الشريعة والدستور في مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شاركت فى ورشة عمل حول الشريعة والدستور في ضوء التطورات السياسية في مصر، نظمها المعهد الألماني للأبحاث الشرقية، وذلك بعد أن شكل وصول الإسلاميين إلى السلطة في دول الربيع العبي علامة فارقة، ليس فقط في مسار التحول الديمقراطي، وإنما أيضاً في مسيرة ومستقبل حركات الإسلام السياسي بوجه عام، ففجأة ومن دون مقدمات تذكر وجد الإسلاميون أنفسهم إزاء تحديات جمة تتعلق بإدارة الشأن العام، بعد أن تخندقوا طويلاً في موقع المعارضة، متخففين من مسؤولية تطبيق البرامج التي وضعوها بأنفسهم.
وضمن هذا السياق كانت ورشة العمل التي تشرفت بالمشاركة فيها مع لفيف من العلماء والمفكرين، منهم د. محمد حلمي، والشيخ أحمد ربيع الباحث بمكتب شيخ الأزهر، والأستاذ مصطفى عاشور، وحسام أبو البخاري المتحدث باسم التيار الإسلامي العام، والدكتور كمال زاخر مؤسس جبهة العلمانيين الأقباط، وغيرهم.
كانت الأسئلة المطروحة حول الدين وهل هو مصدر للقيم في الدولة الإسلامية؟ وما المقصود بالشريعة المراد تطبيقها؟ وما هو الفارق بينها وبين الدستور؟ وما هي المرجعية التي تعول عليها حركات الإسلام السياسي في مطالبتها بتطبيق الشريعة؟
الحقيقة أن كل طائفة في مصر ما بعد الثورة تريد أن تصبغ الدستور بها، وأصبح الدستور ساحة سياسية للصراع ولا بد أن يقرأ الموضوع في هذا السياق، ولاحظوا كيف اختلفت مصر كلها حول تأسيسية الدستور ولا زالت.
وأصبح هناك جدل حقيقي حول الشريعة التي اجتزأها البعض في المادة الثانية من دستور مصر ووجوب الحفاظ عليها، رغم أن هيمنة المؤسسة العسكرية على المؤسسات المدنية، هو الأولى باتفاق النخبة على مواجهته بقوانين حقيقية، لأن ذلك من الشريعة، التي ورد إقرارها بذلك في فعل عمر بن الخطاب حين عزل خالد بن الوليد بعد انتصاره وخوفاً من هيمنته العسكرية.
وسنجد أن هناك تماساً حقيقياً بين الشريعة والاستقلال الوطني، والعدل الاجتماعي، وإرادة الدولة السياسية، فهذا كله من الشريعة الواجبة والتي لا تلفت إليها فصائل متعددة من الإسلاميين، الذين يجادلون بامتياز حول تطبيق الحدود، رغم أن الشريعة هي عبادات في المجمل، ومعاملات، وأخلاق، ثم حدود، لكن المعنى الشائع للشريعة عند الغالبية ينحاز لمعناها الخاص وليس العام.
وما سبق من هذا المعنى يدفعنا للتساؤل حول القضايا الجزئية والكلية في الشريعة، وكيفية مراعاتها لمشكلات العصر، وثنائية التناقض في أحيان كثيرة بين النص والعقل، وكيفية التوفيق بينهما، ثم الحكم الفقهي والسياسي، وكيف نفصل بين ما هو سياسي وديني، وخاص عام.
وحين طرح التساؤل حول القيم والمقاصد، لم نجد إجابة شافية، حول الفرق بينها وبين الأخلاق الموجودة في كل الأديان، وهل يمكننا أن نتجاوز الكليات الخمس في الشريعة، وهي حفظ العقل والدين والنفس.. ألخ، ونضيف إليها كليات أخرى متمثلة في حفظ الحدود، وحفظ وحدة الأمة.
إن تفسيرات المقاصد، والمعاني المختلفة للشريعة، والأدلة القطعية الثبوت وظنية الدلالة، والعكس دفع لاختلافات متعددة، لكنها أكدت أن الشريعة لها أكثر من تصور، وأننا لابد أن ندرك مفهومها العام أولاً قبل أن نختلف على الخاص.
