أصداء

في العراق.. الرأس المقطوع يتكلم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لعل طرائف و مبكيات العراق تتسابق في زمن الفوضى و التخلف المفرط الذي يعيشه البلد الذي قرر على مايبدو مقاطعة الحضارة و التحصن ضمن أبواب الدروشة وخلف ستائر التخلف و العدمية والعودة للماضي السحيق عبر الأفكار الخرافية الفجة و النظريات المنتهية الصلاحية منذ العصور الوسطى!

في الماضي القريب و أيام كنا أطفال وخلال الأعياد كانت تقام مهرجانات شعبية لألعاب سحرية عنوانها ( الرأس المقطوع يتكلم ) في إشارة للألعاب السحرية التي يقوم بها بعض الحواة، واليوم يبدو أن الحواة في ساحة العمل السياسي العراقي هم من يتصدر الموقف وهم من يقررون شكل وطبيعة المشاهد السائدة في الساحة العراقية المتعبة بالدماء والدموع و الآلام والقسوة في كل مناحي الحياة، ولعل ماحدث مؤخرا في مدينة النجف العراقية من إنتشار مروع لرواية خرافية حول ( طفل وليد يتكلم ) ويحذر من إنتشار رياح الموت مع الغبار الذي يلف أجواء العراق مالم يتم صبغ شعور الأطفال بمادة ( الحنة ) المعروفة جيدا لدى النساء في العراق هو مثال مريع لحالة العدمية والتخلف التي ضربت العراق من أقصاه لأقصاه في زمن باتت كل الكرة الأرضية وكل شعوب العالم تتطلع لإستقبال رؤى وتطلعات و آفاق حضارية جديدة بينما نرى العكس يحدث في العراق وبطريقة مروعة لاسابق لها، فقد كثر الحديث مؤخرا في البصرة مثلا عن وجود منطقة تصدر منها إشعاعات كما قيل حاولت بعض الأطراف تصويرها على كونها المنطقة التي حدثت فيها ( موقعة الجمل ) الشهيرة أوائل خلافة الإمام علي بن أبي طالب ( ع)!

وطبعا كان الموضوع كذبة سمجة أخذت أبعادا إستهوت عقول بعض البسطاء وإستغلالا للظروف الطائفية المريضة السائدة في العراق حاليا ولكن سرعان ماتبخرت تلك التفاهات مع شمس الحقيقة، وواقع التخلف السائد في العراق والذي جعل من نفاذ مادة ( الحنة ) من الأسواق الشعبية بمثابة عملية تجارية مربحة لبعض الدجالين عملية لاتنفصل بالأساس عن نظرية ( سيادة العمائم ) في العمل السياسي وحيث تحولت الساحة السياسية لكارثة ألقت بظلالها الثقيلة على الواقع الفكري والإجتماعي الذي شهد في القرن الحادي والعشرين وفي عصر الثورة المعلوماتية الكبرى ردة حضارية هائلة لاعلاقة لها أبدا بإنفتاح البلد بعد تخلصه من الفاشية البعثية التي كانت جاثمة على رقابه وعزلته عن العالم فترة ليست قصيرة من الزمن بل وزرعت بذور التخلف في العراق عن طريق ماسمي في حينه ب ( الحملة الإيمانية الكبرى ) عام 1994 التي رسخت مفاهيم التعصب الديني و الطائفي وأخرجت المجتمع العراقي من سياقاته الحضارية المعروفة وبإعتباره كان في طليعة الشعوب العربية تقدما وحضارة في القرن العشرين المنصرم فإذا به اليوم يقبع للأسف في آخر السلم الحضاري بعد أن أصبحت العدمية والخرافة هي العملة السائدة في العراق ليس على مستوى الشعب البسيط والفئات المعدمة منه بل على المستوى السلطوي أيضا، فقد ورث عرش الإستبداد البعثي البائد مجموعة من الأحزاب الطائفية التعبانة فكرا وسلوكا والتي يسعدها للغاية ويبهج مراجعها سيادة التخلف والفكر الظلامي لأن السيطرة على جماعات متخلفة أسهل بكثير من السيطرة على أهل الفكر والثقافة الذين لامحل لهم أبدا من الإعراب في دولة أمراء الطوائف العراقية المتناحرة وهي الأحزاب التي حققت ميليشياتها الضاربة ضرباتها الإرهابية والإستباقية ضد كل عقل يفكر وضد كل رمز ثقافي محترم، لذلك فلاصوت يعلو اليوم في العراق على صوت التخلف وعلى أصداء الروايات الخرافية كالطفل الوليد الذي يتحدث بفضائل الحنة قبل أن يموت!! أو قضية ( الجكليت ) السحري الشافي المعافي الذي تخصص بتوزيعه على مريديه أحد شيوخ الدجل والخرافة الذي له اليوم سوق شعبية رائجة في العراق؟ أو قضية ذلك ( الشيخ ) الآخر الذي جعل من بصاقه مادة دوائية تشفي العليل في ثلاثة أيام دون الحاجة لمراجعة طبيب مختص أو مشفى علاجي!!

