فضاء الرأي

الشاطر خيرت وأبو إسماعيل صاحب الكرامات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بعدسة كاتب المقال

كان ياما كان..
هذه هي بداية كل الحواديت والأوهام التي تسكن مخيلة شعب بأكلمه، عن بطل مضطهد غلبان، وسلطان قوي غاشم شرير يمارس عليه كل آليات القمع، وبعد أن يخوض البطل سنوات العذاب، يُكتب له الانتصار في النهاية، فيتزوج الجميلة، ويحل محل السلطان الجائر. وهنا تتوقف أحداث الحكاية، فلا تفسر لنا ماذا فعل البطل المغوار الذي عانى الأمريين، بعد أن ملك وتحكم وتسلطن على رقاب العباد، فهل حكم بالعدل!!، أم انتهى كنهاية الظالم الذي حل محله!!.فنهاية الحواديت سؤال مفتوح على كل الإحتمالات، خاصة أن الحكايات كالتاريخ يرويها المنتصرون فيعيدوا تشكيل الواقع كما يرون، أو كما يريدون من الآخريين أن يشاهدوه.
ونحن شعوب تعشق الحكايات، تخلق الواقع وهماً على مقاس أدمغتها القاصرة، تبجل الكاذبين، وتمجد الشطار واللصوص، إذا أجادوا سرد الحواديت والحكايات على مزاج المستمعين، فتخلق من هذا بطلاً، ومن ذاك صاحب كرامة يشفي المرضى، ويحقق المعجزات، فبنية الوهم هي التي تشكل الواقع في بلادي، وما السياسة في مجتمعنا إلا إعادة خلق للأسطورة بكل ما تحمله من ثنائيات الخير والشر، الإله والشيطان، البطل والشرير، ثنائيات سطحية تفرز وتصنف الأشخاص والمواقف، والضحية مجتمع يعاني الجهل والأمية والفقر، ويُجسد الوهم حلاً.
الشاطر خيرت الشاطر، رجل الأعمال الناجح، صاحب المشاريع الريعية التي لا تسمن ولا تغني من جوع إلا له، يوسف مصر كما أسماه أصحابه، مهندس أموال الجماعة المحظوظة، التي خرجت من غياهب الجب، بعد رحلة طويلة من الصفقات والمؤامرات استمرت لثمانين عاماً، لتحكم وتتحكم وتحدد مصير وطن كمصر، قرر أن يقدم نفسه هو وجماعته ومرشحهم الجديد للرئاسة محمد المرسي رئيس حزب الجماعة، كالبطل المغوار وشاطر الشطار، المنقذ لمصر من

