أصداء

ولكل نهار نهاية إلا نهارك يا غسان التويني, فاليوم بدأ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من يحمل هذه السنين المثقلات بالخير, وبالعطاء, وبالحزن...لن يموت...!

مات غسان التويني ... لم يمت... وكيف سيموت وهو من عمر لبنان, ومن عمر الأحزان في لبنان...ومن عمر النهار, والشباب , والصحافة!
غسان التويني عاش عمرأ مختلفا عن أعمار سائر البشر, فكان الحزن الذي يطلع من قصائد ناديا زوجته التي غيّبها الموت باكرا, يعطيه قدرة على الاستمرار, والشباب الذي ضاع من مكرم ابنه عندما حصدته يد المنية في فرنسا ذات يوم- و كان لبنان يغرق في حرب ضروس- شباب مكرم الغض الضائع كان يضخ شبابا في شرايينه والأوردة...!

ثم تأتي المؤامرة نفسها التي اغتالت لبنان, وما زالت تحاول اغتياله لغاية الآن, تمد يدها فتغتال الربيع في جبران, ولكن غسان يظل واقفا كالطود ويزداد اصرارا على البقاء , وعلى المواجهة, والمواجهة عند غسان هي بالقلم, وبحبره ومداده, وبالكلمة والحرف, فالله "علّم بالقلم", ولم يعلّم بالمدفع او الدبابة...و"في البدء كانت الكلمة"...

رحل غسان, فهو لم يكن ليخرج عن الإطار المرسوم لكل البشر, حتمية الموت, فالولادة يعقبها موت, لكن ذلك الرجل لن يرحل لأن الفجر سيظل يطلع, كالحنين, كوردة , من قلب الليل, معلنا مع صوت الديك تفتح النهار...

الولادة يعقبها موت, وهناك موت تعقبه ولادة...!
لم يمت غسان, وكم من حيّ مات قبل أن يموت, وكم من ميت أحيا أمم...!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف