فضاء الرأي

مقاربة عراقية لخيارات مصر بعد الانتخابات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لن تولد قوى جديدة بسقوط الانظمة الفاسدة والمستبدة. هذا النوع من الانظمة يصنع فضاء فارغا تشغله بالعادة قوى تجلس في الظلام، لا تتطور بل تتربص، وعيها ينشأ داخل فضاء مفرغ من اي جدل واع، الصراع داخل ذلك الفضاء تتبادل دور البطولة فيه الفساد والاستبداد من جهة والقوى المتربصة من جهة اخرى.
في العراق سقطت اولى الانظمة بفعل تدخل خارجي ساعد عليه انهيار ورفض داخلي، السقوط لم يكن كافيا لإنهاء وجوده، تفككت فقط سطوته وهيمنته على السلطة. الضد المواجه والحي والفاعل له هو المعارضة الاسلامية.
وجود اليسار والليبراليين والقوميين بقي شكليا في معادلة الواقع. ثلاثة خيارات شكلت الصراع الحقيقي في عراق ما بعد صدام؛ بقايا النظام الساعين لتقويض التجربة الجديدة واستعادة الحكم عبر تحالفها مع تنظيمات جهادية مسلحة، وعلمانيون منشقون على النظام السابق ويحملون جزء كبيرا من مضامينه، والاسلاميون المطروحون كبدلاء.
باقي الطيف العلماني دخل في اصطفافات مع هذا وذاك من اجل البقاء في الواجهة، او من اجل التصدي لطرف اكثر خطرا من اخر. حتى الشرائح المدنية في العراق انقسمت بحسب ولاءاتها ودفعت بفعل مخاوفها من الاخر ولم تصنع تيارها الخاص. لدرجة ان عددا كبيرا من قواعد الحزب الشيوعي انتخبت القوائم الاسلامية.
كنت اتوقع ان الوضع المصري يمكن ان يفرز ثنائيات اخرى افضل كثيرا من الحالة العراقية، لكن ما حصل مؤشر على ان الوضع العربي بشكل عام لابد ان يمر بصراع ممتد بين بقايا السابق ضد خصم تقليدي هو الاسلام السياسي.
تختلف مصر عن العراق في نواح كثيرة، سواء في شكل التغيير الذي حصل، او في طبيعة النظام ورصانة الدولة. مصر تبقى دولة بتقاليد ممتدة حتى محمد علي باشا، بينما العراق خضع دائما لمنهجية التصفير والبدء مجددا في كل عقدين او ثلاثة واحيانا في اقل من عقد. كما ان النظام في وادي النيل لم يعبر كل الخطوط الحمراء التي تجاوز عليها كلها النظام الحاكم في بلاد ما بين النهرين.
لكن هذا الاختلاف لا ينفي تشابها في اللحظة الراهنة فيما يتصل بخيارات مصر القائمة. في العراق بقي الصراع بين خياري القوى الدينية وروح النظام السابق. وهو ما ظهر بوضوح في الانتخابات المصرية ايضا، القوى الاخرى الحاضرة تجد نفسها بين خيارين احلاهما مر، اما دعم امتدادات النظام السابق بثوب جديد، او دعم الخيار الاخر المتمثل بهيمنة الاسلام السياسي. .
لغاية عشية الانتخابات كان امام المصريين اكثر من هذين الخيارين، لكن في نهاية هذه المرحلة المهمة وجدوا انفسهم امامهما فقط، وهي مواجهة تمثل امتداد المرحلة السابقة، اسلام سياسي في مواجهة النظام السابق او بقاياه المعروفة بـ"الفلول".
الا ان هناك مؤشرا في الانتخابات المصرية لم يكن حاضرا في الحالة العراقية وهي ان الاقتراع كشف عن خمس المصوتين على اقل تقدير ابتعدوا كثيرا عن هذين الخيارين، الخمس الذي انتخب حمدين صباحي يمكن ان يكون قاعدة انطلاق جديدة للعلمانية غير المحسوبة على النظام السابق. بينما في الحالة العراقية كان التيار العلماني "غير البعثي" غير مقنع لاسباب عدة اهمها الصراع الطائفي وغياب مطلق للطبقة الوسطى.
بعد الانتخابات المصرية تبدو المهمة الرئيسية للقوى السياسية المدنية المعارضة هي المحافظة على نسبة الخمس التي حازوا عليها من جهة، والعمل على الاغلبية الصامتة التي قاطعت الانتخابات.
الفشل في ذلك مرجح اكثر من النجاح لعوامل عدة من بينها التشتت، الخيارات الخاطئة، عدم التخطيط، عدم وجود مرجعية فكرية.
ثم ان من مصلحة طرفي الصراع الرئيسيين بقايا الانظمة وخصومهم الاسلاميين الاستمرار بهذا الصراع، كل منهما يتعكز على الاخر، الاسلاميون يعتاشون على التخويف من النظام الذي عارضوه طويلا. وبقايا النظم المنهارة تستمر بتخويف قواعدها الشعبية من الخصم الاسلامي القامع للحريات والمؤسس للفوضى. لهذا فان فمن مصلحة الطرفين ان يستمر الصراع التقليدي الممتد منذ اواسط الخمسينات بين النظم الجمهورية والمعارضات الاسلامية. هذا ما يجري في العراق وما يبدو ان مصر لن تخرج عنه على المدى القريب في اقل التقديرات.
في العراق تحالفت الاقلية الليبرالية واليسارية مع هذا او ذاك، فخسرت. في مصر الخيار صعب، والاختيار ايضا محفوف بالمخاطر، بين اسلاميين يتربصون بعقل الدولة والمجتمع، وبقايا نظام عودتها يعني فشلا مطلقا للثورة.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مع المرجعية العراقية
ابو محمد -