بعدسة كاتب المقال

براثن العسكر، الذي احترف هو وجماعته العمل معهم ولهم منذ بداية الثورة المصرية وإلى الآن، ضد الوطن بأكمله، فيخرج في ثوب المضطهد المهدد بثورة ثانية تأتي على الأخضر واليابس، لاستبعاده من سباق الرئاسة على خلفية قضية مليشيات جامعة الأزهر، والتي اعتدى فيها على هيبة الدولة والقانون، فيحشد الميدان ويجمع الأنصار من كل الأمصار، ليخطب فيهم ويؤجج ناراً وقودها حواديت الوهم، ويهدد ويندد، ويدعو لمناصرة لقمان مصر محمد المرسي كما وصفه أحمد أبو بركة المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة، فيصدّر لنا حدوتة وهمية جديدة مفادها أنه وجماعته ضد حكم العسكر الممثلين في المجلس العسكري، نافياً تاريخ الصفقات التي بدأت ولن تنتهي إلا بفوز الجماعة على الأقل بكراسي الحكومة الجديدة في ظل رئيس جديد يرضى عنه طرفي المجلس العسكري وجماعة الأخوان.فالشاطر خيرت هو المجسد لكل فكر الجماعة التي خرجت كلها من السجون لتحكم مصر، متمثلة شخصية السجان.
واستكمالاً لدائرة الوهم والسلاح، قررت الجماعة أن تتوحد سياسياً مع أنصار صاحب الكرامات، الشيخ حازم أبو إسماعيل، الذي اُستبعد بعد أن تبين كذبه وفصامه الذي يمارسه على رؤوس الأشهاد، بين سب أمريكا والاستفادة بكل إمكانيات الحكومة الأمريكية ليس أهمها جنسية والدته رحمها الله.ذلك التوحد قد يكون سببه الجذور الأخوانية للشيخ حازم نفسه أو لوالده الشيخ صلاح أبو إسماعيل، وقد يكون بسبب أن من ضمن أنصار حازم جهاديين من أصول قاعدية أو العائدون من بلاد الإرهاب، والذين يتلقون أوامرهم ليس من الشيخ حازم كما يظن هو أو كما يظن البعض، وإنما من أمراء القتال في بلاد بعيدة، وهنا مكمن الخطورة، فجماعة الأخوان التي تحاول أن تنفي من تاريخها أي علاقة بالجماعات الإرهابية، تحاول استغلال غشم أنصار أبو إسماعيل كيد ضاربة في أي وقت يكون فيه تهديد فعلي لأحلام الجماعة، ولنا في الجماعة الإسلامية بكل تاريخها الدموي والتي قررت دعم الشيخ حازم خير مثال على ذلك، خاصة بعد تخلي التيار السلفي بمختلف توجهاته، الدعوي منها أو السياسي المتمثل في حزب النور عن مناصرة حازم.
فتيارات الإسلام السياسي والحركي، قررت أن تنقلب على ما أعلنت تأييده منذ بداية استفتاء مارس المشؤوم، وعادت إلى الميدان الذي لفظته وكفرته ولعنته مئات المرات وعلى مختلف المنابر، بعد أن شعرت بخطورة ما تحدق بمشروعها التمكيني، بعد أن وقعوا بمنتهى السذاجة السياسية في فخ العسكر، بمجلس شعب منتهي الصلاحية، ودستور لن يضعوه، وسلطة تنفيذيه صارت بعيدة المنال، فقرروا إلقاء كل آليات الديمقراطية التي كانوا يكفرونها من الأساس، والعودة لأصولهم الحركية الأولى، مهما كلف ذلك الوطن من آلام ودماء جديدة.
وتحول شعار " الشعب يريد تطبيق شرع الله "، إلى شعار فضفاض يزايد عليه كل فصيل إسلامي بطريقته، فأنصار أبو إسماعيل يهتفون به في الميادين، كما حدث في مليونية الجمعة 20 / 4، أو التي قبلها، أو أمام اللجنة العليا لانتخابات التي يعتصمون أمامها في إرهاب للدولة وقانونها، وكذلك يقدمه كل المرشحين الإسلاميين كمشروع نهضوي عظيم، في بلد لا ينقصه الدين، ولكن تنقصه الكرامة والعلم والقانون، مشروع ليس له ملامح واضحة سوى تمكين وسلطة ونفي وإقصاء لكل المخالفين، لندرك جيداً ماذا حدث في الحكاية بعد أن وصل البطل المضطهد إلى سدة السلطة والحكم.
وصاحب الكرامة الشيخ حازم، الذي أشاع عنه أنصاره قدرته على ارتكاب المعجزات، قرر أن يُرينا معجزته الأخيره، في حشد مئات الألوف رافعين أعلام سوداء ترمز لأصولهم الجهادية الأولى، منتظرين صاحب المعجزات أن يطبق شريعة الله كما يرونها هم، فيؤسس مجلس شيوخ جديد، أو كما أسماه مجلس للثورة الجديدة، ويقدم نفسه هو ومن معه كمخلص وهمي خرج من عالم الحواديت التي تسكن عقول أغلب مجتمعنا، بعد أن تعرض لمؤامرة كونية تبدأ بأوباما ولن تنتهي في إسرائيل، ويشارك فيها المجلس العسكري، خوفاً من تطبيق فكر أنصار الشيخ حازم عن الشريعة، لنتحول إلى أفغانستان جديدة.وكأن مصرنا تحمل داخلها كل آليات التقدم والمنافسة للكيانات العالمية ولا ينقصها إلا تطبيق شرع الله!!!!.
يا سادة، أنتم من سلكتم هذا السبيل منذ البداية، حينما توافقتم مع العسكر ومنحتوهم شرعية دينية على منابركم، وسياسية بموافقتكم على تعديلات دستورية عوراء، أفضت بالبلد إلى التهلكة، وانتخابات تشريعية بلا دستور يحكمها، وتخاذلكم عن نصرة ثورة كانت أحوج إليكم، بدلاً من مجرد مساندة مرشح سلفي أو أخواني، وتكفيركم لكل صاحب فكر قدم رؤية واضحة توصلنا إلى بر الأمان، أمثال الدكتور البرادعي الذي أثبتت الأيام أن حكمته كانت أوضح في معظم ما قال وأشار.فلعنة نعم التي ناديتم بها هي التي أوصلتكم إلى ما وصلنا إليه الآن من انقسام وتشتيت وصراع مصالح، فلقد تماديتم في استغلال ذهنية الحواديت والثنائيات التي تحكم طبيعة تفكير مجتمع لم يتجاوز بعد مرحلة الطفولة السياسية، ليتحكم به في النهاية أمثال الشطار وأصحاب الكرامات.

