فضاء الرأي

خربشات على جدار يتصدع

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

bull;الحقيقة التي قد ينبري الكثيرون لإنكارها لشدة مرارتها هي أن الشعب المصري كان على مر تاريخه الحديث مقبرة لفكر التنوير ورواده، ومزرعة خصبة للفكر الظلامي المنغلق والمتعصب والمعادي للحضارة. . فكيف نلوم الإخوان والسلفيين والجهاديين على تبني فكراً وصل بهم إلى هذا القدر من الشعبية ربما غير المسبوقة في تاريخ الشعوب؟!!. . لقد هربت عائلة "حازم صلاح أبو اسماعيل" مثلاً إلى أمريكا وكندا بلاد النور والحضارة، وجاء هو إلى مصر ليحقق شعبية هائلة بخطاب يعدنا بالظلامية والتخلف وتفشي الكراهية في المجتمع، ونفس الشيء بالنسبة لأسرة مرشح الإخوان الاحتياطي وغيره كثيرون ولا نقول جميعهم تقريباً، كل هؤلاء منغلقون وكارهون ومتخلفون مع سبق الإصرار والترصد، وليس لنقص في عناصر التنوير، بحيث لو قمنا باستكمالها لتحولوا إلى أدوات للتنوير، بل بالعكس كلما عشوا أكثر في النور كلما ازداد عداؤهم له وتحمسهم للظلمة والتخلف. . لا يحدثني أحد عن الحرية، فليس في بلادي من يريدها أو يستحقها، وإن كان ثمة من يتحدث عن الحرية فلا يعني في الأغلب غير حرية السقوط في هاوية العبودية وإحكام أغلالها على الأرجل والرقاب.
بالتأكيد كان نظام مبارك سيئاً وفاسداً، لكنه لم يصل في سوئه وفساده إلى الدرجة التي يستحقها الشعب المصري وتعكس حقيقته، وربما كان مبارك كل ليلة قبل النوم يلعن الظروف التي أتت به لرئاسة مثل هذا الشعب (أسلوب مبالغة بالطبع). . هل هذه الكلمات بغيضة؟. . نعم إنها بالفعل كذلك، لكنني أراها مجرد "الحقيقة العارية" من كل تجمل وتحسب ورتوش. . من حق الشعب المصري أن يسير خلف "أبو إسماعيل" و"الشحات" و"الشاطر" و"بديع" و"الظواهري"، ومن حقي أنا أن أنفصل وجدانياً عن هذا الشعب، أداوي حسرتي على بني قومي، بل وربما علي الندم على تحريضي للأقباط على الخروج من عباءة الكهنة، وترك الظهورات النورانية والزيوت التي تنضح بها الأيقونات وسائر معجزات البابا، والالتحاق بأخوة الوطن في الساحة السياسية. . هل علي الآن أن أطالبهم بالعودة السريعة لأحضان الكنيسة وعالمها السماوي والملائكي، لأن مصر الوطن قد قررت ومع سبق الإصرار أن تذهب إلى الجحيم؟!!
bull;كلمة في أذن الشباب المصري الثائر الطاهر الجميل: أراكم أشبه "بالكرام على مائدة اللئام"، يخدعكم الظلاميون دعاة التخلف والكراهية، ليوظفونكم لصالح هيمنتهم التي ستخرب البلاد. . لقد تم استغلالنا منذ اللحظات الأولى للثورة أبشع استغلال، فتم مهاجمة وحرق أقسام البوليس، وإخراج المجرمين والإرهابيين من السجون، ثم قاموا بمهاجمة مقار أمن الدولة، وحرق مستنداتها التي تحمل ملفات الإرهابيين الذين يشكلون خطورة على أمن مصر القومي، ثم تأتي الخاتمة بأن يفرضوا هيمنتهم علينا بعد خداع الشعب باسم الدين، فيما هم كذابون منافقون وكل الأديان منهم براء. . إلى هنا وكفى، فثورتنا الحقيقية الآن هي ضد طيور الظلام والكراهية، حتى لا يحولوا مصر إلى بؤرة للتخلف والإرهاب الدولي.
bull;منذ دخلوا إلى فعاليات الثورة يوم 28 يناير 2011 وكنا نهتف سلمية. سلمية، وهم يهاجمون أقسام البوليس والسجون ويطلقون سراح المجرمين والإرهابيين مع عناصر من حماس وحزب الله، ثم يدعون أنهم شهداء، بالطبع أخذوا في رجليهم شباب بريء استشهد عند أقسام البوليس بعد أن انجر مع الحشود المسوقة من قبل ذئاب الظلام الجالسة بعيداً في مكتب التضليل (وليس الإرشاد). . كفانا يا سادة براءة مساوية للسذاجة، ولننقذ بلادنا وأولادنا ومستقبلنا، ولا يعقل أن يحاولوا الآن سن قوانين لحرمان من سبق وتولوا مناصب عليا من حكم مصر، وتمكين نزلاء السجون ماركة إرهابيين وغسيل أموال من التحكم في رقابنا وأخلاقنا، والليبراليون الأبرياء يساعدونهم على هذا الانتهاك لقيم العدالة ورصانة القوانين وعمومية أحكامها!!. . أليس طريفاً أن الخارجين من السجون بالتجاوز والتعطيل للقانون يحاولون سن قانون يفرض استئصال كل من يقف في وجوههم، وهل مثل هذه القوانين لو صدرت فعلاً تعد بداية لعهد ما يمكن تسميته "دعارة التشريع"؟
