أصداء

مصر تبحث عن مخرج

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

المشهد في مصر مرتبك تماماً، من وافقوا على قواعد اللعبة السياسية بالأمس، وخرجوا من سباق انتخابات الرئاسة في الجولة الأولى، ينقلبون عليها اليوم، وغابت الأصوات العاقلة في ضجيج ميدان التحرير والميادين الاخرى في مصر، وعلت نبرة الابتزاز بين الإخوان والمجلس العسكري، وباتا الطرفان أعداء بعد أن كانا حلفاء بالأمس القريب، إن ما يثير الدهشة حقاً هي سلوكيات "حمدين صباحي"، و"عبد المنعم ابو الفتوح"، الرجلان قبلا خوض المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية وفيها "أحمد شفيق" ولم يصرا على تطبيق قانون "العزل السياسي"، الان، وبعد أن خرجا من السباق، يصران على تطبيق قانون العزل، والعودة مجدداً إلى فكرة "المجلس الرئاسي".

بالنسبة لقانون العزل، فهو ينتظر البت فيه من المحكمة الدستورية، في الرابع عشر من يونيو الجاري، إما باستبعاد "شفيق" او إستمراره في السباق، في حال البت بعدم الدستورية، وإستمرار "شفيق" في السباق، فإن السبيل الوحيد لعزله هو صندوق الاقتراع، ولنتذكر جميعاً أن الانتخابات البرلمانية نجحت في عزل الفلول من دخول البرلمان، دون قانون عزل، وربما لا يكون "قانون العزل" في مصلحة الإخوان الذين يشعرون أنهم قاب قوسين أو أدنى من كرسي الرئاسة.

فكرة المجلس الرئاسي هي الأخرى، تعيدنا إلى المربع الاول، فقد كانت فكرة "وجيهة" عقب تنحي مبارك، واصبحت فكرة "خيالية" في الوقت الحالي، ولم ولن تحظى بقبول مرشح حزب الحرية والعدالة "محمد مرسي"، ليس منطقياً أن يقبل الإخوان "شركاء" في مؤسسة الرئاسة، وهم يعلمون جيداً أن هذه الفكرة لم تكن لتطرح لو كان سباق الإعادة بين "صباحي"،وابوالفتوح" أو بين أي منهما و"شفيق" إذن ما الذي يدفع "مرسي" للقبول بفكرة المرشح الرئاسي، وهو يرى فرصه في الفوز، أكبر من منافسه "أحمد شفيق"،خاصة بعد محاكمة "مبارك"،وتبرئة أولاده في قضية إستغلال النفوذ والفساد مع "حسين سالم"، وتبرئة أعوان العادلي في قضية قتل المتظاهرين.

الاخوان ينتهزون الفرص الأن لحشد الدعم ل"مرسي "، وعلى الرغم من أنهم نجحوا في الجولة الاولى من الانتخابات، وأختاروا هذا الطريق، فإنهم يحرصون على التواجد في الميدان، يغازلون القوى الثورية، بالانحياز إلى بعض مطالبهم تارة، والالتفاف على ما يتعارض مع مصالحهم تارة أخرى في إنتهازية واضحة إعتادوا عليها طوال ثمانية عقود، الإخوان باعوا "دماء الشهداء" ليدخلوا البرلمان، وهم يرفعون اليوم "صور الشهداء" إلى الحد الذي يدفع "محمد مرسي، في مؤتمر انتخابي في بولاق إلى ترديد ما يقوله الثوار وزويهم "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم "،كل هذا الكلام الانتخابي، يهدف جمع القوى الثورية خلف مرشحهم لا أكثر ولا أقل للوصول كرسي الرئاسة باسم ثورة الخامس والعشرين من يناير.

بعيداً عن كل ما يحدث، أعتقد أننا فى حاجة ماسة إلى وقفة تأمل، ويقظة ضمير، تغلب المصالح الوطنية، وتضعها فوق كل إعتبار حزبى أو أيديولوجى، هذا هو المخرج الوحيد لاستيعاب طبيعة المرحلة، وإتخاذ المواقف السياسية الملائمة،دون مزايدات تغطي على محاولات الابتزاز من هذا الطرف أو ذاك، لابد أن ندرك أن الخيارين المطروحين على الشعب المصرى، وهما مرشح الإخوان "محمد مرسى" و"أحمد شفيق" رئيساً لمصر طوال السنوات الأربع القادمة، ليس هما الخياران الافضل.

انتخاب "شفيق" يعني الإعتراف بفشل ثورة الخامس والعشرين من يناير، والخيانة لدماء الشهداء، وإعادة إنتاج النظام البائد، وانتخاب "محمد مرسى" معناه تسليم مؤسسة الرئاسة لحكم "المرشد" وبالتالي هيمنة الإخوان على كل مفاصل الدولة، وكلا الامرين له مخاطر حقيقية على مسقبل مصر بعد الثورة.

المجلس العسكري يصر على المضي قدماً في جولة الإعادة التزاماً منه بتسليم السلطة نهاية الشهر الجاري، هذا يفرض على القوى السياسية والثورية، العمل على حرمان "شفيق" من الوصول إلى سدة الحكم عن طريق صندوق الاقتراع، باللجوء الى الخيار الوحيد، وهو دعم "مرسي" بشرط أن يكون مرشحاً توافقياً لجميع الاطراف، وأن يوقع على "وثيقة العهد"، وينحاز للدولة المدنية، ويدفع باتجاه شكيل "الجمعية التأسيسية" من خارج البرلمان، ومالم يلتزم "مرسي" والإخوان بهذه التعهدات، فهذا يعطي مؤشراً على أننا مقبلون على حكم "الحزب الوطني" بمسمى الإخوان، وأن مصر غير جاهزة للانتخابات الرئاسية، بسبب هذا الانقسام، بعد مرور عام ونصف من التخبط في إدرة المرحلة الانتقالية، وبالتالي يكون المخرج الوحيد هو حكومة "إنقاذ وطني" بصلاحيات كاملة، تلبي مطالب الثورة وتنجز الدستور، وتمهد الطريق لانتخابات رئاسية حقيقية.

إعلامي مصري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحل هو التوافق
رحاب الغزاوي -

اقدر كثيرا من سيمنحون صوتهم لمرسي وكذلك من ينتخبون شفيق هذه ابسط قواعد الديمقراطية ، لا نريد وصاية على الشعب المصري دع الشعب يختار واترك الحكم للصندوق ، دعك من كلام مكرر بأن شفيق سيعيد انتاج نظام مبارك لسبب بسيط هو اننا عندنا مؤسسات منتخبة ، قادرة على وقف شفيق عند حده ، كذلك مرسي هناك الشعب كله سيقف له اذا حاول الانفراد وتفضيل فصيل على اخر فلنجرب وربما احدهم يدخل التاريخ حين ينجح في وضع البلد في الطريق الصح.

الرئيس بعداربع سنوات
جمال نزيه -

الرئيس الحقيقي هو من سيحكم مصر بعد اربع سنوات هذه مرحلة انتقالية مرتبكة هذا لا يقلل من اهمية هذه المرحلة وبالتالي لابد من الانتهاء بسرعة من الانتخابات وقبول النتيجة ايا كانت.

احترام الصندوق
محمود الالفي -

لا مجال سوى احترام النتائج والا سندور في دائرة مفرغة والخاسر الحقيقي هو الشعب المصري الذي تحمل المعاناة سنة ونصف بعد قيام الثورة ولم يجني الثمار.