كرد سوريا بين عقلية الإقصاء وثقافة التشنج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أثناء تداولات أطراف كبيرة في المعارضة السورية واجتماعهم الذي عقد في استانبول اواخر الشهر الماضي، وانضمام الكرد إليهم بقوة، تناقشت مع عدد من الزملاء المداولات القائمة للذهاب إلى القاهرة بأقل الأخطاء وخمنت أن الكرد ربما ينسحبون في مؤتمر القاهرة لأسباب عديدة، لعل أهمها أن الانسحاب الكردي في مؤتمر استنبول وما تلا ذلك، وعددته استعجالاً في حينه، وتأكد أن تحجر العقل الشوفيني عند البعض لن يسعفه الوقت حتى يرى الموضوع الكردي بعين أوضح، وينسجم مع مطاليبه.
فهؤلاء الذين جعلوا الفريق الكردي ينسحب في مؤتمر استنبول هم أنفسهم لم يتغيروا، وهنا زعم البعض أن المؤتمر ذاك كان " إخواني" الهوى، ولأن المؤتمر عقد في تركيا، فمن الجلي أنها لن تجعل الكرد يهنؤون في أي إطار للمعارضة، وذلك بالضغط على " الإخوانيين" لتهميشهم، وتجاوز برامجهم غير البعيدة عن الواقع بكل الأحوال.
في القاهرة- وكما توقعنا- انسحب الكرد في آخر حلقات ماراثون المناقشات المستفيضة برعاية الجامعة العربية، وضغط إقليمي ودولي لخروج المعارضة السورية بنجاح ووحدة رؤى وتقارب أفكار رغم صعوبة ذلك، وخاصة أن المجتمع الدولي وحتى الآن يختبئ ويتوارى تحت حجة أنه طالما أن المعارضة السورية غير موحدة فلا ضير بأن " ننأى" بأنفسنا من هذه المشكلة العويصة والمستعصية على أفق الحل حتى الوقت الآن!!
الكرد خرجوا قبيل انتهاء أعمال المؤتمر بوقت قريب بطريقة لا تنم عن دبلوماسية وحنكة سياسية يفترض انهم اكتسبوها خلال عقود من " النضال" السياسي في هذه الساحة، وظهرت العصبية غير المقبولة على الوجوه والتلاسن والتصارخ، وبدا الجميع يريد أن توجه عدسات الكاميرا إليه ليبدو لحظتها بطلاً " قومياً" وكان بمقدور شخص واحد الاحتجاج أما أن يحتج الجميع بهذه الطريقة، فكان دليلاً عن قلة مراس الحاضرين مع وافر التقدير للجميع.
وكان الاحتجاج على مساواة القومية الكردية مع القومية التركمانية" لأول مرة" في إشارة لتمييع القومية الكردية وتسطيح رؤاها وتطلعاتها القومية المشروعية ضمن الوطن السوري.
إذاً المعارضة الوطنية السورية لم تتخلص بعد من عقلية الإقصاء" العروبية" عقلية الاعتزاز القومي الاستعلائي، ونبذ الآخر المختلف والنظر إليه بعين الريبة والشك والاستهدام، لكن، الوضع على الأرض لم يختلف بعد، والنظام مازال ممسكاً بزمام الأمور، فعلام التناحر البغيض على كعكة لم تعجن بعد، ولم توضع في الفرن بعد، حتى يتباطح على الظفر بها هذا الفريق أو ذاك.
المعارضة بكل أطيافها بحاجة لقراءة الواقع جيداً، وعدم بيع الأوهام لجمهورها، وكان على الاخ الأكبر أن يكون أكثر مرونة تجاه مطالب الكرد، وعدم التشنج تجاه تلك المطالب، وفي الوقت عينه، على الحضور الكردي في المؤتمرات وحتى في أماكن الغليان الداخلي أن تكون أكثر فاعلية، وأقل رغبة في الانسحاب لهذا السبب أو ذاك، فمؤتمر القاهرة لم يفشل جراء انسحاب الكرد وغيرهم منه، وكل نجومه كانوا حاضرين في مؤتمر أصدقاء دمشق الذي عقد في باريس جمعة 5 تموز الجاري.
