أصداء

فيدرالية عراقية خمس نجوم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مبكراً، وبالتحديد في عام 1994، نشرتُ في صحيفة )الحياة( الصادرة في لندن مقالا استباقيا مطولا خالفت فيه ما كان شائعا بين بعض القادة الكبار في المعارضة العراقية، يومها، حول النظام الفيدرالي المنوي إقامته في العراق، إذا ما سقطت الديكتاتورية وعادوا هم إلى الوطن، وعرضت حزمة من الأفكار حول الفيدرالية المطلوبة، ودعوت المعارضين إلى مناقشتها.

قليلون منهم تحملوا عناء التعليق على المقال، وكانوا من خارج دائرة القادة الكبار وحواشيهم، معتبرين ما ورد فيه أرضا صالحة لمزيد من النبت النزيه، لكن وعاظ القادة الكبار وكتابهم وصحفييهم ومدراء إذاعاتهم أهملوه تماما. ليس ذلك فقط بل عمد بعضهم، في مجالسه الخاصة، إلى تحميلي وتحميل مقالي ما لا نستحق من التشكيك في الدوافع والمبررات.
ولأن فيدراليتهم بلغت هذه الأيام شيخوختها، وأصبحت عبئا على أهلها، فلا يضير أن أعيد اليوم تكرار تلك الأفكار والتساؤلات والمقترحات، مع تعديلات اقتضتها طبيعة المرحلة الراهنة.

تكوين الدولة العراقية
قلت في مقدمة ذلك المقال إن الآباء العراقيين لم يخطئوا حين حاولوا إقامة دولة موحدة، رغم علمهم بأنها، في حقيقتها، خليط متنوع ومتعدد من القوميات والأديان والطوائف قد يكون قابلا للتناغم والتفاهم والتكامل والانسجام، وقد يكون متنافرا متباعدا ليس سهلا ضبطه والتحكم فيه، وقد ينفرط عقده عند أول ريح عاتية تهب عليه. وكانوا، في إصرارهم على صَهره في بوتقة الهوية العراقية الواحدة، مدفوعين إما بشهامة وطنية خالصة، أو بحسابات مصلحية ذاتية أو طائفية أو عرقية.

ولكن الأهم الذي يعرفه الجميع أن مصالح بريطانيا، وحدها، هي التي اخترعت الكيان العراقي الحالي، متغاضية، عمدا، عن مخاطر الجمع القسري والارتجالي العشوائي لذلك الخليط السكاني المتنافر، عرقياً ودينياً وطائفياً، في كيان واحد تقوده نخبة (العاصمة)، على هواها ووفق مصالحها، دون شريك.

وها نحن، بعد ما يقرب من قرن من الزمان، ومع تبدل الظروف الدولية، وزوال القوى التي رعت ولادة تلك الدولة، وظهور قوى جديدة تختلف مصالحها ومقاييسها عن السابقة، خرجت الشرائح المكونة لتلك الدولة من قشورها الخارجية، وظهر باطنها المخفي، وبدأ الصراع العلني والجاد والمُمنهج فيما بينها على الحقوق والموارد والنفوذ.

لقد أدرك أبناء الآباء الموحدين أن صيغة الدولة السابقة لم تعد تصلح لهذا الجيل ولا للأجيال التي سوف تليه. واكتشفوا أخيرا أن والتعايش السلمي بين جميع هذه الشرائح المتباينة في وحدة اختيارية لن يتحقق إلا بطريقين، إما بدولة جديدة تقام على أساس ديمقراطي علماني يوفر الحرية والكرامة للجميع، ويعترف بالمصالح والتطلعات والحاجات المتباينة لكوناتها، ولا يفرق بين أبيض وأسود، ولا بين طويل وقصير إلا بالمواطنة الصالحة وحدها، أو بصيغة أخرى من الدول، إما الفيدرالية التي تجمع بين أجزاء شبه مستقلة من الوطن الواحد، أو الكونفيدرالية التي تجمع بين دول مستقلة تماما ولكنها تتحد في كيان موحد تتفق عليه. وأغلب ما يجمع هذه وتلك مصالحُ مشتركة، مع احتفاظ كل طرف منها باستقلاله القانوني الخاص.

