أصداء

الاسلام ليس الحل والمسلمون ليسو العدو

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


في زمن الثورة السورية والربيع العربي، نعيد دوما طرح الأسئلة التي طرحها الربيع العربي في يومياته، كما تطرحها علينا يوميات الثورة السورية منذ انطلاقتها وهي تدخل شهرها الرابع عشر. ما ميز الثورة السورية عن باقي ثورات الربيع العربي، يتعلق أولا واخيرا بخصوصيات الوضع السوري الداخلي، هذا الوضع الذي اكتسب أحد أهم خصوصياته من التنوع الاثني والديني والطائفي في سورية ومعها لبنان أيضا، رغم وجود" أكثرية اسلامية سنية" في سورية إلا أن العصابة الحاكمة فرضت على الوضع السوري بعدا تطييفا، يكاد يصل بالبلد إلى حدود تمزيقية، وهذا لايتحمله الشعب السوري، ولا اكثريته السنية بأي حال من الاحوال بل تتحملهالعصابة الأسدية، هذا الوضع أفرز لدينا تيارا علمانيا ويساريا وقوميا عربيا منافقا ومتواطأ مع عسكر العصابة ولديه نفس طائفي كريه، وبنفس الوقت نلمح تيارات علمانية وشخصيات علمانية وقفت منذ البداية في صف الثورة والشعب، إلا أنه كان لعلمانيتها المفرطة ولهاجسها الاسلاموي وقعا غير مريح في تفاصيل الثورة السورية..بالمقابل نجد أن هذه الثورة التي انطلقت من حوران، بوجه مدني أقرب لليبرالية منه إلى أي شيئ آخر، تواجه الآن لاعتبارات عديدة يمكن التطرق إليها بتفصيل لاحقا، بروز أصوات اسلامية متشددة في مخاض الثورة الرائع هذا، واهم هذه العوامل اعتقاد يسود الآن أن المجتمع الدولي إنما يتخلى عن هذه الثورة وهذا بالطبع غير صحيح. وإن كان لم يتدخل عسكريا، لايعني هذا أنه لايوجد هنالك دولا ساهمت وتساهم في دعم ثورة شعبنا بهذا الشكل أو ذاك. إضافة إلى دموية العصابة الحاكمة، وتحويلها الشعب السوري إلى مجرد أهداف للقتل..ونفخ الخطاب التطييفي بطريقة هستيرية وخسيسة ومنعدمة الضمير الوطني والأخلاقي. وهنا كان أي تواطأ علمانوي يسروي قوموي محط شبهة، كما هي الحال بالنسبة لمن ينظر للثورة وكأنها تتويجا لإسلاميته المتشددة. وهذه الاسلامية المتشددة والسلفية خطر على الثورة، تماما كحال مدعي المعارضة القدامى والجدد. من ليس له قضايا صغيرة ينخرط لأجلها في الثورة فربما لن تكون الثورة قضيته الكبرى، وهذا بالضبط ما يجعل الشباب السوري الذي يدفع دمه بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عنا جميعا كما يقال، قد جعل الثورة قضيته الكبرى لأنه انخرط فيها لحمله الهموم الصغيرة أولا والتي يمكن تسميتها بشرطه اليومي في ظل هذه العصابة. لاأعرف لماذا اثارت لحية الملازم الأول عبد الرزاق طلاس حفيظة بعض الأصدقاء المنخرطين في الثورة، هذا الضابط الشاب كان من أوائل الضباط المنشقين عن جيش العصابة، وانخرط كقائد ميداني في الدفاع عن أهل حمص والرستن من المدنيين المتظاهرين وغير المتظاهرين. عندما خرج للعلن مرافقا وفد المراقبين الدوليين في زيارة هذا الوفد لحمص المنكوبة، أصدقاء طلبوا منه أن يربي شاربه معها لكي يشبه غيفارا!! أليس هذا الطلب سياسيا ومنحازا؟ واصدقاء اعتبروها أنها تسيئ لصورة الثورة عند الغرب والعالم، ضمن منهاج عقدة الاسلاموفوبيا والآخر..رغم أن الشاب أبدا لم يقل ولم يطرح أن الاسلام هو الحل لكنه مسلم، وإيمانه ليس شتيمة، حتى لو عبر عن هذا الأمر بصورة رمزية كإطلاق لحيته بهذه الطريقة، وهذه حرية شخصية وهو الذي يتبنى شعارات الثورة السورية قلبا وقالبا، ألا يكون الاسلام هو الحل وهذا صحيح، لايعني أن نطلب من المسلمين تغيير دينهم، أو التنصل من طقوسه وشعائره ورمزياته..!! هنالك أمر لابد لنا من التنويه له في هذا السياق وهو اختيار أسماء الجمع ذو المنزع الاسلامي، طالما أن هذا المنزع يؤمن بدولة القانون والحرية وحقوق الانسان ما الغضاضة في ذلك؟ وطالما أنه يختار اسماء الجمع التي تمثل كل المنازع السياسية والايديولوجية والأقلياتية..نعم من يعتقد انه يريد تأطير الثورة في شعار الاسلام هو الحل مخطأ وسيكون عبئا على هذه الثورة، ولكن من يرد عليه يجب ألا يحول المسلمين من الثوار إلى أعداء من خلال مهاجمة رموزهم وشعائرهم...هو من المفترض ان يهمه بالدرجة الأولى سنن التعايش الديمقراطي المتعارف عليها في كل دول العالم، من دستور ودولة مؤسسات وحرية رأي ومعتقد وحقوق إنسان، ولا أظن أن في الثورة السورية كثر ممن لايؤمنون بذلك والدليل هذا الانخراط المدني والواضح للعيان لمن يريد أن يرى، ان أخطر ما يواجه سورية الآن هو هذه السلفية الطائفية الكارهة للشعب السوري عموما وللأكثرية السنية في سورية خصوصا، لدى العصابة الحاكمة ومن يقف معها من كتل أيا كانت...الاسلام الذي يطرحه اصحاب شعار الاسلام هو الحل، إسلام لايقدم حلا، وإن كان يقدم شهداء من أجل الحرية دماؤهم غالية، منزع الثورة الاساس هو المزج الفعلي والخلاق والذي تعمد بالدم بين كل أطياف الشعب السوري الثائر، ومنهم المسلم المؤمن والمسيحي المؤمن والدرزي المؤمن أيضا...كذا الحال اثنيا، العربي والكردي، رغم كل محاولات الاطر السياسية القائمة الآن في سورية سواء أطر العصابة الحاكمة أو بعض أطر المعارضة التي تحاول من خلال حساباتها الضيقة أن تفرض شقاقا في هذه الثورة بين الحراك الكردي وبقية الحراك السوري إلا أنها فشلت في ذلك وستفشل...ما يتهدد الثورة هو بروز تطرف لايخص المسلمين السنة وحدهم بل يخص الجميع، نتيجة إطالة أمد الدم المدفوع على مذبح حرية لكل السوريين.
لأن التطرف في القتل سيولد رد فعل متطرف احيانا..إلا أن الثورة بلحية الشاب الرائع عبد الرزاق طلاس الذي تنحني جباهنا له ولكل الشباب السوري لأنه يقدم أغلى ما عنده، او بدونها لاتزال تحافظ على تفوقها الأخلاقي بكل المعاني...فليحدثونا عن سلفية العصابة القاتلة كي نصدق دعواهم...

