نقاط من هوامش الانتخابات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
* الاتهامات بتزوير الانتخابات بدأت منذ اليوم الأول، ويجري الآن استخدام كل الأسلحة الفاسدة، من اتهام الجيش والقضاة والمشرفين بالتزوير، إلى إطلاق الشائعات عن وجود صفقات، إلى استخدام الآلة الإعلامية الضخمة التي تميل لبعض المرشحين، وقد نفاجأ بأن كثيرين سيرفضون نتائج الانتخابات، فقد رفضوها قبل أن تبدأ، وهذا هو الخوف الحقيقي، الذي سيبتلع كل شيء، بحرب الشوارع والثورة الثانية لإسقاط الرئيس الجديد، ولاحظوا التهديد من قبل المرشحين المحسوبين على الائتلافات الثورية.
* اتضح بشكل مؤكد أنه الشعب المصري ليس هو الذي ينتخب الرئيس ولكنه الدين، إذ شكلت جماعة الإخوان لجاناً يشرف عليها نائب المرشد، بميزانية تقدر بـ 12 مليون جنيه من تبرعات الأعضاء، ومن الزكاة باعتبار أنها في طريقها لتطبيق شرع الله، ودعمت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وهي هيئة سلفية هذا التوجه، وأفتت بعدم جواز من ينتخب من لا يطبق الشريعة، وحرمة من يعطي صوته لمرشح تابع للنظام السابق، وفي نفس الوقت حشدت الكنيسة الأرثوذوكسية أتباعها واعتبرت أن المشاركة واجب مقدس، فيما سربت للمسيحيين أمراً يقضي بدعمهم أحمد شفيق، وأنه من لا يفعل ذلك يعتبر خاطئ أمام الرب، ومهما أقسم الناخبون أنهم ذهبوا بإرادتهم لاختيار رئيسهم، فإن أصواتهم كانت على محك اختبار حقيقي كان الدين يلعب فيها دوراً كبيراً مؤثراً، بل هو الدور الأساسي.
* القرار الذي صدر بالأمس بإيقاف 5 قضاة يحاولون إقناع الناخبين بانتخاب مرشح الإخوان د. محمد مرسي، واكتشاف وجود 35 ورقة من أوراق الاقتراع تم تسويدها مسبقاً لصالح نفس المرشح بالمنوفية، ثم إيقاف ضابط يحاول إقناع الناخبين باختيار شفيق يؤكد أن هناك أخطاء وقع فيها الجميع، وأن الجيش يحاول بقدر المستطاع أن يؤكد أنه بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب من مساندة مرشح أمام آخر.
* أصبح قوم كثيرون يحاربون ويتنافسون ويرهبون باسم الثورة المصرية، وأصبحت كلمة الثورة مخيفة بشكل كبير، وأضحت عنواناً لذبح أي مخالف لرأي بعض الائتلافات الثورية والمتحدثين باسم الثوار، وأصبح الذين صدعوا رؤوسنا بالديمقراطية واحترام الآخر، هم بأعينهم الذين يهددون ويتوعدون بالنزول إلى ميدان التحرير مرة أخرى إن فاز أحمد شفيق، أو فاز أحد من الإخوان المسلمين، بحجة أنهم تحالفوا مع النظام السابق، أو أنهم تحالفوا مع المجلس العسكري وباعوا دماء الشهداء.
* جملة ما تم صرفه من قبل خمسة مرشحين للرئاسة المصرية على الدعاية الانتخابية فقط 500 ملين جنيه، وهذه الأموال لغير المرشحين الذين خرجوا من السباق الرئاسي كحازم صلاح الذي أنفق في بعض الإحصائيات، 120 مليوناً، ترى كيف دخلت هذه الأموال مصر؟ ومن أين جاء بها هؤلاء؟ هل هي من مدخراته؟ أم تبرعات الأعضاء؟ أم من تمويل أجنبي مشبوه؟.
* لم يتوقف أتباع المرشحين الرئاسيين بكل أطيافهم وأسمائهم، في توزيع السكر والزيت والدقيق على الناخبين لشراء الأصوات، وما أعجبني هو الإجابة النموذجية للمرشح الرئاسي د. العوا حينما قال لأحد السائلين "خذ الزيت والسكر ثم صوت لمن تقتنع به"، وفتوى الزيت والسكر، أو جواز شراء الذمم والأصوات، تدلل بشكل واضح على مدى الإهانة التي يعيشها المصريون، ومدى حاجتهم لرئيس يعي متطلباتهم الضرورية للحياة.
* الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أجاب ببساطة شديدة في قناة "الحياة" الفضائية المصرية، على عدم قدرة كل القوى السياسية المصرية على وضع الدستور قبل الانتخابات الرئاسية بأنه "زواج بلا مأذون"، فالبلد تساق إلى كارثة حقيقية بأنها تنتخب رئيسها دون دستور يحدد صلاحياته، وينظم علاقته بالدولة، والتيار الإسلامي يريد الاستئثار بالرئاسة قبل وضع الدستور، وكذلك القوى الأخرى، يريدون أن يضعوا دستوراً على مقاسهم، ولكن ماذا لو جاء الرئيس واختلفنا على الدستور، في وقت لا يتحمل الشعب المصري المغامرات، ولا تتحمل ظروفه الاجتماعية والاقتصادية المهاترات؟.
* المؤشرات المتوقعة لنتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية، أن تنتهي لإعادة بين مرشح جماعة الإخوان، ومرشح النظام السابق كما يطلقون عليه، أحمد شفيق، والمشكلة هنا تكمن في التشكيك في النتيجة، ومن ثم لو نجح شفيق وهذا احتمال وارد، على اعتبار أن الأقباط سيصوتون في الإعادة له، ولن يترك الليبراليون الإخوان ينفردون بالسلطة والبرلمان والحكومة ويفضلون شفيق، فإن التهديد الحقيقي هو في الفوضى المنتظرة، تحت اسم الثور الثانية على رجال مبارك، أو بوضع العراقيل أمام الرئيس الجديد، بما يفتح الطريق لعودة الدولة البوليسية، أو القضاء على المستحقات الديمقراطية بالكامل، ويصبح الحلم في حياة كريمة للمصريين مجرد بداية لعذاب أعمق، وأوجع من السنين الماضية.
التعليقات
صدقت
أحلام -الكاتب صدق حثينما قال إن شفيق ومرسي سيصفون مع بعض فى النهاية ولكن الخوف من مرسي
yes
هاشم -نعم التمويل والفوضى.. ولكن على كل فمصر تمر الآن بتجربة ناجحة بكل المقاييس
yes
هاشم -نعم التمويل والفوضى.. ولكن على كل فمصر تمر الآن بتجربة ناجحة بكل المقاييس