أصداء

تركيا من دولة كبرى الى دولة مشلولة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لم تتعرض الدولة التركية الى الذل والهوان في كل تاريخها كما يحدث لها الآن في ظل الانتفاضة السورية. الشماتة وصلت بالبعض الى تسمية احدى الجُمعْ بـ"جمعة تسليح الجيش التركي". الازمة السورية تحولت الى ازمة تركية والنظام السوري يتفرج ويستهزأ بها من الطرف الآخرعلى الحدود.

المرء يكاد لا يصدق ما يسمعه من الحكومة التركية في الآونة الاخيرة.

قال الوزيرالسيد داوود اوغلو ان تركيا لم يعد في وسعها تقديم المساعدات الانسانية لللاجئين السوريين على اراضيها والبالغ قدرها 135 مليون دولار سنويا وهي ستطالب المجتمع الدولي لانقاذها من هذا الوضع الصعب!. هذا الكلام لا تتنازل اية دولة ( حتى لو كانت من دول الموز) على التصريح به لتفاهة المبلغ.
الموقف التركي يذكرنا بالمساعدات التركية المهرجانية لغزة والصومال ومدى درجة المصداقية في ذلك.

تركيا وضعت عينها على ملايين الدولارات التي دفعها الغرب الى (المجلس الوطني السوري) وسيظهرذلك في المستقبل عند التناقض والخلاف في المواقف مع الارقام بكل وضوح. اذن كيف يمكن تصديق كل ماكان يرد سابقا على لسان الحكومة التركية من تهديدات بالتدخل العسكري وانشاء مناطق آمنة طيلة العام الماضي والتي كانت ستكلف المليارات وليس مئات ملايين الدولارات؟؟.

القوات السورية تقتل السوريين الهاربين من جحيم القتل العشوائي على الارض التركية وفي وضح النهار. تركيا تتوسل الى حلف الناتو لحماية حدودها حسب المادة الخامسة من معاهدة الحلف. من يتخيل في ان الحلف الاطلسي يتدخل لحماية احد اعضائها من عدة عيارات نارية؟. كلها ذرائع في تغطية عجز تركيا من اي تدخل تهابه وترتعد له.

اعتقد ان تركيا تبذل قصارى جهدها وباصرار للحفاظ على بقاء النظام السوري وبقيادة رئيسه بشارالاسد لدرء شره.

لماذا هذا الهلع التركي من النظام السوري؟.

كل الهم والغم التركي ينحصرفي خوفها من التقسيم وتشكل دولة كردية اذا ما تدخلت في الشأن السوري. وهكذا هرع السيد رجب طيب اردوغان رئيس الحكومة التركية الى ايران وتم الاتفاق معها اولا، وهو الآن في السعودية لاقناعها بالكف عن محاربة النظام السوري.

في الثاني عشر من نيسان الحالي نشرت جميع الصحف التركية النبأ التالي: قال المؤرخ والصحفي الامريكي "ويبستر غريفيىن تاربلي" والمعروف بانتقاداته الشديدة للسياسة الخارجية الامريكية: "اذا حاولت تركيا انشاء مناطق آمنة في سوريا سوف تتعرض تركيا الحديثة الى التقسيم وهي الخطوة الاولى نحو حرب اقليمية لذلك انصح الساسة الاتراك بالاقلاع عن التصريحات النارية لانها ستؤدي الى ماهم يتوجسون منه".

ماذا حل بالدولة التركية في خلال عام واحد؟.

كانت تركيا في نظرتنا اليها انها في الطريق الى ان تصبح دولة كبرى في العالم بينما عادت مرة اخرى دولة عالم ثالثية الآن وصارت مُطاردة من النظام السوري الذي يلاحقها في عقر دارها.

كل ذلك يعود الى خوفها من الكماشة السورية الايرانية المجاورة للجغرافية الكردية بحيث ان تركيا لم تعد تتجرأ حتى مجرد القيام بواجبها الانساني ازاء المشردين من الشعب السوري. سوف تكشف لنا الايام ان النظام السوري سوف يلاحق تركيا ولن يتركها في امن وامان وسنرى ان النظام سينقل كافة قواته المسلحة الى الحدود التركية اي الجبهة الشمالية اذ ليس هناك اي داع لبقائها على الحدود الاسرائيلية لاسباب يعرفها حتى تلاميذ المدرسة الابتدائية.

