دماء الرئاسة المصرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صورة الطفل محمد ماهر (6 سنوات)، الذي صدمته إحدى السيارات المشاركة بمسيرة مرشح الإخوان محمد مرسي استفرتني تماماً، والمعارك الدامية والدماء التي تسيل هنا وهناك جعلت أسئلة كثيرة تستعصي على الإجابة تقتحمنى حول حرمة الدم.
لم أقصد هنا الدماء التى سالت منذ 25 يناير العام الماضي وإلى الآن ولكننى أتحدث فقط عن الدماء التي سفكت ولا زالت، قبل أيام قليلة من بدء التصويت لانتخابات الرئاسة داخل مصر.
في كل محافظات مصر تقريباً الآن تحدث المعارك الدامية بين مؤيدى المرشحين، ومنذ ثلاثة أيام ماضية فقط لقى أحد أعضاء حملة الدكتور محمد مرسى، مرشح "الحرية والعدالة" الإخوانى، مصرعه بالرصاص، كما أسفرت اشتباكات بين مؤيدى الفريق أحمد شفيق ومرسى عن إصابة 15 من الطرفين، وحرق منزل فى مدينة الشهداء بالمنوفية، وفى الدقهلية، قتل مواطن إخواني بالرصاص، أثناء تعليق لافتات فى قرية "ميت الكرما"، وأصيب 5 من أنصار الدكتور محمد مرسى، مرشح حزب الحرية والعدالة، لانتخابات رئاسة الجمهورية، أثناء مشاجرة، وقعت بمنطقة الخشابة على الطريق الزراعى مصر - أسوان مع أنصار أبو الفتوح.
المؤسف حقاً أن أتباع أبو الفتوح اتهموا أنصار محمد مرسي مرشح الإخوان أنهم اعتدوا على الأخوات المسلمات المشاركات فى مسيرة، وحرضوا الكلاب الضالة، وتعدوا عليهن بالسب!!.
وفي قرية "تل العمارنة" الأثرية استخدمت الأسلحة النارية بين أنصار المرشحين وأصيب فى المشاجرة مواطن بطلق نارى.
ما سبق هو قليل من كثير وسيل من فيض، ومثال فقط على ما يجري، لكن القضية الأكبر أن مؤتمرات المرشحين أصبحت ساحة للمعارك، فالثوريون يقتحمون مؤتمرات عمرو موسى وشفيق، ويهتفون "لا للفلول"، وآخرون يتصدون، ويهتفون "الشعب يريد موسى ولا للإخوان"، وتعدى الأمر إلى إلقاء الأحذية على المترشحين للرئاسة كمبالغة في الإهانة.
بالطبع ليس هذا من قبيل المنافسة، أو الديمقراطية، فلا بد من الارتقاء إلى المنافسة الشريفة، واحترام الخلاف فى الرأى دون بلطجة، لكنه من قبيل الفوضى التي تغرق فيها مصر الآن على مستوى كل المجالات (مرور - قمامة -إعلام - اقتصاد).
وإن أردت أن تتأكد من كلامي فجرب أن تشاهد يوماً مناقشات البرلمان المصري لتعرف أن قمة الفوضى، واللامبالاة والاتهامات المتبادلة، وتصفية الحسابات القديمة موجودة فيه، وهو عنوان أساسي لما يجري في مصر الآن.
الأدهى والأمر ليس كل ما سبق ولكن ما سوف يأتي، فقد دعا حسام أبو البخارى، المتحدث الرسمى باسم التيار الإسلامى العام، وعضو ائتلاف المسلمين الجدد، كل القوى السياسية والائتلافات الثورية إلى عقد اجتماع موسع للاتفاق على عدم الاعتراف بانتخابات الرئاسة، فى حالة فوز الفريق أحمد شفيق بها، ورد شفيق بأنه لو فاز سيكون رئيساً شرعياً، وسيتدخل الجيش لحمايته، وما حدث في العباسية خير دليل على قدرة الجيش على قهر المناوئين له.