وهي جميعها ليست تهيؤات حرافية بل حقائق ميدانية سائدة للأسف في عراق اليوم الذي تحكمه المجاميع الطائفية المختصة بالشفط واللهط والنصب على الذقون والعقول الخاوية بينما تركض نسوة العراق خلف الحنة للوقاية الصحية..!

ألم نقل لكم بأن الرأس المقطوع بات يتكلم اليوم في العراق.

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قديمة
مواطن عراقي -

الأخ الكاتب ،، لا يخفى عليك بالتأكيد ان هذه الإعتقادات الخرافية والشعوذية والممارسات المتخلفة موجودة بالعراق منذ زمن طويل وأذكر في طفولتي قبل اكثر من خمسين سنة ونيف كنت اشاهد بعض المعممين (ويقال له السيد) وهويبصق على حجر ترابي ويناوله لإمرأة راحت على الفور تطعمه لطفلها المريض كي يشفى , شعب مثل هذا لا يحتاج الى التطور الحضاري الفكري والتقني الذي بات العالم كله يتنافس لبلوغ اعلى مراتبه بل يحتاج الى معممين وسادة يبصقون عليه ليشفى من امراضه ويخضبونه بالحناء و(طين الخاوة) تيباركوه , نحن والعلم في سباق ولكن في اتجاهين متعاكسين هم الى العلى ونحن الى الحضيض ولقد سبقناهم

قديمة
مواطن عراقي -

الأخ الكاتب ،، لا يخفى عليك بالتأكيد ان هذه الإعتقادات الخرافية والشعوذية والممارسات المتخلفة موجودة بالعراق منذ زمن طويل وأذكر في طفولتي قبل اكثر من خمسين سنة ونيف كنت اشاهد بعض المعممين (ويقال له السيد) وهويبصق على حجر ترابي ويناوله لإمرأة راحت على الفور تطعمه لطفلها المريض كي يشفى , شعب مثل هذا لا يحتاج الى التطور الحضاري الفكري والتقني الذي بات العالم كله يتنافس لبلوغ اعلى مراتبه بل يحتاج الى معممين وسادة يبصقون عليه ليشفى من امراضه ويخضبونه بالحناء و(طين الخاوة) تيباركوه , نحن والعلم في سباق ولكن في اتجاهين متعاكسين هم الى العلى ونحن الى الحضيض ولقد سبقناهم

التجارة بهموم الناس
علي العراقي -

قصة الحناء بدات في جنوب العراق عندما اعلن وكيل للسيد السيستاني انه ستاتي عاصفة ترابية حمراء تقتل الاطفال الا من خضبه والديه بالحناء فهرعت الناس الى الاسواق ونفذت كميات الحناء في الاسواق وفي كل المحافظات تقريبا وتبين الامر بعد يومين ان تاجرا كبيرا اتفق مع وكيل السيستاني في حصد الارباح بالنصف

التجارة بهموم الناس
علي العراقي -

قصة الحناء بدات في جنوب العراق عندما اعلن وكيل للسيد السيستاني انه ستاتي عاصفة ترابية حمراء تقتل الاطفال الا من خضبه والديه بالحناء فهرعت الناس الى الاسواق ونفذت كميات الحناء في الاسواق وفي كل المحافظات تقريبا وتبين الامر بعد يومين ان تاجرا كبيرا اتفق مع وكيل السيستاني في حصد الارباح بالنصف

