أصداء

هل من بديل لخطة أنان؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

السؤال المتكرر والذي يُطرحْ يوميا في جميع اجهزة الاعلام هو: هل ستنجح خطة انان ام ان مصيرها سيكون الفشل؟.

طرح مثل هذا السؤال ليس في محله، والسؤال الذي يجب طرحه هو: هل هناك خطة بديلة؟. في حال عدم وجود البديل، اذن فليس هناك اي مسوغ للوقوف عند امكانية نجاح الخطة او فشلها. اعتقد انه ليس هناك اي بديل وذلك بسبب عدم وجود اي حل سوى تقسيم سوريا وتشكيل دولة علوية في الساحل السوري.

سوريا هي الان في اتون حرب طائفية وليس هناك اي مجال للتعايش بين السنّة والطيف العلوي تحت سقف واحد بعد المجازرالرهيبة والقتل على الهوية، والتي لاتزال تجري على خطوط التماس بين الطائفتين في ادلب وحمص وحماة. المعارك الحالية ماهي الا عبارة عن صراع على توسيع الجغرافية العلوية. من هنا فان المهمة الاساسية لخطة انان تشبه الى حد كبيرمهمة "حكومة تصريف الاعمال" بعد تقديم الاستقالة مع بقاء الازمة وتداعياتها. بعض حكومات تصريف الاعمال قد تستمر في مهامها لعدة سنوات، وهذا ما حصل مع الحكومة البلجيكية في السنوات القليلة الماضة. وخطة انان قد تستمر لسنوات ولكن تحت مسميات وقيادات جديدة.

خطة انان مهمتها ادارة الازمة وليس ايجاد الحلول.

اذا كان الامر مجرد كسب الوقت وخسارة في الاقتصاد والنمو في حكومات تصريف الاعمال، فان خطة انان "التصريفية" تحتاج الى عشرات الآلاف من الضحايا وانهار من الدماء. الحرب الاهلية السورية لازالت في بداياتها والمستقبل مظلم مليئ بالاهوال. النظام حسم امره على التقسيم الاضطراري ويعرف ما يريد.

المصيبة في المعارضات والتي اصيبت بالدوخة فهي تتعثر وتتخبط، وليس في جعبتها الا المزيد من الثرثرة على الشاشات، وعقد الاجتماعات، والتهام الوجبات في فنادق النجوم الخماسية تنتظر بفارغ الصبر مع احلام وردية بالمناصب في المستقبل.

المستفيد الاكبر من خطة انان هو النظام، في حين ان المعارضة هي الخاسرالاكبر. فمعارضة الخارج تنقسم علىى نفسها كالخلية السرطانية، بينما معارضة الداخل تتشتت بسرعات اقل، ولكن مع المزيد من فقدان ماء الوجه والخسارة في المصداقية.

الذي يحدث الآن في سورية، والقادم سيكون اشد فظاعة، هو اكثرخطرا من التقسيم في حد ذاته. لهذا فان الاتفاق على الطريقة التشيكية للانفصال افضل بكثير منه على الطريقة اليوغسلافية كما اشار الى ذلك الكثير من الكتاب.

العالم الغربي بدءاً من الحقبة الاستعمارية قدم المنطقة كلها على طبق من ذهب الى العرب السنّة، ولكنهم فشلوا في كل شيء، ويبدو ان توازنات جديدة هي قيد التنفيذ وخطة انان ماهي الا الخطوة الاولى على هذا الطريق.

طبيب كردي سوري
bengi.hajo48@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف