إدارة أوباما بين أسلمة المنطقة والقنبلة الخمينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ما يجري في مصر اليوم من تجييش لغوغاء الإخوان في الشارع والميادين، وانعطاف " شباب الثورة" وقوى ناصرية ومدنية نحوهم، لفرض المرشح مرسي بأي ثمن لابد وان يثير القلق الشديد. "الإخوان" مصرون على الهيمنة الكاملة على الحكم والمجتمع بأي ثمن كان ولو بتفجير فتنة دموية عامة باسم ثورة لا يفهمونها غير فرض نظام ديني يصادر كل الحريات العامة والخاصة.
وفي تونس، التي جرى الحديث الطويل عن " استثنائية" تجربتها ومدنية مجتمعها، مسيرة مماثلة، بطريقة وصيغ أخرى، وفي ظروف مغايرة. فالسلفيون يمارسون العنف لفرض أجندتهم الظلامية باسم حماية " المقدسات"، وحزب النهضة الحاكم يغض النظر ويدين ما يعتبره " مسا بالمقدسات"، ولو كان معرضا تشكيليا بريئا. فالفنون بكل أشكالها محظورة عند جميع تيارات وفرق الإسلام السياسي وعند السلفيين، سواء كانوا من سنة أو من الشيعة - كما يجري أيضا في إيران والعراق.
إن الأكثر إقلاقا والباعث على النقد الحازم هو موقف إدارة أوباما من تشجيع الإخوان ومد اليد نحوهم وتصديق تعهداتهم سواء حول اتفاقية كمب ديفيد أو عن احترام الديمقراطية والحريات. إن الإدارة الأميركية الحالية مخترقة بمستشارين وخبراء لهم علاقات قوية باللوبي الإخواني في الولايات المتحدة، وكذلك باللوبي الإيراني. وأن تكرر السفيرة الأميركية في القاهرة لقاءاتها بمرشد الإخوان- [ تصوروا لقاءات بالمرشد، كاعتراف أميركي بأنه هو الذي سيكون الرئيس الفعلي المقبل لو فاز مرسي، أي خامنئي مصر]-، وأن تعلن الخارجية الأميركية عن قلقها على الديمقراطية في مصر، في إشارة لعدم رضا عن المجلس العسكري-الذي، برغم أخطائه، يحاول الحفاظ على سيادة مصر واستقرارها- لهو مما يدل على أن هذه الإدارة لم تستوعب كل التجارب القاسية في بلدان العالمين العربي والإسلامي، والتي قدمت عشرات الأدلة، بالدم والانتهاكات، على أن الإسلاميين [ لا المسلمين العاديين طبعا] هم أعداء حرية الرأي والحرية الدينية وحقوق المرأة وغير المسلمين، وأنهم يتبعون موقف التقية ويلبسون لكل ظرف لبوسه، ويضعون قناعا وينزعون آخر، وأن عداءهم للغرب، وأميركا بالذات، متأصل فيهم، وهو ينتظر اللحظة " المناسبة" للتفجر، وأن هوس المتاجرة باسم فلسطين وعقلية "تحرير كامل التراب" وتدمير إسرائيل متأصلان فيهم. وخلال عام وشهور برهن الإخوان المصريون على تنصلهم مرة بعد أخرى، من تعهداتهم العلنية، ولاسيما ادعاء عدم الرغبة في التسلط،، وحتى الإعلان سابقا عن عدم الرغبة في الترشيح للرئاسة؛ كل ذلك لحسوه شهرا بعد شهر، وهو ما راح يعريهم داخليا، ومما يفسر توجه الملايين التي انتخبت أحمد شفيق.
إدارة أوباما لم تتعظ بالتجربة الأفغانية بمساندة " مجاهدي" طالبان عام 1979، الذين سرعان ما انقلبوا على أميركا وتحالفوا مع القاعدة، التي شنت هجمات 11 سبتمبر. ولم تتعظ بتجربة المرشد السياسي لاوباما،أعني جيمي كارتر، الذي أقنع فرنسا وبريطانيا وألمانيا بخذلان الشاه والتعاون مع خميني وتصديق وعوده عن إقامة نظام ديمقراطي. والنتيجة اختطاف الرعايا الأميركيين، ومطاردة وسحق القوى والأطراف والشخصيات العلمانية واللبرالية الإيرانية، ضربة فضربة، وإقامة دولة ولاية الفقيه التي تعلن أن أميركا هي الشيطان الأكبر، وأنه يجب محو دولة إسرائيل. وها هي منذ سنوات طويلة، ورغم مسلسل المفاوضات العقيمة والعقوبات، تسعى جاهدة، وبنجاح، نحو تصنيع القنبلة النووية. وقد فشلت الجولات التفاوضية الأخيرة مع إيران [في بغداد وروسيا]. ويعلن حكام إيران بلا تردد عن رفضهم للتراجع عن التخصيب بأي مستوى مرتفع كان، بل ويعلنون عن تصنيع غواصات نووية " سلمية"، ويواصلون التدخل في الخليج والعراق ولبنان واليمن وغزة وأفريقيا وأفغانستان، وحتى في مصر، ويزيدون من تسلحهم في مياه الخليج.
