فضاء الرأي

تشارلز ديكنز.. والبديل الاسلامي!!..

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ذات مرة فارق المؤلف البريطاني تشارلز ديكنز لندن، ثم عاد إليها ليكتشف أن المدينة التي أمضى فيها حياته، هي ليست مدينة واحدة!!.. إنما هي أكثر من مدينة!!.. مدينة للأثرياء، عندهم كل شيء.. ومدينة للفقراء، لا يملكون أي شيء.. ومدينة للضائعين الحالمين الغاضبين!!.. فكتب قصة مدينتين!!..
ولو زار تشارلز ديكنز وطننا العربي، لإكتشف أن هذا الوطن يتقسم ما بين أُناسٍ لا يجمعهم وطنٌ واحد فحسب، ولا تجمعهم لغةٌ واحدة فقط، ولا تجمع ما بينهم أديانٌ سماوية.. إنما سيجد أن هذا الوطن الذي كان يتصدر الحضارات الانسانية قديماً، والذي بُعثت منه الأديان السماوية للبشرية جمعاء، هو عبارة عن طوائف، وشيع، وأقوام، تحكمهم العصبية، والعرقية، والطائفية، حتى وصلوا الى ما هم عليه من المنحدر السحيق الذي يعيشونه في وقتهم الراهن!!..
نعم.. فالعرب مجموعة من العوالم والأوطان!!.. لكل عالم أفراحه وأتراحه!!.. ولكل وطن جنونه وفنونه!!..
بل قل إن وطننا العربي يشبه إلى حدٍ كبيرٍ مجموعة من الجزر قبل عصر المواصلات البحرية التي أقامت الجسور بين أكبر البحار فضلاً عن الجزر الصغيرة!!..

bull;لو زارنا تشارلز ديكنز ورأى غربة العربي في بلده وخارج بلده؟!!.. ورأى ماذا يفعل العربي بأخيه العربي؟!!.. وكيف ينظر الشيعي الى السني والسني الى الشيعي؟!.. وما هي نظرتهما معاً الى المسيح العربي؟!.. ناهيك عن النظرة العرقية للأقليات التي تعيش بين ظهرانيهم!!.. وفوق هذا وذاك كيف يذهب المال العربي في أغلب الأحيان إلى جهات أجنبية؟!.. بينما الأرض العربية تحتاج إلى من ينفق عليها لتعطي ما يجعل من الفقر في عالمنا العربي شيئاً غريباً!!.. خاصةً إذا ما استُثمر هذا المال في السودان والجزائر ومصر وغيرها!!..

bull;وتعالوا بنا نقرأ ما أوردته وكالات الأنباء عن بحث ألقاه أستاذ للإقتصاد في إحدى الجامعات العربية، أكَّد فيه أن نفقات الدول العربية على شراء السلاح بلغت آلاف المليارات من الدولارات؟!!.. آلاف المليارات من الدولارات خلال العقود الثلاثة الماضية؟!!.. آلاف المليارات من الدولارات بسبب النزاعات المسلحة؟!!..
ولم يشمل البحث نفقات الحرب العراقية الايرانية التي استمرت لثمان سنوات، كما لم يشمل حرب الخليج التي كلفت العرب ثمانمئة مليار من الدولارات.. من أموال دول الخليج فقط!!..
بينما بلغت خسائر العراق في هذه المغامرة أكثر من مئتي مليار دولار!!.. ولم يشمل احتلال صدام للكويت الذي كلَّف المنطقة ما يقرب من الترليون دولار!!..
ويشير البحث الإقتصادي والذي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، إلى أن النفقات العسكرية للبلاد العربية قد زادت عن نمو إجمالي الناتج القومي بين أعوام الثمانينات والتسعينات والعقد الأول من هذا القرن!!..
هل رأيتم إنهياراً أكثر من هذا الإنهيار؟!..
bull;لو رأى تشارلز ديكنز ذلك الذي يحدث في وطننا العربي لكتب عشرات الكتب التي تبز حجم روايته العظيمة ( قصة مدينتين )، التي ألفها بعد أن أكتشف أن لندن ليست مدينة واحدة، إنما هي مجموعة من المدن.

