أصداء

العلَمانية: العلم قبل التهجٌم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يمكن القول، إجمالا، إن أكثر المفاهيم التباسا هو مفهوم العلمانية وخاصة في الحقل التداولي الإسلامي، فما من شعار من شعارات الفكر الإسلامي الحديث كان، ومايزال، مدعاة لسوء التفاهم أكثر من شعار " العلمانية". فلما نقرأ لبعض الناس قولهم "العلمانية هي اللادينية" أو "العلمانية هي العداء للدين" أو "العلمانية باختصار هي نبد الدين وإخراجه من الاجتماع البشري" أو "العلمانية هي فصل الدين عن السياسة" أو " هؤلاء المستغربين من العلمانيين والحداثيين والليبراليين وعملاء الغرب"، وغيرها من أحكام القيمة والخلاصات السريعة. أقول لما نقرأ ذلك، يتجلى لنا هذا اللبس، كما ندرك أن العقل المسلم، بشكل عام، يهوى معارضة أي جديد قادم من الغرب تحديدا. بدأ الأمر عندما اعتبرت السيارة هي الدابة التي تمشي على أربع، و تم تحريم استعمال " البرق"، وكفرت الديمقراطية على أساس أن البرلمان يشرع نيابة عن الله وأن الأحزاب تشتت الأمة ( نعم كل هذا كان حراما، ومن يريد التيقن ما عليه إلا مراجعة الكتابات الفقهية لبداية القرن ال20، وخاصة تلك المناظرات التي كان يجريها " الحجوي" مع فقهاء التحريم )، وصولا إلى تكفير وزندقة من يقول بالدولة العلمانية أو الدولة المدنية.

لكن ما نستغرب له ويحز في أنفسنا هو ذلك النقد غير المبني على علم ولا على أسس نظرية أو عملية، ننتقد أشياء دون أن نقرأ عنها، نقيم أشياء بناء على ما نسمع من معارضيها، لماذا لا نعطي لأنفسنا فرصة معرفة الامور قبل الحكم عليها، لماذا لا نسأل قبل أن نحكم، لماذا نكفر العلماني أو نزندقه قبل أن نتحاور معه ونفهم ماذا يريد؟ ما هو موقفنا إذا توصلنا، عبر الحوار والنقاش الهادف، إلى نتائج متشابهة؟ ألا يمكن أن تكون المقدمات المختلفة بينما النتائج متشابهة؟ لماذا لا نطرح على أنفسنا، مثلا، ما هي العلمانية ثم نتوجه صوب أمهات الكتب لكي نستخلص كنهها وبعد ذلك نقيم هذا المفهوم ونصوبه ؟ نعم علينا فعل ذلك والآن: فما هي العلمانية يا ترى؟

لا نهدف من السؤال أعلاه الإحاطة الشاملة بمفهوم أو مبدأ العلمانية، وإنما إعطاء لمحة وجيزة، بما يسمح به المقام، حول بداياته وسياقاته والاختلافات التي صاحبته داخل التداول السياسي الغربي من جهة، و الموقف من العلمانية داخل البيئة العربية الإسلامية. كما تجدر بنا الإشارة، إلى أننا ننطق العَلمانية بفتح العين واللام معا، وليس بكسر العين كما هو شائع، فكسر العين يعني أن مصدر العلمانية هو العلم وهذا ليس غاية العلمانية وإن كان أحد تجلياتها، بينما نطق " العَالمانية" بفتح العين واللام واختصارها بالعلمانية فتعني، مما تعنيه، أن الحكومات مكلفة بالتركيز على عالم الإنسان بدلا من الإيهام بان الحاكم يتلقى أوامره من الله ويحاول فرضها على البشر.

لم يكن "مارسيليوس"، وهو أحد القساوسة الذين ثاروا على الكنيسة في القرن 13، ليعتقد أنه ينظر لمبدأ العلمانية سواء كمصطلح أو كمفهوم، وإنما حاول هذا الرجل أن ينظر إلى السياسة المدنية من منظور فلسفة أرسطو، منطلقا، باعتباره رجل دين مسيحي، من مسلمة أن الوحي يفوق العقل ولكنه ليس مضادا له. لقد دشن محاولته من خلال دفاعه عن الدولة الواحدة، التي تضع سلطتها الأساسية في يد مشرع واحد هو المشرع البشري، أي الشعب الذي هو مجموع المواطنين، مع ضرورة خضوع الكهنة المسيحيين للعلمانيين المسيحيين، وخضوع الارستقراطية لعموم الشعب المسيحي. حسب ما ذكر المفكر المعاصر "ليشتراوس " في حديثه عن الموجات الثلاثة للحداثة.

غير أن أفكار "مارسيليوس" لن تعرف طريقها إلى النقاش إلا مع بداية القرن 15، أي عند محاولة اجرأة مبدأ العلمانية ضمن البيئة المسيحية. فبداية أطلق مصطلح علماني للتمييز بين رجل الدين المتفرغ لرعاية الشؤون الدنيوية للمتدينين، وبين رجل الدين المتفرغ للأمور الدينية من عبادة وتبتل، حيث أطلق على الأول لقب علماني.

لكن هذا المصطلح سيطلق فيما بعد على عملية تحويل أراضي الكنيسة إلى سلطة الدولة، وفيما بعد ستعرف فرنسا تحديدا، عملية علمنة واسعة للتعليم عبر نقله من إشراف الكنيسة إلى إدارة الدولة، غير أن الموقف من العلمنة في البيئة الأوروبية لم يكن موحدا، فبين العلمانية/اللائكية التي عرفتها فرنسا وخاصة سنة 1905، وبين علمانية ألمانيا وبريطاني، وعلمانية اليونان توجد فروقات كبيرة، وكذلك حصل الاختلاف بين من اعتبر العلمانية وسيلة إجرائية للحكم والتمييز بين رجال السياسة ورجال الدين، وبين من اعتبرها نظرية في الحياة تستهدف تغيير القيم ونزع القداسة والسحر عن العالم، حيث يمكن إيجاز الموقف من العلمانية بين ثلاث خيارات:
- خيار إحلال دين علماني وثوقي مبني على العقل، محل الديانات القائمة ومحاصرة الكنيسة (فرنسا اليعقوبية)،
- خيار حيادية الدولة ( الدول الاسكندينافية)، والانفصال الوظيفي بين الدولة والدين : الكنيسة في الدولة بينما الدول فوق الكنيسة،
- خيار الربط الوظيفي بين الكنسية والدولة ( بريطانيا، إيطاليا، ايرلندا واليونان)، ومنح وضع متقدم للدين والكنيسة.

فبعد الصراع والحروب التي فشلت الكنيسة في الحد منها واستعادة وحدة الدولة، أدرك رجال الدين والساسة أنه لابد من التعايش مع المغايرة الطائفية أو الدين، حيث تبلورت البذور الأولى لما عرف لاحقا بمفهوم التسامح الديني وحرية الاعتقاد، فالعلمانية لم تكن خيارا أيديولوجيا بقدر ما كانت حلا إجرائيا للسيطرة على مشكلة الصراعات الدينية حيث استحالة بناء الاجتماع السياسي على وحدة الدين، من هنا يمكن القول، مع رفيق عبد السلام، كفرضية أن الحل العلماني اكتسب كخاصية إجرائية وعملية قبل أن يكون رؤية فكرية، أو نظرية سياسية محايدة.
فإذا كانت العلمانية في أوربا قد أسهمت في الحؤول دون المزيد من الحروب الدينية، فإن استقبال التداول السياسي العربي الإسلامي لمصطلح ومفهوم العلمانية لم يكن إيجابيا دائما، بل عم الجدال والصراع، بل وأهدرت دماء من يقول بالعلمانية وشهدت الندوات والساحات والمحافل ملاسنات ومشادات وأعمال عنف بين الأطراف المناهضة للعلمانية وبين تلك المنادية بها، كما تشكلت أحزاب اتخذت من العلمانية أيديولوجية لها، مما دفع بأحزاب أخرى لكي تتشكل على أساس مناهضة العلمانية وإقامة الشريعة بذريعة تعارض الإسلام والعلمانية، فكانت المواقف كالآتي:
- تيار رافض للعلمانية ويعتبرها كفرا وإلحادا ولادينية، كونها نظرية تستهدف عزل الدين ونشر الفكر المادي وتغيير حكم الله، وأن لا فرق بين رجل الدين ورجل السياسة، بل المطلوب في رجل سياسة أن يكون متدينا ورعا.

