ما وراء "الانقلاب المزدوج": نبوءة بريجنسكي ورؤية سمير أمين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انزعاج النخب المدنية وأساتذة القانون الدستوري في مصر ثم دعواتهم للمجلس العسكري، بحماية الشرعية أو عمل انقلاب عسكري ضد الرئيس محمد مرسي، علي اعتبار أن قرار الأخير بعودة مجلس الشعب هو بمثابة " انقلاب دستوري ".. وإن شئت الدقة (انقلاب مزدوج) علي المجلس العسكري والمحكمة الدستورية العليا.. هي دعوات " منتهية الصلاحية " تنتمي لذهنية القرن الماضي وتريد أن تفرض مفاهيمه وأفكاره " الجامدة " فرضا علي " سيولة " الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة لا تريد مجتمعا ديمقراطيا في مصر، لخطورة ذلك علي مصالحهم في المنطقة وعلي السيناريوهات القادمة في المستقبل القريب. وبالتالي فإن الحديث عن الدولة الدستورية والفصل بين السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية القضائية، لا محل له من الإعراب.
خطة أوباما لإجهاض المد الثوري (نحو مدنية الدولة ودمقرطتها) في مصر أعلنت مبكرا في واشنطن، وكتبت عنها مرارا في إيلاف. اضغط هنا
وتتلخص في تطبيق النموذج الباكستاني وليس التركي، هيمنة بورجوازية طفيلية ونظام حكم يعلن نفسه إسلاميا، حيث تقف المؤسسة العسكرية خلف الستار ثم تدخل الي مقدمة المسرح من وقت لآخر لتصفية الصراعات بين التيارات الإسلامية المختلفة باعتبارها نقطة التوازن، لا أكثر.
المجلس العسكري في مصر أستوعب الدرس جيدا - مما يجري حوله في المنطقة - وهو أن دوره المحوري في إطار " الدولة القومية " قد أنتهي بلا رجعة، وأن ما ينتظره، هو: إما " التفكيك " بالقوة كما حدث في العراق وليبيا واليمن - ويحدث في سوريا - وإما " التحييد " بالأمر المباشر، لأن العالم دخل مرحلة جديدة (عابرة للأوطان) ومحطمة لها ولا يوجد أفضل من التحالف بين الإسلاميين والشركات المتعدية للجنسيات والعابرة للقوميات (حيث تعاون تنظيم القاعدة والناتو في ليبيا وربما سوريا) لتنفيذ هذا المخطط الجديد في المنطقة.
قبل شهور قليلة أعاد السياسي الأمريكي المخضرم " زبغنيو بريجنسكي " صاحب كتاب " رقعة الشطرنج الكبري " ما قاله بالحرف قبل أربعة عقود في كتابه العلامة " بين جيلين " وذلك في مقال حديث له بمجلة " فورين بوليسي "، يقول: " كنت أول من دعا إلي تفكيك النظام الإقليمي العربي وطمس عروبته، وإعاده تشكيله علي أسس عرقية وطائفية. ان مبدأ (الدولة - الأمة) في شرق أوسط يتكون من جماعات عرقية ودينية مختلفة كان خاطئا، ولابد من أن يتحول إلي كانتونات طائفية يجمعها إطار إقليمي (كونفيدرالي) ".. ليخلص إلي أن هذا الوضع يسمح للكانتون الإسرائيلي أن يعيش بسلام في المنطقة بعد أن تصفي " الفكرة القومية " والدول القائمة عليها.
" الكونفيدرالية " لن تتحقق كما يقول " بريجنسكي " في مقاله الأخير، قبل المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل، وربما مصر والسعودية، مع تصاعد المد الإسلامي السياسي في الشرق الأوسط، وأزمات الطاقة العالمية خاصة مع تعرض حلفاء أمريكا من دول مجلس التعاون الخليجي للخطر، والحروب الطائفية والعرقية في العراق وسوريا ومصر ولبنان وفلسطين واليمن، التي ستقضي حتما على مسيرة الدولة القومية التي بدأت تاريخيا منذ معاهدة " ويست فاليا " عام 1648.