* * *
bull;لسنا في حاجة إلى ديكنز جديد، أو أي خبير في شؤون طباع أوضاع الشعوب!!.. لأن حقيقتنا نعرفها مثلما نعرف أسماءنا.. وواقعنا هو خبزنا اليومي.. ولكن المشكلة التي تواجهنا أُلخصها في هذا السؤال:
bull;هل البديل لكل ما تعرضنا له من كوارث في العقود الماضية، يتلخص في من تمَّ انتخابهم في تونس، ومصر، وليبيا، والكويت، وغيرهم ممن كانوا يُمسكون بزمام الأمور منذ قرون، وتكاد أن تكون معظم الكوارث التي نعانيها وتعانيها المنطقة، والتي تبدأ من الرؤية للمرأة كناقصة عقل ودين، والى الرجل الذي لا يجوز له شرعاً إلا أن يكون طائعاً لأولي الأمر.. وغير ذلك من التشريعات التي ليس فيها ما يوائم حياة الانسان المعاصرة فوق هذا الكوكب.. هل هؤلاء هم البديل؟!..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
للاسف يا د - نجم
عادل الربيعي -

لقد قراءة لك الكثير يا سيد نجم ومنذ بداية الثمانينات بالصحف الكويتية وعمودك اليومي عند اقامتي هناك---ياسيدي هو هذا الزمن الاردىْ والاسوء من ذلك الذي تكلمت عنه في احدى مقالاتك ايام زمان بعنوان--على ما اذكر- بهذاا الزمن الردىْ يطاْطىْ للريح هامته الرجل الابي--الى اخر ما كتبت----تصور يا اخي كم من الزمن مضى وها نحن الان ندفن رؤسنا والعالم يعيش في قمة التطور والتحضر بكل مجالات الحياة--- فنحن بحاجة الى الف ديكنز ولا يمكن ان يستطيعوا تصوير ما نحن فيه للاسف---فتحية لك ايها الابي العزيز--- ليس الا- الله يرحم السعدني

right
man -

I learned of a simple statement was said when I was 15 years old from my History teacher " Ibrahim Abu Hmood " it says: ( Arabs agree on one thing only, that they will disagree )

ماذا عن الطرف الاخر؟!
مواطن عربي مهاجر -

كان ممكن لهذه المقالة ان تطرح موضوعا للنقاش لو تطرقت بنفس المقاييس واللغة للطرف الاخر في القصة الشرقية؟؟؟!! لغة الارقام يمكن قراءتها حسب الغاية التي في نفس يعقوب؟؟؟!! لا يوجد ذكر للعراق في هذه المقالة رغم اننا نعرف ان العراق يفترض انه دولة عربية ضمن منظومة الجامعة العربية ويبلغ تعداد سكانه حوالي ٣١ مليون؟؟؟!!!! عفوا انا لم انتبه لاختصار العراق بالحرب الطويلة مع ايران واحتلال صدام للكويت؟؟!!! هناك حدث تاريخي اتى بمنظومة معينة للحكم في ايران تبنت شعارات فتنة وقرع طبول الحروب، لا الحرب، تحت عمامات ايات الله العظمى المقدس سرهم والمكشوف عنهم الغطاء ومعرفة الغيب يفرضون على المراة شادور من اعلى الراس الى اخمص القدم، ويجب ان يكون اسود في اسود، استمرارا للحزن والحداد على فقيد مر عليه ١٤٠٠ سنة هجرية؟؟؟!!!، ويفرضون على الملايين التحرك تبعا لفتوى الايات والمرجعيات والائمة والمعممين الخ، وما اكثرهم؟؟؟؟!!!! هل هو انجاز عظيم لعراق التقدمية والاشتراكية والصروح العلمية والاحزاب الطليعية القائدة ان ينتهي لعبة في يد اية الله العظمى المرجعية المقدسة السيستاني والسيد المفدى القائد المجاهد مقتدى الصدر ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم؟؟؟؟!!! مش عاوز الواحد يكمل سلسلة الائمة والسادة والايات المحتكرين لمرتبة اشرف الناس وانبل الناس وفوق الناس، ويحركون الناس بفتوى ملزمة؟؟؟؟!!!! هناك طرف ظهر منه تيار تسيد الساحة برفع شعارات ويافطات مغرية جذابة وحاول عن طريقها اختراق عقيدة ودين وثقافة امة مختلفة عن هذا التيار، الطرف الاخر المقصود انتفض وبدا مارده بالخروج من القمقم ومن ضمن مكوناته مجموعات دينية ليست طارئة ولا مستوردة. لهذا الطرف ايضا حق التجربة واستحضار وسائل التحشيد للدفاع عن كينونته وعقيدته وثرواته واهله. لا ارى مشكلة في مرور انتفاضات الربيع العربي بتجارب يتم من خلالها غربلة الافكار والطرق والخطط والاشخاص حتى يتم الوصول الى الوصفة الافضل عمليا لنهضة الامة واستمرارها وتطورها. لا خوف علينا من التجربة واختلاف الاراء والاشخاص، تحت سقف شخصية الامة الدينية والعقائدية، وطموحها في التطور واكتشاف واستخدام مفردات الحضارة الصناعية والالكترونية والعلمية والطبية الخ. كل دول العالم مرت بتجارب صقلت شخصيتها واوصلتها الى ما هي عليه. ليس هناك دولة واحدة تدعي انها ولدت هكذا بين عشية وضحاها

