قبل أن يحل الخراب: ابتسامة "بايبس" الغريبة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في أغسطس عام 2011 ألتقيت الباحث والكاتب الأمريكي - اليهودي "دانيال بايبس" مدير منتدي الشرق الأوسط في "فيلادلفيا" - الولايات المتحدة، كانت ابتسامته تحمل قدرا لا بأس به من (الاستغراب) وهو يستمع لرؤيتي عن الثورة في مصر وتوقعاتي لما تحمله الأيام القادمة.. باغتني "بايبس" بهذه العبارة الصادمة: "23 يوليو 1952 كانت "ثورة" قادها الجيش، أما 25 يناير 2011 هي "انقلاب" إسلامي علي ثورة يوليو".. أو قل إنقلاب إخواني علي ستة عقود من حكم العسكر.
السؤال الذي شغلني بعد هذا اللقاء القصير مع " بايبس ": ما مصلحة الولايات المتحدة في وصول الإسلاميين للحكم في الشرق الأوسط، وما تأثير ذلك علي مستقبل الصراع في المنطقة واتفاقيات السلام مع إسرائيل؟.. طرحت ذلك في مجموعة من المقالات نشرت في " إيلاف " منذ شهر أكتوبر الماضي مثل: "أين يتجه اللوبي الإخواني وأوباما بالولايات المتحدة" و"لاهوت العسكر: خطة أوباما لإجهاض الثورة في مصر" و"كارثة علي الحافة: مقال لن يقرأه أوباما" و"الولايات المتحدة والليبرالية في الشرق الأوسط" وغيرها من المقالات التي كانت تترجم علي عشرات المواقع الأجنبية المهمة عقب نشرها في "إيلاف"، بل ويعاد نشرها من جديد علي مواقع أجنبية أخري - ولأسباب مختلفة - بعد مرور شهور من النشر (أنظر هذا الموقع، علي سبيل المثال). اضغط هنا
الضغوط الجبارة التي مارستها إدارة أوباما - ولاتزال - لتمكين الإخوان المسلمين من الوصول إلي الحكم في مصر، هي تطبيق حرفي لاستراتيجية الولايات المتحدة ليس في الشرق الأوسط فقط - وهذا هو الخطير في الأمر - وإنما علي العالم في مطلع الألفية الثالثة. فقد كشف السياسي الأمريكي المخضرم "مارتن إنديك" عام 2004: "أن فشل الرئيس بل كلينتون في تحقيق السلام بين العرب وإسرائيل قد جعل الاستراتيجية التي تجعل من السلام العربي- الإسرائيلي مفتاحا للشرق الأوسط استراتيجية فاشلة، حيث لا يوجد كثرة من الأمريكيين يتبنونها، وعلى العكس.. لم يبق أمام الولايات المتحدة والغرب كله سوى واحدة من استراتيجيتين: العنف والحرب، والضغط السياسي والدبلوماسي، من أجل تغيير طبيعة المنطقة المغرقة في التقليدية والتطرف، أو الحجر (الكارنتين) الذي يمنع الإرهاب من الوصول إلى الشواطئ الأوروبية والسواحل الأمريكية".
ولأن الرئيس السابق جورج بوش الإبن قد جرب الاستراتيجية الأولي.... وفشل، فلم يبقي أمام الرئيس أوباما سوي الإستراتيجية الثانية وهي " الحجر " علي هذه المنطقة الحاضنة لكل الأمراض والأوبئة حتي تصفي نفسها بنفسها عن طريق الإسلام السياسي (وقود الحروب القادمة).
وما علاقة الإسلام السياسي بإستراتيجية الولايات المتحدة في العالم؟
مفتاح فهم هذه العلاقة هو ما قاله الرئيس "أوباما" نفسه عقب تنحي الرئيس مبارك، قال: "أن التغيير الذي حصل في مصر يوازي في أهميته سقوط جدار برلين"، ما يوحي بأن الولايات المتحدة تقود مخططا لتقسيم العالم وإعاده تركيب مكوناته، وما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن - وفي الطريق سوريا والأردن - ما هو إلا استكمال للمخطط العالمي الذي بدأ بالفعل. الجزء الأول منه تمثل في تفكيك الاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا الشرقية منذ عام 1989 حيث تمت إعادة رسم خريطة أوروبا بعد "سقوط جدار برلين" وإدماج اقتصادها في المنظومة الرأسمالية العالمية.
أما العام 2011 فقد شهد بداية الجزء الثاني من المخطط العالمي وعنوانه تطبيق "الحجر" علي منطقة الشرق الأوسط، وإعلان موت "الحداثة" - Modernity في المنطقة والقيم المرتبطة بها مثل "التنوير" و"الحرية" و"العدالة". حيث بلور شعار الثورة الفرنسية عام 1789: الحرية والإخاء والمساواة، أهم أهداف الحداثة، وهي: الإقرار بحق جميع شعوب العالم في التطور وبلوغ مستوى الشعوب الأخرى المتقدمة.