ان الجهة الوحيدة في العراق التي تدافع عن الشعب والمصلحين هي مرجعية العراق للسيد العراقي الصرخي الحسني

مع المرجعية العراقية
ابو محمد -

ان الجهة الوحيدة في العراق التي تدافع عن الشعب والمصلحين هي مرجعية العراق للسيد العراقي الصرخي الحسني

اضيف محور
عراقي -

لا اتصور سوف يتحسن الحال المصري والسوري ما دام الزعامات الدينيه في منئا عن الشعب وظرورياته وخضوعها واضح للعيان مع من يهمه دمار البلاد والعباد

اضيف محور
عراقي -

لا اتصور سوف يتحسن الحال المصري والسوري ما دام الزعامات الدينيه في منئا عن الشعب وظرورياته وخضوعها واضح للعيان مع من يهمه دمار البلاد والعباد

الاسلاميين هم سبب الدمار
نعيم حسن -

ان الاسلام في العراق اصبح شكلي ومجرد لقلقة لسان كما في الرويات في اخر الزمان يصبح الدين لعق على السنتهم

الاسلاميين هم سبب الدمار
نعيم حسن -

ان الاسلام في العراق اصبح شكلي ومجرد لقلقة لسان كما في الرويات في اخر الزمان يصبح الدين لعق على السنتهم

مع الحق
حنين السامرائي -

ان الجهة الوحيدة في العراق التي تدافع عن الشعب والمصلحين هي مرجعية العراق للسيد العراقي الصرخي الحسني

مع الحق
حنين السامرائي -

ان الجهة الوحيدة في العراق التي تدافع عن الشعب والمصلحين هي مرجعية العراق للسيد العراقي الصرخي الحسني

مقاربة ضعيفة
سلام الموصلي -

المقاربة الواردة في المقال ضعيفة جداً، والسبب هو إفتقار السيد الكاتب لأدوات التحليل المتعلقة بالموضوع. إن أهم إختلاف بين الحالة المصرية والحالة العراقية هو أن مصر دولة - بالمعنى الحقيقي للكلمة- تتوافر على مؤسسات وأهمها المؤسسة العسكرية، بينما العراق هو مجرد كيان سياسي/ جغرافي تحكمه سلطة مركزية، وشتّان بين الدولة وبين السلطة أو الحكومة. الحالة المصرية هي أكثر نضجاً من الحالة العراقية بشأن نجاح التجربة الديمقراطية، لكن مع ذلك ثمة عقبات لا تزال تعترضها وأهمها: 1 ً- التيار الإسلامي. 2 ً - التيار القومي. 3 ً- الحالة الإقتصادية الضعيفة لمصر. 4 ًُ- عدم تجذر الثقافة الديمقراطية في المجتمع المصري. أما العراق فهو بحاجة أولاً الى إكمال عملية بناء الدولة فيه، لأن الديمقراطية لا تنشأ إلا في رحم دولة حقيقية. وهذا هو السبب الرئيسي وراء تعثر وفشل العملية الديمقراطية الجارية حالياً في العراق.