- تيار ينادي بعلمنة المجتمع وإقامة نظام سياسي حر لبرالي يعتمد على النقاش الحر داخل الفضاء العام، بناء على مقتضيات العقل ودون تدخل الدين أو رجال الدين والتركيز على الإنسان المبدع الخلاق.

- تيار حول تلمس طريق ثالث بين الرفض التام والقبول الكلي، حيث سيحاول هذا التوجه التمييز بين العلمانية كنظرية ونظرة للقيم، وبين العلمانية كوسيلة إجرائية للحكم وحيادية الدولة، مع ضمان حرية الاعتقاد والتعبد.
أردنا من خلال ما تقدم أن نبين أن العلمانية لم تكن يوما تعادي الدين أو تحاول القضاء عليه، وإنما أرادت أن تنزع الطابع السحري عن العالم، كما تطرق إلى ذلك عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر، وتقدم رؤية علمية عن الاجتماع السياسي والتمييز بين رجل الدين ورجل السياسة حتى لا يتم الخلط بين ما يحتمل الخطأ والصواب وما لا يحتمل الخطأ، والتمييز أيضا بين النسبي والمطلق، فضلا عن التمييز بين الأحكام التي تهم الدنيا وتقع الآخرة في طولها وبين الأحكام التي تهم الآخرة وتقه الدنيا في طولها، على أساس أن الإنسان أدرى بشؤون دنياه كما روي عن الرسول.

فالعَلَمانية بفتح العين واللام لا تهدف من خلالها الحكومات، التي تتبناها، تغييب الدين عن المجتمع أو محاربته، كما يتوهم البعض أو كما حاول التطرف العلماني الديكتاتوري فرضه، بل تهدف الحكومة، من خلال العلمنة، إقامة جنة في العالم الأرضي لجميع المواطنين، مع السماح للمؤمنين منهم بالبحث عن جنة أخرى في مكان آخر دون تدخل من الحكومة سواء بالرفض أو بالفرض. بهذا المعنى لن تكون العلمانية في وضع مناهض لأي دين، وخاصة للدين الإسلامي الذي يدعو إلى العقل والعلم، ولن تعترض على مقولة "الإسلام دين ودنيا" بل تعترض على مقولة" الإسلام دين و دولة"، وهو تحريف بدأ مع "المودودي" ولم يقل به أحد من قبل، كما تعترف بان الإسلام فاعل في المجتمع، لكن تعترض على تسييس الدين من طرف حزب سياسي أو جماعة سياسية، ولي أعناق الآيات والنصوص حتى تنطق أصواتا انتخابية.

فمن يحاول تديين الحكومة، يعي جيدا ضعف إيمانه وبالتالي يحاول أن تقوم الحكومة مقامه في العبادة، حيث تمنعه من شرب الخمر وتفرض عليه الصلاة والزكاة، ومن تم يضحي المؤمن يعبد الحكومة التي يخشى بطشها بدل عبادة الله الذي يحبه ويجله ويرجو جزاءه الأخروي.