خلال كل هذه الأحداث الخطيرة والتطورات المقلقة في مصر والمنطقة، والتهديدات الإيرانية، لا يبدو أن أوباما يعي، أو يرد أن يعي، مدى الخطر حتى على المصالح الحيوية الأميركية في المنطقة والعالم. ما يهمه أولا هو إنجاح ولايته الثانية ولو كان ذلك حتى بكشف أسرار تخص الأمن القومي الأميركية نفسه، كما يجري مع التسريبات الصحفية عن خطط سرية لحرب الكترونية أميركية ضد النووي الإيراني، وعن وجود عملاء أميركيين داخل القاعدة في اليمن وغيرها- ناهيكم عن التسريبات لهوليوود عن أسرار وتفاصيل مقتل بن لادن.
على أميركا والغرب ألا يخلطوا بين المسلمين والإسلاميين. نعم هناك بين الكتلة المسلمة الكثيفة في العالم مسلمون معتدلون كثيرون، يحترمون الآخر ويعارضون زج الدين في السياسة. وقد رأينا على نطاق العالم العربي ساسة مسلمين معتدلين، في الحكم والمعارضة، ومنهم من كانوا متدينين ويمارسون الفروض. ولكننا لم نر ولا نرى حزبا أو زعيما إسلاميا [ أي حامل أيديولوجية الإسلام السياسي] معتدلا حقا. فهم يتبعون مبدأ لكل ظرف خطاب وموقف، ويلبسون الأقنعة وينزعونها كما مر. حدث ذلك في إيران، وحدث في العراق، وهو ما يحدث في مصر وتونس وبقية دول " الربيع" الشتائي الكالح.
الإدارة الأميركية في حاجة لاستيعاب هذه التجارب المرة والتعلم منها لكي تتخذ المواقف السليمة. وقطعا لن يكون أمثال طارق رمضان هو المعلم الأمثل[ وصفه مثقف عربي بالأستاذ في تضليل الغرب] في إعطاء الدروس عن الفرق بين الإسلام كدين والمسلم المتدين، وبين الإسلام المؤدلج والمسيس، والإسلامي الساعي لقيام الدولة الدينية. وقد يصحو أوباما غداة عودته للرئاسة بأخبار القنابل النووية الإيرانية، وإشعال حرب جديدة بين مصر وإسرائيل! من يدري!!
التعليقات
شيوعي !
شيوعي ! -الكاتب نموذج للشيوعي الرديء المتلون
رجاء
حسن -الاستاذ عزيز الحاج مفكر ومثقف كبير يحظى باحترام وتقدير واسع، ننتظر منه ونتمنى عليه ان يولي المتغيرات في منطقتنا وما يجري حاليا من صعود الاسلام السياسي جل اهتمامه فضلا عن استشراف افاق المستقبل، والمطلوب من قوى التقدم والتحرر في مواجهة هجوم متعدد الاشكال والغايات. دمت موفور الصحة والحيوية.
حساب سهل
Ghanim kunda -العملية الحسابية سهلة لاتحتاج الى كمبيوتر ,في حساب الامريكان كلما زاد التخلف في المنطقة كلما كان ذلك في مصلحة الستراتيجية الامريكية وكلما كان اسهل لها من التحكم بشعوب المنطقة عن طريق الارهاب الاسلامي ,السعودية وقطر و تركيا الاردوغانية تتسابق في اغلال الشعوب للعبودية الراسمالية .الامريكان يتحلفون مع الشيطان في سبيل فرض الهيمنة الامريكية على العالم
كتلة من نقص
abualhuda -لم أقابل شيوعيا في حياتي الا ولديه عقدة ألشعور بالنقص ومضطرب ولديه انفصام في ألشخصية وغير سوي ويبحث عن شيء مجهول ؟ألأستاذ ألكاتب رسولك محمد (ص ) كان سياسيا وقمة في ألسياسة وأنت تطلب بأبعاد ألدين عن ألسياسة ؟وسؤالي هل لأمريكا والغرب ألحق في ألتدخل في شوؤن ألدول كافة تحارب وتحتل وتهجر وتقتل وووو........ألخ ولا يحق لأيران مثلا حتى أبداء رأيها (مالكم كيف تحكمون )أتقي ألله يارجل وكن على ألأقل واقعي وخاصة والحياة قصيرة ,هداك ألله وأيانا لطريق ألصواب.شكرا لأيلاف
لا تسرع في الأحكام