الفريق العربي السوري بحاجة إلى التخلص من عقلية الإقصاء، والفريق الكردي السوري بحاجة إلى دبلوماسية وفهم السياسة بعيداً عن التشنُّج والزعل المجاني اللامبرر.
يبقى السؤال: هل كان العربي نبيل، يتقصَّد بشكل ما إفشال مؤتمر المعارضة السورية وزجَّ المؤتمرين في القاهرة، وهم يحملون كل خلافاتهم التي تسربت معلومات أن مؤتمر اسطنبول لم يقم بحلحلة جميع الإشكالات العالقة بين الفرقاء؟ وهل تعمد ذلك رداً على عدم انسجام المجلس الوطني السوري معه في المؤتمر الذي أراد عقده قبل مدة؟
omarkojari@gmail.com
التعليقات
الاكراد اكرم منا جميعا!!
الاكراد في عالم ثاني -اعتقد ان اتفاقية سايكس بيكو بتوزيع الاكراد على الدول التاليه تركيا ,ايران,العراق,سوريا كان في مصلحة الاكراد وليس في مصلحة تلك الدول بل كان الاكراد عبئا وكانوا وسيله تستخدم من قبل الدول الكبرى في اية لحظه لزعزعة الامن والاستقرار في تلك الدول اقصد تركيا,ايران,العراق,سوريا..واذا ارادت تلك الدول الاستقرار فعليها بمنح الاكراد الاستقلال ورمي وراءءهم سبع حجرات لا بل مليون حجاره..
الى السيد عمر كوجري
عدنان العراقي -سيدي الكاتب المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا مواطن عراقي افتخر بعراقيتي ومن القومية الكرديه والتي افتخر بها ولدت وعشت انا وابي وجدي في بغداد وعمري الان بحدود 50 عامآ لم اتذكر يومآ ان عوملت انا وعائلتي من قبل المواطنين العراقين او الحكومة حتى في زمن صدام حسين بعقلية الإقصاء" العروبية" عقلية الاعتزاز القومي الاستعلائي وارجو ان لا تقول مقبولة من الناس وليس من الحكومات العراقية او تتهمنا بأننا خدم لألنظمة ومؤسساتها وهذا كلمة حق يجب ان تقال بحق العراقيين العرب وكل الحكومات العراقية السابقة. أكراد سوريا على خطى اكراد العراق واقصد السياسيين منهم فمنذ احتلال العراق والذي ربما تعتبره انت تحرير كالقادة الكرد في العراق عفوآ( كردستان الجنوبية ) كما يحلو لمسعود البرزاني والطالباني وغيرهم بوصف كردستان العراق فأقليم كردستان في العراق جزء من العراق ولفترة مؤقته لغاية ضم كركوك واجزاء من ديالى والموصل والكوت وبعدها تتصاعد خطوات الانفصال اقول سمعنا نغمة مكونات الشعب العراقي او الشعوب العراقية وبعد وصول طالباني لبغداد في شهر آيار بدا يردد هذه النغمة فأسالك هل اوباما قال يومآ الشعوب الامريكية والاسبان تعدادهم في امريكا بحدود 50 مليون والعرب بحدود 5 ملايين وغيرهم لماذا الكرد فقط يستخمون هذه النغمة كي يطالبوا باقليم كردستان الغربية ويضعوا مخطط الفيدرالية لسوريا أي نفس فلم العراق !!! مؤتمر المعارضة في اربيل والذي تم عقده لأكراد سوريا اي احزابهم السياسية يظهر على التلفزيزن احد قادتهم ويوقل بدون خجل نطالب برفع كلمة العربية من أسم الجمهورية العربية السورية وبالظبط كما حصل في العراق بالتواطؤ مع الاحزاب الشيعية تم كتابة الفقرة التالية ( العرب في العراق جزء من الامة العربية ) أي باختصار العراق بلد غير عربي وهذا ما تريدوه في سوريا حتة تهيئوا للأنفصال وبعدها الاتحاد مع كردستان الجنوبية هذه قناعتي . في العهد الملكي كان جمال بابان رئيس وزراء العراق والعديد من الوزراء الكرد فعن أي اقصاء قومي تتحدث عنه واي استعلاء !!! سيدي الكريم القادة الكرد في العراق وكذلك في سوريا بقصد او بدون قصد يساعدون في جعل المواطنة في الخلف من خلال سياساتهم وتصريحاتهم وتذكر اذا مارحل نظام بشار الاسد وقام حكم جديد محلة فأنك ستسمع في الاخبار قال القيادي الكردي وقال القيادي العربي وحكى الدرزي والعلوي الفلاني وهذا
الى عدنان العراقي 2
كوردي كوردستاني -انت مو كوردي واضح من لسانك البعثي و لقبك العربي اكتب ما تريد بس لا تكذب.