bull;حين نقرأ في الصحف: الجماعة الإسلامية تطالب بالطعن على "سليمان" و"شفيق". . الجماعة التي قامت بمذابح للمصريين والسائحين الأجانب في التسعينات، تطالبنا الآن بالطعن على رجال مصر الشرفاء. . هل وصلت الاستهانة بعقولنا أو الاستغفال لنا إلى هذا الحد، أم أنهم يتعبروننا الآن جزءاً من تنظيماتهم التي يطاردها العالم كله؟!!. . قد أكون أنا المخطئ إذ أذهل عندما أسمع "خيرت الشاطر" يتحدث عن الثورة وباسمها، فلم أكن أبداً أتصور أنها ثورته أو ثورة ما يمثله، فإذا كانت بالفعل كذلك فليس لمثلي من هامش أو حيلة وقد تملك مني الرعب على مصير بلادي ومصير أولادي، إلا غسل اليدين من مثل هذه ثورة!!
bull;بالطبع نتمنى أن يكون رئيسنا القادم رجلاً مدنياً خالصاً لا يمت للمؤسسة العسكرية بصلة، لكن سيطرة الظلاميين على الشارع المصري، والضعف بالغ الشدة للقوى المدنية يضطرنا إلى أن نأمل من العسكر الذين أطلقوا علينا الإرهابيين من المعتقلات والسجون، واستقدموهم للبلاد من منافيهم في أوكار الإرهاب العالمي، أن يلعبوا دوراً لإنقاذ بلادهم وبلادنا من تغول هؤلاء، ريثما يقوى المجتمع المدني، تحاشياً لتحول مصر المحروسة إلى مصرستان. . أكاد أثق في إخلاص جميع الثوار المصريين، لكن من يعادون العسكر بصورة مطلقة وكأنهم عسكر دولة معادية وليس العسكر المصريين المنوط بهم حماية الوطن، هؤلاء أشبه بسيارة المارشديل فيها عطلان، فيعجزون عن الرجوع للخلف قليلاً لتفادي صخرة أو حفرة تعترض الطريق، فيظلون على نفس الاتجاه حتى الدمار والخراب.
bull;سيلتزم أي مسؤول بالطهارة والديموقراطية إذا أجبرناه نحن على ذلك، ولم نسلم رقابنا وعقولنا له كما فعلنا في السابق، وكما يفعل الآن الغوغاء مع المتاجرين باسم الله. . فليحكمنا الجن الأزرق، لكن مع وعي ونظام ديموقراطي في دولة مدنية!!
bull;لا أنسى ولا ينبغي على مخلص أن ينسى أن بعضاً ممن ينسبون أنفسهم للثوار يتهمون الرجل العظيم د. محمد البرادعي بالعمالة والخيانة، ولم يمكنوه من الادلاء بصوته في الاستفتاء واعتدوا عليه وتم انقاذه منهم بصعوبة. . ليس الآن وقت الحساب، لكن بين الثوار من يحملون فيروسات الحماقة والهلوسة!!
bull;أليس عجيباً أن المدعين أنهم وحدهم أهل الإيمان، يأتون إلينا بالأكاذيب والخداع والتزوير وحنث العهود؟!
bull;صحيح عمرو موسى راجل عروبجي حنجوري على أعلى مستوى، لكن الحقيقة أن روحه رياضية، فقد تعود على تجاهل الجميع لحنجورياته دون أن يستشعر إهانة أو حرق دم، وهذه مرونة سياسية تحسب له. . ربما كان هو الشخصية الأقرب لكثير ممن ينسبون أنفسهم للثورة، الذين يكفيهم تماماً إطلاق الشعارات المعادية والممانعة، ولا يهمهم بعد ذلك إن جاءت النتائج وفق ما يشتهون، أو جاءت بمزيد من الوبال عليهم وعلى شعوبهم.
bull;حزب الوسط يقوم بدور قديم نعرفه جميعاً، وهو دور السنيد لنشال الأوتوبيس، يقوم بمعارضة الإخوان واسترضاء الليبراليين بكام "بق" معتبرين، ريثما ينط الإخوان من الأوتوبيس بالمحفظة!!
bull;استمرارية سيطرة تنظيم القاعدة على سيناء، وتوالي حلقات مسلسل تفجير خط غاز سيناء أمر طبيعي، مادامت القيادة الأيديولوجية للمفجرين هي الأغلبية في مجلس الشعب الآن، وتريد رئاسة الوزارة ورئاسة الجمهورية. . أليس عجيباً ممن كانوا يهتفون للكرامة الإنسانية أن يكونوا فاقدي الإحساس بالكرامة والسيادة الوطنية، ويطربون من أخبار سيطرة تنظيم القاعدة على سيناء التي حررناها بدمائنا، هل هؤلاء هم ثوارك يا مصر، أم فيروسات أصابت الثورة في رأسها؟!
bull;قبل الحملة المسعورة على فضيلة مفتي الجمهورية د. علي جمعة لذهابه للصلاة بالمسجد الأقصى، كانت جريدة "اليوم السابع" سائر الجرائد المصرية الغراء قد قادت حملة عروبية عنترية للتحريض ضد الأقباط في موضوع السفر للقدس لزيارة الأماكن المقدسة، وعندما تحدث اعتداءات طائفية همجية على الأقباط نقول "أياد خفية" تعبث بالوحدة الوطنية. . هي الأيادي المتاجرة بمصير الوطن وسلامه الاجتماعي، في مقابل الإثارة والتوزيع والإعلانات، ورغم أن ذهاب الأقباط للقدس أمر ديني بحت، خاصة وأن الأقباط أكثر مكونات الشعب المصري عزوفاً عن السياسة وجهلاً بها، إلا أنه قانونياً وسياسياً أيضاً يعد التوجه بعكس اتجاه الدولة المصرية سياسياً وقانونياً للسلام مع إسرائيل هو "الخيانة الصريحة" للوطن، ويعد التحريض والتجييش الشعبي ضد السلام عملاً من أعمال تهديد المصالح العليا للوطن، فالخونة هم من يرتهنون وطنهم ويربطونه بمصير القضية الفلسطينية التي لا يريد التجار المسيطرون على مقدرات شعبها لها حلاً، ليظلوا يتسولون ويتقاتلون فيما بينهم.
مصر- الإسكندرية
kghobrial@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحية منقوصة
نبيل صادق] -