وللأسف فإن أكثر المطالبين بتطبيق الشريعة إلى الآن ليس عندهم تصور لكيفية تطبيقها أو عندهم برنامج حقيقي لهذا التطبيق فمن هؤلاء من يريدها خلافة، وآخرون يريدونها حكومة دينية، وفصيل آخر يريدها مدنية، وبعض لا يريدها بالمرة، وهناك خلاف كبير حول التصورات فضلاً عن الوسائل وأكثر من ذلك أن الغالبية العظمى تتكلم فى قضايا عامة ولا تتحدث إلى الآن في التفاصيل التي من أهمها بناء العقيدة الدينية التي هي الأصل الذي تبنى عليه الشريعة، فضلاً عن توفير الحياة الكريمة التي يرضاها المولى سبحانه وتحقيق العدالة الاجتماعية، أما من يرى غير ذلك فإنه لا يرى إلا الوجه العقابي لها.
ختاماً فإن الحقبة التي تمر بها مصر خطيرة جداً، تختلف في بنيتها عن المراحل السابقة، بعد تجاوزنا مرحلة الإسلام السياسي التقليدي إلى الإسلام السياسي القريب من السلطة، وما يصاحب ذلك من آليات أهمها تطبيق الشريعة، بعد استلام السلطة بالفعل، ونتمنى أن يحدث اتفاق في الهيئة التأسيسية على الدستور المصري بما يحفظ للأمة وحدتها، والشريعة مقاصدها.
التعليقات
الصليبيون والملاحدة
الصليبيون والملاحدة -عداء الطغمة العلمانية الملحدة والصليبية للشريعة جزء من عداءها للاسلام والمسلمين ما فيش كلام ! مع العلم ان الحدود الشرعية لا تطبق على الكفرة من الصليبيين والملاحدة وانما تستبدل بالحبس والغرامات
نتاج البذرة الخبيثة
خليل -مخالف لشروط النشر
اللي على راسه بطحه
لبيب سعد -لا يرفض تطبيق الشريعة الاسلامية الا اللي على راسه بطحه ، ومع ذلك لا اتوقع ان يكون تطبيق الشريعة البند رقم واحد للدكتور مرسي ولكن ربما رقم عشرة بعد تهيئة الارضية لها بالقضاء على الفقر والفساد
عملاء الغرب
نديم صالح -ما يحصل في مصر وغير مصر هو صراع على الهوية وصراع بين المشروع الاسلامي والمشروع الغربي وعملاء الداخل من المتغربنين وخدام الغرب يحاولون بكل الوسائل الوضيعة وغير الاخلاقية خدمة هذا التوجه وتكبيل مصر ومنعها من الانطلاق
لايجرأون
خوليو -لايريدون الخوض في معالجة هل تصلح هذه الشريعة للحكم ؟ يداورون المشكلة ويهربون من الزنقة والخنقة التي يقعون فيها عندما يعالجون المشكلة بعمق وشرح كاف، فمثلاً ماهو موقف هذه الشريعة من حقوق الانسان والمرأة والطفل، ما هو موقفها من الحريات الشخصية والمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، لماذا تمنع الشريعة أن يحكم البلاد غير مؤمن على طريقتها ، لماذا تمنع الزواج المدني الضروري لللانصهار الاجتماعي بين مجموعات يتعايشون على أرض واحدة، لماذا تسمح هذه الشريعة الفاقدة للصلاحية كحكم تعدد الزوجات ولاتسمح بتعدد الأزواج على الرغم من أن العصر الحديث تغلب على قصة تحديد النسب، أكبر مشكلة لهذه الشريعة هو فروضها التي تمنع وتقضي على الحرية الشخصية وتحارب كل من يعارض وينتقد وهذا يتنافى بالكامل مع حقوق الانسان في هذا العصر، خذوا هذه الشريعة وفرائضها وضعوها في المتحف وأغلقوا عليها الباب فهي مخجلة لعرضها في هذا العصر ، هي سبب المشاكل والقتال والاقتتال والتفجيرات ، فهل تجرأون على مناقشة صلاحيتها في المحافل الدولية ؟ أساساً لاتوجد دولة واحدة من أتباع هذه الشريعة وقعت على ميثاق حقوق الانسان العالمي .