مقاربة ضعيفة
سلام الموصلي -

المقاربة الواردة في المقال ضعيفة جداً، والسبب هو إفتقار السيد الكاتب لأدوات التحليل المتعلقة بالموضوع. إن أهم إختلاف بين الحالة المصرية والحالة العراقية هو أن مصر دولة - بالمعنى الحقيقي للكلمة- تتوافر على مؤسسات وأهمها المؤسسة العسكرية، بينما العراق هو مجرد كيان سياسي/ جغرافي تحكمه سلطة مركزية، وشتّان بين الدولة وبين السلطة أو الحكومة. الحالة المصرية هي أكثر نضجاً من الحالة العراقية بشأن نجاح التجربة الديمقراطية، لكن مع ذلك ثمة عقبات لا تزال تعترضها وأهمها: 1 ً- التيار الإسلامي. 2 ً - التيار القومي. 3 ً- الحالة الإقتصادية الضعيفة لمصر. 4 ًُ- عدم تجذر الثقافة الديمقراطية في المجتمع المصري. أما العراق فهو بحاجة أولاً الى إكمال عملية بناء الدولة فيه، لأن الديمقراطية لا تنشأ إلا في رحم دولة حقيقية. وهذا هو السبب الرئيسي وراء تعثر وفشل العملية الديمقراطية الجارية حالياً في العراق.

اين العراقي
المحامي زيد -

اين العراقي الشريف من قتل العراقيين ومن سرقة الثروات وتقسيم العراق ما نرى ذلك الا في ابناء وانصار مرجعية السيد الصرخي لانها تطالب قولا وفعلا بحقوق العراقيين

اين العراقي
المحامي زيد -

اين العراقي الشريف من قتل العراقيين ومن سرقة الثروات وتقسيم العراق ما نرى ذلك الا في ابناء وانصار مرجعية السيد الصرخي لانها تطالب قولا وفعلا بحقوق العراقيين

اتركوا الغرباء
مثقف عربي -

دائرة الصراع بالعراق بين المؤسسة الدينية والمجتمع واعني المواطن العراقي مادمنا متمسكين برجال الدين الغرباء واللذين همهم قتل الروح الوطنية وروح المثابرة على اساس بأن المواطن لايفهم المصلحة الارجل الدين فهذه طامة كبرى يمر بها العراق لانة رجل الدين المتسلط حاليا هو غير عراقي بل ولا عربي اصلا وقلت همه كسب المال وابقائه اسم اوعلم تقتدي به الناس لا اكثر ولا اقل علما انه لايفهم اي شئ لانه ينفذ اجندة خارجية كما يحصل اليوم في العراق ومن امثال السيستاني ومقتدى والباكستاني وغبرهم فاذا تركنا هؤلاء ولم نأخذ برأيهم فاصبح العراق الى خير ونعيد حساباتنا على اسس عراقية من جميع النواحي واعادة الخبرة العراقية فنكون الى خير اما مصر فليس بها رجالات النجف والله لو فيها السيستاني ماقامت الثورة او الربيع العربي ولا اليوم تكون عندهم انتخابات لانه سبب دمار العراق هو المراجع الاربعة او السقيفة الخارجية

اتركوا الغرباء
مثقف عربي -

دائرة الصراع بالعراق بين المؤسسة الدينية والمجتمع واعني المواطن العراقي مادمنا متمسكين برجال الدين الغرباء واللذين همهم قتل الروح الوطنية وروح المثابرة على اساس بأن المواطن لايفهم المصلحة الارجل الدين فهذه طامة كبرى يمر بها العراق لانة رجل الدين المتسلط حاليا هو غير عراقي بل ولا عربي اصلا وقلت همه كسب المال وابقائه اسم اوعلم تقتدي به الناس لا اكثر ولا اقل علما انه لايفهم اي شئ لانه ينفذ اجندة خارجية كما يحصل اليوم في العراق ومن امثال السيستاني ومقتدى والباكستاني وغبرهم فاذا تركنا هؤلاء ولم نأخذ برأيهم فاصبح العراق الى خير ونعيد حساباتنا على اسس عراقية من جميع النواحي واعادة الخبرة العراقية فنكون الى خير اما مصر فليس بها رجالات النجف والله لو فيها السيستاني ماقامت الثورة او الربيع العربي ولا اليوم تكون عندهم انتخابات لانه سبب دمار العراق هو المراجع الاربعة او السقيفة الخارجية