ولأن أغلب المواطنين العراقيين غير المُسيسسين من أبناء الشرائح كلها، تقريبا، أدركوا، بعد ما يقرب من قرن من الزمان أن مرارة التجربة السابقة وآلامها، أن مصالحهم ومستقبل أجيالهم القادمة لا تتحقق بانفصام عرى الوطن الحالي، بل ببقائه موحدا، ولكن في ظل نظام جديد يحقق العدالة والمساواة بين جميع المواطنينن، فقد أصبح لزاما على النخب السياسية الاستجابة لتك التطلعات، ومحاولة تفهما والعمل على تحقيقها.

وفي ضوء تجارب ثلاثة أرباع القرن التي لم تحقق الأمن والاستقرار للمواطن ينبغي الإقرار بأن سيطرة شريحة واحدة من الشرائح، بمفردها، على السلطة لا يمكن، وإن حدث فلن يدوم. وكل محاولة لفرض هيمنة العقيدة الواحدة أو الطائفة الواحدة أو القومية الواحدة لن تنتج سوى مزيد من الخراب والخسارة والندم.

البديل
وفي المقال آنف الذكر في صحيفة (الحياة) عام 1994 كنت قد اقترحت، بتواضع، صيغة معتدلة من الفيدرالية، ظننت أنها أكثر قدرة على طمأنة المتخوفين.
ويمكن إجمالها بما يلي :
1-إقليم كرستان: أربيل، السليمانية، دهوك، وأجزاء من محافظات الموصل وكركوك وديالى، بعد إجراء استفاء شفاف وعادل وحر .
2-الإقليم الشرقي: كركوك وديالى، مع أجزاء من صلاح الدين، وبالاستفتاء الحر أيضا.
3- إقليم الموصل: ويضم تكريت وسامراء.
4- إقليم بغداد، ويضم الأجزاء الباقية من صلاح الدين.
5-إقليم الأنبار.
6-إقليم العتبات المقدسة: كربلاء والنجف الأشرف.
7-إقليم الوسط: واسط، ميسان، ذي قار.
8-الإقليم الجنوبي: بابل، القادسية، المثنى.
9-إقليم البصرة.

مع إنشاء مجلس مركزي (مؤقت) يضم مندوبين عن تلك الأقاليم، يتم اختيارهم بالانتخاب الحر المباشر، بمعدل 4 مندوبين لكل إقليم، بالتساوي، وبصرف النظر عن كثافته السكانية ومساحته الجغرافية.

وكان المقترح أن يكون هذا المجلس هو المرجع الأعلى الذي يتولى أغلب صلاحيات السلطتين التشريعية والتنفيذية، مؤقتا، لمدة محددة بعام أو عامين، ويقوم باختيار حكومة مرحلية يكون أعضاؤها (تكنوقراط) مستقلين عن الأحزاب، لتقوم بإجراء تعداد سكاني نزيه خال من التزوير والتلاعب، وتضع لنا دستورا عادلا وعاقلا، وتصوغ قانونا انتخابيا جديدا يضمن إجراء انتخابات عادلة ونزيهة تتمخض عن فوز المرشح على أساس برنامجه الانتخابي وليس لونه الطائفي أو القومي أو الحزبي أو المناطقي.

وقبل ذلك كله، وبعده، ينبغي إعادة بناء المؤسسات على أساس الخبرة والكفاءة والنزاهة، لا على أساس الولاء الحزبي أو الطائفي أو القومي. وكنت قد طالبت، في ذلك التاريخ المبكر، بمنع جميع الأحزاب والفئات من تشكيل مليشيات مسلحة، تحت أي عذر من الأعذار، وحصر السلاح بالأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للدولة المركزية وحدها.
وها نحن، في العام 2012، بعد تسع سنوات من التشرذم والتمزق والاحتراب، أصبحت تلك المقترحات غير كافية لمنع الحروب الأهلية المقبلة وتجنيب العراقيين أهوالها المقبلة.
فهم لم يقيموا دولة فيدرالية حقيقية، بل شراكة مصالحية تقاسمت فيها الأحزاب القوية محافظات ووزارات ومؤسسات.

ثم كتبوا دستورهم الجديد الذي وصفوا فيه النظام الجديد، بمباركة المحتل، بأنه فيدرالي تعددي ديمقراطي، وهم يعرفون، قبل غيرهم، بأنه ليس كذلك، ولن يكون.
وكان طبيعيا ومتوقعا أن تندلع المعارك بينهم، عاجلا أم آجلا، على الثروات التي توجد في مناطق، ولا توجد في مناطق أخرى. كما أن عقدة (الأنا) العراقية المتوارثة لابد أن تقود إلى إعادة إنتاج شخصية (القائد الوطن) فتشتعل حروب الهيمنة والتسقيط، مبطنة حينا، وعلنية مدوية أحيانا أخرى.