فادية -مقولة بشار إبن أنيسة : نريد السرعة وليس التسرع..ههههه، لكنني أجد في مقالتك إقتناعك بأن الإسلاميين هم من تحدوا أمريكا وقاموا بعملية 11 أيلول، وأن أمريكا-يا حرام- إنخدعت فيهم. لا يا خبيبي، لا لا لا.. أمريكا إستخدمتهم في أفغانستان كمقاتلين دربتهم وزودتهم بالسلاح وخلقت فييتنام السوفييت كما صرح بذلك زبيغنيو بريزيزنسكي في كتابه رقعة الشطرنج، ومن ثم إستخدمت أمريكا سمعتهم في الإجرام وطول لسانهم في خلق 11 أيلول بإسمهم، وهنا إستعملتهم مرة أخرى من أجل أنتنفيذ مخطط خمسين أو مئة سنة أخرى وهم لا يعلمون!! فذبحت أفغانستان والعراق واليوم تذبح سوريا ومصر وليبيا والسودان وربما الجزائر غداً وغيرها من الدول ---بإسمهم---، وهم لا يعقلون. من يقرأ ما يكتبه المفكرون الأمريكان العظام، يعلم بدون شك أن أمريكا تريد الإسلام والمتأسلمين كواجهة في عملياتها نحو خلق الدولة الصهيونية الكبرى، الأولى في العالم والمسيطرة على كل فرد في هذا العالم، وهنا أقول لك يا كاتبنا العزيز أنها ليست أمريكا التي تقوم بذلك، بل من يسيطر على أمريكا وغيرها من الدول، ومن يخطط للسيطرة على العالم فرداً فرداً، وليس فقط كما يسيطرون اليوم على معظم دول العالم بما فيها الدول العربية التي تقوم ثورات فيها أو التي ليس فيها ثورات، فالهدف أبعد من السيطرة على دول: إنه مخطط أقوى وأعتى وأعظم، وكلنا مشتركون في تطبيقه سواء شئنا أم أبينا طالما أننا نفهم الأمور بالفعل وردة الفعل فقط.
فعلا متلون
علي العلوي -قمة الانتهازية ان يغازل يساري شيوعي الدولة التي زلزلت نظامهم ومسحت به الارض ...طبقتم نظامكم 75 سنة على اغنى دولة في الارض هي روسيا ماذا كانت النتيجة ؟ انهارت امبراطوريتكم كبيت من الكارتون والان تغازل ماما امريكا
أنتم الشوعيون
noraldin -ياسيد عزيز الحاج هذه لعبة السياسه انتم الشوعيون لاتفهمونها لانكم منافقين
يا استاذ لاتخلط الاوراق
الدفاعي -استغرب كيف يفكر كاتبنا المثقف بان امريكا تسعى لإقامة نظام ديمقراطي في اقطارنا العربية ...!!!! وكيف يتخذ من مسرحية اختطاف الرعايا الأميركيين في ايران ذريعة لنقد امريكا على تعاونها مع خميني، وهي مشروعا امريكيا ،وهذا ما اكدته الدراسات الأمريكية من أن موضوع خطف الرهائن مسرحية أمريكية نفذت في إيران ولم يكتشف بعد الشخص الذي نفذت من خلاله العملية...ارجو من كاتبنا ان يصحو هو ، وليس اوباما فالامريكان يقظون جدا ويعرفون كيف يتصرفون ولكن مع الاسف نحن الاغبياء...!!!
فروقات كثيرة
جسور -ان ما يجري في مصر غير ماجرى في ايران ففي مصر ثورة شعبية واعية وانتخابات حرة وديموقراطية ، وامريكا لم تات بمحمد مرسي كما جاءت بخميني ، وليس لدى مصر اطماع في التوسع كما يحصل في ايران ، وفي مصر ليس من افكارهم تصدير ثورتهم للخارج باسم الطائفية كما فعلت المؤامرة الخمينية ... تحليلك يا استاذ غير منطقي ،حبذا لو اعدت النظر فيه واذا كنت تنتقد الاسلام السياسي فارجو ان تكون مسلماً حقيقياً وشكراً
commentary
sami -Excellent. It is a dark day for Egypt and the world for religious dictatorship to rule the country. Disaster at best
من يصدق
حسين -يضحكني من يصدق ان هناك عداء حقيقيا بين جمهورية النار الأبدية ودولة الولي الفقييييههههه خا مي ني ئي , وبين أميركا ....ليس من الممكن ابدا ان تحارب اميركا صديقة اسرائيل اي ايران, كلو ضحك على هذا الشعب والذي يصدق حسونة في لبنان هو الاكثر سذاجة فحسونة لا يحارب اليهود انه يحارب الدولة اللبنانية لكي تظل متخلفة ويبقى مسيطرا كشيخ قبيلة على هذه الدولة او كولي فقيه مثل سيده وولي امره خا مي ني ئي
من يصدق
حسين -يضحكني من يصدق ان هناك عداء حقيقيا بين جمهورية النار الأبدية ودولة الولي الفقييييههههه خا مي ني ئي , وبين أميركا ....ليس من الممكن ابدا ان تحارب اميركا صديقة اسرائيل اي ايران, كلو ضحك على هذا الشعب والذي يصدق حسونة في لبنان هو الاكثر سذاجة فحسونة لا يحارب اليهود انه يحارب الدولة اللبنانية لكي تظل متخلفة ويبقى مسيطرا كشيخ قبيلة على هذه الدولة او كولي فقيه مثل سيده وولي امره خا مي ني ئي