الانقلاب العسكرى في مصر.. لماذا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أكاد أجزم الآن بكل صدق أن مصر على شفا هاوية، بسبب الفوضى الحالية، وأن الدولة بكاملها معرضة لانقلاب عسكري، يعود بنا إلى المربع رقم واحد، ويعلم الله وحده، هل سنذهب ناحية ديكتاتورية جديدة، أم لا.
في خلال ثلاثة أيام فقط بعد الانتخابات الرئاسية المصرية في جولتها الأولى، وبعد أن علم كل المتسابقون إلى القصر الرئاسي، ومؤيدوهم، بأن هناك جولة ثانية، سيعيد فيها مرشحان فقط،وهما مرشح جماعة الإخوان محمد مرسي، واللواء أحمد شفيق، استباح الكل مصر، أصبحت الدولة كامرأة عاهر، بجريمتها يعيرها الثوريون، ويستهزئ بها الحزبيون، ويقيم عليها الحد المتنطعون.
تابعتم جميعًا المشهد كما تابعت، فاز د. محمد مرسي والفريق شفيق بأغلب الأصوات، وقبل أن تقرر اللجنة الانتخابية، بأن الجولة النهائية ستكون بين المرشحين، وأن أحدهما سيكون هو الرئيس المقبل لمصر، أنكر كل المرشحون الرئاسيون الخاسرون النتيجة، وأكدوا جميعاً أنها جاءت بالتزوير.
المرشح حمدين صباحي قال إن الجيش زور 900 ألف بطاقة لمجندين، وأبو الفتوح لم يجد دليلاً واضحًا، ولكنه قال إنها زورت بطريقة ما، وخالد على هتف في مؤتمر صحفي "يسقط حكم العسكر"، واستطاع هؤلاء بمعاونة الإعلام، وبعض من النخبة التي يعجبها لعبة "العسكر والحرامية" جمع الحشود مرة أخرى فى التحرير، وهتف الجميع يسقط حكم مرشد الإخوان، وحكم الفلول والحزب الوطني، وهذا معناه أن هذه الجموع لا هي راضية عن حكم الإخوان، ولا أي مرشح آخر، سوى أبو الفتوح وصباحي وخالد على الذين اجتمعوا للتنسيق، رغم أنهم لم يجتمعوا قبل الجولة الأولى من الانتخابات، ولو اجتمعوا لحسم أحدهم المقعد الرئاسي ببساطة.
وفجأة عقدت المؤتمرات الصحافية هنا وهناك، وبدأت حالة الاستقطاب الحادة، اللواء شفيق قال إن الثورة خطفت، وإنه سيرجع الثورة للشباب، وحيا الجيش والشعب، وأما مرسي فدعا لعدم إعادة إنتاج النظام القديم وانتخاب شفيق، وأكد أنه لن يفرض الحجاب ولن يحول مصر إلى دولة إخوانية، وشباب 6 إبريل دعو الإخوان المسلمين لحل الجماعة، وكتابة وثيقة بأنهم لن يقيموا دولة دينية، واشترطوا عمل مجلس رئاسي، وتكليف البرادعي برئاسة الحكومة لكي يدعمونهم في الانتخابات.
ودخل الأزهر على المحك فأفتى الشيخ نصر فريد واصل بحرمة من ينتخب أحداً من النظام السابق، وأصدرت الدعوة السلفية بياناً أكدت فيه وجوب دعم الإخوان في معركتهم مع شفيق بدون قيد أو شرط، وتحدث عبود الزمر قائد تنظيم الجهاد وقال إن من ينتخب شفيق فهو خائن، وفي هذه الأثناء كلها كانت المظاهرات تتوالى وتستبيح كل محافظات مصر، لوقف الانتخابات أو عزل اللواء شفيق عنها، واستبداله بأبو الفتوح أو صباحي، وتعدى الأمر إلى الهجوم على مقر الحملة الانتخابية للرجل بالدقي وحرقه، وتقطيع الدعاية الانتخابيىة لمرشح الإخوان، كل على سواء.
وتواصلت الاستقطابات بشكل أكبر، واجتمعت الأحزاب في مقر الإخوان بالمقطم لفرض شروطهم على الإخوان، وعلى الناحية الأخرى كانت هناك تربيطات واتفاقات تجرى تحت السطح، وهي ليست من قبيل الاتفاقات الانتخابية بقدر ما هي استعداد لمعركة مقبلة.