للتعجيل بظهور المهدي؟!
مواطن عربي مهاجر -

استطرادا للحالة العراقية ذات العلاقة بالمقال، رغم محاولة الاخفاء المتعمد، اسعفني مقال قيم للكاتبة هيفاء زنكنة في جريدة القدس العربي اليوم السبت ٢ حزيران يونيو ٢٠١٢. الكاتبة هيفاء روائية ومؤلفة ورسامة من اكراد العراق مولودة في بغداد وناشطة ثورية وحاصلة على شهادة الصيدلة من جامعة بغداد سجنت في سبعينات القرن الماضي تحت حكم البعث وبعد خروجها من السجن التحقت بوحدة الصيدلة في منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت وغادرت بعدها للعيش في بريطانيا منذ ١٩٧٦. (حسب الويكيبيديا العربي). يعني لا اعرابية ولا عربية ولا بعثية ولا صدامية ولا مندسة ولا سلفية ولا وهابية ولا متزمته ولا اي مظهر من مظاهر التدين (حسب ما يبدو من صورها ومسيرتها، والله اعلم بخفايا الصدور). ماذا سالت في مقالها القيم السيدة هيفاء؟؟!!! اقتبس التالي "والسؤال الذي يطرح نفسه، الان، والمواطن العراقي، يعيش في ظل احزاب ومجموعات سياسية، تقدم سياساتها مغلفة بفكرة المنقذ المرتجى / المهدي هو : هل ان ممارسات الساسة في العراق مكرسة، في جوهرها، للتعجيل بظهور المنقذ؟....انه زمن موت الدهشة المحفزة للعقل والمشاعر وانتحار التساؤل مع ازدياد الاكاذيب والتضليل وغياب المنطق. فالوضع، مقلوب راسا على عقب، ومعظم الناس في حالة انهاك جسدي وعقلي لا يملكون القدرة على التفكير الا بما يوفر لهم قوتهم اليومي وسلامتهم اليومية. والساسة على اختلاف طوائفهم يواصلون تغذية الصراعات على السلطة والنهب وبيع كل ما يمكن بيعه في البلد، متظاهرين بالوطنية والورع الديني." (انتهى الاقتباس)

قصة مدينتين .
زياد -

يظهر بان الكاتب لم يقراء رواية قصة مدينتين tale of cities ، فالمدينتين في الروايه هما لندن وباريس ، لان احداثها تدور بين المدينتين ، والرواية من اكثر الروايات نقدا للثورة الفرنسية ووحشيتها في الاعدامات الكثيرة التي تلت الثورة . وشكرا.

Agree
Saad -

I am an older Arab man , I agree completely with the writer . However I believe the Arab world became like that when The petrodollar took over . When Cairo , Damascus , Baghdad , Beirut etc . disappeared from the map and replaced by Riyadh , Doha , Abu Dhabi , Dubai , Kuwait , Muscat , to the end of the list . Sorry I am not trying to be nasty , but I repeat , Arab countries were much better before the huge and tremendous amounts of money owned by some Arabs