مجتمع الجريمة "الخيّرة"..!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تتستر الكثير من الجرائم والشرور ببعض القيم الاجتماعية. في هذه الحالة تبقى مزاعم التسامح الديني مجرد شعارات لا تأثير فيها ولا اثر.
اكثر من ذلك سلب صفة الفعل الاجرامي والشرير عن جرائم وشرور في نظر من يحمل تلك القيم، وتتأسس كعمل خير يفتخر به فاعله، ويصفق له المحيطون به. الكثير من الجرائم السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية تحتمي بقيم ومقولات وشعارات وعقائد.
ذات مرة اغتال تكفيريون زميلا يعمل مصورا لدى محطة غربية، قاتله يرى في الجريمة جهادا. على المقابل وبعد فترة ليست بالطويلة، اخ للضحية يتمنى الموت لمترجمة تعمل لدى مؤسسة غربية لما بلغ مسامعه عنها من تدنيس "للشرف مع كافر".
اليس المبدأ واحدا؟. هو واحد، الاختلاف فقط في المساحة المبررة وغير المبررة بين الجهادي التكفيري والكثير من ضحاياه. الضحية ينسى انه يقتل في الكثير من الاحيان بسبب قيم مشوهة يؤمن بها هو ذاته.
في مثال اخر حدثني صديق يعيش في لندن عن ليبين كانوا يتظاهرون ضد القذافي، رافعين شعارات "الحرية"، وفي الوقت ذاته يحمل عدد منهم صورا لصدام حسين. رفض اولئك للقذافي لم يتحول الى قيمة تجعلهم يرفضون اي طاغية.
متيقن أن اغلب اولئك على الاقل، يعتبرون صدام دكتاتورا ولا ينفون عنه صفة القتل، لكن لديهم خلفياتهم التي تجعلهم ينظرون له بطلا. هو في نظرهم مدافع مزعوم عن "العروبة" ضد الصليبيين والصفويين. هذه العقلية لا ترفض الطغيان والدكتاتور بشكل مطلق، انما للطاغية احيانا ما يبرر وجوده في نظرها. داخل هذه العقلية يولد الاستبداد.
تفجير برجي التجارة العالمي مثال اخر، صفق له كثير من العرب حينها، وكأنه عمل جهادي بطولي، ونسي الجميع ان منبع هذا السلوك هو استرخاص دم الانسان، ان هذا الفعل لا يختلف كثيرا عما يفعله المحتل بأي شعب.
اليس المقتولون بشر لا ذنب لهم، عزل لا سلاح لديهم؟. وما الفرق بين الضحايا في الاراضي المحتلة والضحايا في برجي التجارة العالمي، وفي اي مكان اخر يقتل فيه انسان اعزل؟. اليست الجريمة واحدة، سواء استهدفت مسيحيا او مسلما او بوذيا او يهوديا او لا دينيا...؟
الجريمة واحدة، والدم المسفوح واحد، والدكتاتورية نفسها، والاعتداء يبقى اعتداء. الفرق في الدرجات، البعض دائرة المسموح لديهم اوسع من الاخر، غير ان الجميع ينتمي لرؤية واحدة. جوهر القيم التي تتحكم بالزرقاوي موجودة في داخل كل فرد فرد من المجتمع اذا لم ينتبه لها ويراجعها. لا فرق في الجوهر بين ثائر يبرر قتل من يختلفون معه وبين أي من الطغاة الموجودين على الارض، الفرق بالدرجة.
المشكلة تكمن في القيم التي تحدد شكل الجريمة، المبررات التي تضفى على فعل شرير وتعطيه سمة الخير، في الاهداف العقائدية والاجتماعية والسياسية التي شوهت الانسان وصنعت منه اداة لها على حساب الدفاع على ابناء نوعه، نظرائه في الخلق.
سيستثني الكثيرون انفسهم من هذه الظواهر، سيصفقون لهذا الكلام، ولكن لو راجع كل منا نفسه لاكتشف في ذاته الطاغية. طاغية مع وقف التنفيذ لعدم سنوح الفرصة.
لهذا فإن الطغيان، الجريمة، الشر لن يزول بمجرد تفكيك بعض النظم. الانظمة القائمة مرتبطة بذهنية اوسع تشرعن الجريمة على انها دفاع عن شرف اسرة، مجتمع، شعب، امة، عقيدة ووطن.
الشر يتلبس بلباس الخير، والجريمة تحتمي بالمجتمعات.. والنهاية متوقعة، مزيد من الشرور والجرائم، الى حين ان يؤمن الفرد بأن حقه في العيش الامن مرتبط بذات الحق لابناء جنسه الاخرين بعيدا عن كل تصنيف وتوصيف.