وعلي الرغم من أن فكرة " نهاية الدولة القومية " لا تزال عصية على الفهم والاستيعاب عند الكثير من النخب المثقفة في الشرق الأوسط، فإنني أستثني منها المفكر الاقتصادي " سمير أمين " الذي أكد في حوار له نشر قبل أيام في صحيفة " الوطن " المصرية: أن مشروع الولايات المتحدة، المدعوم بدرجات مختلفة من حلفائها فى أوروبا واليابان، هو أن تقيم سيطرة عسكرية فوق كامل الكوكب. لتحقيق هذا الهدف لا بد من السيطرة الكاملة على منطقة الشرق الأوسط التى تلعب حجر الزاوية فى هذا المشروع لأربعة أسباب، أولها وفرة النفط فى المنطقة، ثانيها وقوع المنطقة على تقاطع الطرق فى العالم القديم مما يتيح لأمريكا تهديد الصين منافسها الأبرز الآن مستقبلا، وثالثها ضعف بلدان المنطقة مما يُسهل السيطرة عليها، ورابعها وجود إسرائيل الحليف الأبدى لواشنطن فى المنطقة. وفى إطار هذا المشروع نستطيع أن نفهم أحداثا كثيرة منها ضرب العراق وأفغانستان والتربص بإيران، فالعدوان على هذه الدول تم لأنها كانت تمثل عقبات أمام بسط كامل سيطرة الأمريكان على المنطقة، مما يمكنها من احتواء الصين بالدرجة الأولى والهند وروسيا بالدرجة الثانية. والصين مدركة لهذا، وتعلم مثلا أن ضرب أفغانستان والعراق ومحاولة تفتيت سوريا الآن يستهدفها مستقبلا، ولذلك فهى وروسيا يعارضان التدخل العسكرى الأمريكى فى سوريا."
وردا علي سؤال: كيف تجتمع مصالح الإخوان والأمريكان؟.. قال: الإخوان (حركة سياسية تخدم مصالح الدول الكبري) وهم بالقطع جزء من المشروع الأمريكى الذى ساندهم تماما، كما ساندتهم السفارة البريطانية منذ نشأتهم فى عام 1927 فى مواجهة الوفد الذى كان يمثل إلى حد ما نهضة مصر. والأمريكان يدعمون الإخوان لسببين: أولهما أن الإسلام الرجعى الذى يمثلونه سيضمن عدم نهضة مصر، والثانى أن آراءهم المعادية للحريات الدينية والحريات الشخصية ستعزز "الإسلاموفوبيا" فى العالم".
التعليقات
من فضلة القلب ينطق اللسان
سامح لطفي -فلق ادمغتنا ليببراليو وعلمانيو ايلاف طوال سنوات ماضية بالحكي عن الديمقراطية المحروم منها الشرق فلما جاءت الديمقراطية بغير امانيهم طلعوا فيها القطط الفطسانه ؟! ان تحاليل الكتاب من غير المسلمين في ايلاف لا تنفصم عن خلفيتهم الدينية والطائفية قد يكون لديك كاتب ومفكر محترم ظاهرا ولكن تحليله في العمق لاينفصم عن البعد الطائفي والديني حتى ولو كان المحلل يدعي انه يساري او لاديني او او ومن هنا يجري استدعاء التصورات الغربية التآمرية فالتاريخ الذي مكر بالطواغيت وجاء بالاسلاميين يتحول الى تآمر بين الفرنجه الغربيين والاسلاميين على الاوطان ؟!! يقول المسيح عليه السلام من فضلة القلب ينطق اللسان السلام عليكم !
