فضاء الرأي

حماس في خدمة إسرائيل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يلاحظ الجميع هذا الهدوء
الذي يسود منذ شهور الحدود بين قطاع غزّة وإسرائيل. قبل أسابيع نشرت الصحافة العبرية في إسرائيل تقريرًا يُفيد بأنّ حكومة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزّة قد شكّلت وحدة خاصّة وظيفتها حماية الحدود مع إسرائيل ومنع أي تجاوزات وخرق للهدوء من قبل فصائل إسلامية أخرى موجودة في الساحة.

لا شكّ أنّ الجميع أيضًا يتذكّرون كيف كانت قيادات حماس هذه ذاتها، قبل سنوات، تتّهم السلطة الفلسطينيّة بالتعاون مع الاحتلال وخدمة الاحتلال عندما كانت آنئذ السلطة الفلسطينيّة تحاول ضبط الحالة الأمنية على الحدود مع إسرائيل. فها هي حكومة حماس التي تحكم غزّة تفعل الشيء ذاته الآن، وربّما بصرامة أكبر. ولا يسع المرء والحال هذه سوى أن يقول باللهجة العامية الفلسطينية: rdquo;سبحان اللّي بغيّر ما بتغيّرldquo;.

فهل خانت حماس الآن القضيّة الفلسطينيّة؟
والإجابة على ذلك هي بالنّفي طبعًا. وذات الأمر ينطبق أيضًا على ما كانت تفعله حركة حماس من تخوين للسلطة الفلسطينية وحركة فتح قبلئذ. إنّ شعارات التخوين لا مكان لها عندما يدور الحديث عن رؤى مختلفة تهدف إلى إنجاز مصلحة فلسطينية عامّة. لقد كانت كلّ شعارات التخوين في الماضي تُطلق جزافًا لدغدغة العواطف، وذلك لأغراض سياسيّة بحتة هدفها الوصول إلى السّلطة، ليس إلاّ. فها هي حماس وصلت للسلطة في غزّة، وها هي تسير على تلك الخطى. إنّ المأساة الفلسطينيّة هي أنّ هذا الشّعب المنكوب لم يفلح حتّى الآن في إفراز قيادات مسؤولة تملك جرأة المصارحة وتفهم عمق المأزق الفلسطيني في هذا العالم من حولها وتعرف استنادًا لذلك التعامل مع هذا العالم.

الغالبية العظمى من الفلسطينيّين في المناطق المحتلة تعرف أنّ السلطة الفلسطينيّة التي خرجت من رحم اتفاقات أوسلو قد جلبت معها كلّ فساد أنظمة العالم العربي إلى فلسطين. نعم، جلبت فساد تلك الأنظمة المستبدّة والمفسدة في الأرض والتي انتفض عليها العرب أخيرًا في ما يسمّى rdquo;الربيع العربيldquo;.

لقد كُتب ونُشر وقبل الكثير عن قضايا الفساد السلطوي الفلسطيني، وكتب الكثير عن سرقات الأموال التي قُدّمت من الدول المانحة للشعب الفلسطيني. ولكن، ورغم كلّ ذلك لم نسمع شيئًا عمّا آلت إليه كلّ ملفّات الفساد تلك، ولم نسمع أنّ أحدًا ما أعاد تلك الأموال المنهوبة.

ولماذا أقول إنّ حكومة حماس
تخدم إسرائيل؟ والإجابة على السؤال في غاية البساطة. عندما قرّر شارون تفكيك المستوطنات الإسرائيلية والانسحاب من قطاع غزّة، لم يكن ذلك القرار قد جاء فقط لمجرّد التكلفة الباهضة التي تدفعها إسرائيل في مواصلة احتلال القطاع. لقد كانت التكلفة جزءًا واحدًا من الصورة، غير أنّ الأجزاء الأخرى والأهمّ هي ما تبع ذلك، وما هو قائم الآن على أرض الواقع.

ليس صدفة أنّ شارون لم يرتّب الانسحاب من غزّة مع السلطة الفلسطينية. لقد انسحب شارون من غزّة لكي يفسح المجال لحركة حماس بالاستيلاء على القطاع، فيصيب بذلك عصفورين بحجر واحد. فمن جهة يضعف السلطة الفلسطينيّة، ومن جهة ثانية يقسم الأرض الفلسطينية الموعودة للدولة الفلسطينية إلى شطرين لا رابط سياسيًّا وجغرافيًّا بينهما. بعدئذ يفسح المجال أمام إسرائيل لتركيز وتعميق الاستيطان في القدس والضفة الغربية.

