فضاء الرأي

اللاجئون الفلسطينيون في المعمعة السورية!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عرف التاريخ القريب للوجود الفلسطيني في الدول العريية أزمات وإشكالات وجودية كلفت اللاجئ الفلسطيني على مدى سنوات شتاته ولجوئه أثماناً باهظة، وصلت في بعض الأحيان إلى حد التضحية به على قربان تحقيق السلم الأهلي في بعض البلدان العربية.
هذا الوجود الفلسطيني "الإجباري" في بعض الدول العربية، وتكرر ارتكاب بعض الأخطاء في عدة أماكن وأزمات، دفعت القيادة الفلسطينية والفصائل (في معظمها)، على حد سواء، إلى لزوم حال الصمت والتزام الهدوء والحياد في كثير من التحركات والحراكات التي تجتاح المنطقة العربية.
تاريخياً، تدخلت منظمة التحرير الفلسطينية في الشؤون الداخلية للأردن، ثم كانت أحداث أيلول الأسود بين الجيش الأردني وقوات منظمة التحرير الفلسطينية، وكان من نتيجتها جلاء هذه القوات إلى لبنان، وإغلاق الجبهة الأردنية أمام المقاومة الفلسطينية، ومن ثم تسببت بمشاكل للوجود الفلسطيني في الأردن يتم استغلالها سياسياً من قبل بعض التيارات الأردنية اليمينية واليمين الإسرائيلي، على حد سواء، لتبرير الترانسفير المقبل إلى الأردن ورفضه، في الوقت نفسه.
ثم جاء الموقف الفلسطيني من غزو العراق للكويت ليزيد الطين بلة، ويعبر عن واحد من أكبر أخطاء الزعيم التاريخي للفلسطينيين (أبو عمار)، عندما بهرته أضواء القومية العربية التي أضحت أسمالها بالية، معتقداً أن فعل صدام حسين ذاك سوف يعزز من بناء دولة قومية عربية تحرر فلسطين، بعد اكتشاف بعض القوميين العرب (لا كلهم حتى لا نظلم الجميع) أن أقرب طريق إلى القدس يمر عبر مدينة الكويت؟!.
ودفع اللاجئون الفلسطينيون في الكويت مرة أخرى الثمن غالياً، فتم تهجير مئات آلاف الفلسطينيين من الكويت وخسران ممتلكاتهم، وظلت العلاقات الفلسطينية الكويتية مشوبة بآثار هذا الموقف لسنوات خلت.
في لبنان حيث تمددت منظمة التحرير الفلسطينية مرة أخرى على حساب الدولة اللبنانية الهشة آنذاك، كانت نكبة الفلسطينيين الكبرى الثانية، بعد نكبة الخروج من فلسطين، وما مجازر تل الزعتر عام 1976، ثم صبرا وشاتيلا عام 1982، وحرب المخيمات الفلسطينية بين عامي 1985 و1988، سوى انعكاس للتورط الفلسطيني في الشأن اللبناني، والتضحية برأس المنظمة الفلسطينية على قربان المصالحة بين الطوائف والمذاهب اللبنانية تالياً، وما وضع الفلسطينيين في لبنان حالياً وحرمانهم من حقوقهم المدنية سوى أثر لذلك.
في الشأن السوري، نجح اللاجئون الفلسطينيون وقياداتهم في تحييد أبناء شعبهم عن التورط والانخراط في الأزمة السورية، على الرغم من محاولات طرفي النزاع استغلال ورقة "فلسطين" في الصراع الداخلي الدائر هناك، ولم يمنع ذلك اتخاذ مواقف حيادية إيجابية من قبل بعض الأطراف التي كانت تحتفظ بعلاقات جيدة مع النظام السوري "حركة حماس" بل ومغادرة بعض قياداتها أو معظمهم لسوريا تحت ضغط العنف الدائر هناك، إلا أن المزاج الشعبي الفلسطيني ظل حريصاً على الدماء السورية المراقة على جنبات الشام وأطرافها، ولم ينس اللاجئ الفلسطيني، الذي يعامل معاملة المواطن السوري في كل شيء، عدا حقي الترشح والانتخاب السياسي (وهما حقان لا يكادان يذكران بطبيعة الحال)، أن الشعب السوري هو من منحه ذات حقوق المواطنة له، في أعقاب نكبة فلسطين عام 48 وبمرسوم جمهوري صدر في بداية الخمسينات من القرن المنصرم.
قد يكون الشعب الفلسطيني ثورياً بحكم قضيته وسعيه لتحقيق حرية وطنه، وهو يرى في تحرر الشعوب العربية وسعيها للانقضاض على أنظمة الاستبداد فيها تقوية لمساعي تحرير فلسطين وأهلها من براثن الاحتلال، وبالتالي لا يمكن المزايدة على ثوريته أو عشقه لمفهوم الحرية الذي ينادي به الجميع في ميادين التحرر العربية، إلا أن القرار السياسي بعدم التورط في الشأن الداخلي لأي دولة عربية، وإن أحاط اللاجئين الفلسطينيين بسياج "وقائي" من ردات الفعل المتشنجة من قبل بعض أطراف النزاع، إلا أن الشارع الفلسطيني في سوريا تحديداً، وعلى خلاف ما يشاع عنه من موالاته لطرف على حساب آخر، منحاز دوماً وأبداً إلى المصلحة السورية العليا في تجنيب البلاد والعباد مخاطر التدخل الخارجي العسكري من جهة، ومن جهة أخرى، الحفاظ على الأرواح والدماء السورية الزكية التي لم ينزف شعب عربي في سبيل القضية الفلسطينية، ما نزفه الشعب السوري خلال عشرات السنين، وهو ما وجد تعبيراً له في مشاركة سوق مخيم اليرموك التجاري الشهير، أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، في إضراب التجار الذي عرفته أسواق دمشق على ضحايا مجزرة الحولة في حمص، وتضامن اللاجئين الفلسطينيين مع إخوانهم السوريين، وحرصهم على مساعدتهم لتحقيق ما يصبون إليه.

