من التعاون إلى الإتحاد.. خليجنا واحد!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تكمن خشية بعض دول مجلس التعاون الخليجي في أن الدول الصغيرة ربما ستذوب في الكبيرة، والدول الكبيرة تخشى ان تنصهر في الصغيرة ! ذلك في حال التحول من التعاون إلى الإتحاد -بشكل كلي- وهو المحور الذي يعتمد عليه بعض المشككين في امكانية نجاح هذا المشروع العصري.
العنصر العسكري الذي بدأ منذ أوائل التسعينات الميلادية تحت مظلة "درع الجزيرة" هو الدافع الأبرز لقبول دعوة العاهل السعودي ذات المفهوم العصري والمعلوم العسكري، يعقب ذلك الصيغة الخليجية المشتركة التي يزعم أطرافها من الساسة المخضرمين انها صيغة مبدأية كإنشاء هيئاتٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ وسياسيةٍ كما هو الحال عسكرياً وأمنياً.
ويزيد ذلك قبولاً؛ مبدأ عدم المساس بسيادة الدول وأنظمتها السياسية، أي أننا كخليجيين لو رضينا بالله رباً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، وبالتالي صادقنا على الصيغة المقترحة للإتحاد ولو بصيغه اقل من الاتحاد الأوروبي، سنتجاوز عقوداً من الزمن اجتماعياً ومعيشياً، وأنا هنا أنظر بمنظور الشعوب بعيداً عن السياسة وأربابها.
حينما تعذر حضور وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة للإجتماع الذي سبق القمة التشاورية لقادة دول الخليج في الرياض، بدأ المشككين يحاولون الإصطياد في الماء العكر، ويشيرون إلى عدم وجود ترحيب إماراتي بمبدأ الإتحاد، على الرغم من أننا نسمع بدعوةٍ إماراتيةٍ شبيهةٍ بالإتحاد قبل أكثر من ثلاثة عقود، بينما حضر ذلك الإجتماع وزير خارجية عمان التي سادت عنها معلومات تشير لرفضها مبدأ التحول من التعاون الى الاتحاد. تلك مفارقات السياسة التي لم ولن تغيرها قناعات الشعوب المتفاءلة.
هذا الزمن وهؤلاء القادة وهذه الدول الست، لن تنتظر الجيل القادم أو الدول الأعضاء الجُدد في مجلس التعاون الخليجي حتى يغيّرون ويطوّرون ويتحدون، فمسؤولية العيش الكريم لشعوب دول الخليج مرمية على عاتق أرباب الخليج وقادته، قبل أن يحين موعد انظمام دول أخرى كالأردن والمغرب وربما اليمن.. فلنعقلها ونتوكّل من التعاون إلى الإتحاد -أياً كان الإتحاد- ونستمتع نحن شعوب الخليج العربي -أبو الست دول- بآمال القائل منذ زمن: خليجنا واحد!
* كاتب وإعلامي سعودي
التعليقات
متطلبات الأمن
الدلموني -كلنا مع الوحدة والكيان الخليجي الموحد ، على أن لا يكون الدافع الأمني والبعبع الإيراني سبباً لقيامها ، لأن التجارب الاتحادات العربية أثبتت لنا بدون ريب أو تردد بأن بناء الوحدة لا يمكن أن يقوم فقط على الهاجس الأمني أو العسكري ، التي من الممكن حلها أو أيجاد مخرج لها من خلال آلية المجلس القائم الذي يتطلب تطوريه والحفاظ على منجزاته ومكاسبه ، متمنياً أن لا يكون هذا الهاجس عامل تفتيت وتشرذم بدل تعزيز وتطوير الكيان القائم . وأن الفقاعات التي يفتعلها نظام الملالي في طهران هي محاولات يأسه لصرف الأنظار عن الأوضاع الاقتصادية والتمزق الداخلي الذي يعاني منه هذا النظام المتخلف ..مع التحية