المخطط الذي تقوده الولايات المتحدة حاليا هو علي النقيض تماما من منطلقات هذه "الحداثة" وأهدافها، لأنه يستند إلي فكرة تقسيم العالم إلي قسمين كبيرين: القسم الأول (العالم المتحضر) الذي دخل عصر الحداثة وما بعدها (وأغلق الباب خلفه) تاركا بقية الشعوب الأخري (الميئوس منها) تتخبط وتغرق في مستنقع الفقر والتخلف.
الشعوب في القسم الثاني من العالم "خاملة" و"محافظة" تزداد تخلفا وتدينا يوما بعد يوم، لاتستطيع فهم "الحداثة" أو استيعابها ولا تقدر علي مبارحة العصور الوسطي لا زمنيا ولا عقيا، وفي تصوري أن الأيام القادمة سوف تكشف عن الدور الخطير الذي لعبه "جون برينان" النائب السابق لمدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويعمل حاليا مستشارا للرئيس أوباما لشئون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، في تأجيج الثورات في المنطقة ووصول الإسلاميين إلي سدة الحكم، ولا يوجد أفضل من الإسلاميين للمضي قدما في تنفيذ مخطط التقسيم العالمي وتلك الاستراتيجية الأمريكية.
المشكلة التي تواجه أمريكا في الشرق الأوسط - بعد نهاية الحرب الباردة - ليست "الإسلاميين" وإنما "إسرائيل"، التي أصبحت عبئا ثقيلا وحجر عثرة في سبيل إحكام سيطرتها علي العالم، وليس من المستبعد أن تقدم الولايات المتحدة، في وقت لاحق، على التضحية بإسرائيل خدمة لأهدافها بعيدة المدى.. وهو ما يفسر - جزئيا - سر "إبتسامة" دانيال بايبس (الغريبة) وحديثه عن "الإنقلاب الإسلامي" علي ثورة يوليو 1952.
Dressamabdalla@yahoo.com
التعليقات
لماذا يا صليبيون ؟!
لماذا يا صليبيون ؟! -صليبو المهجر اصدقاء صدوقون لـدانيال بايبس شاؤول العصر الحديث !! جيد اذا كانت المزاعم ان وصول الاسلاميين الى السلطة مصلحة امريكية لماذا يعاديهم الصليبيون المشارقة ؟! خوفا على اخوانهم اليهود الصهاينة الغاصبين لفلسطين حتما !!! بالمناسبة ارثوذكس مصر اسلافهم يهود تنصروا ثم تصلبنوا ثم تصهينوا فلا تعجب !!
الاب الروحي للاوغاد
الاب الروحي للاوغاد -الليكودي الصهيوني النازي الامريكي دانيال بايبس عراب من يتسمون باللبراليين الجدد وابوهم الروحي !!
عداء الصليبين للاسلام
عداء الصليبين للاسلام -القرون الوسطى بالنسبة للصليبين كان قرون الظلام والتخلف وبالنسبة للمسلمين عهود انوار وحضارة استخدام الصلييين لمصطلح العصور الوسطى للغمز يكشف ان مشكلتهم مع الاسلام والمسلمين وليس مع الاسلاميين كونوا اكثر شجاعة يا جبنا فقد سقطت اقنعة اليسارية والالحاد التي تزعمون لايمكن للمسيحي العلماني المشرقي الانعزالي الا ان يكون طائفي وصليبي حقود في النهاية
العملاء يتهمون
مسيحي حقيقي = مسلم -من الواضح ان هذا الكاتب في كل مقالاته يكن عداء شديدا للاسلام والمسلمين ، وليس الاخوان المسلمون فقط ، لاسباب طائفيه بحته بعيدا عن أي نوع من الدقه والموضوعيه والتوازن ، والحرص على الحق والحقيقه ، فالهدف الوحيد من كل كتاباته هو شيطنة الاسلام والمسلمين والحركات الاسلاميه ، والتحدث عن (عمالتهم) لامريكا ،
مقال عميق يستحق القراءة
ابـو عـلـي / المانيا -مقال به الكثير من الوعي والعمق السياسي مشكور عليه كاتبنا الكريم . أتفق على الكثير من النقاط ولا أتفق على الأخرى . الثورات التي داهمت العالم العربي في الخمسينات والستينات كانت مهمة وأهمها ثورة يوليو 52 كونها المميزة في عمقها الوطني والقومي والأجتماعي بقيادة الخالد عبد الناصر الذي تآمر عليه الأخوان المسلمون منذ البدايات خدمةً لأسيادهم الذين أوجدوا تنظيمهم ودعموهم مادياً ومعنوياً هي بريطانيا وبعدها CIA . والحقيقة التي لا خلاف حولها هي محاولة هيمنة الأخوان المسلمون على عموم الساحات العربية وخلق بؤر توتر في الداخل العربي ونشوب الصراع وثم الأقتتال والتقسيم وهذا الواقع في السودان واليمن والصومال وفلسطين ولبنان وغدا ليبيا وأمل ان لا تلحق بهم سوريا علماً بأن النظام يخطط الى مثل هذا التقسم. فمجيء الأخوان الى سدة الحكم سيأخذ العالم العربي كله الى المجهول . وبمجيئهم سيغرق العالم العربي بالصراعات الدينية والعرقية والطائفية والمذهبية وسيعود العرب كل العرب الى أيام داحس والغبراء . وما دامت هذه الشعوب الناعسة التي لا تقرأ ولا تكتب وأن قرأت لا تفهم هي التي تنتخب هولاء المتخلفين الأشرار الأخوان ، إذاً ليحصدوا نتائج دعمهم للأخوان وهو الجهل والتخلف والظلم والقهر والأستبداد . وعلى نفسها جنت براقش !