التجربة
الحر الشامي -

بعد التجربة العراقية والتصويت الشعب العراقي من قبل المرجع السيد السيستاني اثبتت الفشل في الأختيار من قبل السياسين في العراقي والفشل الذي طال تسع سنين في ارض الواقع العراقي..وهوالسبب أختيار الناس من ليس أهلاُ لها وبعدها ظهر الشعب العراقي المظاهرات في عموم العراق للمطالبة بالحقوق المشروعة لهم ولكن لم يسمع صوت لهم من قبل المرجعيات الدينية في النجف ومن قبل السياسين في الحكومة العراقية ولكن السبب هو تحريم السيد السيستاني ورجال الدين التي أبعتة في النجف تحريم المظاهرات على الدولة وعدم المطالية ... وهذا كله لم يحس الشيعي الاكثرية على النفس كاحساس الثورات الأخرى في العالم العربي والتغير...

التجربة
الحر الشامي -

بعد التجربة العراقية والتصويت الشعب العراقي من قبل المرجع السيد السيستاني اثبتت الفشل في الأختيار من قبل السياسين في العراقي والفشل الذي طال تسع سنين في ارض الواقع العراقي..وهوالسبب أختيار الناس من ليس أهلاُ لها وبعدها ظهر الشعب العراقي المظاهرات في عموم العراق للمطالبة بالحقوق المشروعة لهم ولكن لم يسمع صوت لهم من قبل المرجعيات الدينية في النجف ومن قبل السياسين في الحكومة العراقية ولكن السبب هو تحريم السيد السيستاني ورجال الدين التي أبعتة في النجف تحريم المظاهرات على الدولة وعدم المطالية ... وهذا كله لم يحس الشيعي الاكثرية على النفس كاحساس الثورات الأخرى في العالم العربي والتغير...

قياس مع الفارق
دكتور نجاة علي -

من الظلم ان نشبه العملية الانتخابية والعملية السياسية في العراق بانها شبيه لمصر لان العراق اسست حكومته على يد المحتل الامريكي وكانت قائمة على اساس طائفي ومن قبل اعضاء حكم كلهم مجنسون بجنسيات غير عراقية اما مصر فلا

قياس مع الفارق
دكتور نجاة علي -

من الظلم ان نشبه العملية الانتخابية والعملية السياسية في العراق بانها شبيه لمصر لان العراق اسست حكومته على يد المحتل الامريكي وكانت قائمة على اساس طائفي ومن قبل اعضاء حكم كلهم مجنسون بجنسيات غير عراقية اما مصر فلا

مقاربة عراقية لخيارات مصر
محمد علي -

ان الجهة الوحيده التي تدافع عن العراق وشعب العراق ومعروف بمواقفه السياسيه والوطنيه هو المرجع العراقي السيد محمود الحسني

مقاربة عراقية لخيارات مصر
محمد علي -

ان الجهة الوحيده التي تدافع عن العراق وشعب العراق ومعروف بمواقفه السياسيه والوطنيه هو المرجع العراقي السيد محمود الحسني

هناك فرق ايضا
احمد الفراتي -

العراقيون وبالرغم من المفخخات العربيه ضدهم لكن اغلبهم شاركوا بالانتخابات (سبعين بالمائه تقريبا)اما المصريين فانهم امنون من اية مفخخات عربيه لكن ربع عددهم فقط من شارك بالانتخابات

هناك فرق ايضا
احمد الفراتي -

العراقيون وبالرغم من المفخخات العربيه ضدهم لكن اغلبهم شاركوا بالانتخابات (سبعين بالمائه تقريبا)اما المصريين فانهم امنون من اية مفخخات عربيه لكن ربع عددهم فقط من شارك بالانتخابات