أكاديمي مصري
ahmedlashin@hotmail.co.uk


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
التدليس الماركسي
مصطفى -

بالحقيقة ان العلمانيين الحاليين الماركسيين سابقا من محترفي التعيير و التدليس على الشعب المصري فالى جانب تعييرهم له بان فقير وجاهل ومتخلف فانهم يزعمون ان الجماهير المصرية عادت الى الميدان لتطالب بالعودة عن الاستفتاء والحقيقة انها عادت لمنع فلول نظام مبارك الى الحكم ولترسل انها ضد استمرار حكم العسكر

اعداء الاسلام ومصر
دسوقي -

ليس عداءا للتيار الاسلامي ولكنه في العمق عداء للاسلام ؟!

حكم الاسلام
منذر القيسي -

السيد لاشين لا شل قلمك فعلى امتداد التاريخ الاسلامى حكم الكل باسم الاسلام وتطبيق احكام الاسلام فكانت النتيجة فترات حكم قصيرة نتباهى بما تحقق خلالها من تطور للعلوم وازدهار الثقافة وذلك بعيدا عن تطبيق شرع الله واما اغلب الباقي من ذلك التاريخ فهو غزوات وحروب باسم الجهاد ونشر الدين خلفت الكثير من السبايا والعبيد وتكديس الثروة بيد الخلفاءوالحاشية والاتباع فبم يختلف الشاطر والعرعور وتجار الدين في العراق عن السلف(99% من السلف الصالح)

الي 1و2و3
مصري حزين -

للاسف تعلقاتكم لا تنم الا عن جهل في جهل فماذا فعلت الدول الدينيه بشعوبها والمثله واضحه وضوح الشمس فقر جهل مرض تاخر دكتاتوريه قمع تفجيرات قتل ووووو كله باسم الدين دخول الدين في السياسه هو الجهل بعينه وغبي من يتصور ان اولءك المنادين بالدين شسيتقدمون بالبلد او يعطوا حريات لاي احد الا لانفسهم فقط وسلموا علي اللي قال طز في مصر واللي في مصر واللي جاب مصر مش مرشد اسلامي برضه والا هاتنكروا كفايه ضلال يامضللين

نحتاج ثوره ثانيه
د. فادى امريكا -

اغلب المثقفين ومحبى مصر متفقون معك فى الرؤيه والان ما هو الحل؟ وكيف نتعامل مع " العساكر والحراميه"؟ ارى ان الامر يحتاج لللاتى: ثوره ثانيه لها قائد نتفق عليه مثل د البرادعى او د احمد زويل او ...؟ وجماهير من المثقفين والفاهمين من لا يؤمنون بالكرامات ولا الرؤى التى يحدد فيها اشرف الخلق رضاه او عدمه عن ابو اسماعيلين او بلكيمين وكل الشاطرين و(الاستبن) ! ومن من الاخوان اذا كيف لا يكون مصرى فى تصريح وتصريح اخر منشق عنهم !!!! ونحتاج الى كثير من الديكتاتوريه (فى الاول)حتى يستتب النظام ثم كثير من الديمقراطيه فى اتخاذ القرارات وقليل من الديكتاتوريه لتطبيقها وفصل تام بين الدين والسياسه - لنتفق متى ومع من نبداء

خرفان
مجاهد -

الشعب يريد شرع الله .الشعب الجاهل الفقير المريض الجعان الوسخ بدنيا وفكريا يريد شرع الله امال مين اللي بيسرق وينصب ويقتل ويغتصب مال اليتامي طاب حد يسل اي خروف من دول يعني ايه شرع الله او حد من الخرفان الموجودة يكتبلي شرع الله في نقاط متسلسلةزي الدستور كده يا تجار الدين الي جهنم وبئس المصير

رصد الظاهرة الإسلامية
قباري البدري -

يحاول الباحث ( المجتهد ) أن ينظر للظاهرة الإسلامية / الانتخابية أو ( تورط الإسلامويين السياسي ) ، فيضع يده على التناقضات ( الظاهرة ) فيكشف أنها ليست بالتناقضات الحاسمة . ويربط بين مفارقات قد تخفى على الكثيرين من المتابعين . مثل مواقف الشيخ ( المحامي ) صاحب الكرامات . فمرحى بقلم كرس مداده لإظهار الحقيقة في زمن التزييف على يد مدعي الفضيلة !!!!!!

رصد الظاهرة الإسلامية
قباري البدري -

يحاول الباحث ( المجتهد ) أن ينظر للظاهرة الإسلامية / الانتخابية أو ( تورط الإسلامويين السياسي ) ، فيضع يده على التناقضات ( الظاهرة ) فيكشف أنها ليست بالتناقضات الحاسمة . ويربط بين مفارقات قد تخفى على الكثيرين من المتابعين . مثل مواقف الشيخ ( المحامي ) صاحب الكرامات . فمرحى بقلم كرس مداده لإظهار الحقيقة في زمن التزييف على يد مدعي الفضيلة !!!!!!