فضاء الرأي

الطائرة التركية: اختبار ورسائل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جاء اسقاط الطائرة التركية في المجال الجوي السوري في توقيت فاصل، سواء لجهة ازدياد حدة التوتر في العلاقات التركية - السورية أو على صعيد وصول الأزمة السورية إلى منعطف حاسم.
بالتأكيد الاختراق التركي للأجواء السورية ليس الأول من نوعه ولكن اسقاط الطائرة التركية كان الأول من نوعه، وهو ما يعني ان العلاقات بين الجانبين دخلت مرحلة شديدة الخطورة خاصة إذا نفذت تركيا تهديداتها بأن مسألة اسقاط الطائرة لن تمر هكذا دون رد.
في الواقع، الصدام الجوي الذي حصل بين البلدين كان ترجمة للتوتر الجاري على الأرض خاصة في ظل احتضان تركيا للمعارضة السورية السياسية والعسكرية، وقد أزدادت حساسية النظام السوري إزاء هذا الأمر بعد نشر صحيفة نيويورك تايمز تقرير يتحدث عن ان تركيا انخرطت في دعم المعارضة السورية بمختلف أنواع الأسلحة وقيام مجموعات من الاستخبارات الأمريكية على الحدود التركية السورية بنشاط ملحوظ وخطوات أمنية تتعلق بالممرات وغيرها. وكل هذا كاف إلى أن يحرك النظام السوري الاصبع الموجود على الزناد ضد أي حركة تأتي من الأراضي التركية سواء من البر أو البحر أو الجو، بل ربما في العمق يطمح إلى جر تركيا إلى حرب إقليمية لقناعته بأن تركيا ستكون رأس الحربة في السيناريوهات الحربية التي تعد لها واشنطن إذا لم يسقط النظام أو يرحل بحلول الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
في الواقع، ربما كان هدف الاختراق الجوي التركي للأجواء السورية هو اختبار قدرة الدفاعات الجوية السورية خاصة بعد الأخبار التي تحدثت في الفترة الأخيرة عن نشر سورية منظومة صاروخية متطورة في المنطقة الحدودية مع تركيا وتحديدا في المنطقة التي جرت فيها اسقاط الطائرة التركية،وإذا كان الأمر كذلك في هذا التوقيت الحساس، فانه لا يمكن النظر إلى حصول ذلك دون تنسيق تركي - أمريكي نظرا للتنسيق الكبير بين الجانبين بخصوص الأزمة السورية والحديث عن سيناريوهات وغرف تخطيط مشتركة بينهما.
دون شك، الرسالة التركية من اختراق الأجواء السورية كانت واضحة وهي أنها بالفعل تحولت إلى رأس حربة لأي حرب مقبلة ضد سورية إذا ما قررت الإدارة الأمريكية ذلك في لحظة ما من فصول الأزمة السورية ، في المقابل، فان الرسالة السورية كانت واضحة وحاسمة،وهي الجهوزية والاستعداد لكل الاحتمالات وأنها لن تكون ليبيا جديدة، وبالنسبة لتركيا تحديدا فكانت أكثر من رسالة، بل في الحقيقة رسالة مزدوجة تراوحت بين التحذير من الاستمرار في الدعم العسكري للمعارضة السورية وبين ضرورة الكف عن القيام بدور المخفر الأمريكي المتقدم المحور السوري - الإيراني - الروسي . انتهى الاختبار الجوي الذي جرى بحسم سوري ينشد ما بعده، مقابل ارتباك تركي وتردد ينشد الاطلسي وينتظر الضوء الأخضر الامريكي الاصفر، فالتصريحات التركية كانت متواترة ومتناقضة، سواء لجهة الإعلان عن إسقاط الطائرة أو سقوطها نتيجة عطل فني، أو لجهة تقديم سورية اعتذار أو عدم تأكد ذلك رسميا، أو حصول اختراق المجال الجوي السوري أو عدمه.
مع التأكيد على ان اسقاط التركية ادخلت العلاقات بين الجانبين مرحلة الحرب، فانه يمكن القول ان التوقيت لم يكن لصالح اللاعب التركي الذي يدرك ان قرار التحرك منفردا ضد النظام السوري سيكون مكلفا جدا في ظل غياب قرار دولي بالتدخل العسكري من جهة، ومن جهة ثانية لعلاقة النظام السوري بكل من اللاعبين المهمين المجاورين لتركيا، أي إيران وروسيا، وبالتالي فان تداعيات حرب إقليمية قد تلحق خسارة استراتيجية كبيرة بتركيا لكن الثابت ان الأخيرة ستزيد من جرعة الدعم للمعارضة السورية إلى ان حين يخضر الضوء الأصفر في واشنطن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الأضواء الأمريكيه
hopsan -

الأضواء الأمريكيه ليست كأضواء الإشارات و إنما التدرج فى الضوء فالضوء الأصفر يعنى الحاله مستقره و البرتقالى يعنى حاله تحفز و إستعداد أما الأحمر فيعنى الخطر أوجب التحرك فعلى الكاتب أن يقرأ كثيرا قبل أن يستخدم مصطلحات غير متعامل بها أو غير مفهومه عند الترجمه

درس سوري
سامي احمد -

الأتراك وتحت وهم الدور العثماني والوكيل الاطلسي والعميل الأمريكي يريدون غزو سورية دون ان يدركوا ان سورية وإيران ووروسيا ستكون لهم بالمرصاد .. عليهم ان يعودوا إلى صفر المشكلات وليس دور الحربة للاطلسي

بصراحة انبسطت
آالدار احمد -

مع اني أكره النظام السوري ودمويته لكن اسقاط الطائرة التركية افرحني فهو مكشف عورة اردوغان وتصريحاته الكذابه