...كاتب وباحث
hichammunawar@gmail.com




التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تصويب
أبو فراس -

السوريون والفلسطينيون أخوة يجمعهم التاريخ والمصير المشترك. نحن السوريين نعرف أن الفلسطينيين كلهم معنا في ثورتنا ضد الاحتلال النصيري لكن طريقة التعبير والمشاركة تكون حسب القدرة, ولا يكلف الله نفسا الا وسعها.البطل سلامة كيلة هو خير من يجسد هذا.ما يؤلمنا نحن السوريين جدا هو موقف النظام الاردني القذر من الشعب السوري. النظام الأردني يسلم الناشطين السوريين الى النظام العلوي ليتم اعدامهم, يقوم بتسفير للسوريين من مطار عمان فور وصولهم واعادتهم الى البدان التي اتوا منها.النظام الأردني يتباهى في بطولاته في وقف ومنع تهريب السلاح للسوريين ليدافعوا به عن أنفسهم. السفير السوري في عمان يتصرف وكأنه والي يشبح ويعتقل ويخطف بدعم من النظام الأردني, مع العلم أن السفير المذكور هو ضابط مخابرات علوي ومن أقرباء المجرم بشار., بنفس الوقت أي نشاط للسوريين ضد بشار يتصدى له النظام الأردني ويمنعهاويعتقل من يقوم به ويسلمهم للنظام العلوي.مستقبل العلاقات بين سوريا والأردن بعد تحرير سوريا من الاحتلال العلوي سيكون سيئا جدا بناء على تصرفات سيد الأردنيين أبو حسين, ونحن السوريين سنطالب حكومة سوريا بقطع العلاقات الدبلوماسية واغلاق الحدود مع الأردن .