رأي في زحمة الأراء
علي العلي -انني على قناعة تامة بأن أصحاب التعليقات السلبية لم يقرأوا المقال وأن قرأوه فإنهم لم يفهموا منه شيئاً فعلاً بأنهم من الدهماء التي لا تقرأ ولا تفهم ما تقرأ .شكراً لصاحب المقال المهم والقيم . والكاتب يكتب الى اصحاب الرأي والعقل وليس الى البلهاء.
أرحمونا
مقهورة -لكل المعلقين... كتكم القرف ماليتو البلد!!!!!!!
والله إنك ذكي يا (دكتور)
توماس جيفرسون -لو كان دانيال بايبس مسلماً أو مسيحياً وقال ما قال في الإسلام والمسلمين عن اليهود واليهودية لكان تم تصنيفه في عداد الآنتي سيماتكز والعنصريون أمثال هتلر وديفيد ديوك ولكان من ألد اعداء الميديا الغربية لكن دانيال بايبس يهودي يكره المسلمين مثلما تكرهم أنت وبقية أقباط المهجر امثال مجدي خليل وموريس صادق وبقية عصابة البغضاء والكراهية وصداقتكم له دليل على ان الطيور على أشكالها تقع وسوف يدمغكم التاريخ كأعداء للإنسانية وجنود للكراهية ، أما من استشهدت بحكمته ووصفته بالسياسي المخضرم ، مارتن إندك فيكفيه أنه خان الولايات المتحدة لمصلحة إسرائيل أثناء فترة الرئيس كلينتون ، وهو لم يتورع لحظة واحدة في خيانة كل ماقدمته له الولايات المتحدة الأمريكية من أجل مبادئه الإسرائيلية وهو الأسترالي الذي جاء لأمريكا مهاجر وبفضل اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة ( وهو رئيسه الآن) توصل لأعلى المراتب في حكومة كليتون وهو الذي وصل للولايات المتحدة مهاجراً قبل سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة ، ثم أفشى أسرار حكومة الولايات المتحدة لإسرائيل ، هؤلاء هم اصدقاءك واصدقاء أقباط المهجر. ودعك عن تحليل سياسة أوباما وحكومته فهذه الأمور أكبر منك بكثير يابرعي وأنت الذي تم فصله من الدراسة الجامعية العليا بسبب الغش الأكاديمي ، أوباما بالمقارنة صنع مجده بيده ضد كل التيارات وتخرج في كلية القانون في هارفارد ، أعظم جامعات العالم ، واوباما ليس مسلماً وقد أعلنها مراراً وتكراراً ، ولكن ماذا لو كان أوباما مسلماً ؟ الولايات المتحدة ليست صعيد مصر ياعصام أفندي برسيم وهي أعظم دولة في العالم تحديداً لأنها تجاوزت الفروقات الدينية والطائفية ، المسلم والمسيحي واليهودي والهندوسي والبوذي يتساوون في عين الدستور الأمريكي وأمام العدالة الأمريكية ، وفيما عدا بعض العنصريون من أحبابك وبعض النفايات التي ترمي بها أقدار بلادها للولايات المتحدة فالأمريكيون يسودهم علا في الفكر سبقوكم به سنوات ضوئية ، والأيام سوف تبدي لك مدى جهلك وضيق أفقك حين تقول أن هنالك لوبي للأخوان المسلمين في البيت الأبيض وأن أمريكا تسعى للتضحية بحليفتها إسرائيل من أجل أن تسيطر على العالم ! ما أضحل هذا الكلام السخيف ! أمريكا أ ُم العالم الحر هي أ ُم الحريات فكيف تسعى لسيطرة على العالم ؟ ياعيني والله إنك شاطر !
تفكير قديم
Samer -الحقيقة انه فقدت الاحترام لفكر هذا الصحافي الذي يفكر و كأن امريكا لها قدرة خارقة للتخطيط ثم التنفيذ عبر مدة زمنية طويلة يموت خلالها روادها او يتقاعدون و تتغيير اداراتها بينما هي ثابتة في خططتها نافذة في امرها لا تخيب خططها ابدا. هذا من سخيف الفكر و التفكير. اميركا بلد التكنولوجيا و الاعمال و ليست بلد الاديولوجيا و حين ترى ان من مصلحتها و مصالح شركاتها التصالح مع اي عدو لها فهيا تفعل ذالك بقليل من التردد. ليس هناك لا مخطط و لا ما يحزنون بل خطط توضع لتققييم ردات الفعل المطلوبة على اي متغير هي في غالبتها قصيرة الامد محدودة الدور.
Nonsense
The Observer -I never read anything more nonsense than this article.