كنت فى "التحرير"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لست من الذين يشاركون في "المليونيات"، ولم أجد سببًا واحدًا يدفعني للمشاركة في المظاهرات التي لا نستطيع أن نحصي عددها في الآونة الأخيرة، ليبرالية كانت أو إسلامية، في شارع "محمد محمود" أو أمام مجلس الشعب، لإسقاط المجلس العسكري، أو الثورة على الإخوان المسلمين، مع 6 إبريل أو مع السلفيين، في جمعة "قندهار" أو "جمعة النهاية" و"الزحف".. ألخ، فقد قررت وبلا رجعة ألا أدعي أنني من الثوار، أو من الذين أسقطوا النظام، ورغم أنني أجدني مضطراً كل يوم إلى المرور بالقرب من ميدان التحرير، للذهاب إلى عملي، فإنني لم أكن مدفوعاً لتغيير قراري، حتى اضطررت لعمل استبيان لإحدى الدراسات حول الحركة السلفية الجديدة "حازمون".
نزلت من السيارة باتجاه الخيام المنصوبة للمعتصمين منذ ما يزيد عن شهر، شدني صوت نشيد من مكبر للصوت موضوع في منتصف الميدان "ثوري ثوري".. شاب ملتح يقعد على كرسي بجوار الخيمة يردد بصوت مرتفع وهو ينظر إلي مبتسمًا ليلفت انتباهي فيهتف "بالدم بالدم" وقبل أن أقترب منه، سألت عجوز يمشي في الشارع، ما الذي يحدث داخل مصر؟ أجابني على الفور "أمنيتي إن مصر ترجع تانى"، لم أجد ما أجيبه به وتسارعت ناحية الملتحي ورفاقه.
سألني ماذا تريد؟ فقلت له إنني صحافي، وأقوم بعمل بحث عن حركة "حازمون" فخرج من الخيمة أكثر من واحد، قال لي أحدهم: نحن من حركة "طلاب الشريعة" أما حازمون فستجدهم في الناحية الأخرى.
-يعني أنتم لا تعتصمون الآن من أجله؟
-نحن نعتصم من أجل الشريعة وتطبيقها
-وهل أنتم ستطبقونها بهذا الشكل؟
جاوبني أكثر من واحد "نعم سنطبقها.. وسنردع المجلس العسكري الذي يتآمر على الثورة هو والإخوان المسلمون"
-إذن لن تنتخبوا محمد مرسي
-لا مرسي ولا أبو الفتوح.. كلهم خونة وباعوا الإسلام.. ألا تستمع لحواراتهم واعترافهم بوجود إسرائيل.
كنت في قوس الدائرة بين طلاب الشريعة التكفيريين، وهناك في المنتصف "حازمون"، وعلى جانب منهم "الإسلاميون الثائرون" ويوم الجمعة سيكون هنا "الإخوان المسلمون"، و"السلفيون"، والاشتراكيون الثوريون.. ألخ ألخ.
حاولت أن أمتلك إعادة الحوار مرة أخرى معهم لأن اقتحام المرئي ستجعل القدرة على الفهم أمرًا ممكنًا فلم أستطع.. أنا أعرف ما كان يدور بخلدي يومها.. المقارنة بين صورة الميدان القديمة والحالية.. وكيف أن العواطف الدينية دون فهم لا تضبط وحدها سيرًا ولا تهدي سبيلاً.
مضت عدة أيام حتى حدث ما هددوا به وذهبوا إلى ميدان "العباسية" في مواجهة "المجلس العسكري"،
المطالب التي دعا إليها المعتصمون والمتظاهرون، رحيل المجلس العسكري، وإلغاء المادة 28.
ولو فكرنا بهدوء في هذه المطالب لوجدنا أن المجلس العسكري باق على رحيله أقل من شهر، والمادة 28 من الإعلان الدستوري والخاصة بعدم الاعتراض على نتيجة الانتخابات العسكرية، دعا الإسلاميون بعد سقوط مبارك للتصويت عليها بنعم.
فماذا يجري إذن؟ وما الذي يدفع عشرات الألوف لمهاجمة رمز من رموز الدولة المصرية؟ وماذا لو انهار المجلس العسكري، واقتحم المتظاهرون الوزارة؟
لقد حاول المتظاهرون من قبل اقتحام وزارة الداخلية، ومجلس الشعب، وحاولوا الجمعة الماضي اقتحام وزارة الدفاع، فهل المقصود هو إسقاط مصر بالكامل وتركها في فوضى وعبث، ضعف ما تعيشه الآن.
