابين إيران وروسيا دعما لنظام دمشق الآيل للسقوط لامحالة، لابد لروسيا في هذا الصدد أن تعيد ترتيب أوراقها في المقارنة بين مصالحها الدائمة في المنطقة العربية، وكذلك في الولايات المتحدة، وبين مخاوفها ومحاذيرها من شبح الربيع العربي في الجمهوريات الإسلامية المتاخمة ؟
الأيام القليلة القادمة ستكشف لنا ماذا ستفعل روسيا حيال الموائمة بين مصالحها الراجحة، ومخاوفها المرجوحة.
من جهة أخرى لا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح بالمزيد من الضحايا في سيناريو الرعب والعنف الذي يمارسه النظام السوري. ففضلا عن الحرج الأخلاقي، ثمة شبح لحرب أهلية يمكن أن يتحول إلى حقيقة بتفاقم العنف وارتفاع عدد الضحايا. وعند ذلك ستعم الفوضى، ولن تنفع عندها المحاذير الغربية سواء في أوربا أو أمريكا ؛ التي تتحسس من التدخل في الوضع السوري لحساب أمن إسرائيل.
هناك أيضا مصلحة تركيا حيال التهديد الخطير على حدودها وتداعياته على أمنها وسلمها، وهي دولة كبرى وعضو في حلف الناتو، ما يعني أن هناك الكثير من احتمالات التوافق بين الغرب وتركيا والدول العربية على ترتيب أجندة تسمح بالتدخل ــ بصورة من الصور ــ في مواجهة هذا الموت والجنون الذي يصبه النظام السوري على الشعب دون هوادة.
لقد كان واضحا منذ البداية أن النظام السوري صمم تصميما خطيرا على تدمير ذاته باختيار العنف طريقا لقمع الثورة. ولا أحد في منطقة الشرق الأوسط يستطيع أن يذهب معه إلى الشوط الأخير.ولهذا فإن تدخل إيران وإصرارها على وقوفها مع النظام السوري ربما لن يردعها عنه إلا محاولة استئناف حراك شعبي من داخلها، أو ضغوط خارجية على خلفية ملفها النووي وتسوياته.
Jameil_2004@hotmail.com
التعليقات
the true
shaher -Every one most know that the Syrian regime wont to stay but no emportant what is the price, if any dont wont to understand, because he dont wont this, If the Syrian regime go only after Syrian destroid, and come back with Syria to 100years ago, For Arabic country, emportant to do Every thing for Syrian people, because victory syrian people is victory for all Arabic Peopleto protect from Iran and Israel........
الدب الروسي
متابع -أنا لاأفهم لماذا الروس دائماً يتخذون هذه المواقف المعادية للشعوب وماهي مصلحتهم من وراء ذلك هل هو غباء أم ديكتاتورية تجري في الدماء أم الإثنين معاً ؟
الشعب السوري قتل الخوف
جمال عبد الناصر -امريكا احتلت العراق رغم الفيتو الصيني الروسى وقتها,الحقيقه امريكا تدعم بشار بكل ما تستطيع وتشرك شركاءها في العصابه الدوليه:الصين,الروس,بريطانيا وتركيا وايران كل له دور محدد حتى عميل امريكا الصغير حسن نصر الفرس له دور محدد.الم تسلم تركيا الشهيد حسن هرموش لبشار بعد دس المنوم له في طعامه,الم تسلم مخابرات تركيا اقلام وهدايا لمراسلي القناة السوريه تحوي اسماء,صور وكل تفاصيل المعارضين في تركيا لتوصيلها لمخابرات بشار حسب اعتراف مذيع القناة السوريه الذي انشق،حتى لا يكون هناك دليل او ربط مباشر بين مخابرات بشار ومخابرات تركيا اذا سقط بشار.الم تصرح امريكا انها وناتو لن تتدخل مهما حدث مستقبلا سوريا لاحباط عزيمة السورييين بانه لا امل لهم في النجاه من قتل بشار,اليس تصرح امريكا دعم كبير لبشار في علم الحرب المعنويه.الوطن العربي عباره عن كعكه قسمتها امريكا بينها وبين شركائها في العصابه الدوليه كل له حصه حسب دوره.سقوط بشار ينهي الكماشه الفارسيه مما يعني لا مجال لابتزاز الخيج لشراء حمايه امريكا وسلاحها مقابل النفط.ما حدث في مصر, اليمن,ليبيا تونس وسوريا لم يكن متوقعا من الغرب والاهم حصلت هذه الثورات بنفس الوقت مما صعب على امريكا اللالتفاف حول هذه الثورات وخنقها في وقت قصير.الاخ محمد جميل الامم المتحده ما هي الا سلاح اخر بيد امريكا لقتل وخنق اي ديمقراطية في العالم العربى
من هي سوريا ؟
متابع -من هي سوريا هل هي سوريا الليبرالية أم سوريا القومية أم سوريا الإسلامية هل هي سوريا ابن تيمية أم سوريا ميشيل عفلق أم سوريا خالد العظم وشكري القوتلي وفارس الخوري هل هي سوريا العلوية التي يستميت النظام في حربه على الأكثرية السنية ليبقيها كذلك أم سوريا السنية التي يهدف الثوار إلى إعادة إحيائها هل هي سوريا الفينيقية أم سورية خالد ابن الوليد ومعاوية .....الحقيقة أن سورية أكبر من هؤلاء جميعاً وهي التي صنعتهم جميعاً فسوريا بتاريخها الموغل في القدم وبالحضارات والشعوب والملل والنحل التي تعاقبت عليها هي باختصار بلد عالمي وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة أن ينظروا بمنظار خاص وبحساسية خاصة إلى هذا البلد وأن يساعدوا الشعب السوري على ترحيل نظام لم يدرك أهمية سوريا ولاقيمتها الحضارية والتاريخية وأن يساعدوه في بناء مستقبل بلاده بما يليق بمكانتها وأهميتها الحضارية والإنسانية .
لماذا....؟
متابع -أمريكا دائماً تصرح أنها لن تتدخل في سوريا مهما حصل ولاتفكر في التدخل وهي أعادت وتعيد هذه الأسطوانة دائماً وفي كل مناسبة ومؤتمر فلماذا وهل هي تفعل ذلك إرضاء لروسيا أم أنها هي وروسيا متفقتان على بقاء الأسدولماذا تحولت الولايات المتحدة فجأة إلى قطة أليفة أمام روسيا في الموضوع السوري أسئلة تستحق البحث والإجابة لأن وراءها الكثير من الأسرار.
أنت تحلم
sami -لو كان هذا ما تظنه يا حضرة الكاتب فما كانت لتقبل به روسيا والصينيجب أن تضع في إعتبارك ملايين السوريين المؤيدين للنظام ويمقتون أنظمة الخليجولأضع في أذنك كلمة جدية: لا يوجد في الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا نظام ديموقراطي واحد وحتى تونس فقد تم شراء الأصوات بالمال الخليجي لا ديموقراطية عربية قبل سقوط أنظمة الخليج أولا .........إيلاف الرقييب: أحذف إن كان كلامي في آخر جملة خطأ