ولو استعرضنا مسيرة السطو المبرمج الذي قامت به أحزاب الإسلام السياسي المدعومة بقوة إيران للاستحواذ على السلطة واحتكارها نلمس مقدار بغضها للديمقراطية، ونفرتها من الفيدرالية، ومن كل من ينادي بهما، دون خوف ولا حياء.

والتصاق نوري المالكي بكرسي الرئاسة، ومراوغاته وتحدياته، وعدم استعداده للالتزام بدستوره الفيدرالي، ولا بتعهداته السابقة المتعلقة بالتداول السلمي للسلطة، والتفاف حلفائه في البيت الشيعي، حوله، في مواجهة الرياح العاتية، دليل على أن النظام ( الفيدرالي الاتحادي) الذي اخترعوه يوم سقوط الديكتاتورية مخصص فقط للقائد الأغنى والأقوى والأشد، والأكثر جندا وسلاحا، والأوفر حظا لدى الولي الفقيه. وصيغة الحكم الوحيدة التي يوفرها المالكي وحلفاؤه هي صيغة التابع والمتبوع، والحاكم والمحكوم، ولكن بغطاء ديمقراطي فضفاض لا يستر العيوب.

وأكثر ما يخيف هو نزعة العنف المدوية التي تكشفت في شخصية نوري المالكي، والتي فاجأت الجميع. فقد عمد إلى بناء قوات مسلحة مترامية الأطراف تأكل من يده وتأتمر بأمره وحده لا شريك له.
بالمقابل وصل خصومه، قادة إقليم كردستان والعراقية، إلى نقطة اللاعودة في خصامهم معه. وها نحن أمام مأزق لن يؤدي إلا إلى ثلاث حالات، جميعُها كريهة وصعبة ومدمرة.
الأولى أن يلتزم المتخاصمون بحدود المناوشات الكلامية الفارغة، لإبقاء الوضع على ما هو عليه من التشرذم وجمود الحكومة وتوقف المشاريع، خصوصا إذا مضى الكورد قدما في استخراج النفط وتصديره وحرمان المركز من عوائده، ولحقت بهم نينوى، وربما كركوك.

الثانية أن تتدخل القوى الخارجية، أمريكا وإيران، بشكل خاص، وتأمر الجميع بالعودة إلى الموائد المستديرة، والتعايش الاضطراري، ولو إلى حين، وهذا مستبعد إلى حد كبير.
أما الثالثة أن يلجأ المالكي إلى شن حروب متقطعة، غير معلنة، بالكواتم والملفات المُعدة التي يهدد خصومه بفضحها إن اضطر لذلك.

والأكثر توقعا أن يعمد الخصوم إلى تحريك الشارع في انتفاضة شعبية في بغداد والوسط لإسقاطه، بعد أن فشلوا في إسقاطه برئاسة الجمهورية والبرلمان. عندها ستشتعل بغداد والمحافظات المُختلـَطة والمناطق المختلف عليها، وسيفعل نوري المالكي ما لم يفعله البعثيان اللدودان، صدام حسين وبشار الأسد، بالمنتفضين.
هذه هي فيدرالية رفاقنا المعارضين السابقين حكامنا الحاليين. أليست فيدرالية خمس نجوم؟.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
البعث طريقنا
العراقي اولا؟؟ -

وانا اقرء المقال خطر ببالي ماذا كان حال الدنيا لو كان يعيش في كوكب الارض فقط عراقيين ؟؟يعني فقط العراق على الارض؟؟هل هناك حياة انا اسئل فقط؟؟