الجهل والفقر
هوزان خورمالى -

الجهل والحرمان والسذاجة في العراق ليس بامر طبيعي وازلي بل مصطنع ومدعوم من قبل السياسين بمرور الزمن ,وسيطرة الشعوذة والدجل على عقول العراقين بكل اطيافة دليل على مدى استغلال الفقراء والمساكين من قبل المشعوذين من رجال الدين وسياسين معا,هناك الكثير من الاساطير الخرافية التى يتعايش معها العراقين منذ عقود خاصة ممن تسيطر عليهم المثالية والدروشة العمياء ,

الجهل والفقر
هوزان خورمالى -

الجهل والحرمان والسذاجة في العراق ليس بامر طبيعي وازلي بل مصطنع ومدعوم من قبل السياسين بمرور الزمن ,وسيطرة الشعوذة والدجل على عقول العراقين بكل اطيافة دليل على مدى استغلال الفقراء والمساكين من قبل المشعوذين من رجال الدين وسياسين معا,هناك الكثير من الاساطير الخرافية التى يتعايش معها العراقين منذ عقود خاصة ممن تسيطر عليهم المثالية والدروشة العمياء ,

لسه في امل
علي الكعبي -

لا يمكن ان ننكر ان نسبة كبيرة من العراقيين تراجعت افكارهم نتيجة للعقل الجمعي المتخلف. هذا العقل الذي غذته الدكتاتورية لاكثر من اربعين سنة ومن ثم حصدت نتائجه سنين المال والدم والانفتاح . لكن بعض العراقيين الان متفوقين جداً في مجال الكمبيوتر وتصاميم 3 دي والبرمجيات, بحيث كان طلاب عراقيين قادمين الى الولايات المتحدة يناقشوني بنظام تشغيل لم نستخدمه نحن بعد هنا في الولايات المتحدة, طبعا الامر يتعلق بضوابط وقوانين الاستنساخ في الولايات المتحدة , وان منطقة الشرق الاوسط كلها لاتلتزم بهذه القوانين , ولكن النقطة ان كثير من العراقيين الان يقرؤن التكنلوجيا المعاصرة وقادرين على الابداع ولايهمهم مايجري من تخلف داخل البرلمان او الحكومة او المشيخات العراقية, والمجتمع العراقي معروف بقدرته للخروج من الرماد وحدث ذلك في تاريخه مراراً ولكن الامر يحتاج الى زمن , لصناعة نخبة قادرة على مخاطبة الاكثرية العراقية. النخبة العراقية قتلت وهرب الكثير منها وترك البلد بلا نخب قائدة وتلك هي الازمة , لكنها ستزول وستتكون نخبة اخرى في العراق , اعلم ان كثير من النخب العراقية تعيش في الخارج لا يمكنها العودة وسوف لن تعود لانعدام وسائل الجذب , لكن نخبة من داخل الامة العراقية ستقوم, هذا تحليل وقراءة للتاريخ وليس تمني او قراءة كف , اقول لسه في امل بالعراقيين

لسه في امل
علي الكعبي -

لا يمكن ان ننكر ان نسبة كبيرة من العراقيين تراجعت افكارهم نتيجة للعقل الجمعي المتخلف. هذا العقل الذي غذته الدكتاتورية لاكثر من اربعين سنة ومن ثم حصدت نتائجه سنين المال والدم والانفتاح . لكن بعض العراقيين الان متفوقين جداً في مجال الكمبيوتر وتصاميم 3 دي والبرمجيات, بحيث كان طلاب عراقيين قادمين الى الولايات المتحدة يناقشوني بنظام تشغيل لم نستخدمه نحن بعد هنا في الولايات المتحدة, طبعا الامر يتعلق بضوابط وقوانين الاستنساخ في الولايات المتحدة , وان منطقة الشرق الاوسط كلها لاتلتزم بهذه القوانين , ولكن النقطة ان كثير من العراقيين الان يقرؤن التكنلوجيا المعاصرة وقادرين على الابداع ولايهمهم مايجري من تخلف داخل البرلمان او الحكومة او المشيخات العراقية, والمجتمع العراقي معروف بقدرته للخروج من الرماد وحدث ذلك في تاريخه مراراً ولكن الامر يحتاج الى زمن , لصناعة نخبة قادرة على مخاطبة الاكثرية العراقية. النخبة العراقية قتلت وهرب الكثير منها وترك البلد بلا نخب قائدة وتلك هي الازمة , لكنها ستزول وستتكون نخبة اخرى في العراق , اعلم ان كثير من النخب العراقية تعيش في الخارج لا يمكنها العودة وسوف لن تعود لانعدام وسائل الجذب , لكن نخبة من داخل الامة العراقية ستقوم, هذا تحليل وقراءة للتاريخ وليس تمني او قراءة كف , اقول لسه في امل بالعراقيين

