الشيوعي ينتخب..!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
منذ انتخابات الحزب الشيوعي الأخيرة وهذا المقال يتأخر بفعل أزمة سحب الثقة العراقية. توهمت أن حجم الأزمة والخلاف يجعل الكتابة عن الشؤون السياسية الأخرى ترفا.
كان خطأ في التقدير، هذا الحدث جزء من مشهد عام. المأزق العراقي لا يقف عند حدود الصراع على السلطة، ولا في خلافات النافذين مع بعضهم. الصراع والخلافات تنتمي لقضية أعمق، هي تكريس سلطة الزعامات، وربط المصير بها.
نتائج المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي تقليدية، أثمر انتخابات جددت للواجهات نفسها، والوجوه الجديدة القليلة استحدث لها مقاعد داخل القيادة كي لا تكون بديلا عن القديمة.
احد الشيوعيين حدثنا عن مخاض شهده الحزب منذ مؤتمر عام 1993، وتغييرات جوهرية جرت، المؤتمر الأخير لم يثبت ذلك. إجراء التغيير وإحداث انقلاب في بنية أي قوة سياسية يحتاج إلى صناعة أرضية تتيح عدم التمترس خلف الوجوه نفسها.
شهد اليسار تحولات حقيقية دفعته للقمة في شمال أوربا. يتحدث الشيوعيون العراقيون عن هذا كانتصار للشيوعية، هم مخطئون فذلك يدينهم. حقق اليسار الأوربي قفزة لأنه صنع ذاته وخلقها من جديد، انه ينتمي لرؤية وتصور عصري استخدم روح الماركسية، فهو ليس شيوعية بأي حال من الأحوال. بينما مستوى التحولات في "الشيوعية" العراقية قلت فيه الفاعلية والنجاعة والتخطيط، وجاء نتيجة طبيعية لظروف محددة خلقتها مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، فلا فخر لأحد.
وإلا فإن التيارات الدينية أيضا تغيرت بمستوى من المستويات، ما بعد 2003 اضطرت الأحزاب الإسلامية إلى تحسين شكلي في خطابها من معارض للديمقراطية لآخر يدعي التعايش معها، تخلت تلك الأحزاب عن التصريح بالدولة الدينية، وأعضاؤها عندما يكونون في السلطة يصافحون النساء، ورضوا بنسبة مشاركة ثابتة للمرأة...
لكن هل هذا يعني أن الأحزاب الدينية قد غيرت نفسها فعلا؟.
القوى السياسية العراقية ومن ضمنها الشيوعي بحاجة ماسة لجيل مختلف من القيادات، جيل لم يعش انغلاقاتها السابقة المتأتية من سرية طويلة وأيدلوجية شمولية سابقة. من اعتاد على الوجهين يصعب الثقة بتغييره، الأمر بحاجة إلى من هم أكثر وضوحا، اقل تلوثا بالايدولوجيا، أكثر عصرية، أقدر على المضي بعيدا نحو التغيير، وفي الوقت نفسه أشجع في التعبير عن مواقفه وتحولاته.
قد يقول احدهم هذه هي خيارات أعضاء الحزب، وهذه هي انتخاباتهم، لم يتم تزويرها أو الضغط على المصوتين فيها، ربما؛ لكن المشكلة هي في ترشيح هؤلاء لأنفسهم من الأساس، في النظام الداخلي الذي سمح لهم كي يجددوا الولاية ويراكموا الأخطاء، في الذهنية العاجزة عن إدانة الفشل وتحميل المخطئين المسؤولية.
بصراحة أكثر، إن الحزب الشيوعي لم يحرز منذ 2003 نجاحات صريحة، لذلك إعادة انتخاب هذه القيادة مكافأة على اللا شيء، تكافأ على إخفاقات متراكمة، وأخطاء لا يمكن تبريرها. يتمسك الشيوعيون بان الوضع العراقي هو السبب، وكأنهم ينتظرون أن تكون الأرض معبدة لهم ومفروشة ببساط احمر يسيرون عليه لقطف الثمار.
