فضاء الرأي

الثورة المصرية: قصة العقرب والضفدع

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

(قصة العقرب والضفدع قصة مجهولة المؤلف وينسبها البعض إلي كتاب كليلة ودمنة والبعض ينسبها إلي حكايات فلكورية ألمانية ولكن أيا كان مؤلفها فهي قصة عبقرية فيها الكثير من العبر لمن يعتبر بالطبع)
يحكى أن عقربا كان يسكن أحد الكهوف بجبل عال وسمع ذات يوما جلبة وضجيجا في سفح الجبل فقرر أن يخرج من كهف الجبل ويتجول ليرى مصدر الضجة فوجد عددا من الطيور تنبح بأصوات مزعجة محدثة تلك الجلبة الي سمعها وفوجئ بعد خروجة من الكهف بجمال نباتات سفح الجبل مقارنة بقفور وكآبة الكهف الذي كان يسكنه، وقرر الإستمرار في مشيه البطئ من الكهف إلي سفح الجبل حتى وصل إلى نهر صغير وود أن يعبر النهر إلي الجهة الأخرى حيث تبدو أكثر جمالا ولكنه كان يعرف جيدا أنه لا يجيد السباحة، فجلس فوق حجر صغير مراقبا النهر الجميل في تدفقه السريع وإزداد شوقه وحماسه لأن يعبر هذا النهر بأى طريقة، وفوجئ بضفدع أخضر اللون بلون النباتات يقفز بالقرب من النهر مستمتعا بحياته، فإقترب منه بعد أن جاءته فكرة ذكية للغاية، ودار بينهما هذا الحوار:
العقرب: صباح الخير أيها الضفدع
الضفدع (نظر إلي العقرب بتوجس): ص ص ب ب اح الخير، مذا تفعل هنا أيها العقرب؟
العقرب: أريد أن أعبر إلي الجهة الأخرى من النهر ولكني لا أعرف السباحة
الضفدع: إذن فماذا ستفعل.
العقرب: لماذا لا تدعني أركب فوق ظهرك وتسبح أنت في النهر وتعبر بي إلي الجهة الأخرى
الضفدع: ولماذا أفعل هذا؟ وماذا سأستفيد؟
العقرب: تكون قد فعلت معروفا في عقرب مسكين وربما تحتاج إلي يوما ما وأستطيع أن أرد لك الجميل
الضفدع: ولكن حتى إذا وافقت على ركوبك فوق ظهري، أنا أخشي أن تلدغني وأنت فوق ظهري
العقرب: لن أفعل هذا، لأني لو لدغتك ونحن في وسط النهر فسوف تموت وتغرق وأغرق معك، لذلك فليس هناك مصلحة لي في أن ألدغك
العقرب (بعد أن فكر قليلا): يبدو أنها حجة معقولة، هيا أركب فوق ظهري
(وبالفعل ركب العقرب فوق ظهر الضفدع، وإستمتع بمنظر النهر، وفجأة وفي منتصف النهر أحس الضفدع بلدغة العقرب، وبدأ الشلل يسري في جسده من أثر اللدغة، وقبل أن يفارق الحياة، نظر الضفدع بطرف عينه للعقرب، متسائلا والدهشة وعدم التصديق تكاد أن تشل لسانه بعد شلل سم العقرب):
الضفدع: لماذا فعلت هذا؟
العقرب: إنها طبيعتي لم أستطع أن أغيرها!!
وغرق الإثنان معا!!
samybehiri@aol.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جميلة ومعبرة
أتاتورك -

فعلا يا أستاذ سامي, قصة قصيرة ومعبرة.. نحن بحاجة إلى كتاباتك التي تتسم بالسخرية وإصابة الهدف.كتاباتك قصبرة تناسب العصر.. لا تلف وتدور مثل بعض الكتاب الذي يحولون جملة واحدة إلى ملحمة لا تنتهي من العبارات الطنانة والرنانة.. ففي هذا الزمن ليس لدينا الوقت إلا للمكثف والمفيد.بارك الله فيك.

عاق
مش مهم -

قصة قديمة يحكيها اليهود عن العرب منذ 1948 وأنت مثل الخلية السرطانية التي تسبب في قتل الجسد الذي يغذيها ، تنعم بالأمن والرخاء ورغد العيش في امريكا وتطلق للسانك العنان لتسب مصر والمسلمين وتؤازر أعداء المسلمين وسوف يقضي عليك الله الديان الذي نسيت حسابه.

تحياتى لإستاذ سامى
مصرى -

تحية طيبة ومن القلب للإستاذ سامى البحيرى ونشكرك على وجودك معنا! وإذا أردت التيقن من معرفة جدية وصدق مقالك فإلقى بنظرة على بعض التعليقات من عينة رقم 2 والتى نقول فيها نحن المصريين: إللى على راسه بطحة.......... ! مع تحياتى ،

تهانينا لك يا سامي
علقم -

مخالف لشروط النشر

القصة والمغزى
سامي البصيري -

المغزى واضح من خلال السرد الا انه يخالف الواقع، فالاخوان بكل تاكيد وبعد ان يركبوا ظهر الضفدع لن يلدغوه ابدا،،، الا بعد عبور النهر تماما. وبالمناسبة اتمنى على الاستاذ سامي ان يكتب بقلمه الرشيق عن ماهية حاجتنا للاحزاب الدينية وكلنا مسلمون اصلا والحمد لله ونخاف الله في كل امورنا اي اننا اصلا كلنا اخوان على علات بعضنا فعلام ان يكون هناك حزب للاخوان المسلمين؟ وماذا عن بقية المسلمين؟

المعلق الثاني
الحاج بدرخان تيللو -

اليهود والاستعمار والامبريالية و"الرجعية العربية"، افضل الوسائل وانجع الاسلحة للمقاومة الخلبية ، التي درجت انظمة الدمار الشامل تسويقها وتعميمها، ثقافة ابدية - تقدمية ، توطئة لرهن مستقبل المنطقة لازمات معقدة تستعصي على الحل بدون البعث الفعلقي ومرجعيته الخارجية ؛ ومن يليه في الولاء والعمالة والتكسب من دم الشعوب . اليهود ؟! تهمة جاهزة وملاذ آمن للانظمة التوتاليتارية للهروب من متطلبات العصر وحق المواطن في العيش الكريم . وهكذا ابتلع الطعم اياه بعض النائمين في عسل الشعارات الجوفاء . المعلق الثاني مثالا . قصة الكاتب من الموروث الشعبي في شرق سوريا ايضا . سمعناها منذ نعومة اظفارنا . ولكن بنهاية تختلف عن التي ذهب اليها الكاتب . وهي ان العقرب غز الضفضع في ظهرة دون ان يحقنه سما مرتين وكل مرة كان العقرب يتذرع بالنسيان ويعتتذر ،وفي المرة الثالثة عاد العقرب لفعلته فغضب الضفضع وصاح به ويحك الم تعدن بالكف عن ممارسة فعلتك معي ،فرد العقرب اتريد ان اترك عادتي من اجلك ؟ فرماه الضفضع في الماء واكمل السباحة للشط الثاني . العبرة من الحكاية ان الطبع يغلب التطبع . مازلنا نماس بكل فخر واعتزاز وأد البنات بطرق تناسب العصر، ونلقي باللائمة على اليهود والنصارى...!