التعليقات
الدين سبب
نصير عبد -الدين سبب الجرائم كلها ورجال الدين بفتاوا الموت يكثرون من الجرائم، المجتمعات لا تتحرر من الاجرام والارهاب وذهنية القتل وسفك الدماء الا ان تتحرر من الدين
إنها الآيديولوجيا
حسين درويش العادلي -إنها الآيديولوجيا أيها الصديق.. هي التي نحرت الدين والإنسان والفضائل،.. إنظر: الآيديولوجيا تنميط للوعي وقالب للإرادة هدفها السيطرة من خلال ادعاء احتكار الحقيقة والتفرد بالصح على اختلاف مصدايقه... يتم صب الفرد منذ بواكير وعيه في قالب الآيديولوجيا لينشأ ويرى ويتفاعل مع العالم من خلال نافذة قالبه الآيديولوجي،... الله والإنسان، المجتمع والدولة، العقل والتسامح،... نتاج الآيديولوجيا... الخطر كل الخطر عندما تتحول الأديان والمذاهب والمعارف والعلوم الى آيديولوجيات... عندها سيقتل الخير... إنظر: أليست آيديولوجيا اليسار أنتجت مجازر ستالن، وآيديولوجيا التفوق أنتجت مجازر هتلر، وهي ذاتها وعلى قاعدة الديمقراطية والليبرالية أنتجت الإستعمار واستعباد الشعوب أوربياً وأميركياً، وهي ذاتها وعلى أرضية احتكار الإيمان والمقدس أنتجت بن لادن والزرقاوي.... الإختلاف والخلاف والصراع من لوازم الجنس البشري، هذا صحيح، لكن الخطير هو أدلجة الإختلاف والخلاف والصراع ومنحه صفة المقدس وإلباسه ثوب لحقيقة.. عندها يتم تبرير الشر وتنزيه القتل... لابد من العودة الى الإنسان والحرية والإرادة القافزة على الآيديولوجيات.. لتلمس طريق الخلاص.
إنها الآيديولوجيا
حسين درويش العادلي -إنها الآيديولوجيا أيها الصديق.. هي التي نحرت الدين والإنسان والفضائل،.. إنظر: الآيديولوجيا تنميط للوعي وقالب للإرادة هدفها السيطرة من خلال ادعاء احتكار الحقيقة والتفرد بالصح على اختلاف مصدايقه... يتم صب الفرد منذ بواكير وعيه في قالب الآيديولوجيا لينشأ ويرى ويتفاعل مع العالم من خلال نافذة قالبه الآيديولوجي،... الله والإنسان، المجتمع والدولة، العقل والتسامح،... نتاج الآيديولوجيا... الخطر كل الخطر عندما تتحول الأديان والمذاهب والمعارف والعلوم الى آيديولوجيات... عندها سيقتل الخير... إنظر: أليست آيديولوجيا اليسار أنتجت مجازر ستالن، وآيديولوجيا التفوق أنتجت مجازر هتلر، وهي ذاتها وعلى قاعدة الديمقراطية والليبرالية أنتجت الإستعمار واستعباد الشعوب أوربياً وأميركياً، وهي ذاتها وعلى أرضية احتكار الإيمان والمقدس أنتجت بن لادن والزرقاوي.... الإختلاف والخلاف والصراع من لوازم الجنس البشري، هذا صحيح، لكن الخطير هو أدلجة الإختلاف والخلاف والصراع ومنحه صفة المقدس وإلباسه ثوب لحقيقة.. عندها يتم تبرير الشر وتنزيه القتل... لابد من العودة الى الإنسان والحرية والإرادة القافزة على الآيديولوجيات.. لتلمس طريق الخلاص.
الدين بريء من الجريمة
عدنان الحلفي -لاتقحموا الدين في الجريمه الدين يقول (( لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه )) اي مثلماتريد ان تعيش بحريه وكرامة يجب ان يعيش الاخر بحرية وكرامة هو اخوك في الانسانية ايا كان انتمائه فهل نعمل نحن بذلك ونلتزم به الجواب بالتاكيد لا لاننا بصريح العبارة اسرى للعصبية والقبلية ولانؤمن بالمساواة بل بعقدة التفوق على الاخر واخضاعه وفقا لمنطق الغابة الدين يمكن ان نختصره برجالاته الذين يمثلونه محمد وعلي من رجالات الدين وكثير من التزموا بمبادئهم لا دين السيف والقبيلة دين السلطة والمال مع وافر الاحترام والود