كتَّاب إيلاف

انقلاب الاخوان في مصر... والثورة الآتية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سيظل يوم الرابع والعشرين من حزيران -يونيو 2012 يوما تاريخيا وذلك لفترة طويلة. فبعد الذي حصل في مصر في ذلك اليوم، الذي اعلن فيه رسميا فوز الدكتور محمّد مرسي في انتخابات الرئاسة، بات في الامكان القول ان العالم العربي دخل عصر "الاخوان". يأتي هذا العصر بعد عصر العسكر والانقلابات التي قاموا بها بدءا من العام 1949 عندما استولى حسني الزعيم على السلطة في سوريا تحت حجة ان القيادة السياسية المدنية لم تحسن ادارة حرب تحرير فلسطين. كانت النتيجة تحرير سوريا من افضل السوريين!
لم يأخذ عصر العسكر بعدا مختلفا على الصعيد الاقليمي الاّ بعد انقلاب العام 1952 في مصر والذي سمي "ثورة 23 يوليو". كان هذا الحدث نقطة تحوّل في كلّ العالم العربي، خصوصا بعد العام 1956 وتأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي الذي تعرّضت له مصر.
استطاع جمال عبدالناصر تصوير الضغط الاميركي المباشر الذي ادّى الى الانسحاب البريطاني- الفرنسي- الاسرائيلي من الاراضي المصرية المحتلة كلّها بانه انتصار عربي على "الاستعمار". جعل العرب يؤمنون بالوهم. لم تكن هناك سذاجة عربية يمكن ان تتفوّق على هذه السذاجة التي قادت الى سلسلة من الانقلابات العسكرية ان في سوريا او في العراق وكانت الطريق الاقصر للوصول الى هزيمة العام 1967 التي لم يتعلّم معظم العرب شيئا منها...للاسف الشديد.
غيّر العسكر طبيعة المجتمع المصري الذي نقلوا اليه كلّ امراضهم وحقدهم على كلّ ما له علاقة بالحضارة العالمية ذات الطابع الانساني. ذهبت ضحية هذه الامراض وهذا الحقد المدن الكبرى على رأسها القاهرة والاسكندرية والاسماعيلية. عمدوا ايضا الى تجهيل المجتمع وتدمير الاقتصاد. اسسوا في الواقع لمجتمع بائس وثقافة ضحلة تتجاوز حدودها حدود مصر.
كانت نتيجة ذلك تكريس وجود انظمة عسكرية ما لبثت ان تحوّلت الى انظمة امنية صرفة في غير بلد عربي بما في ذلك سوريا والعراق وليبيا والسودان والجزائر. اذا تمعنا في طبيعة الانظمة العربية التي اسقطتها الثورات العربية الاخيرة، نجد ان ما يجمع بينها هو انها انظمة عسكرية اساسا صارت مع الوقت في قبضة الاجهزة الامنية. في تونس، جاء العسكر بزين العابدين بن علي الى السلطة وما لبث ان ثبّت حكمه عن طريق الاجهزة الامنية. كذلك فعل معمّر القذّافي الذي لم يكن يؤمن سوى بالاجهزة والامنية والميليشيات التابعة له مباشرة والتي سمّاها "اللجان الشعبية". اما في اليمن، وعلى الرغم من الخصوصية التي تميّز هذا البلد بسبب الطبيعة القبلية للمجتمع، كان العمود الفقري للنظام الذي ظلّ قائما حتى العام الماضي الاجهزة الامنية والتركيبة العسكرية الموازية لها.
يحصد الاخوان المسلمون حاليا نتيجة فشل الانظمة العسكرية والامنية في هذا البلد العربي او ذاك. وصولهم الى الرئاسة في مصر سيشكّل نقطة تحوّل وذلك على الرغم من انه سيكون عليهم في المرحلة المقبلة اخذ مصالح المؤسسة العسكرية في الاعتبار. الى متى سيتمسّكون بمضمون الصفقة التي عقدوها مع المؤسسة العسكرية، هم الذين تميّزوا حتى الآن بكل الصفات المرتبطة بالجحود والغدر والانتهازية؟
