فضاء الرأي

حلم أم علم: أدباء عرب في غزة!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في العام 1964 زار جان بول سارتر قطاع غزّة، وتجوّل في الطرقات والأسواق الشعبية. وحين عاد الفيلسوف الفرنسي إلى بلاده، أخطأ في قراءة ما رآه، على نحو فادح. فقد رأى في سوق الأربعاء الأسبوعي بمدينة خان يونس، أخواتنا وأمهاتنا الفقيرات، وبعض الذهب في أيديهنّ، ففسّر ما رأى على أنه مؤشّر صريح إلى وضعهنّ الاقتصادي.
وعليه، فإنّ كل ما يقال عن بؤس اللاجئين في المخيمات مبالغ فيه!

بعد هذا التاريخ بسنة زار وفد من الأدباء المصريين غزة، وجالوا في مخيماتها، وألقوا أشعارهم. وكان من بينهم: صلاح عبد الصبور وأحمد رامي وأحمد عبد المعطي حجازي.
وكان رامي يقول لعبد الصبور: تريد أن تشحن بطاريتك يا صلاح؟ إذهب إلى المخيمات!

ثم مضت ثلاثون عاماً ونيّف، حتى جاءت السلطة، بعد اتفاقية أوسلو، فزارنا الشاعر التونسي المنصف المزغني على شوق وعطش.

منذ ذلك العام (1995) لم يزر غزة أيّ من الأدباء العرب. والحجة معروفة ووجيهة أيضاً: لن نرضى بأن يختم جوازنا جندي إسرائيلي. ورغم أننا مثلهم، لا نستسيغ أن يختم جوازهم جندي إسرائيلي، إلاّ أننا كنا نتألّم، في أعماقنا، لهذا الانقطاع الطويل عن محيطنا ومثقفينا العرب.

17 عاماً كاملة لم يدخل مثقف عربي إلى غزة.
و12 عاماً كاملة من الحصار النازي المجرم، لم يعبر خلالها مثقف عربي حدودَ القطاع.

والآن (أهو حلم أم علم؟) سيُكسر الحصار، وسيدخل وفد من أنبل المثقفين العرب إلى سجن غزة الكبير. وسيكون على رأس هذا الوفد: الشاعر التونسي خالد النجار. الروائيتان المصريتان أهداف سويف وسحر الموجي. الروائيان خالد الخميسي ويوسف رخا. الشاعر أمين حداد، الشاعرة الأمريكية من أصل فلسطيني نتالي حنظل. الروائي البريطاني من أصل سوداني جمال محجوب. المدوّن علاء عبد الفتاح. وسواهم. فيا له من فرح في هذه السنوات البخيلة.

يا له من عرس ثقافي في بلاد اشتاقت إلى أهلها.

اليوم يا أحبائي، تدخلون جنوب فلسطين، وقد خرج الجندي الكريه من غرفة النوم وجلس على السور. تدخلون قطاع غزة المحاصر، وسكانه أحوج ما يكونون إلى من يقف معهم ويحسّ بهم.

إنّ زيارتكم هذه جاءت في وقتها.
في وقتها تماماً.
فما أحوج الفرع إلى الأصل.
وما أحوج الباقي في وطنه لأن يلتمّ شمله على إخوته من حوله.

لن تتخيّلوا، مهما شطّ خيالكم، معنى هذه الزيارة بالنسبة لنا. شيء أكبر من الكلمات، أن نراكم بيننا.
شيء كأنه الحلم.
وأبداً لن يتحوّل الحلم إلى علم، إلا إذا رأيناكم بأمّ أعيننا.
إلا إذا عبرتم معبر رفح، ودخلتم فلسطين.
وإلى ذلك الحين، سنهتف بلسان كل فلسطيني: أهلاً وسهلاً بكم.
أهلاً بمثقف الفعل لا الكلام.
أهلاً بكاسِري الحصار الضاري، وقد طالت البلوى.
ونأمل من كل مثقف عربي، تسمح له ظروفه، أن يحذو حذوكم.
فهذا يؤازرنا (بعيداً عن الكلمات الكبيرة)، ويعزّز صمودنا على ما تبقّى لنا من تراب بلادنا.
وهذا، فضلاً عن ذلك، يفتح أفقاً.

فأهلاً وسهلاً بفاتحي الأفق.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال معبر
بيسان -

مقال معبر عن ما بدخلناوهو ما نشعر بهونتمن لكم زيارة موفقة

مرحبا بكم في غزة
سائد -

هؤلاء أدباء عظام فعلا نفخر بأنهم زاروا غزة يوما ماوخاصة الاديب جان بول سارتر الذي كان رمزا في تواضعه فقد كان رجل عقل اتذكر عندما رفض جائزة نوبل للآداب العام 1967 اذ برر ذلك بان قبوله هذه الجائزة سيمنحه شيئاً من التميز والقوة الرمزية التي ستؤدي الى فصله كإنسان يعمل بعقله عن بقية افراد طبقة البروليتارياحتى مع وجود موهبة فذة كموهبته, لا يجد مبرراً للانغماس في مثل هذه البهرجات البورجوازيةأتمنى أن يتطلع الوفد جيدا على الأوضاع (الثقافية) في غزة وكيف عمل الحصار وإغلاق المعابر على تراجعها

اهلا بكم في غزة المحاصرة
رمضان عيسى -

أشارك الكاتب فرحته و وأقول : أهلا بكم في غزة المحاصرة , غزة اكبر سجن عرفه التاريخ , غزة المنكوبة في حدودها , المنكوبة في ما مرعليها من حكام وحروب ؟ فعلى مدي 64 عاما , لم تشهد غزة الهدوء , ولا الحرية , فأنا شخصيا , ولدت في زمن حرب , وبعد سبع سنوات و قامت حرب 56, وبعد عشر سنوات قامت حرب 67, ومن يومها والحروب على غزة لا تعد ولا تحصى . غزة منكوبة في غذائها, وفي سفرها , انها تعيش حياة الطوابير في كل شئ . فأهلا بكم داخل ازقة معسكرات اللاجئين , ومراكز توزيع الكوبونات .

رائع جداً
أحمد -

لنا الفخر بزيارتكم حللتم أهلا بغزة نتمنى ان تكون سعداء بزيارتكم لنا

اهلا وسهلا
سهاد -

نرحب كل الترحيب بالوفد كاملا وعلى رأسهم الأستاذ خالد النجار وأهداف سويف وجميع من حضروا

اهلا بهم
علي -

نضم صوتنا الى صوتك

welcome
nehal -

its our proud and honor to see great poets in Gaza