رسالة نصر من مجاهدي خلق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"الفرصة السانحة " هو الكتاب الذي ألفه "ريتشارد نكسون" الرئيس الأسبق للولايات المتحدة ويقول عنه عدد من المحللين أنه أهم كتب نكسون علي الإطلاق. ويتكوّن هذا الكتاب من سبعة فصول تكلم فيها عن أمريكا ودور أمريكا في قيادة العالم وأنها يجب أن تظل زعيماً متوجاً، ونادى الأمريكان بأن لا يخلدوا إلى الراحة وأن يظلوا مكافحين لاحتلال الموقع القيادي على المستوى العالمي.
ما يثير اهتمامك في هذا الكتاب هو الفصل الخامس الذي خصصه عن المسلمين وتكلم فيه عن الخطر الاسلامي وهوًن من شأن العالم الإسلامي ومن شأن خطورته لاعتبارات عدة، حيث قال أن العالم الإسلامي يعاني أولاً من التفكك السياسي الذريع بين دوله التي يصعب أن تجتمع على أمر، إضافة إلي التمزق العقائدي والمذهبي الذي يعصف بالشعوب، وبناءً عليه فإن العالم الإسلامي في نظره لا يمكن أن يتوحد ولا أن يكون له موقف محدد من القضايا الكبيرة.
وبعد تفتت الاتحاد السوفيتي اكتشفت أمركا أنها تواجه أعداء جدد ليسوا بالكيانات الكبيرة لكنهم منتشرون، هؤلاء هم قوي المقاومة المطالبة بالحرية والكرامة والتخلص من ربقة الأمريكان لأجل حياة أكثر كرامة، ومن ثم سارعت أمركا بحصرهم والتعامل مع بعضهم وتوجيه البعض الآخر نحو ما تريد من حيث لا يدرون، واستخدمت قائمة الإرهاب الطويلة لتبرر لنفسها جرائم المصادرات المالية والتعذيب الإنسانية في حق أعضاء هذه القوي والجماعات.
وفي مجتمعات الشرق كثير من هذه القوي المناوئة لفكرة الهيمنة الأمريكية، والمطالبة لنفسها بالاستقلال والحرية، وكلها في بلاد ذات أغلبية إسلامية كحماس في فلسطين وطالبان في أفغانستان وعسكر طيبة وجمعية الدعوة في باكستان وحركة المقاومة الشيشانية وحركة مورو وأبوسياف المنشقة عنها في الفلبين - مستثناة من الأغلبية الإسلامية - وأخيرا وليس آخرا المقاومة الإيرانية متمثلة في مجاهدي خلق.
هذه الحركات تختلف في مرجعياتها، ولكن الظروف المحيطة بها تتماثل، وأهدافها أيضا تتماثل، فكل هذه الدول تسيطر علي سياستها الولايات المتحدة الأمريكة وتتعامل معها في الظاهر أو في الباطن، وكل هذه الحركات موضوعة في قائمة الولايات المتحدة للإرهاب، لكن واحدة منها فقط تمكنت من تحقيق نصر تاريخي لنفسها هي مجاهدو خلق الإيرانية.
فنظام الملالي الفاسد الذي شوه صورة المجاهدين والمعارضة الإيرانية كلها، واستباح أموال الشعب الإيراني وسجن حريته واعتقل إرادته ودفع الرشاوي المليارية لكل من برزوا في عالم السياسة الغربية والأمريكية من أجل مقاومة وحصار مجاهدو خلق حتي وضعتها أوروبا وأمركا في قائمة المنظمات الإرهابية مثلما هو حال الحمساويين والطالبانيين وغيرهما، هي وحدها التي ناضلت طوال ما يقرب من ربع قرن كل القيود والمؤامرات حتي انتصرت بقانون هذه الدول، وأخرجت نفسها من قائمة الإرهاب، وأرغمت أقوي دولة في العالم علي رفعها من هذه القائمة، وغدا ستكون هذه الدولة مطالبة بدفع تعويضات وإعادة الأموال التي صادرتها لأعضاء هذه المنظمة!
فقد أصدرت محكمة الاستئناف الفدرالية شعبة واشنطن العاصمة يوم الجمعة الأول من يونيو قرارا طالبت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية بإعادة النظر في ادراج منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في قائمة الارهاب، ويضيف القرار:" ان لم تتخذ الوزيرة قرارا خلال الأشهر الأربعة فإن المحكمة ستؤيد طلب مجاهدي خلق بالغاء هذه التسمية "ووصفت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية القرار الصادر عن محكمة الاستئناف في واشنطن اليوم بانتصار العدالة على الصفقات والمسايرة الذي وضع حدا على تهمة الإرهاب الظالمة على المقاومة المشروعة للشعب الإيراني.
وهذا القرار التاريخي لا بد أن تتخذه كل حركات التحرر الوطنية وقوي المقاومة للاستعمار نموذجا يحتذي من أجل إحراج هذه الزمرة الهادفة إلي الهيمنة والسيطرة علي العقول والأفئدة.
والأمل موجود فحين تعلن دار " هيرست " البريطانية للنشر قرب إصدار " وسيلة لفهم طالبان " وهو الكتاب الذي يحوى على ما يقرب من 200 قصيدة شعرية نظمها أعضاء حركة طالبان أثناء الحرب الأمريكية على أفغانستان فى 2001 إذن الأمل موجود، وحين يهاجم الكولونيل "ريتشارد كيمب"، القائد السابق للقوات البريطانية فى إقليم "هلمند" بأفغانستان الكتاب، الذى اعتبره دعاية لحركة طالبان ويقول: "سيتخذه الكثير للدعاية وطالبان ستعتبره دفاعا عن النفس، بينما طالبان جماعة فاشية تتكون من بلطجية، يقتلون كل من يخالفهم الرأى، وترجمة شعرهم مجرد دعاية تمنح الحياة لجماعة متطرفة وعدو لنا ولبلادنا". حين يقول هذا أيضا فالأمل موجود.
وحين يرد عليه البريطانى "مايكل دواير"، صاحب دار النشر، فى تقرير نشرته جريدة "الإندبندنت" البريطانية، قائلا: "شعراء حركة طالبان يساهمون فى زيادة معرفتنا بأفغانستان والتقلبات التى عانى منها الناس هناك فى العقود الأخيرة، كما يقدمون نظرة عميقة عن الحركة" فالأمل موجود. وحين يحمل الكتاب قصائد بهذه العناوين الجذابة مثل "حب بلا مقابل"، "الانتقام"، "الاشتياق إلى الدين"، "معركة القومية"، "التوق إلى نبذ العنف" أيضا فالأمل موجود ولا ينقصنا غير أن نتعلم الدرس.
باحث ومحلل سياسي
Fersan_elasr_cf@yahoo.com