بعد ستين عاما على الانقلاب العسكري الذي غيّر مصر وغيّر الشرق الاوسط، يضع الاخوان المسلمون يدهم على السلطة في اكبر بلد عربي. ما الذي لديهم يقدمونه لمصر والمصريين والعرب الآخرين؟
في الخطاب الاوّل الذي القاه الرئيس المصري الجديد الدكتور محمّد مرسي بعد اعلان فوزه رسميا بالرئاسة، تحدّث عن ان "الثورة مستمرة". عن اي ثورة يتحدّث الرئيس المصري الجديد؟ ما هو النموذج الذي في استطاعة الاخوان تقديمه للمصريين؟ هل لديهم مشروع آخر غير مشروع قطاع غزة، بما يحتويه من بؤس وقمع وتخلّف، اي مشروع العسكر ولكن بغطاء اسلامي؟
من الواضح، اقلّه الى الآن، انّ ليس لدى الاخوان المسلمين ما يطرحونه، لا اقتصاديا ولا حضاريا ولا انسانيا الاّ اذا اقتنعوا بانّ لا بديل من حوار وطني توضع فيه كلّ الاوراق على الطاولة.
بين هذه الاوراق الاقتصاد المصري وكيف يمكن تطويره. في النهاية ان نجاح الاخوان المسلمين في تركيا كان نجاحا اقتصاديا قبل اي شيء آخر. وقد نجحت تجربة الاخوان الاتراك لانها بنت على مؤسسات الدولة المدنية والعلمانية التي وضع مداميكها كمال اتاتورك. لا تزال صور اتاتورك في كلّ الدوائر الرسمية التركية في حين لا وجود للاسف لاتاتورك مصري يمكن البناء على المؤسسات التي خلفها.
ثمّة فجوة ضخمة بين الفرحة العارمة التي تسود الشارع المصري بعد اعلان فوز مرشّح الاخوان المسلمين على الفريق احمد شفيق الذي كان يشكّل فوزه فرصة لم يستطع المصريون التقاطها. الامر الوحيد المطمئن رغبة الاخوان في احترام معاهدة السلام مع اسرائيل. وقد عبّر عن ذلك الرئيس مرسي بشكل صريح. مثل هذا الالتزام يعكس رغبة في الانصراف الى معالجة المشاكل الداخلية لمصر. هل يمكن عمل ذلك من دون الاعتراف اوّلا بطبيعة هذه المشاكل؟
من دون الاعتراف بطبيعة المشاكل التي تعاني منها مصر، وهي عائدة الى التركة الثقيلة التي خلفها حكم العسكر الذي استمر ستة عقود، لا امل في تحقيق اي تقدّم من اي نوع كان. لن يكون حكم الاخوان سوى ثمرة انقلاب آخر نفّذوه على دفعات وتوّجوه بخطف "ثورة الخامس والعشرين من يناير".
قد تكون الحسنة الوحيدة لحكم العسكر انهم منعوا انفجارا ضخما في مصر على شاكلة الانفجار الذي تشهده سوريا منذ ستة عشر شهرا. اذا لم يعترف الاخوان بمدى عمق الازمة المصرية التي لا تعالج لا بالشعارات الدينية ولا بايّ نوع من المزايدات التي تدغدغ مشاعر المواطن العادي، فانّ ما شهدته مصر بعد تنحي الرئيس حسني مبارك، وقبل ذلك في الايام الاخيرة من حكمه، سيكون مجرّد نزهة لا اكثر. بكلام اوضح، ستكون الثورة على الاخوان هي الثورة الحقيقية وستكون الثورة الآتية اكثر عنفا واتساعا بكثير من الثورة التي هزّت حكم العسكر ولم تنهه كلّيا بعد...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رد
بطرس نحاس /سوري من السويد -