سيسقطون وستصبح سورية حرة بكل ولكل أبناءها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يا حوينتك يا غسان
paul hedges -

حتى في عنوان مقالك أخطاء في اللغة العربية. وأما سلفيتك فهي مخزية!

غسان زعلان
ربيعة مقداد -

يريد غسان التقرب من الإسلاميين قدر المستطاع، وهو حزين أن الإخوان المسلمين قد إختاروا برهان غليون (التقدمي) في الواجهة، ولم يختاروه هو (التقدمي أيضاً) واجهة بدلاً من غليون. لا تزعل يا غسان، ستجد من يضعك في الواجهة إجر كرسي في المستقبل إن إستمريت على تمسيح الجوخ للإخوان.

الديكتاتوريات والاصوليات
معاوية -

صدقت يا أستاذ غسان، لماذا يتم دائما تخيير المواطن العربي بين الرمضاء والنار؟ الا يوجد خيار ثالث كما هو حاصل في الغرب أي مصير المسؤول بيد المواطن وليس العكس وما المانع أن يجرب المواطن العفاريت لتحكمه طالما أنه يستطيع إسقاطها إذا فشلت في مهامها ويمكنه محاسبتها ومقاضاتها عن طريق نظام قضائي حر ونزيه. ففي فرنسا وايطاليا وبريطانيا جرب الناخب الاحزاب الدينية والشيوعية وغيرها واسقطها سقوطا مدويا عندما فشلت في تحقيق وعودها وأذكر أنهم أوصلوا عاهرة دخلتعارية الصدر الى البرلمان الايطالي نكاية بالأحزاب الفاشلة، وفي كندا في التسعينات انهار الحزب الحاكم حاليا من 170 نائب الى اثنان فقط وعاد الى الحكم بعد 12 سنة وتمت محاسبة المقصرين قضائيا. وفي سوريا بالذات لم يكن للاخوان اي ثقل سياسي عندما كانت زهرة الاستقلال والحرية في بداية تفتحها قبل أن يحرقها الديكتاتور حافظ اسد ، فعندما تختفي الديكتاتوريات تختفي ايضا نقيضتها وشريكتها الاصوليات الدينية وكلتيهما استمرار للانحطاط الذي كان سائدا في القرون الوسطى. الثورة الفرنسية قضت على الديكتاتوريات والاصوليات بحد المقصلة وهذا ما سيحدث في عالمنا العربي إذا اتحدت الثورات العربية وشعوبها ضد أعدائها لأن الديكتاتوريات والاصوليات نفس اللعنة.

تسقط عصابة القرداحه
سوري -

لم تقل كلمة حق واحده بكل المقال يا سيد غسان.اسلمة الثوره عم تقضي عليها لذلك علينا الرجوع الى مبادئ الثوره الاساسيه اذا اردنا الانتصار على العصابه الحاكمه.

إلى كل ذي عقل .. ؟
Sarspendar Alcindy -

١ : سؤال منذ متى كان ألإسلام هو الحل ، ألا يكفي تاريخ ١٤٠٠عام لتقال الحقيقة رغم مرارتها ؟ ٢ : وهل مانراه من هؤلاء ألإسلاميين هم حقا دعاة دين وفضيلة ... أم داعاة كراسي وتخريب ورذيلة ؟ ٣ : الحقيقة الساطعة تقول إن زمن الضحك على العقول والذقون قد ولى ، ومن لم يتعض من الحياة فالذنب ذنبه ، وعلى نفسها جنت براقش ؟ ٤ : ويبقى السلام مسك الختام ؟

هل أنت سورى حقاً
سيد -

حقاً " إن لم تستح فقل ما شئت " هذا ليس تحريفا لنص الحديث ولكن القول من الفعل وما تقوله يرده التاريخ فلا تكذب ثم تصدق نفسك