وهكذا، ومنذ استيلاء حماس على القطاع وترسُّخ هذا الانقسام، فلا يوجد من يتحدّث باسم فلسطين والقضية الفلسطينية. هكذا وقع الفلسطينيوّن مرّة أخرى في الشباك الذي نُصب لهم، فلا هنيّة يستطيع الحديث باسم فلسطين والفلسطينيّين ولا أبو مازن يستطيع الحديث باسمها وباسمهم. من هذا المنطلق، فإنّ استمرار الانقسام الجغرافي والسياسي الفلسطيني هو أكبر هديّة تقدّمها القيادات الفلسطينيّة المتشرذمة للسياسة الإسرائيليّة.

في الماضي، ربّما صدّق الفلسطينيّون
المنكوبون أنّ فلسطين هي قضيّة العرب الأولى، كما درجت عليه أبواق الأنظمة الفاسدة وكما درج من والاها من إعلاميين ومثقّفين على دغدغة مشاعر العرب المنكوبين بهذه الأنظمة وهذه الثقافة. لقد استغلّت الأنظمة الفاسدة والمستبدّة اسم فلسطين لمواصلة النهب والتسلّط والاستبداد واستعباد العباد، ليس إلاّ. والنّظام السياسي الفلسطيني كان لا يختلف كثيرًا عن هذه الأنظمة وعن هذه المحسوبيّات، فقد انبنى أصلاً على مقاسها وسار على منوالها.

لقد نسيت القيادات الفلسطينيّة أنّ العالم العربي، زعامات وشعوبًا، مشغول في الحقيقة بأمور داخلية أخرى. كذلك فإنّ العالم بأسره مشغول بقضايا عالمية أخرى إضافة إلى القضيّة الفلسطينية. بل ربّما تكون تلك القضايا أكثر أهميّة بنظر العالم من قضيّة فلسطين هذه. فها هي القضايا الأخرى، أحوال الانتفاضات العربية، والمسألة النووية الإيرانية، وغيرها الكثير تأخذ مركز الصدارة العالمية بينما تهبط المسألة الفلسطينية إلى درجات سفلى في سلّم الأولويّات. ليس هذا فحسب، بل قد تطرأ أحداث كبرى أخرى تصرف النّظر كلّيًّا عمّا يجري في فلسطين.

في المستقبل المنظور،
ولسنوات طويلة قادمة، سيغرق العالم العربي، كلّ قطر على حدة، في قضاياه الداخلية الملحّة. الأجيال العربيّة الشابّة الخارجة من رحم عولمة المعلومات لن تقبل بعد الآن إغراقها بشعارات رنّانة عن الأمّة الواحدة والرسالة الخالدة، وما إلى ذلك من بلاغة بليدة لم تُطعم في يوم من الأيّام جائعًا، ولم تردّ إلى أهله ضائعًا. الأجيال العربية الجديدة تريد أماكن عمل، تريد عيشًا كريمًا، تريد حرّية التعبير والتفكير وتنشد العلم والفنّ والإبداع. لا تريد البقاء في حالة الضياع التي فرضتها سنوات طويلة أنظمة عربية سائدة خرجت من قرون عربية بائدة.

وخلاصة القول، لقد حوّلت سلطة حماس في غزّة من جهة وسلطة فتح في رام الله من الجهة الأخرى القضيّة الفلسطينية إلى مهزلة أمام العالم. فباستمرار الوضع على ما هو عليه، لا يوجد من يتحدّث باسم فلسطين أمام العالم. وهكذا يمكن القول إنّ هاتين السّلطتين، كلّ منهما على حدة والاثنتين معًا، تخدمان موضوعيًّا السياسات الإسرائيلية المتعاقبة. لهذا السبب، لقد آن الأوان لأن يقول الشعب الفلسطيني المنكوب لكلّ هذه الزعامات: كفى! إذ أنّ هذه الزعامات الفلسطينيّة قد أضحت هي نفسها نكبة جديدة مسلّطة على رقاب الفلسطينيّن. أليس كذلك؟

والعقل ولي التوفيق!
*
موقع الكاتب: rdquo;من جهة أخرىldquo;
http://salmaghari.blogspot.com
----


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نقل متصهين !
كمال -

متصهين ينقل عن اسياده الصهاينة !!