المشهد المروع هو أن عشرات الألوف خرجوا إلى ميدان العباسية وهم يرفعون صورة أسامة بن لادن، الذي حلت الذكرى الأولى لمقتله منذ عدة أيام، وخرج محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري في مقدمة الصفوف، وهم يهتفون "صور يا أوباما الميدان كله أسامة".
أنا لم أفهم ما حدث في ميدان العباسية، وما جرى من قبل في التحرير سوى أنه يأتي في سياق عودة العنف الإسلامي إلى مصر من جديد، كما أنه يأتي في سياق تفجير الموقف، ووقف العملية الديمقراطية بالكامل.
وحينما يقتل مجند في العباسية، ويجرح أكثر من ثلثمئة، ويتم القبض على أكثر من مئتي مواطن، ويفرض حظر التجوال، وكل ذلك باسم الإسلام وباسم الثورة أو الشريعة الإسلامية، فإنها معركة بين الفوضى والاستقرار، ومعركة بين الإسلام الوسطي وإسلامات أخرى، سنراها وسنشاهدها كثيراً في ميادين مصر المختلفة، ويبدو أننا سنقوم بعمل استبيانات وأبحاث أخرى عنها.
التعليقات
عين العقل
أبو بصير -عين العقل عين العقل عين العقل وعمار يامصر وخراب على الظلمة
غلطة المصريين الفادحة
مازن -ارتكب المصريون غلطة عمرهم واضاعواسانحة تاريخية لن تتكرر عندما غادروا الميادين عقب تنحية الدكتاتور ولم يكملوا المشوار في السيطرة على مفاصل الدولة واعلان حكومة ثورة ومحكمة ثورة تستأصل النظام القديم تماما للاسف دخل المصريون في عراك داخلي وسمحوا للاحزاب والمثقفين والاعلاميين بالتلاعب بهم كان على المصريين الاستمراربالثورة مستغلين زخمها لم تضع الفرصة بعد يحق للمصريين دور ثان في الثورة
موقف المثقف الجبان
سامح -المقال يعبر عن المثقف الجبان الذي يؤثر السلامة ولا يأخذ موقفا ايجابيا مما يجري حوله لا يمكن للانسان الا ان ينحاز الى الثورة لقد ذهب كاتب المقال ليتفرج على الثوار ايا كانت وجهة نظرهم ويسخر منهم ويحرض عليهم هذا مؤسف حقا
كل بلد فيه ... الا العراق
د . علي الحسيني -كل بلد ممكن ان تكون فيه ثورة تغييرية وتحرم من قبل رؤوس النظام الا في العراق ؟!! العجيب الغريب ؟؟!! ففي العراق ليس من يريد ان يغير النظاك يقتل بل من يطالب بحقه المغصوب والمسلوب علنيا يقتل ويفجر ويعتقل ويسلخ جلده بالماء الحار ويرمى بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع السام المحرم دوليا والاعتقلالات العشوائية لكل من فيه الصبغة الوطنية من قبل الحكومة المالكية العميلة لايران فها هم اليوم اتباع المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني يقتلون ويرمون في سجون المالمي في باطن الارض لمجرد انهم يطالبون باعادة مسجدهم المهدوم من قبل حكومة المالكي العميلة لايران
ضاعت الثورة ياولداه
شرقاوي -ضاعت ثورة المصريين بسبب المناكفات بين الاسلاميين والعلمانيين واتخذ كل فريق منهم مواقف سلبية وانتهازية وانتقامية وكيدية من بعضهم البعض الانانية تتحكم بمن يدعون انهم يتكلمون باسم الثورة ثورة المصريين قد تنتج دكتاتورا جديدا ما دامت تتحكم بها هذه العقليات المتخلفة من اسلاميين وعلمانيين
صاحب التعليق 3
البشارى -لصاحب التعليق 3 لماذا اتهمت الكاتب بالبعد عن الثورة والجبن أليس كلامه فى المقال من الإصلاح والثورة أيضا ام الدم للمصرين فى الميادين هو الصح
ألف شكر
كريمة كريمة -نفسي يغلقوا ميدان التحرير بالقوة وحسنا فعل الجيش فى العباسية