أصداء

مرشحو الرئاسة في مصر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

انتهى صخب الدعاية الانتخابية مفسحاً المجال لفترة "صمت"، يحتاج إليها قطاع عريض من المصريين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، ولعل فترة الصمت هذه فرصة لالتقاط الأنفاس، ومراجعة الخريطة الانتخابية، لكي يتخذ كل ناخب قراره بشكل يضمن أن صوته سيذهب إلى المرشح القادر على قيادة مصر الثورة، وأن يُحدث تغييراً حقيقياً في واقع بلد، يعاني على مدار ستة عقود.

إن المرحلة الانتقالية التي يديرها "المجلس العسكري" في مصر أفرزت واقعاً سياسياً يجعل المنافسة تنحصر بين مرشحي معسكر الإسلام السياسي، ومعسكر الفلول، وعلى الرغم من صعود شخصية وطنية إلى المربع الذهبي مثل "حمدين صباحي" الذي بات الحصان الأسود الذي يراهن عليه كثيرون، فقد تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، وينحصر السباق في مراحله الأخيرة بين مرشحي تيار الإسلام السياسي والفلول، ومن المؤكد أن فوز "محمد مرسي" مرشح الإخوان يشكل خطراً على مصر، وذلك لسببين رئيسيين:
الأول: إن مرجعيته الفكرية هي "جماعة الإخوان المسلمين"، وهي جماعة براجماتيه لديها شهوة حب السلطة، وإقصاء الأطراف المعارضة، وقد كشف أداؤهم تحت قبة البرلمان عن قصور واضح في الفهم، والرؤية السياسية، ومن ثم فإن وصول مرشحها إلى كرسي الرئاسة، سيخلق نظاماً أشبه بنظام مبارك، وهذا من شأنه أن يعيق التحول الديمقراطي، ويقضي على ثورة الخامس والعشرين من يناير.

الثاني: إن انتخاب "محمد مرسي" رئيساً لمصر، سينقل صلاحيات السلطة التنفيذية المتمثلة في مؤسسة "الرئاسة" من الرئيس إلى "المرشد"، أي لن يكون "مرسي" هو الحاكم الفعلي بل "المرشد"، وبالتالي و"كأنك يابو زيد ما غزيت" نكون قد استبدلنا نظاماً استبدادياً، بنظام استبدادي آخر، تحت عباءة الدين، وهذا قد يدخل مصر في نفق مظلم، وربما يقود ذلك الجيش إلى الانقلاب العسكري، فتستمر حالة الفوضى، كذلك الأمر في حال فوز آخر رئيس وزراء في عهد مبارك الفريق "أحمد شفيق"، هذا يعني تصفية ثورة الخامس والعشرين من يناير، وخيانة دماء الشهداء، وإهدار ثروات مصر المنهوبة، وزيادة الاحتقان في الحياة السياسية، ووضع البلد على حافة الانهيار.

أعتقد أن الحل الأمثل هو الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح"، قد يقول قائل إن "أبو الفتوح" ينتمي إلى تيار الإسلام السياسي، ولا يفرق كثيرا عن "محمد مرسي"، أقول إن "أبو الفتوح" لن يتخلى عن مرجعيته الإسلامية، ولن يكون ولائه للمرشد، فقد انشق عن الإخوان، ويملك مشروعاً حقيقيا للنهوض هو "مصر القوية" أي أن مشروعه مصري خالص وليس إخواناً صرفا.

يحسب "لأبو الفتوح" نجاحه في لم شمل مختلف التيارات الدينية، والليبرالية،، حتى أن هيئة الأقباط الإنجيليين برئاسة "شريف دوس" تلتف حول مشروعه الرئاسي، ولن يسمح الرجل باستئثار فصيل سياسي واحد على الحكم، وسيعطي للشباب الفرصة في قيادة مصر، وتوجيه الطاقات لمحاربة الفقر، والمرض، والجهل، وسيتصدى لانتهاكات حقوق المصريين، وسيعيد للمصري كرامته في الداخل والخارج، وسيكون وفياً لثورة الخامس والعشرين من يناير ومبادئها وكان احد روادها، وسيرعى أسر الشهداء والمصابين ويُعلي من شأن المواطنة.

لقد تحدثت مع أناس من مختلف التيارات الليبرالية واليسارية، عبروا عن خوفهم من منح أصواتهم ل:"عبد المنعم أبو الفتوح"، خاصة بعد إعلان السلفيين ممثلين في حزب النور، ورئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الدكتور" يوسف القرضاوي" وكذلك الجماعة الإسلامية تأييدها له، أوضحت للقلقين أن مخاوفهم مبالغ فيها، فالرجل أكد أنه لم يعقد صفقات مع أي حزب، أو جماعة، كما أنه قطع صلاته بجماعة الإخوان بعد أربعين عاماً من عضويته فيها، وكان ذلك قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، فصلته الجماعة بعد أن تبنى مواقف سياسية بدت للإخوان أنها أكثر ليبرالية وتحرراً، كما أن إصراره على الترشح للرئاسة شكل تحدياً لجماعة الإخوان التي لم تكن تفكر في أن تطرح مرشحاً لانتخابات الرئاسية حينذاك.