الحاج حافظ سلامة رمز المقاومة المصرية لليهود في السبعينات دعا لعمل مجلس رئاسي موحد لأن المرشحين كلهم لا ينفعون لحكم مصر، وبالأمس فقط طالب الداعية الشهير، الشيخ هشام البيلي الجماهير بعدم التصويت لأن الانتخابات حرام، وصورة من صور الجاهلية، مؤكدا أن مبدأ الأكثرية يتنافى مع الشريعة الإسلامية وأن الضابط عندنا هو ضابط الحق والباطل.
قطاع كبير من السلفيين الثوريين والجهاديين لم يعترفوا بنتيجة الانتخابات مسبقاً لو فاز بها موسى أو شفيق على اعتبار أنهما من رجال النظام السابق، وهذه مشكلة لو صدقت كل استطلاعات الرأي التي أكدت أن شفيق الآن هو في مقدمة المرشحين، ويليه موسى ثم أبو الفتوح ومرسي.
معنى هذا أن شباب 6 إبريل والائتلافات الثورية والسلفيون الجهاديون سيخرجون إلى ميدان التحرير، لعمل ثورة ثانية، كما قال النائب عصام سلطان داخل البرلمان المصري، بأنها ستكون أشد وأنكى.
أؤكد أن هذا كله فهم خاطئ للديموقراطية، وفوضى خلاقة مرجح أن يعيشها الشعب المصري الذي انهار اقتصاده تماماً وأصبح على حافة الإفلاس، دون وعي من كل المرشحين الذين رأيناهم في مناظرات تلفزيونية لم يتحدثوا عن هذا الأمر سوى بكلمات لا تسمن ولا تغني عن جوع، لكن الأمور تنذر بفوضى حقيقية، ودفع للبلاد نحو لحظة الصدام، ومن يفعلون ذلك هم من لا يريدون بمصر خيرًا، والشعب المصري نزل إلى الشارع لأنه أحس بالظلم الشديد، وسيثور بالطبع ولكن على الذين يخططون لسفك الدماء من أجل الرئاسة.
maherfargaly@gmail.com
التعليقات
خليك محضر خير
صادق -مع تفهم طبيعة المجتمع المصري حيث العصبيات وتفهم خمسين سنة من الاستبداد ان يحصل ما ذكره الكاتب الا ان هذه الحوادث فردية وفي درجاتها الدنيا مقارنة بما حصل او يمكن ان يحصل في مجتمعات اخرى
النمر القادم حوادث فردية
اليمن -مصر النمر العربي القادم بقوة أفضل ديمقراطية عربية حتي الان
النمر القادم حوادث فردية
اليمن -مصر النمر العربي القادم بقوة أفضل ديمقراطية عربية حتي الان
خايف
كمال الدين -خايف على مصر والطريقة الرومانية فى الطريق فى الطريق، بينفذوا نفس المخطط
لاتعليق
mmm -كل قلوب العرب الأن تخفق بقوة مع اقتر اب الأستحقاق الأنتخابي في مصر : مصر في حاجة لرجل قوي يحكمها ليست القوة بتركيع الشعب انما لتسيير امور الدولة كما ينبغي و اتخاذ القرار السليم للاسف مصر محاطة بأعداء يتربصون لها العرب يردون أضعاف مصر واضعاف دورها الاقليميي والكيان الصهيوني الذي ينتظر الفرصة ليقفز في سيناء وايران التي تريد نشر المذهب الشيعة شكرا
لاتعليق
mmm -كل قلوب العرب الأن تخفق بقوة مع اقتر اب الأستحقاق الأنتخابي في مصر : مصر في حاجة لرجل قوي يحكمها ليست القوة بتركيع الشعب انما لتسيير امور الدولة كما ينبغي و اتخاذ القرار السليم للاسف مصر محاطة بأعداء يتربصون لها العرب يردون أضعاف مصر واضعاف دورها الاقليميي والكيان الصهيوني الذي ينتظر الفرصة ليقفز في سيناء وايران التي تريد نشر المذهب الشيعة شكرا
صح
إياد -لصاحب التعليق 4 كلامك صحيح مصر حولها أعداء لا يريدونالديموقراطية لأنها خطر عليهم
يارب
emy -يارب أنقذ مصر من كل مكروه وسوء
يارب
emy -يارب أنقذ مصر من كل مكروه وسوء