الى ابو فراس
فرج المقرحي -

لقد افزعتنا بالمعلومات بل في صدمة عنيفة من هو ما قرأنا في تعليقك حقيقة اننا نطالب كل من يعنيهم النضال السوري بل نطالب وبشدة من المجلس الانتقالي السوري توضيح هذه المعلومة الخطيرة والتي وان صحت فانها تعتبر اجهاض للثورة ومحاولة للالتفاف عليها وتقويضها. انا لا استطيع ان اكذب او افند ما جاء في تعليق السيد ابو فراس بقدر ما نحن لانستطيع تصديق هذه المعلومة الكارتية اننا نطالب المسؤلين من قيادات الثوار في المجلس الانتقالي السوري عدم الاستهانة بمثل هذا التقويض ونثمنى التوضيح انطلاقا من الشرعية الثورية ومصداقية الوفاء لاءرواح الشهدا الذين تم تسليمهم فهم في النهاية ليس قطيع من الاغنام فر من زرائب الاسد ليسلمه راعي اخر ليتم دبحه نحن لا نقبل بل لا نرضى مثل هذا التعتيم الاعلامي من المجلس الانتقالي*** اننا نرفض المهادنة والمجاملة على حساب ارواح الشهذاء الذين فروا او استجارو بدولة مجاورة فبدلا من ان توفر لهم الرعاية والحماية تقوم بأعادتهم لحضيرة فصيلة الاسود لتنكل بهم وتلتهمهم وربما تلقي بهم لحيونات اشرس واشد فتكا منهم الامر يبدوا لي غاية في المأ ساوية ويبدوا لنا الامر وكأن النظام في الاردن يكيل بمكيالين وهذا قمة الاجحاف في حق الثوار ولا نعتقد انه هنالك اي فارق بين الثورة الليبية والثورة السورية فالنظام الاردني كان قد قدم ووضع كل امكانياته تحت تصرف الثورة في ليبيا بل كان له الدور الابرز في الميادين العسكرية اذا كيف يكون نقيضا مع الثورة السورية رغم انعدام الفوارق بين الثورتين ولا نرى ايي مصلحة مستقبلية للنظام الاردني مع النظام السوري الذي على وشك السقوط والذي يعتبر في الرمق الاخير من سكرات الموت. اننا نبدي اسفنا الشديد على هذا الانحياز الغير منطقي والذي لايخدم الشعب الاردني من جميع الجوانب انها سابقة خطيرة بقدر ما هي مساهمة فعلية في القضاء على احرار سوريا وتمديد بل اطالة في عمر النظام العلوي الفاسد. ما كان على النظام الاردني ان يكون شاذا في التحالف العربي وصحوة الضمير الاسلامي تجاه معاناة الشعب السوري. وان كانت هنالك اتفاقية دفاع مشترك بين النظامين فكان الاولى بتفعيلها مع الجيش الاسرائيلي. وليس مع الشعب السوري الاعزل انه من المرارة والغصة ان يلاحق الشرفاء حتى في الخارج وهم الهاربين المستجرين من النار بالرمضاء ايعقل العقل العربي ان الهاربين من بطش وجهنم الاسد يعاد بهم ويتم تسليم

الى ابو فراس
فرج المقرحي -

لقد افزعتنا بالمعلومات بل في صدمة عنيفة من هو ما قرأنا في تعليقك حقيقة اننا نطالب كل من يعنيهم النضال السوري بل نطالب وبشدة من المجلس الانتقالي السوري توضيح هذه المعلومة الخطيرة والتي وان صحت فانها تعتبر اجهاض للثورة ومحاولة للالتفاف عليها وتقويضها. انا لا استطيع ان اكذب او افند ما جاء في تعليق السيد ابو فراس بقدر ما نحن لانستطيع تصديق هذه المعلومة الكارتية اننا نطالب المسؤلين من قيادات الثوار في المجلس الانتقالي السوري عدم الاستهانة بمثل هذا التقويض ونثمنى التوضيح انطلاقا من الشرعية الثورية ومصداقية الوفاء لاءرواح الشهدا الذين تم تسليمهم فهم في النهاية ليس قطيع من الاغنام فر من زرائب الاسد ليسلمه راعي اخر ليتم دبحه نحن لا نقبل بل لا نرضى مثل هذا التعتيم الاعلامي من المجلس الانتقالي*** اننا نرفض المهادنة والمجاملة على حساب ارواح الشهذاء الذين فروا او استجارو بدولة مجاورة فبدلا من ان توفر لهم الرعاية والحماية تقوم بأعادتهم لحضيرة فصيلة الاسود لتنكل بهم وتلتهمهم وربما تلقي بهم لحيونات اشرس واشد فتكا منهم الامر يبدوا لي غاية في المأ ساوية ويبدوا لنا الامر وكأن النظام في الاردن يكيل بمكيالين وهذا قمة الاجحاف في حق الثوار ولا نعتقد انه هنالك اي فارق بين الثورة الليبية والثورة السورية فالنظام الاردني كان قد قدم ووضع كل امكانياته تحت تصرف الثورة في ليبيا بل كان له الدور الابرز في الميادين العسكرية اذا كيف يكون نقيضا مع الثورة السورية رغم انعدام الفوارق بين الثورتين ولا نرى ايي مصلحة مستقبلية للنظام الاردني مع النظام السوري الذي على وشك السقوط والذي يعتبر في الرمق الاخير من سكرات الموت. اننا نبدي اسفنا الشديد على هذا الانحياز الغير منطقي والذي لايخدم الشعب الاردني من جميع الجوانب انها سابقة خطيرة بقدر ما هي مساهمة فعلية في القضاء على احرار سوريا وتمديد بل اطالة في عمر النظام العلوي الفاسد. ما كان على النظام الاردني ان يكون شاذا في التحالف العربي وصحوة الضمير الاسلامي تجاه معاناة الشعب السوري. وان كانت هنالك اتفاقية دفاع مشترك بين النظامين فكان الاولى بتفعيلها مع الجيش الاسرائيلي. وليس مع الشعب السوري الاعزل انه من المرارة والغصة ان يلاحق الشرفاء حتى في الخارج وهم الهاربين المستجرين من النار بالرمضاء ايعقل العقل العربي ان الهاربين من بطش وجهنم الاسد يعاد بهم ويتم تسليم