وصول الإخوان المسلمين لحكم مصر هو أكبر مصيبة وطامة تقع بها دول المنطقة منذ تدمير بغداد على يد التتار عام 1258

رد
بطرس نحاس /سوري من السويد -

وصول الإخوان المسلمين لحكم مصر هو أكبر مصيبة وطامة تقع بها دول المنطقة منذ تدمير بغداد على يد التتار عام 1258

مقلب
محمد القاضى -

تنازل شفيق بضغط من العسكرى أمر وارد أن يكون قد حدث لوقاية البلد من ثورة غوغائية ... وتولى الإخوان الحكم قد يجر عليهم نقمة أكبر حال فشلهم فى أدارة بلد كمصر ... خاصة إذا تمسكوا بأفكارهم التقليدية المعروفة وعليه سيكون هذا أكبر مقلب شربوه فى تاريخهم.

مقلب
محمد القاضى -

تنازل شفيق بضغط من العسكرى أمر وارد أن يكون قد حدث لوقاية البلد من ثورة غوغائية ... وتولى الإخوان الحكم قد يجر عليهم نقمة أكبر حال فشلهم فى أدارة بلد كمصر ... خاصة إذا تمسكوا بأفكارهم التقليدية المعروفة وعليه سيكون هذا أكبر مقلب شربوه فى تاريخهم.

Immorality in, koas out
Rose -

Election with forging, bribes, making fool of simple people by riding the wave of religion, lack of morals and values, lacke of experience and qualification all of these will bring koas , complain, disorder, conflict and the downfall of the brotherhood.....the military counsil made fool of the people of Egypt as well , this counsil is to blame of the comming troubles.....more than 60 % fo the populaiton don''t approve this Morsy as a president and the conduct of the military counsil who has been playing a game with the brotherhood and the nation is the sacrifice.......

Immorality in, koas out
Rose -

Election with forging, bribes, making fool of simple people by riding the wave of religion, lack of morals and values, lacke of experience and qualification all of these will bring koas , complain, disorder, conflict and the downfall of the brotherhood.....the military counsil made fool of the people of Egypt as well , this counsil is to blame of the comming troubles.....more than 60 % fo the populaiton don''t approve this Morsy as a president and the conduct of the military counsil who has been playing a game with the brotherhood and the nation is the sacrifice.......

الأعداء
برزوق -

لا أذكر أنني قرأت مقالا واحا بشكل عابر ينتقد فيه خيرالله خيرالله نظام الحكم في عهد المخلوع مبارك على أساس أنه نظام حكم عسكري استبدادي متخلف وتسبب في أزمات خطيرة لمصر على كافة الأصعدة والمستويات. كل مقالات الكاتب عن نظام الحكم في عهد المخلوع كانت تنويها وإشادة بمصر وبعد نظر حكامها وبتبصرهم واعتدالهم وقيادتهم الحكيمة للمنطقة. اليوم تحول نظام مبارك إلى امتداد لحكم العسكر وأصبحت القوات المسلحة المصرية هي الشيطان.. في الواقع مقال خيرالله خيرالله يعكس خيبة أمل كبيرة جدا. فلقد كان يراهن بشكل مطلق على أن الجيش المصري لن يقبل بنتائج الانتخابات وأنه سيعمد لتزويرها وأنه سينصب، في انقلاب عسكري سافر مضاد للإرادة الشعبية، أحمد شفيق رئيسا على المصريين غصبا عنهم. هذا ما كان يتمناه خيرالله، وحين وقع العكس فوجيء الرجل بل صعق وانهمك في هذا المقال، طول على بطال، شتما في القوات المسلحة المصرية التي كان قبل إعلان نتائج الانتخابات يمتدحها. أعداء الديمقراطية في عالمنا العربي كثيرون، ليس فقط بين الحكام الديكتاتوريين المتخلفين الخائفين من انتقال عدواها إلى دولهم التي يتصرفون فيها كضيعات خاصة بهم وبنسلهم، ولكن أعداء الديمقراطية يوجودن أيضا من بين (( الكتاب)) المتعيشين من ريع الديكتاتوريات الرجعية. إنهم يكتبون من وحي الخوف على انهيار الأنظمة المستبدة التي تنفحهم بالنقود الوافدة من أموال الشعوب المقهورة والمظلومة والحرومة..

الأعداء
برزوق -

لا أذكر أنني قرأت مقالا واحا بشكل عابر ينتقد فيه خيرالله خيرالله نظام الحكم في عهد المخلوع مبارك على أساس أنه نظام حكم عسكري استبدادي متخلف وتسبب في أزمات خطيرة لمصر على كافة الأصعدة والمستويات. كل مقالات الكاتب عن نظام الحكم في عهد المخلوع كانت تنويها وإشادة بمصر وبعد نظر حكامها وبتبصرهم واعتدالهم وقيادتهم الحكيمة للمنطقة. اليوم تحول نظام مبارك إلى امتداد لحكم العسكر وأصبحت القوات المسلحة المصرية هي الشيطان.. في الواقع مقال خيرالله خيرالله يعكس خيبة أمل كبيرة جدا. فلقد كان يراهن بشكل مطلق على أن الجيش المصري لن يقبل بنتائج الانتخابات وأنه سيعمد لتزويرها وأنه سينصب، في انقلاب عسكري سافر مضاد للإرادة الشعبية، أحمد شفيق رئيسا على المصريين غصبا عنهم. هذا ما كان يتمناه خيرالله، وحين وقع العكس فوجيء الرجل بل صعق وانهمك في هذا المقال، طول على بطال، شتما في القوات المسلحة المصرية التي كان قبل إعلان نتائج الانتخابات يمتدحها. أعداء الديمقراطية في عالمنا العربي كثيرون، ليس فقط بين الحكام الديكتاتوريين المتخلفين الخائفين من انتقال عدواها إلى دولهم التي يتصرفون فيها كضيعات خاصة بهم وبنسلهم، ولكن أعداء الديمقراطية يوجودن أيضا من بين (( الكتاب)) المتعيشين من ريع الديكتاتوريات الرجعية. إنهم يكتبون من وحي الخوف على انهيار الأنظمة المستبدة التي تنفحهم بالنقود الوافدة من أموال الشعوب المقهورة والمظلومة والحرومة..