رد على تعليق السيد عدنان
سامان -لقد قرأت تعليقك بأمعان, فقد خرجت بأستنتاجين وأنطباعين أولهم هو قلة معلوماتك عن الأكراد في سوريا ومعاناتهم في ضل هذا النضام الذي يدعي معادات المستعمر والصهيونية, فهل تعلم أن هناك أكثر من مليون كردي في سوريا بدون جنسية, فهؤلأ ليس لديهم الحق في التعليم وتبؤ مراكز حكومية, والذي يخرج من سوريا حتى للسياحة فليس له الحق في الرجوع للوطن بأي حال, فأني أسألك بالله هل يوجد هكذا قانون في أسرائيل ’’العنصرية’’ أم في جنوب أفريقيا أيام الأبرتايد. وألأنطباع الثاني هو أما أنت لست بكورديأ أم أنت تحمل نفس توجهات و أفكار طه يس رمضان و صباح مرزا ذوي الأصول الكردية.
الى كوردي كوردستاني
عدنان العراقي -السلام عليكم أولآ انا لا أكذب افتخر بعراقيتي وكرديتي من عشيرة الجباري قادر كرم وانت حر تصدق أم لا وانا لا اقول ان بشار وزبانيته ملائكة واعرف انه يحرم الاكراد من الجنسية السورية والكثير من الحقوق والى حد قريب منح قسم منهم الجنسية السورية مكرهآ ولكني اكره لغة المكونات والطوائف التي تجعل مفردة المواطنة تتوارى الى الخلف و هل الكردي ليس عراقي كي تعيب علي لقبي أم انك تعيب على أسمي فالكثير من الاكراد يحملون الاسماء العربية عمر أو محمد أو علي بقي ان اقول لك ابتعدوا عن هذه الاسطوانة المشروخة انت بعثي عروبي قومجي لكل من ينتقد تصرف ما من قبل الساسة الكرد فهل يا ترى نشيروان مصطفى اعتبرتموه بعثيآ بعد انشقاقه عن الاتحاد الوطني الكردستاني والى الاخ سامان أقول له لا انا لا احمل توجهات طه ياسين او صباح مرزة من الاصول الكردية كما تدعي انا اقول ما اراه صحيحآ وراي يحتمل الصواب والخطأ الكل يجب ان يعيشوا في العراق او سوريا بحقوق تامة بعيدآ عن الاقصاء والاستعلاء الذي ذكرهم السيد الكاتب ولكني عندما أرى ما فعلته المحاصصة والمكونات بالمواطن العراقي في حياته اقوم بلعن هذه اللغة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد على السيد عدنان
سامان -ألحقيقة كنت مترددأ بالأجابة على ردك أم لأ ولكن من خلال هذه الردود ومن المحتمل أن أصتطيع بأيصال شئ من الحقيقة ولعلها سوف تغير من نضرة ضيقي الأفق وتفتح أمامهم حقائق لن يعرفوها ورؤى جديدة تكون مفيدة لمستقبلهم ومستقبل ألجيال القادمة و هي حقيقة تقبل الشعوب الأخرى وما ترى هذه الشعوب بلمناسب لها, اني لا أريد الأنكار بأصولك الكردية ولكن هذا الطرح الذي تطرحه أنت هي ليست بتطلعات الأكثرية العامة من الشعب الكردي أذن فهاذا رأيك وقد لايختلف عن أفكار الذين سلبو حقنا ولحد الأن بحجة وحدة العراق وشعار نحن كلنا عراقيين من دون تحديد ماهي حقوق القوميات الأخرى, وهكذا فتسلب حقوق القوميات الأخرى . أني