اعجبنى تشبية سنيد النشال فى الاتوبيس ولم يعجبنى ندمك المفترض لقادة الكنيسة الدائم لمجرد التوازن . على اى حال ربما هى البداية.

كلام رائع
احمد حسن -

مقال ينطق بالحق. ولكن لاحياة لمن تنادي.

ديمقراطيتكم
محمد ايوب -

يؤسفني ان تنحدر اخلاق المثقفين الى هذا الحد من البذاءة والتطاول على شركاء الوطن وعلى غالبية هذا الشعب ... اليأس من التغيير بالوسائل الديمقراطية يدفع امثال هذا الكاتب الى تكفير الشعب من الديمقراطية فهو يعتبر اختيار الشعب خواء وجريمة نكراء ويعتبر مساندة مجرمي النظام اللص وطنية وثورية من الطراز الاول .. يامن كنت تقاتل إلى جوار اللص يامن كنت تحتمي بلصوص الوطن .. وتدعي شراكة مع باقي المواطنين .. اليوم تفضحك فلتات لسانك وخبايا صدرك .. انت وامثالك ممن ااعتادوا على العيش الهانيء السهل في كنف المجرمين .. بتم اليوم تبشرون بديكتاتورية الاجرام وترفضون خيارات الشعوب .. انت مرفوض من كل وطني شريف .. الا اذ كنت تعتبر بموافقة المهللين لامثالك من المرتعشين خفافيش االظلام الحقيقيين الذين لايستطيعون العمل في النور ولايطيقون البعد عن الحبل السري الاجرامي الذي يدعمكم ويسكت عن مصادر دعمكم .. الاقباط في عمومهم وطنيون سيخذلونكم وسيلتحمون اكثر بالجماعة الوطنية .. وستزداد حسرة على مكاسبك السابقة التي كانت ومازالت على حساب الوطن باقباطه ومسلميه واغلبيته وجميع طوائفه ..