لكن، وللأسف الشديد، نجد بعض مناهضي مبدأ العلمانية يتوسلون بآيات وأحاديث قرآنية لا تمت للموضوع بصلة، كالآيات المتضمنة ل :(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون أو هم الظالمون). فرغم أن هذه الآيات تنزع من سياقها المخاطب لليهود، فإن العقل الفقهي أستنتج أن مصطلح "الحكم" يعني الحكومة، في الوقت الذي لا يراد منه غير الجانب القضائي أي الأحكام القضائية والتي لا يناقش أحد في قطعيتها، وإنما الجدال منصب على أن قطعية الدلالة أو الورود لا تعني قطعية التنفيذ، فعمر ابن الخطاب نفسه جمد حد قطع يد السارق وأوقف إلى الأبد "سهم المؤلفة قلوبهم" على أساس أن الشروط التي استدعت حد السرقة لم تكن موجودة وأن "كثرة سواد الأمة" أبطلت مفعول النص القاضي بالإنفاق من أجل تكثير الأمة.
ويمكن أن نختم- مع أننا سنعود للموضوع في أبحاث أكثر استفاضة- بوضع مقارنة بين هذا الحديث الذي أورده مسلم في صحيحه، وهو غاية في الأهمية، كان الرسول(ص) إذا أمر أميرا على جيش إلا ونصحه بالقول: "....وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمُ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلا تُنْزِلْهُمْ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ مَا يَحْكُمُ اللَّهُ فِيهِمْ، وَلَكِنْ أَنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِكُمْ، ثُمَّ اقْضُوا فِيهِمْ بَعْدَ مَا شِئْتُم ْ". وبين أقوال، من جاء بعد الرسول من حكام، و التي نورد أمثلة منها: " أيها الناس، إنا أصبحنا لكم ساسة وعنكم ذادة نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا ونذود عنكم بفيء الله الذي خولنا " أو " وإن أمر يزيد قد كان قضاء من الله وليس للعباد خيرة من أمرهم " أو " أيها الناس إنما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه، وحارسه على ماله أعمل فيه بمشيئته وأعطي بإذنه ".


باحث في العلوم السياسية، المغرب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا لتجميل القبيح
لا لتجميل القبيح -

العلمانية لا تعني فقط اللادينية ولكن ايضا الالحاد وانكار الغيب والالحاد يعني حيث لا يوجد رب فكل شيء مباح ! اما فرنسا فلم تلغ الكاثوليكة الصليبية ولكن تبنتها بعد ان قصصت رموزها وطقوسها ولكن روحها الشريرة مازالت تحتفظ بها بدليل ما فعلته فرنسا العلمانية بالشعوب في مستعمراتها في اسيا وافريقيا والكاريبي الخ وضد مواطنيها الفرنسيين من اصول مغاربية وغيرهم نفس ممارسات الكاثوليكة الصليبية المتعصبة مع ملاحظة ان بطرك فرنسا يحكم من خلف ستار !

مالكم لا تعقلون ؟؟
مالكم لا تعقلون ؟؟ -

القرآن اول من يخاطب يخاطب المسلم و اللبرالية والعلمانية والديمقراطية هذه عقائد ارضية تصوغ حياة الافراد وتفرض عليهم اوامرها ونواهيها !! وتمنح وتمنع تثيب وتعاقب ؟! وفي ظلها لايستطيع المسلم العيش وفق قناعاته الشخصية والدينية بل هي تقمعه وترغمه على ممارسة حياته وفق اشتراطاتها ولا يستطيع ان يحيد عنها او ان يخرج عنها والا اعتبر مرتدا يجب معاقبته ؟!! صحيح انه لا يقتل بدنيا ولكنه يقتل معنويا !! بينما في الاسلام يستطيع غير المسلم من الصليبيين والملاحدة ان يعيش وفق معتقده مالم يخرج على النظام العام للدولة الاسلام لا يتدخل في الحياة الشخصية للانسان بل اكثر من ذلك يحميه ؟! عجبا هل نترك الاعلى ونهلث وراء الادنى الا تعقلون ؟!

مفهوم مسيحي
سلام -

العلمانية مفهوم مسيحي بإمتياز، وقد إستخدم اللاهوت المسيحي هذا المصطلح او المفهوم منذ القرن 3 الميلادي. إن كل من يجادل في ذلك هو إما جاهل بالموضوع، أو يعاني من جرح نرجسي أو عقدة نقص. أما الطرح الوارد في المقال فيتضمن الكثير من الأخطاء والمغالطات التي لا يتسع المجال في هذه العجالة لمناقشتها. لكن على حال يشكر الكاتب المحترم على إجتهاده في هذا الموضوع.