عجايب
عوض -

دروز الكيان الصهيوني يسقطون ما في ذواتهم على الاخرين يكاد المريب ان يقول خذوني !!

ما قلته هي الحقيقة المرة
علي ابو علي -

ما جاء في المقال القيّم هي الحقيقة . وبكل صراحة اقول : ان مآسي الشعب الفلسطيني الذي عانى ومازال يُعاني منها سابقاً ولاحقاً تاريخياً وآنياً هي سوء القيادات الفلسطينية وتخبطها وتسربلها وعدم قدرتها على قراءة الحدث والواقع ومراجعة التاريخ وأخذ العبر . قيادات تهيم على وجهها . فالسلطة الفلسطينية ، سلطة فاسدة ، والفصائل الفلسطينية ليست اكثر من دكاكين مُفلسة . وكلهم تحولوا الى الى حركات وفصائل ورقية ، همهم الكرسي والمنصب وجمع المال على حساب شعبهم المعذب والمشرد والجائع . وأما بالنسبة لحركة حماس فحدث بلا حرج . فهي رأس الأفعى الأيرانية في البلاد . وهي حركة دينية رجعية متخلفة جمعت كل الجهلة والبلهاء والأغبياء والأمييّن الفلسطينيين في صفوفها وخدمت سلطات الأحتلال بهيمنتها واختطافها للقطاع تنفيذاً لأجندة خارجية ايرانية وسورية . وهي حركة مدمرة للشعب والوطن .

رد
بطرس شحادة نحاس / السويد -

هذا الإنقسام بين حماس وفتح هو أمر محمود وأنا عني أصلي لبقائه وأتمنى أن لايبقى إنقساماً سلمياً بل يتحول إلى نزاع مسلح.. بسبب خوفي من قيام دولة فلسطينية في المنطقة تتحد مع إسرائيل لقتال العرب. معروف عن الفلسطينيين بأنه يعضون الأيادي التي تمد لهم المساعدة وبالتالي لاأمان لهم. وبغض النظر عن كل شيء فحركة حماس هي حركة فاشية إرهابية دموية هتلرية قاتلة لايمكن أن نأمن لها. الحل هو بقاء الدولة اليهودية كدولة عصرية متطورة ومتقدمة وقبل كل شيء تُطبق الديموقراطية التي يقول عنها "جنود الله" في حماس بأنها بدعة وكفر وينادون بقتل وسحل من ينادي بها.

سحقا لكم ياخدام اليهود
خليل -

سحقا لكم يا ايتام رحبعام زئيفي يا جلادي احرار فلسطين في اقبية التعذيب والاستنطاق الصهيونية لن ينسى الشعب الفلسطيني ذلك يادروز اسرئيل ولن ينسى التنكيل بالفلسطينيين في غزة وقتلهم بابشع الوسائل

عربون الخيانة
فؤاد -

يكفي الكاتب فخرا انه صافح جزاري الشعب الفلسطيني واستلم جوائزه منهم

حقيقة لا بد من كشفها
يارا -

عظيم وكلامك جاء من رحم الواقع الذي نعيش

حماس الفشل
د عبد الحكيم مصطفى -

المشكلة ان مؤيدي حماس يعيشوا حالة من الانكار ولا يريدوا سماع الحقيقة. كمراقب للوضع الفلسطيني منذ الانتفاضة الأولى اقول ان حماس قدمت خدمة هائلة لمشروع شارون الصهيوني عندما لجأت لقتل المدنيين الاسرائيليين واكبر خدمة كان الانقلاب ضد السلطة الفلسطينية ثم استدرجت الهجوم الاسرائيلي اواخر عام 2008 وبداية 2009 وقتلت اسرائيل 1500 فلسطيني بينما اختبأ اشاوس حماس في الانفاق ومع الزوجات المتعددات وهزمت حماس هزيمة منكرة رغم التبجج ان غزة ستتحول الى مقبرة للجيش الاسرائيلي. حماس عنصر سلبي في المعادلة وساعد شارون في تدمير المشروع الوطني الفلسطيني.