يا ضلالي ياظلامي
درش -

الظلامي هو من عن نور الله ضال

عاشق الصهاينة
حامد -

واضح ان الكاتب كاره لنفسه وقومه للعروبه والاسلام والانسانية الا احبابه الصهاينة ؟!!! حتما الكاتب من جذور يهودية قديمة ! من المعلوم ان جالية يهودية كبيرة كانت تعيش في مصر ودخلت المسيحية في فترة غابره

الامل في العسكر؟
Ayoub El-Masry -

ليه بتقول الامل في العسكر؟؟ ليه ماتقولش ان مافيش امل اصلاً؟ انا عايز اقول لحضرتك على حاجة، انت والي زيك من الي كل املهم في الحياه ان الي يمسك الرئاسة شخص غير اسلامي... الشخص الغير اسلامي ده (سواء موسى او شفيق او حتى صباحي)، اول حاجة هايعملها، هو عقد الاتفاقات والصفقات مع التيار الديني، حتى يؤمن كرسيه.... وسيترك لهم مساحة معقولة جداً يسيطرون عليها.... ومش هايقدر ينفذ اي برامج اصلاحية ولا تنويرية... ولا هما هايدوله فرصه، ولا الشعب هايديله فرصه، ولا هو عايز يوجع دماغه... طب الحل ايه؟ صدقني مافيش اي حل.. البلد دي جابت اخرها خلاص.. وانا لو منك ماتعبش نفسي في الكتابة

تحيه الى الكاتب
Karim Makin -

مقال يقدم الحقيقه المرة

احييك
مصري حزين -

نعم احييك مليون مره ياستاذ كمال ودعك من المعلقين المتاسلمين الجهله فمصر للاسف اصبحت وكرا لطيور وخفافيش الظلام المتاجرين بالدين والمستلغين لجهل وفقر النسبه الكبيره من الشعب المصري االمسكين الممسوح تفكيره باسم الدين فلنلاحظ ياسيدي مايفعله ومايقدمه اعضاء مايسمي بمجلس الشعب وماهو الا مجلس دجالين منافقين كل مناقشاتهم لا تنم الا عن جهل من مضاجعه الوداع اليي اغاء قانون الخلع اليي تخفيض سن الزواج الي تسع سنين واخيرا اتحفنا احد المسمين نفسهم بنواب الشعب بما يسمي لعبه تسب عائشه بالذمه هل هذا يفيد الشعب المصري المسكين الطحونولريته بعيني اقسم بالله العظيم وفي الخير ياتي جماعه من المعلقيت المتاسلمين الغيبين بالهجوم والسب علي كاتب المفال لا لشيء الا انه معارض لهم في الراي وهذا ليس بغريب فهذا هو اسلوب هذه الجماعات ومن يحركها رايهم فقط هو الصحيح واي راي معارض كفر وزندفه لك الله يامصر فيما ابتليت به من خريجي السجون الذين يحاولون السيطره او قل سيطروا بالفعل النقذ الوحيد هو الله من امثال هؤلاء الغوغاء امضي ياخي ولا تنتبه فالقفله تسير ولابد ان تسير نحو الصواب انشاء الله

ليبرالية
عيسى المسلم لله -

الكاتب وغيره هاجسهم الوحيد والاوحد الافتراء على العرب والاسلام والمسلمين بعيدا عن أي نوع من الدقه والموضوعيه والتوازن والحرص على الحق والحقيقه تحت غطاء الليبراليه التي يضحكون بها على الشعوب العربيه.

محاكم التفتيش
مواطن -

وكأني بلسان اقباط المهجر يلمحون لاستحضار محاكم التفتيش من جديد من اجل تأديب الشعب المصري على خيارة .... يتأدب الاول وبعدين يعطي الحق في الانتخاب

تريدونها ناراً؟
أشعلوها ونحن لها الريح -

كلما تخرجون مافي قلوبكم كلما زاد حرصنا على أنفسنا وكلما نسعي بكل ما أوتينا من قوة أن ننأى عنكم وأن نسعي لآخر رمق فينا أن لاتكونوا في موقع قوة في يوم من الأيام. الشعب القبطي أكثر شعب عدائي وحاقد على ظهر الأرض ، والله مرحباً باليهود وأهلاً بإسرائيل لكن بكم ياأقباط الشر وأفاعي الكراهية المسمومة لامرحباً ولا أهلاً أنتم العدو الأكبر.

ترويج
عوض -

بمثل هذه المقالات تروج ايلاف نفسها !!!!