العلمانية والالحاد
علي البصري -

من قال ان العلمانية تعني الالحاد انما العلمانية هي وقوف الدولة على مسافة واحدة وبحيادية عن الاديان والمذاهب وعدم تدخل الدين يالسياسة وذلك بعد فسوق رجال الدين ودعمهم للطغاة في اوربا وبالاخص فرنسا ،وماالحضارة الاوربية الا نتاج العلمانية وتاطير الحياة باطار علمي فالديمقراطية وتعبير الناس مايجول في خواطرهم في صناديق الانتخابات وصحافة حرة وتداول سلمي للسلطة دون دماء وقضاء مستقل وبحبوحة عيش فيها كل مباهج الحياة والضمانات الصحية والاجتماعية والنقابات والاتحادات لماية المصالح حتى بدا يهاجر المسلم وغير المسلم اليهم حتى امتلىء البحر من الغرقى التي تنقلب مراكبهم في البحر لكن البعض لم يجرب حكم الاحزاب الاسلامية ولم يكتوي بنارها بحجة الخلافة الاسلامية واية خلافة فقد اختلف الخلفاء وعمت الفتن وقتلوا جميعا الا واحد مات لكبر سنه لعدم وجود طريقة واضحة للحكم والدليل الغلط بعد وفاة الرسول بين الانصار والمهاجرين او راي الشيعة في بيعة الغدير وغيرها انما هناك اشارة مبهمة وهي الشورى وقد استغلها البعض ابشع استغلال واصبحت المبايعة التي قد تكون بحد السيف والتخويف التي جعلت الحكم وراثي ملكي في العهدين الاموي والعباسي او العثماني والان اصبحت الخلافة الاسلامية تعني امارة الطالبان ومحاكم الشوراع والانتحاريين في الاسواق ومرآب السيارات ،والقهر واحتقار المراة بمجتمع ذكوري يسطو الرجل علة المراة ويجعلها اشبه بالبهيمة ،وقد لاتكون تفكيرات اسلامي العصر كما ارادها الدين انما ترك الله البشر ولم يقيدهم بهذه القيود لان لكل زمان وعصر سمات جديدة او لكل زمان دولة ورجال.

العلمانية هي الالحاد
العلمانية هي الالحاد -

صحيح ان في الصليبية هناك علمانية جزئية دع ما ليسوع بن بولس ليسوع ودع ما لقيصر لقيصر ، وصحيح ان المرتد عن العلمانية الغربية لايقتل ويعاقب بما هو دون ذلك لكن في العلمانية العربية قتل المعارضين شيء عادي جدا كما في الالحادية الشيوعية حيث قتل ستالين اربعة ملايين كافر بها والاحزاب الشيوعية في الوطن العربي قتلت ايضا معارضيها وقمعت وافقرت الشعوب اما من يتكلم عن الخلاف السياسي الاسلامي فهو صحيح ولكنه لم يصل الى ما فعلته الالحادية بمنسوبها وشعوبها ان العلمانية هي انكار للغيب او كما يقال للماورائيات ماهي مرجعية العلمانية ؟ انها الدنيا او عالم الشهاده اما الغيب فهو محل شك او انكار وحيث لايوجد رب ولا آخرة ولابعث ولا نشور ولا حساب فكل شيء مباح ؟ !!

عملية تجميل فاشلة !
عملية تجميل فاشلة ! -

نعم مات الالوف من المسلمين وهم في طريقهم الى اوروبا العلمانية الديمقراطية الحداثية واللبرالية لكن لايجب ان ننسى سبب ذلك انه حماية وتوطيد النظم الغربية والعلمانية والحداثية واللبرالية والانسانية للطواغيت العرب والمسلمين من الملاحدة والعلمانيين الذي تسبب استبدادهم وقمعهم الى افقار الشعوب وتجويعها مما اضطرهم الى ركوب البحر من اجل البحث عن لقمة عيش مغموسة بالالم والمعاناة نسأل ماهي مرجعية العلماني المسلم ان صح التعبير واضح ان المقال يؤكد رأينا في ان العلمانية هي الالحاد وما يتصل به من ادوات القمع للانسان وازدراء بالدين وهذا ما يستبطنه الكاتب حقيقة وان هذا الطلاء الجميل لم ينجح في اخفاء القبح !

سهم المؤلفة قلوبهم
سهم المؤلفة قلوبهم -

سهم المؤلفة قلوبهم يمكن اعادته للصرف على دعاة الالحاد والتغريب في المجتمع المسلم بدلا من ان تصرف عليهم السفارات الاجنبية والدوائر المعادية للاسلام من الصليبيين واليهود وغيرهم ؟!! ولماذا يكون للالحاد دولة والعلمانية دولة والصليبية دولة واليهودية دولة والهندوسية دولة والبوذية دولة ولا يكون للدين الاسلامي دولة ؟!! اي منطق هذا بالواقع ان محاربة الاسلام ودولة الاسلام من جهة الملاحدة والترويج للفكر الغربي الالحادي هو خوفهم من الشريعة وكما يقال اللي على راسه بطحه بيحسس عليها !!