أي شريعة؟
حافظ -الشريعة عبادات ومعاملات. العبادات هي علاقة الإنسان مع خالقه وهي ثابتة ولا نقاش فيها. أما المعاملات فهي العلاقات بين البشر وهي خاضعة للظروف وتغيّرها ولطبيعة المجتمعات وتطوّرها. على سبيل المثال نظرتنا إلى حقوق الإنسان عموما وحقوق المرأة خصوصا وإلى علاقتنا مع من يدينون بغير ديانتنا تغيرت كثيرا عن نظرة أسلافنا، فلم يعد فرض الجزية أو الاسترقاق أو ملك اليمين أو التمييز في الحقوق بين المرأة والرجل ممارسات مقبولة بمعايير اليوم. وتغيرت أيضا النظرة إلى حريات الإنسان الأساسية فأصبحت حريات الرأي والتعبير والعقيدة والإبداع حريات مقبولة ومكفولة بمختلف القوانين. فهل أن المطالبين بتطبيق الشريعة مستعدون لتطوير المعاملات فيها حسب ظروف هذا العصر، أم أنهم مصرّون على العودة بنا قرونا إلى الوراء وعلى تكفيرنا وتفجيرنا إذا لم نشاطرهم رؤيتهم؟
لماذا لا تصدقونى؟
صابر الدين فهمى -أعداء الحرية والإسلام فى مصر وفى كل مكان سينقلبون على العملية الديمقراطية، بحجة الإخوان المسلمين والسلفيين لأنهم يخافون من الإسلام وتطبيق الشريعة التى ستقضى على جشعهم فهم خونة وعملاء للغرب، وإن تعارض الإسلام مع جشعهم قاوموه بحجة الإسلاميين
ماذا نريد من الشريعه
راكان بن سعود -المشكله اننا نريد الشكليات بغض النظر عن الجوهر .. القضيه ليست في تطبيق حدود (قطع الايدي،قطع الرقاب،جلد الزاني )لكن المهم هم تحقيق العدل والعداله التي هي غايه انسانيه ينشدها الانسان في اي مكان من العالم .. والسؤال .. هل تطبيق الشريعه سوف يؤدي الى تحقيق العدل للفرد والمجتمع ؟ ام اننا سوف نطبق حدود وتعاليم شرعيه اسلاميه لمجرد التطبيق ذاته (لاحظ التجربه الفاشله لتطبيق الشريعه في السودان في عهد النميري ، والتي لم ينتج عنها الا جيش من المشوهين والمعوقين الذين قطعت ايديهم وارجلهم من خلاف !! ايضا .. لاحظ الدوله الاخرى الكبرى التي تطبق حرفيا تعاليم الشريعه ، لكن للأسف غاب عنها العدل الاجتماعي !!) المهم .. اخشى ان دعوات تطبيق الشريعه لمجرد مداعبة اوهام البسطاء ، ولتكون وسيله للحاكم للسيطره على الشعب من خلال ارهابهم وارهاب من يتجرأ على معارضته بأن عقابه سيكون قطع يده ورجله من خلاف .. واذا لم يرتدع و " يرعوي " فسوف يقطع ويصلب ليكون عبرة لغيره ..!!!
السعودية وإيران
جروب الخير -الذين يتحدثون عن الشريعة أتحداهم لو عملوا مقارنة صحيحة بين إيران والسعودية كى يعرفوا أى تجربة الشريعة فى الدولتين ناجحة وشكرا لكم
شريعة الله
سامر الشيخ -إن الحكم إلا لله.. إن الحكم إلا لله.. إن الحكم إلا لله
اسد من مصر
خالد بن رجب -الفريق اركان حرب--بطل من القوات المسلحة انه المنقذ -الرجل المحترم المؤدب-الرجل الذي سينهض بمصر علميا -اقتصاديا-ثقافيا-صحيا-والقضاء على الفقر والعشوائيات والتلوث وقلة النظافة في المدن والارياف والصعيد-وعمل مساكن حديثة ليس من الطين النهوض بالسياحة وهذا هو المهم -لان مصر تحتاج لكل دولار العمل والانتاج لاياتي بالشعارات الدينية ولكم في ايران والسودان والصومال وغزة حماس لدليل -- بل خلق بالحياة المدنية العصرية المتحضرة الفرصة الاخيرة
الى تعليق رقم 10
فهد بن مرادي -كلام غير واقعي وغير منطقي-انه فكر عفا عليه الزمن