التقسيم العثماني 3 ولايات
علي البصري -

لنكون واقعين مشكلة العراق ليس في دمج محافظتين في اقليم والتخفيف من المركزية (ولو انها مطلوبة)المشكلة اكبر واعظم ،الاكراد انتهت مشكلتهم باستقرارهم وانتعاشهم واعتقد ان الغرب ارادها النموذج (احيانا يلجا الغرب الى نماذج ساحرة مثل هونكونغ -الصين او كوريا الجنوبية في الكوريتين للتاثير على الوقائع السياسية او هنا في كردستان فهي المثابة لكردستان الكبرى اضافة لما ورد )ولايخفي رغبته في تقسيم العراق(مشروع بايدن) بقى السنة الثائرين المهمشين الفاقدين للسلطة كيف تحل قضيتهم ؟ حلها بفدرالية لهم تشمل كل اجزاء العراق العربي السني واما بغداد الحبيبة لاتقبل القسمة فهي عاصمة العراق الموحد الكبير وهي اقليم بغداد الكبرى عاصمة الفن والشعراء وعاصمة الكردي ابن اربيل وابن الجنوب العمارة والبصرة وابن الفرات الاوسط وابن الفلوجة والشرقاط والحويجة وكل ثغور العراق الجميل ، االاقليم العربي الاول الذي قد يتخذ من سامراء او صلاح الدين عاصمة له او ينشا اقليم اخر باسم الموصل او الانبار حسب الضروريات الادارية والترايط الاداري والاقليم العربي الثاني للوسط عاصمته النجف الاشرف والاقليم العربي الثالث لجنوب العراق عاصمته البصرة اي ان العراق يقسم اداريا الى اربعة او خمسة اقاليم كبرى فليس من المعقول ان المحافظ عندما يريد تعين فراش دائرة يخاطب بغداد !.

من يعلق الجرس؟
عبد القادر الجنيد -

كنت قد ظننت خطأ أن الكاتب سيبين رأيه ويقترح حلولا لمشاكل فيدراليتنا بحياد تام نظرا لخطورة القضية ، ولكن قبيل نهاية المقال هاجم الكاتب السيد المالكي بدون مبرر وكأنما هو الذى صمم مشروع سايكس/بيكو السيء الصيت. وقام الكاتب بتقسيم العراق على هواه فتفضل على بغداد بمنحها (الأجزاء الباقية) من صلاح الدين!!!. تقسيم العراق الى أقاليم قد يحل مشكلة العراق ولكن من الذى سيقرر حدود الأقاليم ، وكم سنشاهد من حروب ستنشب نتيجة الاختلافات الحتمية عليها؟ لماذا يتجاهل الكاتب ان اقليم كردستان ليس إلا خطوة باتجاه إقامة دولة كردية منفصلة عن العراق؟ لا أظنه قد انخدع بتصريحات مسعود البارزاني حينما تحدث عن وحدة العراق. من الممكن إعادة الوئام بين السنة والشيعة، ولكن من غير الممكن أن يعيش الأكراد بسلام مع جيرانهم العرب والأتراك والايرانيون حتى وان ارادوا ذلك. وعلينا ان نتعض بالتأريخ ونتذكر جمهورية مهاباد الكردية التى عاشت بضعة اشهر فقط ، وهرب حكامها وعلى رأسهم الراحل الملا مصطفى البارزاني، وتلى ذلك حروب ومناوشات تخللتها فترات هدوء استعدادا للجولات التالية منذ عام 1946 حتى يومنا هذا.

طريق الشعب
رقم ١ -

لو كان سكان كوكب الارض عراقيين فقط ستنشب حرب بالسلاح الابيض والاسود بين كل الاطراف الى ان يهلكوا جميعا!!

كوردستان والعراق
ئاسوس الرسام -

بنسبة للكورد اذا تطبق فدرالية حقيقية تتضمن كل اراضي تابعة لكوردستان العراق او اكثرية قومية في مدن وبلدات يعيشون فيها, سيبقى كوردستان فدرالية داخل الدولة العراقية. مع ان الكورد من حقهم تقرير المصير و دولة مستقلة.حينئذٍ الكورد ينفذون واجباتهم و يدافعون عن العراق الفدرالي.

سوف يندمون غلى غطرستهم !
صخر -

قصرت و أديت, و وقلت فصدقت...... أينقص أهل السواد العقل و التفكير و التأمل؟! الى متى لا يجنحون للحق و السلام و الوئام و تغليب مصاحة الجميع كي يرضى الجميع و يتمكنوا من العيش كشعوب العالم المتمدن المتطور و ليحمي القوي الضعيف و لا يتأسد على المغلوب و تنعم الوطن بالسلام و الأمان و يتطور البلد وينعم الشعب بخيرات بلده.

دولة ديمقراطية موحدة
صوت العدالة -

الفدرالية اليوم لا تنفع بسبب ان العراقيين لم يتعلموا حل مشاكلهم بالحوار , يمكن لاي مشكلة بسيطة بين اقليمين ان تتحول الى نزاع مسلح مباشرة . الحل هو الدولة الديمقراطية التي يحكمها اشخاص يؤمنون بالديمقراطية و هم موجودون لكن يحتاجون الى الوقت لاقناع المواطن العراقي و ابعاده عن الاحزاب العميلة .