تركيا هي اسيرة القضية الكردية منذ تسعين عاما وكانت السبب في انها كانت الدولة الثانية في العالم اعترفت باسرائيل ووقفت مع الفرنسيين ضد الثورة الجزائرية وكانت شرطي الناتو ضد السوفيات واحتقرت شعوب الشرق الاوسط.

من الذي يمكن ان ينقذ تركيا من هذا الوضع"سريع العطب"؟.

اردوغان بيده مفاتيح حل القضية الكردية ومن ثم الارتقاء بتركيا الى الموقع الطبيعي لها. لماذا؟. اردوغان لايزال رجل تركيا القوي، اذ انه الحائز على خمسين بالمئة من اصوات الناخبين في تركيا، وهو الذي قضى على الدولة السرية وطرد الجيش من السياسة، بل الاهم من كل ذلك هو انه السياسي الوحيد الذي تجرأ على فتح الباب لجلوس الدولة التركية على مائدة المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني في اوسلو.

سوف انهي الحديث بمقتطف لما كتبه صحفي تركي شهير هو حسن جمال فقد كتب في عموده اليومي في صحيفة "ملييت" تحت عنوان "الحلم الكردي في كردستان الكبرى" قائلا: في عام 1992 كتب السيد غراهام فوللر احد المسؤولين في جهاز الاستخبارات الامريكية في تقرير له الى مؤسسة راند كوبورايشن ان تحقيق الحلم الكردي امر حتمي، وعلى تركيا الاقلاع عن محاربته دون جدوى، بل على الدولة التركية ان تدعم الكرد في مسعاهم في الاجزاء الاخرى سواء في تشكيل دولتهم المستقلة او الارتباط بفدرالية كردية تركية تصبح قبلة لجميع الكرد في العالم". ثم يبدي الصحفي برأيه ان على تركيا ترجيح العقل والتصالح مع كردها قبل فوات الآوان وتطبيق ماذهب اليه السيد فوللر.

تركيا تقررمصيرها بنفسها، اما دولة كبرى او البقاء كدولة مشلولة تتهاوى كقطعة من ورق امام اية ازمة حقيقية تعصف بها، وهو مايحدث لها الآن امام النظام السوري.


الاسماء بالحروف اللاتينية:
Webster Griffin Tarpley
Rand Cooperation
Graham E.Fuller

طبيب كردي سوري
bengi.hajo48@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاقتصاد الثالث عشر
zobeir -

هذا هو التصنيف العالمي للاقتصاد التركي اما ماهو حصه الاكراد من هذا الاقتصاد فهذا شيء اخريسم قاده حزب العمال الكردستاني وبالتعاون مع الجهات المختصه في الميت التركي بهدر الملايين في حرب دهب ضحيتها عشرات الاف من الاكراد واكثر من اربعه الاف قريه مهدمه ناهيك عن المقابر الجماعيه بين الحين والاخر اليس من الافضل لقاده حزب العمال الكردستاني سحب البساط من تحت النظام والنزول الى الشوارع والقاء السلاح اليس افضل من عده مئات على الجبال ويسمون قضيتهم بالارهاب و ويبررون التدخل التركي في كردستان العراق لقد انتهى عهد غيفارامنذ زمن بعيد ويجب تحرير القضيه الكرديه من سجن امرالي المحكوم عليها مع القائد

تركيا متخاذلة
جمال -

تركيا كاذبة ومتبجحة ومنفوخة كالبالون الفارغ . ليس عندها سوى تصريحات نارية تطلقها كالمفرقعات دون ان تترك اثرا . اما قضية الاكراد التي تشلها وبالتالي تزرع فيها الخوف من النظام السوري فهذا يجعل منها دولة ضامرة متخاذلة لا قرار ولا قوة لها لاتخاذ موقف جدي ازاء الشعب السوري المذبوح رغم اننا ضد حلم الاكراد بالكامل باقتطاع جزء من سوريا لتكون دولة لهم

c
hhh -

الكاتب تحليله السياسي بعيد عن المنطق

تركيا متخاذلة
جمال -

تركيا كاذبة ومتبجحة ومنفوخة كالبالون الفارغ . ليس عندها سوى تصريحات نارية تطلقها كالمفرقعات دون ان تترك اثرا . اما قضية الاكراد التي تشلها وبالتالي تزرع فيها الخوف من النظام السوري فهذا يجعل منها دولة ضامرة متخاذلة لا قرار ولا قوة لها لاتخاذ موقف جدي ازاء الشعب السوري المذبوح رغم اننا ضد حلم الاكراد بالكامل باقتطاع جزء من سوريا لتكون دولة لهم