ملة الخيانة واحدة
يوسف -

لا نستغرب اصطفاف بعض المسيحيين مع الدروز فملة الخيانة واحدة

مشروع ازالة اسرائيل
خالد -

حماس تحكم القطاع بمنطق الدولة والدولة تحتكر السلاح والقوة دون ان يخل ذلك بان مشروع حماس كدولة وتنظيم مقاومة ازالة اسرائيل وتحرير فلسطين من الغاصبين والاقتصاص من الخونة

اكاذيب مدحوضه
وسام -

لا يوجد دليل واحد على اي شكل من اشكال التنسيق الامني بين حماس والصهاينة بعكس الادلة الفاقعة على تعاون سلطة اوسلو الامنية في الضفة مع الصهاينة وخلافا ما يزعمه الكاتب الاسرائيلي مصالحه فان القضية الفلسطينية تكتسب زخما دوليا شعبيا كبيرا بدليل الافواج التي اتت من اوروبا والغرب او حاولت ان تأتي الى فلسطين عبر المطارات رغم محاولات الصهاينة في التنسيق الامني مع الانظمة الديمقراطية في الغرب ؟!

الدروز
صالح -

الصحيح ان الدروز في خدمة اسرائيل ؟!

حماس خانت القضية الفلسطين
humam -

حماس خانت القضية الفلسطينية وهذا هو من نتائج زيارة ( هنية ) الى قطر حيث اصبح عميلا لها وبالتالي عميل لاسرائيل .

حماس خانت القضية الفلسطين
humam -

حماس خانت القضية الفلسطينية وهذا هو من نتائج زيارة ( هنية ) الى قطر حيث اصبح عميلا لها وبالتالي عميل لاسرائيل .

شتامون وناعقون بالخيانة
مصطفى عبد الرازق -

السادة الشتامون للكاتب قليل من العقل والفهم ورجاءا قراة كتاب لعبة الشيطان - روربرت دريفوس دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الاسلامي الناشر مركز الاسلام والغرب الفصل الثامن الاسلاميون في إسرائيل. وبودي أن يناقش أحدكم الكاتب في الحقائق التي ذكرها ولكنكم كظاهرة صوتية أخذتك بالنعيق وعلى هذا ستظل إسرائيل متسيدة المشهد العربي على الاقل لقرنين من الزمان حتي تفني هذه الظاهرة الصوتية الناعقة. سلام عليكم وسلمون ولوز وكل المسائل تمام وجوز !!!

شتامون وناعقون بالخيانة
مصطفى عبد الرازق -

السادة الشتامون للكاتب قليل من العقل والفهم ورجاءا قراة كتاب لعبة الشيطان - روربرت دريفوس دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الاسلامي الناشر مركز الاسلام والغرب الفصل الثامن الاسلاميون في إسرائيل. وبودي أن يناقش أحدكم الكاتب في الحقائق التي ذكرها ولكنكم كظاهرة صوتية أخذتك بالنعيق وعلى هذا ستظل إسرائيل متسيدة المشهد العربي على الاقل لقرنين من الزمان حتي تفني هذه الظاهرة الصوتية الناعقة. سلام عليكم وسلمون ولوز وكل المسائل تمام وجوز !!!

بطرس شحادة نحاس / السويد
مقبول الدعاء -

وحضرتك كمان زي ماوصفت نفسك بالتمام يابطرس يانحاس عنصري فاشي إرهابي دموي هتلري قاتل لايمكن أن نؤمن لك ....

بطرس شحادة نحاس / السويد
مقبول الدعاء -

وحضرتك كمان زي ماوصفت نفسك بالتمام يابطرس يانحاس عنصري فاشي إرهابي دموي هتلري قاتل لايمكن أن نؤمن لك ....

نناقش ماذا ؟
يونس -

لا شيء يستحق النقاش في مقال الاسرائيلي المتصهينين مصالحة انه فقط اعادة نشر اكذوبه صهيونية استخباراتية مفبركة وصدقها اما اسرائيلكم التي تعشقونها اكثر من ذواتكم فهي الى زوال والقصاص قادم

نناقش ماذا ؟
يونس -

لا شيء يستحق النقاش في مقال الاسرائيلي المتصهينين مصالحة انه فقط اعادة نشر اكذوبه صهيونية استخباراتية مفبركة وصدقها اما اسرائيلكم التي تعشقونها اكثر من ذواتكم فهي الى زوال والقصاص قادم

آه يا جبنا
كريم -

يختبيء المسيحيون المتصهينون خلف اسماء عربية اسلامية. ؟! ويمجدون في اليهود قاتلي مخلصهم ؟!!

آه يا جبنا
كريم -

يختبيء المسيحيون المتصهينون خلف اسماء عربية اسلامية. ؟! ويمجدون في اليهود قاتلي مخلصهم ؟!!