الكذب والدجل
ئاسوس الرسام -

الاديان سبب كل التخلف. اين العلمانين في العراق?

الكذب والدجل
ئاسوس الرسام -

الاديان سبب كل التخلف. اين العلمانين في العراق?

بل قل خرافات العراعره
احمد الفراتي -

مخالف لشروط النشر

بل قل خرافات العراعره
احمد الفراتي -

مخالف لشروط النشر

تتحدثون عن الخرافه
الانشكاري السلجوقي -

بل هي خرافاتكم في ضرب الدفوف والدرباشه ووغز السيوف في الجسم التي كان يمارسها عزت البوري زعيمكم الملهم

تتحدثون عن الخرافه
الانشكاري السلجوقي -

بل هي خرافاتكم في ضرب الدفوف والدرباشه ووغز السيوف في الجسم التي كان يمارسها عزت البوري زعيمكم الملهم

لابد من التغيير
نصير العريم -

العراق يجب ان يعود دولة عربية .. العراق بحاجة الى صلاح الدين الايوبي لينقذه من دولة شيعية متخلفة مريضة. الحال في العراق اصبح يثير السخرية. فساد ورشوة ونهب وعمائم متخلفة وسفارات متحللة لامحل لها من الاعراب. لابد من هبة معارضة وطنية من الداخل ومن شرفاء العراق في الخارج. عيب على العراقيين ان يستمر وضعهم هذا .

لابد من التغيير
نصير العريم -

العراق يجب ان يعود دولة عربية .. العراق بحاجة الى صلاح الدين الايوبي لينقذه من دولة شيعية متخلفة مريضة. الحال في العراق اصبح يثير السخرية. فساد ورشوة ونهب وعمائم متخلفة وسفارات متحللة لامحل لها من الاعراب. لابد من هبة معارضة وطنية من الداخل ومن شرفاء العراق في الخارج. عيب على العراقيين ان يستمر وضعهم هذا .

لفرفور الناقص
السلجوقي اليشرفك -

موضوع واقعي يتحدث عن حقيقة مايحصل في العراق الآن لكن فرفور الفراتي لم يستطع ان يلجم فمه عن الشتائم ضد العرب السنة لك اشوكت اتصير آدمي وتهذب الفاظك؟ والله عيب عليك نعرف ان اساس دينك الشيعي هو الشتم بالضبط مثل اللطم والمتعة .

لفرفور الناقص
السلجوقي اليشرفك -

موضوع واقعي يتحدث عن حقيقة مايحصل في العراق الآن لكن فرفور الفراتي لم يستطع ان يلجم فمه عن الشتائم ضد العرب السنة لك اشوكت اتصير آدمي وتهذب الفاظك؟ والله عيب عليك نعرف ان اساس دينك الشيعي هو الشتم بالضبط مثل اللطم والمتعة .

خطورة القنبلة النووية،
Rizgar -

ان جميع العقائد عندما تدمج بالسياسة والدولة سيكون لها فعل سرطاني وخطورة لاتقل عن خطورة القنبلة النووية،ثم ان معظم الحروب في العالم قديماً وحديثاً نفذت تحت شعارات دينية أو مذهبية كالحروب الصلبية والحروب العراقية الايرانية.. الخ .

خطورة القنبلة النووية،
Rizgar -

ان جميع العقائد عندما تدمج بالسياسة والدولة سيكون لها فعل سرطاني وخطورة لاتقل عن خطورة القنبلة النووية،ثم ان معظم الحروب في العالم قديماً وحديثاً نفذت تحت شعارات دينية أو مذهبية كالحروب الصلبية والحروب العراقية الايرانية.. الخ .