ابعاد سوريين من مطار عمان
ثوارالعرب -

نقلت قناة "CNN" في تركيا على شبكة التواصل الإجتماعي "تويتر" أن "الحكومة الاردنية ترتكب جريمة ضد الانسانية، فهي ترحل الناشطين السوريين كي يتعرضوا للقتل في سوريا". كما نقلت القناة شهادة ناشطة سورية أكدت ترحيلها من الاردن، واعلنت "صحة الانباء عن ابعاد سوريين آخرين الى وطنهم الام من مطار عمان".

ابعاد سوريين من مطار عمان
ثوارالعرب -

نقلت قناة "CNN" في تركيا على شبكة التواصل الإجتماعي "تويتر" أن "الحكومة الاردنية ترتكب جريمة ضد الانسانية، فهي ترحل الناشطين السوريين كي يتعرضوا للقتل في سوريا". كما نقلت القناة شهادة ناشطة سورية أكدت ترحيلها من الاردن، واعلنت "صحة الانباء عن ابعاد سوريين آخرين الى وطنهم الام من مطار عمان".

ابعاد سوريين من مطار عمان
ثوارالعرب -

نقلت قناة "CNN" في تركيا على شبكة التواصل الإجتماعي "تويتر" أن "الحكومة الاردنية ترتكب جريمة ضد الانسانية، فهي ترحل الناشطين السوريين كي يتعرضوا للقتل في سوريا". كما نقلت القناة شهادة ناشطة سورية أكدت ترحيلها من الاردن، واعلنت "صحة الانباء عن ابعاد سوريين آخرين الى وطنهم الام من مطار عمان".

رد
عصام -

هذا كله افتراء على الأردن ,اولا كيف استطاع هؤلاء الناشطون مغادرة مطار دمشق اذا كانوا من الناشطين ,أن اجهزة الأمن الأردنيه اجهزه واعيه وذكيه وراقيه تعرف عملها جيدا وتعرف مصلحة الأردن الوطنيه وهي اولويه, فنحن في الأردن لا نريد ان يكون وطننا الغالي مركزا للصراعات فلدينا من الأمور التي تشغل بالنا كفايه. كفاكم كذبا وتسويفا.

الى تعليق رقم 5
الى تعليق رقم 5 -

مبين عليك نشمي مظبوط والذكاء عم يشر منك وبتحب سيدك أبو حسين.يا فهمان الناشطين السوريين الذين يصلون الى عمان ليس بالضرورة قدومهم من مطار دمشق.صعبة؟هذه أولا, أما ثانيا فالموضوع ليس صراع تريد للأردن أن ينأى بنفسه عنه, وانما شعب يقتل بدم بارد, حتى نتانياهو وباراك تألما انسانيا لم يحدث للسوريين.على مبدأك, اذا وقعت مصيبة في الأردن كزلزال أو حرب أهلية مثلا فسوف يعامل الأردن بالمثل.

الى تعليق رقم 5
الى تعليق رقم 5 -

مبين عليك نشمي مظبوط والذكاء عم يشر منك وبتحب سيدك أبو حسين.يا فهمان الناشطين السوريين الذين يصلون الى عمان ليس بالضرورة قدومهم من مطار دمشق.صعبة؟هذه أولا, أما ثانيا فالموضوع ليس صراع تريد للأردن أن ينأى بنفسه عنه, وانما شعب يقتل بدم بارد, حتى نتانياهو وباراك تألما انسانيا لم يحدث للسوريين.على مبدأك, اذا وقعت مصيبة في الأردن كزلزال أو حرب أهلية مثلا فسوف يعامل الأردن بالمثل.

الى تعليق رقم 5
الى تعليق رقم 5 -

مبين عليك نشمي مظبوط والذكاء عم يشر منك وبتحب سيدك أبو حسين.يا فهمان الناشطين السوريين الذين يصلون الى عمان ليس بالضرورة قدومهم من مطار دمشق.صعبة؟هذه أولا, أما ثانيا فالموضوع ليس صراع تريد للأردن أن ينأى بنفسه عنه, وانما شعب يقتل بدم بارد, حتى نتانياهو وباراك تألما انسانيا لم يحدث للسوريين.على مبدأك, اذا وقعت مصيبة في الأردن كزلزال أو حرب أهلية مثلا فسوف يعامل الأردن بالمثل.