فضاء الرأي

إلى منتدى دُبي الإعلامي... مع التحية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

المفكرة مخصصة لتسجيل انطباعات كتاب وملاحظاتهم في ما يمر أمامهم من أحداث عربية وعالمية، أو من مصادفات مع العابر والزائل... يكتب حلقة اليوم يكتبها اليوم بكر عويضه

لندن: الأربعاء 09 مايو/ ايار2012

بداية، التحية واجبة لكم ولكن، سيداتي... سادتي، ملتئمو الشمل الإعلامي في دُبَي. هي سلامات معطرة بعبق العشب الأخضر وأوراق الشجر، بعدما تحممت بقطرات مطر لندنكم المهجورة، طائرة إلى مضاربكم المعمورة، على أجنحة "إيلاف"، أولى هاجرات حبر الوراقين وأسطر الورق، المطلة على منتداكم في ثوبها الجديد، أخالها واقفة، جالسة، متكئة، متوارية، أو متبخطرة، بين أعينكم، تتفحصها نظراتكم، فترد النظر اليكم، صبية تنبض عروقها بمزج جميل، لكأنه تحدي متمردة لكل القيود، ولمسة خجل حبيبة في حضرة حبيب، عطرها حبات الندى الكوني، تحممها متغندرة تطفئ شمعتها الحادية عشرة، وتسابق شعلة أولمبياد لندن، بشعلة عرسها الثاني عشر، كل هذا... وشملكم ملتئم في المنتدى، هو العربي الهوية، الكوني الحضور، وقد بلغ أيضا الحادية عشرة. أمصادفة هذه أم أقدار؟

***

الإعلام العربي: الانكشاف والتحول. عنوان جميل. إنما، معذرة، داهمني التساؤل: ما "الانكشاف" وعمَ "التحول"؟

لجأت إلى المرشد العنكبوتي السابح في ملكوت الخالق الأعلى، رغم إدراكي انه منشغل منذ أسابيع في إيجاد مسكن انترنتي حلال لمرشد أرضي يحمل صفة الأعلى، ما علينا، شأنه ومَنْ ارتضاه بهذه الصفة، وما هو بشأننا. استفسرت عن دار المنتدى الإعلامي، فسُئلت: من السائل؟ أجبت: "داربكر". دلوني. نَقَرَتْ على الباب أصابعي الستينية المتعبة. فُتِحت الأبواب والنوافذ. تجولت. معلومات مفيدة، غنية، متعددة، وشاملة، إنما تنقصها فقرة أو فقرتين، من خمسين كلمة أو مئة، كان من الأفضل ان يُضَمِنها الزميلات والزملاء في نادي دُبي للصحافة، ما يشرح مضمون عنوان جميل، جذاب، وجداً مُهِم، "إطار ـ أفضل من "شعار" وأنظف، خصوصا ما بعد الانكشاف وفي الطريق الى التحول من زمن جرى فيه للشعارات ما جرى، وفعلت بنا ما فعلت. إلا إذا كانهكذا توضيح موجودا ولم أعثر عليه.

***

في كل حال، جهد كبير هذا الذي تشهده دبي، التحية واجبة لكل من يسهم في التحضير لحشد يتجاوز الألفين، من إعلاميين، أكاديميين، متخصصين، وتقنيين، ينحشر بينهم عدد من المدعين "صلة ما" بالإعلام، لتأدية أدوار لهم، ما علينا أيضا، شأنهم وليس شأننا.

وبصرف النظر عن الرأي الشخصي، عندي أو عند غيري، في أشخاص الحاضرين أو الغائبين، وبتحييد تام للنظرة الذاتية، وتغليب جَديٍ للتقييم الموضوعي، من الإنصاف القول إن ما تشهده دُبي مهم ليس فقط للإعلام والإعلاميين، إنما لمجتمعاتنا ككل، خصوصا إذا كان في الإمكان الإجابة عن سؤالين:

أولهما، هل حقا انكشف الحال العربي، كما يجب، في كل جوانب تخلفه، وليس في الإعلام وحده، أم أن هناك مما ما يزال بحُجُب مغطى، ومن "التابو" المُجَرم مسبقاً كشفه، لأنه يهون أمامه كل الذي تعرض لانكشاف.

وثانيهما: ماذا عن مسار التحول، هل سيرث جيل اعلاميينا الجدد حال النكتة السمجة إياها، التي توارثناها جيلاً عن جيل: السيارة تغمز يسارا وتسير يميناً. العكس أيضا صحيح، رغم ان كلاهما خطأ قادنا، في بعض الحالات، الى خطايا. وهل، ضمن مجرى التحول، ترث أجيال الاعلاميين الجدد، "ادعاءات" كثيرين من "كبار" إعلاميي جيلنا، و"حكايات" كثيرين أيضا بين "كبار" إعلام عِقدنا الأول في القرن الجديد.