هذر
حسن الوزان -

والأكثر توقعا أن يعمد الخصوم إلى تحريك الشارع في انتفاضة شعبية في بغداد والوسط لإسقاطه، بعد أن فشلوا في إسقاطه برئاسة الجمهورية والبرلمان. عندها ستشتعل بغداد والمحافظات المُختلـَطة والمناطق المختلف عليها، وسيفعل نوري المالكي ما لم يفعله البعثيان اللدودان، صدام حسين وبشار الأسد، بالمنتفضين.هذه هي فيدرالية رفاقنا المعارضين السابقين حكامنا الحاليين. أليست فيدرالية خمس نجوم؟.

عدم الشراكة الوطنية تسبب
د/محمدالموسوي -

لا توجد شراكة على مستوى الأفراد أو الأحزاب إلا وتحولت إلى عداء وصراع. الأحداث منذ تأسيس دولة العراق وحتى اليوم تؤكد ذلك. والذين أوهموا الناس بفكرة الشراكة يعرفون أنها لن تؤدي إلا إلى تداعيات خطيرة وإضطرابات مريرة يريدونها من أجل الإمساك بالنفط. فالمجتمع العراقي لم يكن يوما مجتمع شراكة سياسية. فهو مبني على أساس القوة والسلطة والنفوذ , فالذي يكون في الحكم يجب أن يكون متنفذا ومطلق الصلاحيات , حتى لو إدعى بالديمقراطية ورفع رايات الحرية والوحدة والمصلحة الوطنية , فإنما يقوم بذلك من أجل الخداع والتضليل والتغطية على طغيانه وإستبداده. وفي الكراسي العراقية الفاعلة في الزمن المعاصر , لا يوجد سوى مفهوم الإستبداد والنفوذ في كل كرسي من الأعلى إلى الأسفل. لا تملك الكراسي العراقية روح وثقافة ونفس ديمقراطية , فهذا نوع من السرابية والأوهام المجافية للواقع والحقائق. ففي زمن الحكم الملكي تهاوت مفاهيم الشراكة والتوافق والتصالح , وبعد السقوط تأسس النظام الجمهوري الذي بدأ مبنيا على مفهوم الشراكة التي تحولت إلى طغيان وصراع. وبعد ذلك كانت الشراكة تعني القتل وإفناء أحد أطرافها أو أكثر , فالعراق لم يمتلك مَثلا قياديا يؤسس لدولة معاصرة. وحتى النظام الذي جاء عام 1968 كان في حيثيات طرحه تكمن فكرة الشراكة التي أخذت تنكمش ويُحتال عليها رويدا رويدا , ووصلت إلى مفهوم الحزب القائد ومن ثم الفرد القائد وتصاعدت وتأزمت حتى بلغت ذروة الجبروت والطغيان. وما يجري في العراق اليوم لا يشذ عن ذلك المسار الذي إعتادت عليه الأنظمة السياسية العراقية ولازالت. فما يدور هو إعداد لصراعات دامية وتفاعلات قاسية ومواجهات شرسة ما بين أطراف ما يسمى بالشراكة. ولا يمكن للعراق أن يخرج من هذا النفق الدامي إلا بإرتقاء الحالة النفسية والفكرية والثقافية العراقية إلى مستوى القبول بالخسارة ووعي دور المعارضة وأهميتها في بناء الحالة السياسية الصحيحة. أي أن الحزب الفائز أو التكتل السياسي الذي يفوز بالإنتخابات عليه أن يتولى السلطة ويطرح مشاريعه ويبدأ بالعمل , والطرف الخاسر يتحول إلى معارض, بمعنى الرقيب المتيقظ الذي يقيّم السلوك الذي يقوم به الحزب الحاكم. وهذا ما يجري في دول العالم الديمقراطي , لأن في هذا الأسلوب فائدة وطنية وقدرة على التحكم بالعملية السياسية وفقا لضوابط المصلحة العامة , وذلك لأن الإنح

شر البلية مايضحك
الكناني -

انا اريد اوجه سؤال لكم اخوتي الاعزاء وانتم احكموا كل من طالب ويطالب بالفدرالية والتقسيم هل هو نزيه وشريق ولم تتلطخ يده في القتل والسرقات ؟؟؟