لماذا يامصر
حران -

وداعا يا مصــر يا ام الديــنا. اقراوا الفاتحة على مصر الحضارة واستعدوا بمصر الطالبانية الرجعيــة المتخلفة

لماذا يامصر
حران -

وداعا يا مصــر يا ام الديــنا. اقراوا الفاتحة على مصر الحضارة واستعدوا بمصر الطالبانية الرجعيــة المتخلفة

لماذا انقلاب؟؟؟؟؟؟
saleh -

لا أعرف لماذا اخترت كلمة الانقلاب والكل يعلم بأن الأمر تم من خلال انتخابات نزيهة وشفافة ووصلت إلى مستوى من التحدي بين المرشحين لم تكن من قبل. كفى تضليلا وأدلجة وبعدا عن الحقيقة و الواقع.

لماذا انقلاب؟؟؟؟؟؟
saleh -

لا أعرف لماذا اخترت كلمة الانقلاب والكل يعلم بأن الأمر تم من خلال انتخابات نزيهة وشفافة ووصلت إلى مستوى من التحدي بين المرشحين لم تكن من قبل. كفى تضليلا وأدلجة وبعدا عن الحقيقة و الواقع.

مصر والعصابات الاخوانية
سامي البصيري -

اؤيد ما ذكره الاستاذ بطرس في رقم 1 وازيد ان بغداد تدمرت ثلاث مرات الاولى في 14 تموز 1258 على يد الرفيق هولاكو والثانية يوم 14 تموز على يد عبدالكريم جاسم ورفاقه والثالثة عام 2003 علي يد ابن حسين الشرطي الذي بهذل العراق كله، اما مصر فلها الله ورحمته فانا لا الوم شعب مصر بعد الخراب الذي عانوه من 23 يوليو على يد العسكر الاجلاف الذين سرقوا الضحكة والفرحة والامل من عيون المصريين فصاروا بلا امل سوى رحمة الله وظنوا ان عصابات الاخوان هم الامل فدخلوا الجحيم بايدهم وارجلهم وليستر الله عليهم مما هو قادم فلن ترتاح عصابات حماس الا ان تشعل الحرب بين مصر واسرائيل وتدم اخر ما تبقى في مصر او ان تطوق مصر بحصار مثل حصار العراق الذي دمر البلاد والعباد وهجر العراقيين الى اي مكان يجدونه

مصر والعصابات الاخوانية
سامي البصيري -

اؤيد ما ذكره الاستاذ بطرس في رقم 1 وازيد ان بغداد تدمرت ثلاث مرات الاولى في 14 تموز 1258 على يد الرفيق هولاكو والثانية يوم 14 تموز على يد عبدالكريم جاسم ورفاقه والثالثة عام 2003 علي يد ابن حسين الشرطي الذي بهذل العراق كله، اما مصر فلها الله ورحمته فانا لا الوم شعب مصر بعد الخراب الذي عانوه من 23 يوليو على يد العسكر الاجلاف الذين سرقوا الضحكة والفرحة والامل من عيون المصريين فصاروا بلا امل سوى رحمة الله وظنوا ان عصابات الاخوان هم الامل فدخلوا الجحيم بايدهم وارجلهم وليستر الله عليهم مما هو قادم فلن ترتاح عصابات حماس الا ان تشعل الحرب بين مصر واسرائيل وتدم اخر ما تبقى في مصر او ان تطوق مصر بحصار مثل حصار العراق الذي دمر البلاد والعباد وهجر العراقيين الى اي مكان يجدونه