ما سبق هو ملخص للمشهد المرتبك العنيف، وتعالوا لننظر إليه من زاوية أخرى أشد اربتاكًا، فالدستور إلى الآن تختلف حوله النخبة، بمعنى أن الرئيس القادم بلا مرجعية، بل فشلت كل الأحزاب والهيئات في تشكيل هيئة تأسيسية للدستور، وهذا هو الفخ الثاني الذي تقع فيه الدولة الآن، ومعناه أن نتيجة الانتخابات بالكامل يمكن أن تكون غير دستورية، كما أن القوى السياسية الأخرى التي رفعت دعوة قضائية بأن شفيق لابد أن يعزل وفق القانون الذي أقره البرلمان، لو حكم لها القضاء فمعناه إلغاء نتيجة الانتخابات بالكامل، وإعادتها مرة ثانية، وعودة الدولة للمربع رقم صفر.
القضية أكبر من كل ما سبق فإننا لو افترضنا أن الفائز في جولة الإعادة الانتخابية هو محمد مرسي فإن غالبية القوى السياسية سترفض حكم الإخوان، ومن المتوقع بشكل كبير جدًا أن تنسحب وزارة الداخلية عن أداء دورها بشكل كامل، ويصبح الرئيس في مواجهة البلطجة، كما أن الجيش سيعود لثكناته وهو ما يطلبه الجميع، ولكنه سينعزل إداريًا، واقتصاديًا، بل ومن الممكن سياسيًا عن أداء أي دور مع الرئيس الجديد، الذي سيصبح رئيس بلا جيش أو داخلية، فضلاً عن الظروف الاقتصادية والمالية الطاحنة التي ستواجهها مؤسسة الرئاسة الجديدة وتفشل في مواجهتها في أول عامين على الأرجح، بما يجعلها في مواجهة ثورة جياع، وفوضى أخرى من معارضي جماعة الإخوان الذين لن ينصرفوا من ميدان التحرير حتى يسقط حكم المرشد.
أما لو فاز شفيق فإن قبضة الداخلية الشديدة من المرجح أن تعود، ويحاول الرجل أن يواجه فلول الثوار الذين سيحتشدون مع الإخوان المسلمين التي ستعود بعد صمت طويل الآن لتؤكد أن الانتخابات مزورة، وعلى هذا ستصبح الداخلية والجيش مرة أخرى في مواجهة داخل ميدان التحرير.
ووفق مصدر موثوق لي فإن اللواء عمر سليمان قال لأحد المقربين منه وهو في طريقه لألمانيا منذ يومين، إن الدولة استبيحت من كل الجهات، وإن كل الأحزاب السياسية والتيارات، غير راضية عن أي شيء، وإن الجيش سيتدخل، وأزيد عليه أن الكل يتربص بالكل، والجميع يجلس مع الجميع من أجل أن يحصل على جزء من "التورته"، وأن الفوضى قادمة، وأن أصحاب الترف السياسي الذين يمارسون السياسة بعد أن استفادوا من النظام السابق، ولم يعوا مصالح المساكين والفقراء، سيحرقون الدولة، ويعجلون بالانقلاب العسكري الذي يبدو بشكل كبير أنه يتم التجهيز له الآن على أعلى المستويات، لتعود مصر دولة عسكرية بوليسية، وساعتها سيندم الجميع، حينما يدفعون الفاتورة، ويحاسبهم الشعب قبل التاريخ.
التعليقات
حكمة العجائز
سامي البصيري -قالها لي عجوز بالامس وهو يبتسم بخبث، قال ان جلابية الحياة المدنية الديموقراطية النظيفة المكوية لم تعد تليق بنا بل لم نعد نعرف كيف نلبسها، بعد وساخة ستين عاما من الحكم العسكري الهمجي الذي حول المصريين الى لاجئين جياع مرعوبين في ارضهم، قال ان الحل الوحيد هو عودة عصا العسكر لتحكمنا بعد انقلاب عسكري دموي يجمد المشاعر ويترك الناس في رعب قبل الركوب على رقابهم لستين عاما اخرى وليكن ما يكون
حكمة العجائز
سامي البصيري -قالها لي عجوز بالامس وهو يبتسم بخبث، قال ان جلابية الحياة المدنية الديموقراطية النظيفة المكوية لم تعد تليق بنا بل لم نعد نعرف كيف نلبسها، بعد وساخة ستين عاما من الحكم العسكري الهمجي الذي حول المصريين الى لاجئين جياع مرعوبين في ارضهم، قال ان الحل الوحيد هو عودة عصا العسكر لتحكمنا بعد انقلاب عسكري دموي يجمد المشاعر ويترك الناس في رعب قبل الركوب على رقابهم لستين عاما اخرى وليكن ما يكون
لست معك