صيغة تلفيقية مرفوضة
صيغة تلفيقية مرفوضة -

واضح هنا ان الدعوة الى اسلام محنط ومستئنس لا يهش ولا ينش يهمين عليه الانسان ولا يهمين على الانسان ؟!! وهذا ما نرفضه كمسلمين ان تجربتنا مع العلمانية العربية بائسة جدا حيث قمع ملايين الناس وجوعوا وافقروا وادخلوا في مغامرات للانظمة العلمانية العربية فكانوا وقودا لها لا يمكن لانسان مسلم ان يجتمع في قلبه العلمانية والاسلام هذا محال اما الاسلام او العلمانية اما هذه الصيغة التلفيقة فمرفوضة حتما

العقلانية هى الوجه الثانى
انور الباشا -

الدين الاسلامى او الدين الذى انزله الله ( القرآن ) , هو دين عقلانى علمانى لأبعد الحدود ابتداء من اعطاء حرية المعتقد ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) من اكبر اساسيات العلمانية . الى حرية إبداء الرأي ( لست عليهم بمسيطر ) .! هذا ما جعل الكثير من الباحثين الوصول الى نتيجة واحدة مفادها ان شرع الله ( القرآن) هو بجد الوجه الثاني للعقلانية او ما يسمى بالعلمانية .

يا سلام على جرائم طالبان
يا سلام على جرائم طالبان -

يا سلام على جرائم طالبان ، ان العلمانية بشقيها الالحادي والرأسمالي مسئولة عن قتل ثلاثمائة مليون انسان في ما ئة عام في حربين عالميتين وحروب اخرى اصغر والاضرار بالكوكب والبيئة وتدمير لانسان على المستوى الانساني حيث حولته العلمانية الى مادة استهلاكية مثل الكلينكس واقل احيانا !! لقد ذهبت العلمانية الالحادية والرأسمالية بالحروب الى اشواط غير مسبوقة في تاريخ البشرية وباتت الابادة العامة التي تكلمت عنها الاناجيل عند الصليبيين حقيقة واقعة في حياة الناس اذا نزعنا الجانب القيمي وهو الدين من الفضاء العام من الدولة من السياسة من الاقتصاد من الاختراعات الخ فهذا ايذان بخراب الدنيا والدين وهذا حاصل في الواقع في كثير من الميادين والاحصائيات الحيوية في الغرب شاهدة على ان دمار المجتمعات الغربية ناتج عن تنحية القيم الدينية من الفضاء العام واستبدالها بالقيم الاستهلاكية حيث كل شيء مباح اذا سيأتي بالمال ! يا جماعة كونوا مع الاسلام تربحوا الدنيا والاخرة وبدونه الخراب والخسران

كلمة حق يراد بها باطل
كلمة حق يراد بها باطل -

( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) لا يعني استحباب او تحبيذ الكفر على الايمان ولكنه اختيار مع المسئولية من لا يؤمن بالله وحده لا شريك له عليه ان يتحمل ملآت اختياره ان الله تعالى يحب للانسان الايمان ويكره له الكفر ولا يمكن للمسلم الاصلي ان يصرح بكفره ويشرح به صدرا في المجتمع المسلم حفاظا على النظام العام للمجتمع المسلم الذين يكفرون بالله وهو خالقهم ورازقهم مآلهم الى الجحيم ان العقلانية لا تعني الغاء الوحي والاستغناء بالعقل عن الوحي العقل قاصر باعتراف اهل الالحاد والعلمانية عن الادراك الكامل لمنظومة الكون والحياة عقلك لن يدلك على المرحاض العمومي في بلد لاتعرف لغة اهله ولم يضعوا اشارة الى مكانه فستضطر ان تعملها على حالك !!!! العلمانية الحاد والعقلانية غواية ان ابتعد عن وحي السماء وقيمها