وبالتالي فان انتخاب "أبو الفتوح" رئيساً لمصر سيشكل أداة للتواصل بين مختلف تيار الإسلام السياسى، وبقية التيارات السياسية الأخرى، وليس الصدام كما يتقد البعض، وسيكون قادراً على لعب دوراً فاعلاً في إخراج مصر من حالة الاستقطاب السياسى الراهن، ووضع مصر على طريق الانطلاق إلى النهضة الشاملة.

إعلامي مصري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رؤية متزنة
عبدالله المصري -

أتفق مع الكاتب فيما جاء به في مقاله، لأنني حين اخترت المرشح أبو الفتوح، إتخذت نفس منهج تفكير الذي اتخذه الكاتب في الإختيار. لأنني عندما وضعت أمامي المرشحين الرئيسيين وضعت عدة عوامل أساسية للإختيار بينهم وهي: ... - ألا يكون المرشح منتميا للنظام السابق،،،،، فخرج من حساباتي كل من موسي وشفيق ،،،،،،،،،،،،،،،،،- وألا يكون المرشح قد تخطي عمره السبعين عاما،،، فخرج من حساباتي سليم العوا ،،،،،،،،،،،،،،،- وألا يكون المرشح منتميا إلي تنظيم أو جماعه ،،،، فخرج من حساباتي مرسي ،،،،،،،،،،،، - وأن يكون متبنيا للعمل الجماعي وله إسهامات وإنجازات سابقة وفكر متطور ورؤية مؤسسية واضعا نصب عينه مصلحة الوطن في المقدمة قبل أي شئ ،، والوحيد الذي وجدته ينطبق عليه هذا هو المرشح ،، عبد المنعم أبو الفتوح .

رؤية متزنة
عبدالله المصري -

أتفق مع الكاتب فيما جاء به في مقاله، لأنني حين اخترت المرشح أبو الفتوح، إتخذت نفس منهج تفكير الذي اتخذه الكاتب في الإختيار. لأنني عندما وضعت أمامي المرشحين الرئيسيين وضعت عدة عوامل أساسية للإختيار بينهم وهي: ... - ألا يكون المرشح منتميا للنظام السابق،،،،، فخرج من حساباتي كل من موسي وشفيق ،،،،،،،،،،،،،،،،،- وألا يكون المرشح قد تخطي عمره السبعين عاما،،، فخرج من حساباتي سليم العوا ،،،،،،،،،،،،،،،- وألا يكون المرشح منتميا إلي تنظيم أو جماعه ،،،، فخرج من حساباتي مرسي ،،،،،،،،،،،، - وأن يكون متبنيا للعمل الجماعي وله إسهامات وإنجازات سابقة وفكر متطور ورؤية مؤسسية واضعا نصب عينه مصلحة الوطن في المقدمة قبل أي شئ ،، والوحيد الذي وجدته ينطبق عليه هذا هو المرشح ،، عبد المنعم أبو الفتوح .

هذا صحيح
جمال علي -

ان اختيار حمدين صباحي ربما يكون الاصوب في هذه المرحلة لانه يعبر بشكل حقيقي عن ثورة يناير ومن طبقة تشعر بالام الفقراء فضلا عن ان عمره تحت الستين ومع ذلك اتمنى ان يصعد واحد من اثنين حمدين او ابو الفتوح ون كنت اميل للأول.

هذا صحيح
جمال علي -

ان اختيار حمدين صباحي ربما يكون الاصوب في هذه المرحلة لانه يعبر بشكل حقيقي عن ثورة يناير ومن طبقة تشعر بالام الفقراء فضلا عن ان عمره تحت الستين ومع ذلك اتمنى ان يصعد واحد من اثنين حمدين او ابو الفتوح ون كنت اميل للأول.

رئيس بدون صلاحيات
ابو علي -

الرئيس المقبل ليس هو الرئيس الحقيقي انما بعد خمس سنوات من الان تستقر الامور ونعرف رأسنا من رجلينا وبعدين نقرر رئيس حالي لا يعرف صلاحياته الا بموجب اعلان مكمل للاعلان الدستوري الحالي .

رئيس بدون صلاحيات
ابو علي -

الرئيس المقبل ليس هو الرئيس الحقيقي انما بعد خمس سنوات من الان تستقر الامور ونعرف رأسنا من رجلينا وبعدين نقرر رئيس حالي لا يعرف صلاحياته الا بموجب اعلان مكمل للاعلان الدستوري الحالي .