عامر بدوي -لست معك أخي الكاتب في أن الانقلاب العسكرى قادم، وأنا أظن أن الإخوان لو وصلت بمشروع النهضة الذي كتبه 3000 أستاذ إخواني ستجعل مصر مثل النمور الاسيوية في خلال 4 سنوات، ولكن المشكلة فى الجيش، ولكنه على كل حال لن يكون هناك انقلاب لأن الشعب المصري سيثور مرة أخرى بطريقة أشد
مقالى الأخير بإيلاف
Maher Fargali -الانقلاب العسكري في مصر لماذا؟
الانقلاب حرب أهلية
عمار -الحقيقة ان اطرافاً عديدة في مصر وخارجها تتلمض من اجل حصول انقلاب في مصر ولكن فات أوان الانقلابات الانقلاب معناه حرب أهلية
انقلاب مهذب
أحمد الحناوي -صديقي العزيز ماهر فرغلي .. بالطبع أنا معك في أن الانقلاب قادم لا محالة .. و لكن الصورة التي سيأتي عليها الانقلاب هي القضية .. لأن مجرد فوز أحمد شفيق هو انقلاب عسكري ذا إطار مهذب .. فإذا رضت عنه باقي الأطراف فهو باق على صورته المهذبة .. أما إذا ثار الناس .. فستتغير الصورة إلى انقلاب بأنياب و أظافر عسكرية بوليسية و اضحة .. و لكن بلا أطر .. أما ما أختلف عليه معك هو تحليلك شديد الموضوعية و الحياد لهذا المشهد ... لأن الحياد أحيانا يجرنا إلى إغفال حقائق تظهر جلية للعين .. لقد أفردت في تحليلك مساحة لا بأس بها للجنرال شفيق و تعاملت معه على أنه طرف أصيل في نزاهته .. و لم يتبق إلا أن تقول " بما أنه مصري فهو طرف أصيل في الثورة " ، فلا يمكن أن تعامل مع النظام السابق بهذا الحياد ، لأن هذا الطرف لن يستخدم الحياد و لا الموضوعية في التعامل مع أحد ، ثم بدأت في جلد الجميع من السياسين سواء كانوا إسلاميين أو ينتمون إلى التيار المدني أو حتى من نطلق عليهم نشطاء .. و انا أعي أن محاولة تلمس الموضوعية و الحياد أحيانا تجرنا إلى جلد ذواتنا .. و أقول ذلك لأنك ذات من الذوات التي جلدتها ..
الريحة فايحه قوي
مصطفى -مخالف لشروط النشر
جميل
رامي نابلسي -جميل أن يختم الكاتب مقالته الكاريكاتورية بنبوءة لعمر سليمان و أتساءل لماذا لم يتنبأ عمر باشا سليمان من قبل بالثورة التي أسقطت دولة مبارك التي كان الرجل الثاني أو الثالث فيها النظرة السوداوية التي يتبناها الكاتب هي نفس العدمية التي تجعلنا نقبل بالستاتيو كو لعقود من الذل تحت الدكتاتورية الرئيس لو لم تزور الإنتخابات و إن لم تحدث مفاجأة بتحسن نوعي في المشاركة سيكون مرسي الإخونجي و أول مستفيد ستكون حركة الإخوان التي ستصطدم بحقيقو الحكم الديموقراطي ز تناقضاته و تكتسب خبرة في الحكم الجماعي و التشاركي التي تعلمها العسكر من قبل ... لم أجد في أي مرشح رجل المرحلة الذي يبني الدولة و مؤسساتها .. طنطاوي - للأسف عسكري - كان دي فاكتو رجل مرحلة في السنة الماضية و المفروض فيمن يخلفه أن يكون شخصية تتمتع بالإجماع و تكون لاحزبية تحتمل كل التوجهات أي أن تكون شخصية حداثية و في نفس الوقت محافضة و أبوية بكاريزما معينة
الفنان أحمد الحناوي
Maher Fargali -أشكرك صديقي الفنان أحمد الحناوى على تعليقك الجميل والمهذب، ودائماً تحليلاتك للأمور تعجبني، وعلى اعتبار انك من الثوار وممن بدأوا الثورة فأنا أقدر ظروفك من ناحية رفضك التام لكل ما هو قديم في النظام السابق، لكن لا تنظر لنصف الكوب الفارغ فقط وانظر للباقى تحياتى
عجز
نزار -هذا هو العجز فى مصر إن انتظرنا عودة الديكتاتور مرة أخرى فى صورة شفيق فلتفيقوا يامصريين
ريحه وحشه قوي
حمدي ابراهيم -المقال له رائحة امن الدولة السابق ! والتقارير التي يكتبها المخبرون عادة !
كلام معقول
محمد المحلة -ما جاء بالمقال من الممكن جدا أن يصبح واقع ولكن تقول لمين الكثيريين لا تعنيهم إلا مصالحهم وأهدافهم وهذا أحد المشاكل الرئيسية التي تواجه الثورة وليس كما يدعي مرتدي ثوب الثورة