تركيا الدولة العاجزة
sam -

أردوغان رجل عاجز عمليا، لكن على مستوى التصريحات فإنه يجعجع حتى تخاله سلطان الكون كله. شاهدناه يصرخ في دافوس ورأيناه يزعق بعد الهجوم على سفينة مرمرة وقتل 9 من ركابها في عرض المياه الدولية، ومنذ بداية الأزمة السورية وهو يرغي ويزبد، وها هي القوات السورية تسقط واحدة من طائراته في تحد سافر له، فماذا فعل في كل الحلات السابقة؟ لا شيء. تركيا خارج نطاق التصريحات العنترية دولة ضعيفة ومهزوزة. إنها فشلت في القضاء على حوالي ثلاثة آلف من المقاتلين الأكراد الذين يجرعونها السم منذ سنوات طويلة، وخوفا منهم فإنها لم تستطع أن تحكم على عبدالله أوجلان بالإعدام ولم تقدر على تنفيذه. تركيا نمر من ورق وواهم من ينتظر منها التحرك لنجدته في سورية.. إذا اجتازت قواتها حدود بلاد الشام ستكون قد اختارت الانتحار. فالقوات السورية والإيرانية والعراقية والروسية على استعداد لتلقينها الدرس الذي لن تنساه في حياتها، ولذلك لوحظ أنها تصرفت بانضباط رغم الصفعة التي تلقتها نتيجة إسقاط طائرتها. سورية أقوى كثيرا من الرجل المريض المسمى تركيا..

التصريحات النارية المفلسة
جكدار الكردي -

احيانا يتخيل الأنسان شيئا ويكذب على الاخرين به ثم تراه يصدق نفسه كمسيلمة الكذاب. فاردوغان يتخيل نفسه سلطان هذا الزمان وانه قد اعاد امجاد العثمانيين والأمبراطورية. وعيين لكل طرف من البلاد واليا, في تونس المرزوقي وفي ليبيا الجليل وفي مصر يحاول تتويج المرسي وله تحضيرات حتى في الصومال وفي سورية يعمل على تنصيب محمد الشقفة واليا!!!! الرجل ذو خيال واسع ولهذا يظن انه يملك الحق في ان يصول ويجول اينما اراد ومتى ما اراد وعندما يخرج من يضع له حده ينزعج ويطلق الخطابات النارية ويهدد شمالا ويميننا دونما يضع في حسبانه الخطوة التالية وعندما تأتي ساعة الحسم يتراجع,, هذا طبعه يا ناس, متعود. لا يسعنا الا ان نقول مرسي الزناتي أتهزاء كمان مرة يا رجالة!!!الأمثلة كثيرة على هذا نذكر منها تصريحاته ضد اسرائيل ماذا كانت النتيجة...لا شئ!!! تصريحاته النارية ضد النظام السوري منذ اكثر من سنة والمتابع لها كان يظن بأن اردوغان سوف يصلي بعد عدة ساعات في الجامع الأموي في دمشق فقد كان يبدو متحمسا للمعركة اكثر من المعارضة السورية, صاحبة الشأن..!!! ثم تبين بعد ذلك بانها ليست سوى قنابل صوتية لكي يشكل المعارضة على هواه ويتحكم بها.واخيرا ليس اخرا, التصريحات الأردوغانيا الشبه يوميا تقريبا بصدد الوضع التركي الداخلي, حيث يهدد دائما بالقضاء على العمال الكردستاني ودائما تتكبد القوات التركية الخسارة تلوا الأخرى. وردا على الحملات التمشيط الواسعة النطاق والمدججة باحدث الأسلحة الامريكية والاسرائيلية التي تقوم بها قوات اردوغان وبتوجيه مباشر منه, نرى عمليات نوعية للعمال الكردستاني تهز كيان الدولة التركية وجبروتها.نتيجة هذا الفشل تهديد ووعيد بتصفية الحزب, وحتى اخرها كانت التهديد بدخول المناطق الدفاعية للحزب في جبال قنديل الوعرة الشامخة, التي عجزت حتى الان من دخولها جميع الغزاة !! اذا امام العجز من حل المشاكل في الداخل أو بالاحرى العجز من تصفية الاكراد في الداخل يعمل على تصدير المشاكل الى الخارج والتدخل في شؤون الدول الأخرى لعلهم يساعدونها ايضا في حملاتها في تصفية الاكراد وابادتهم وتكرار ما فعلته مع الارمن ولكن هذه المرة مع الاكراد.سياسات اردوغان هذه لم ولن تحل شيئا وخلال هذا الاسبوع فقط قتل اكثر من مئة جندي تركي وتحطمت 4هليكوبترات حسب ما اعلنه مصادر العمال الكردستاني واذا ما اضفنا الطائرة الحربية التى سقطت في سو

اللعب في الوقت الضائع
knj -

تحية الى الجميع والكاتب بشكل خاصيبدو ان الجميع يلعبون في الوقت الاميركي الضائع ومن هنا وحتى تقرر واشنطن مصير النظام-استمرارية الستاتيكو الحالي او السقوط_فسيقع حادث هنا اومشكلة هناك..لا بد من الاشارة ان الطائرة اف 4 طائرة قديمة جدا واسقاطها له اهمية سياسية اكثر بكثير من العسكرية فمثلا طائرة ف 35 تحلق في الاجواء دون الن يلتقطها الردار

السئ والأسو
سبامند احمد -

ما في أسوأ من الدكتاتور بشار سوى اردوغان الذي ورط الشعب السوري في الدم .. قال لن نسمح بحماه ثانية الناس صدقه الشعب السوري وخرج وتورط .. ولم نعد نرى بعد ذلك سوى المجازر والمذابح من نظام بشار ...واردوغان صامت اخرس