سيقال إن شخصياته لم تتلوث بالدماء ولا بالفساد فتستحق الاحترام. لنفترض استحقاقها، غير أن النزاهة ليست المعيار الوحيد للحكم على الشخصيات. المهم كيف يمكن كسب ثقة الشارع، والخطاب الذي يكون قادرا على صناعة ناخب. خلال السنوات الأخيرة بقي الحزب مجرد اسم بتاريخ، اعتاش على قدمه، وحتى التظاهرات التي سجل فيها حضورا لم يحافظ على مكاسبها وشبابها.
تكثر مثل هذه الأحزاب حديثها عن الديمقراطية، ذلك الحديث مجرد شعار غير مطبق بشكل جيد بالنسبة لحزب يستمر تحت نفس القيادات لمدة عشرين سنة. التسمية الأصح لها هي أحزاب غير دينية.
الاكتفاء بنقد أحزاب الإسلام السياسي وعدم تسليط الضوء على منافسيهم الافتراضيين من العلمانيين يمثل خللا كبيرا في تقييم ومتابعة الواقع السياسي العراقي. قوى المعارضة غير الدينية تتحمل هي الأخرى مسؤولية خسارة الحلم، إنها اتكالية، كثيرة الشكوى، ولم تقدم نموذجا عصريا حتى اليوم.
التعليقات
تقاعدوا واجروه مفروش
قاريء -انا اعتقد ان على الشيوعيين العراقيين ان يتقاعدوا ويغلقوا حزبهم او يؤجرونه مفروش ويتقاسمون الاجرة لقد سقطت الشيوعية بسقوط اصنامها وفقدت صلاحيتها فمكانها المتاحف الان او اقبية الارشيف
انحسار اليسار
علي البصري -لا اعتقد ان الانتخابات ستغير شيىء من واقع عالمي واقليمي وتدهور ثقافي وسلوكي وصعود نجم الاحزاب الاسلامية ،قد يحتاج العراق حاليا الى حزب علماني ديمقراطي وطني غير طائفي لا يمس او يتقاطع مع امور الدين ومعتقدات الناس الا تدري ان مفتي الصدرين الحائري افتى بعدم انتخاب العلمانين فما بالك للشيوعين !!!! واعتقد ان انصار الشيوعين فقط من الاجيال السابقة او الحرس القديم والذين ظلت عواطفهم متعلقة به دون فئة الشباب الذين لهم توجهات اكثرها اسلامية يمكن مشاهدتها من مجالس السيد محمد الصافي في الماتم الحسينية الدائمة في محافظات الجنوب او ملايين المتوجهه سيرا على الاقدام الى كربلاء او التوجهات الراديكالية الاسلامية في غرب وشمال العراق اذن هناك توجه جمعي اسلامي اجمالي مع اقليات شبابية تتوق للتحرر من هذه القيود وهي متفرقة لايجمعها جامع او رابط.
يوجد تشتت وعدم وضوح
علي العلي -المقال به تشتت وعدم وضوح . كنت أتمنى لو ان طريقة السرد جاءت بطريقة بها الكثير من الشروحات وعن المؤتمر واحواله ونتائجه .
ضرورة وجود نجمع لليسار
د.اكرم مطلك -ارى وجوب قيام تجمع يساري ديمقراطي يكون الشيوعيين مشاركين فيه وليس محتويه تطرح الآراء بكل ديمقراطية بعيدة عن توجهات اي حزب مشترك في هذا التجمع لأعطائه المرونة في العمل الجماهبري وكسر الهيمنة الطائفية . يملك برنامج عملي واضح مهمته توعية الجماهير بحقوقها المهدورة والمستلبة يكون شعار التجمع هو من الشعب الى الشعب .