عموما آمل، من القلب والعقل، ألا يحدث هذا. ليس هنا مجال الخوض في التفاصيل. أليس لكل مقام مقال. بلى. لذا أنفع، وأوجب، التمني للمجتمعين في ملتقى دُبي، من جيل إعلامي بدأ طلوعه المتجدد مع طلعة القرن الجديد، أن ينجحوا في تجنب جوانب فشل عدة مُنَيت بها تجربة جيلنا، وأن يبنوا على بُنى نجاح تطويري عدة أيضا، حققها جيلنا، ولو بالحفر في الصخر، خصوصا حين اصطدمت أحلامنا التطويرية، مِهَنة تمارس دَوراً تنويريا، بما دربنا عقولنا على تقبله، وألسنتنا على تسميته: "واقعية سياسية"، والحق أنها كانت، وبعضها ما زالت، على اختلاف أشكالها وراياتها، جبروتية لا تعرف فهماً ولا رحمة، وما ردعها ـ أحيانا ـ خُلق ولا ضمير.

أحلم، من جهتي، ان يرقى الجيل الجديد ويسمو بخصلة الوفاء على جانبين، أولا وفاء تواضع طالب المعرفة، فلا ينظر أحدكم إلى جيلنا من أعلى السلم، وهو/ هي، بأول درجاته معرفةً واحترافاً، نظرة استعلاء. شكراً لسنا نحتاجها. يكفينا ما عانينا من استعلاء، كان أشره، وما يزال، تعالي بعض من يُفتَرضْ فيهم وفيهن، حُسْنُ الفَهمْ، من أهل الحرف والقلم. وهو ما يقود الى جانب التمني الثاني، للجيل الجديد، النجاح في نسج علاقات زمالة انسانية تسود بينهم وتكون أفضل مما ساد من علاقات بين الأغلبية مِنْ جيلنا.

وتبقى في الذاكرة تفاصيل تستحق العودة اليها في سياق سرد التجربة في "داربكر" المتمترسة في لندن، وفاء لـ "عاصمة الصحافة العربية"، يوم كانت في حاجة إليها. أظنها ما تزال، ولو إسماً ... وشكلاً. والتفاصيل في البقايا الآتية.

الحرية... الحرية

السبت 05 مايو/ ايار2012

إسمها واحد: حرية. فضاؤها بلا حدود. لون أثوابها غير محدود. مذاقها متعدد الوجود. مثلاً، تحصل على الثانوية العامة، فيزغرد قلبك: تحررت. تبلغ درجة جامعية أرقتك كثيراً وأرهقتك، فتطلق للريح ساقين تسابقان ظلك الى أنهار حريتك.

وهكذا.

كل تغيير في حياتك له شكل حرية ما، أحيانا يغتسل بدمعة حزن، أحيانا يرتوي من نبع فرحة. حين يرحل عنك غال عليك، تبكيه، تبكيها. يعزيك من أحبائك من يردد، كي يريحك، ارتاح الراحل، ارتاحت، خصوصا بعد حالات مرض تكون استعصت، فشَقِيت وأشقتْ.

نأتي الى الدنيا بصراخ وعويل. وهكذا نغادرها. إنما في الحالتين ثمة حرية تتحقق. الوليد يتحرر من ظلمات فوق ظلمات. الوالدة تتحرر من حمل أثقل عليها. كلاهما يفرح بالحرية.

شهد نهاري هذا مشهد حرية كنت على موعد معها في واحد من أثوابها المتعددة. هنا أيضا تغتسل الحرية بدمعة، نواسي أنفسنا، فنسميها: دموع الفرحة. أن تُسَلم بيدك مهجة من مهجات قلبك إلى يد من أحبها، وزوجة أرادها، ومن أحبته هي وزوجاً اختارته، تلك فرحة بلا شك، تزفها إلى عريسها، فتفرح لفرحتها إنما أيضا تسعد بحرية جديدة، فما عاد يقلقك خوف عليها، وتسعد هي أيضا بحريتها حتى من خوفك عليها، صار لها بيتها، مملتكها، كلاكما فَرحٌ بحرية جديدة. تعود الى دارك، تجلس الى نفسك وتجالسك. تسألك وتُسائلها: ما الحرية المقبلة بعدها؟

يساورني، منذ فترة،إحساس مستعصٍ على الانصراف، بل حدس قويأن ثمة حرية كبيرة مقبلة. ما هي، أنى لي أن أدري. ما يعلم الغيب، إلا عالمه، سبحانه، إنما هي بلا شك آتية، تحث الخطى، فمرحباً بها، طال انتظارها، وفاض الشوق اليها.

www.darbakir.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عن الاعلام والحرية
علي -

كأن الكاتب بحديثة اولا عن منتدى الاعلام ثم عن الحرية يشير الى اقترانهما الابدي فاي اعلام بلا حرية هو اعلام زائف

عن الاعلام والحرية
علي -

كأن الكاتب بحديثة اولا عن منتدى الاعلام ثم عن الحرية يشير الى اقترانهما الابدي فاي اعلام بلا حرية هو اعلام زائف