أريد أن أكون واضحأ أن الكردي العراقي هو ليس بعربي فهذه ليست بالعنصرية عندما لا أريد أن أكون جزأ منك. ولكن العنصرية هي عندما أجبر بالقول بأني عربي. نعم أن عرب العراق هم جزء من ألأمة العربية, لذا فلعراق هو مكون من العرب والأكرادو قوميات أخرى, وأن أكراد العراق هم ليسو بالعرب. نعم سيد عدنان أنك لاترى بأنك تأخذ مني الحق بلعيش كما أريد وتعتبر الأنفصال هو عار وتسلب مني هذا الحق, فهل تعلم بأن العراق أسس بجرة قلم, ولن تحل المشاكل العالقة بين العرب والأكراد, وبين الشيعة والسنة,. أنك تتكلم عن أمريكا و أسبانيا فلو كان للأكراد نصف حقوق الباسك و الكاتالون في أسبانيا لما كنت أفكر بلأنفصال يومأ ما. أما عن المناضل كاكه نوشيروان فهو كردي الهوى 100% ولكن له تصوراته الخاصة بالنسبة للقضية الكردية بشكل عام والطرق الأفضل لمعلجتها. لماذا لن يكون معيبأ عندما يطالب العربي بالوحدة العربية ويكون معيبأ عندما أفكر بالأنفصال من العراق أم سوريا فهذا حقي أن أختار ماهو مناسب لي.
سوريا كردية
كردستان سوريا -لم يذكر التاريخ البعيد ولا القريب أي كلمة تشير إلى كردستان كدولة أو وطن له كيان مستقل، لا نعلم من أين جاء هؤلاء بمصطلح كردستان الغربية التي يقصدون بها طبعا الجزيرة السورية والتي لم تكن يوما أرضا كردية وإنما هي متجذرة في سوريتها، ففي محافظة الحسكة التي يوجد فيها ألف تل اثري لا توجد فخارة واحدة مهما قل شانها تشير بصورة أو بأخرى إلى الأكراد، أما ما يخص تواجدهم في العصر الحديث في مدن وبلدات الجزيرة السورية فهو لا يعود إلى أكثر من خمسة أو ستة عقود ولم يكونوا بهذه الكثرة ( تقدر نسبتهم الآن في عموم محافظة الحسكة ما بين30 إلى 33 بالمئة من السكان ذات الغالبية العربية التي ازدادت في الآونة الأخيرة نتيجة الغزارة في الولادات بسبب تعدد الزوجات ) حيث أن معظمهم قدم للبلاد من جنوب شرق تركيا وشمال العراق. ولم يسكن الكرد في بداية قدومهم للمنطقة المدن وإنما احتلوا وبمباركة عثمانية بعد عام 1914 الكثير من قرى السريان المتواجدة في الجزيرة السورية ونذكر من هذه القرى قرية بيازة (تعود ملكيتها ل ال روهم) قرية خزنة (تعود ملكيتها ل ال شنكالي) قرية كندك سيد (تعود ملكيتها لآل حبش) حلوة (جميع سكانها كانوا سريانا قتل اغلبهم والبقية الباقية هجرت دينها عنوة واستكردت ومنهم عائلة تيشي وملكي وبدا) قرية محركان (تعود لآل شماس وسهدو وحررت من الأكراد بعد عام 1930) وكما أن شيوخ العشائر العربية في تلك الفترة وبعدها بقليل قاموا بجلب العديد من الفلاحين الأكراد إلى القرى التي كانوا يملكونها للعمل فيها كفلاحين ومنها على سبيل المثال وليس الحصر قرى سبع جفار وطبكة وباب الحديد وشبك.