إفشال المشروع
خوليو -لإفشال المشروع الأميركي الصهيوني، عل كل فرد ذكراً كان أم أنثى أن ينادي ويعمل لتأسيس وطن جامع لكل مكونات المجتمع ، لللآسف هذا الوطن لامفردة له في قواميس الذين آمنوا ويعتقدون أن الدين يشكل أمة لاحدود لها ولاطعم ولا لون ، المشروع الأميركي الصهيوني موجود ويعملون له باستخدامهم العقول الدينية التي يسهل مداورتها والضحك عليها كما ضحكوا تاريخيا عليهم بوعود خلبية في جنات وحوريات الوهم من أجل أن يبقى نظام القبيلة وسلطته الوحيدة ولاشريك له يوزع الغنائم المنهوبة ، فكر مدمر للوطن ولمقومات الوطن المؤسس على العيش المشترك والأهداف المشتركة المستقبلية ، فكر قاطع للحبل الذي يربط كل مكونات المجتمع وأعراقه، مهمة الوطنيين ( الذين يفهمون معنى الأوطان) كبيرة وشاقة وأول الصعاب التي تواجههم هو هذا الجراد الديني الذي يعيش معتقديه بين الوهم والخيال فيمضون العمر وهم معلقون بحبال الوهم ، بينما الأذكيا الخبثاء الذين تخطوا مراحل الدولة الدينية يؤسسون ويقضمون الأرض قطعة قطعة وكيان كيان بينما الجموع المؤمنة تُحضر للصيام وتبني بيوت الله وتهدر الأموال بلا طعمة وتحضر المسلسلات البالية وتطمئن نفسها أنها ذاهبة لجنات الوهم وما وجودها هنا إلا ترانزيت ، هذا الفكر الذي يساعد أميركا وغيرها على إنجاح مشروعها . ياوطنيون يامن تفهمون معنى الوطن اتحدوا.
اريد اعتزال الصحافة
سعيدة رمضان صحفية -الرد خارج الموضوع
مصر ٢٠١٢
هانى شاكر -ألأحداث و ألتجارب ألتى مرت بالعالم عامة وألشرق ألأوسط خاصة خلال ألقرنيين ألماضيين تؤكد ألأفكار ألمطروحة فى ألمقال ...كمثال على ألتحول ألرهيب فى ألعالم -- تحول ألعالم كله أليوم إلى دول ومجتمعات وبنوك مفلسة من ألصومال إلى أليونان إلى ألولايات ألمتحدة نفسها ... لم يبق فى أمريكا أليوم سوى ألقمح وألجنود وألسلاح ... ألثروة تمركزت أليوم فى منطقة ألخليج .. ألمكان ألوحيد فى ألعالم ألذى بقى فيه فائض نقدى ... وصفنا حال مصر ٢٠١٢ فى مقال بالحوار ألمتمدن
الوهم الحقيقي ياخوليو
برسوم -هههه الوهم الحقيقي يا قسيس خوليو ما وعد به يسوع بن بولص بن شاؤول اتباعه من شيله لخطايا اتباعه عنهم !!
الوهم الحقيقي
يا برسوم -الوهم الحقيقي يا برسوم ما وعد به اتباعه من دخولهم الجنة !!
برسوم
غالاباوى -لا تناقش ولا تجادل يا برسوم .. ولا تساءلوا عن اشياء ان تبدى لكم تسيئكم ههههههههههه
لا للخبثنة
يا ايلاف -يا محرر لا تحذف من تعليقي وتبقي تعليقات الآخرين كما هي
برسوم
Geno -عارف ايه هو الوهم ان الحجر يولد ناقة مركز ولا لسه مغيب لا والناقة تشرب البئر كله لا يا شيخ ولما الناس يدبحوها ربنا يبيد المدينة .كنتم مع حدوته ماما سوسو
إنقلاب مقبول وآخر مرفوض
مـتـابـع -عندما تتخطي المحكمة الدستورية دورها الرئيسي في الحكم ببطلان مواد في قانون انتخاب مجلس الشعب ( تم صياغته تحت رعايتها) فهذا يعتبر مقبولا،،، وعندما يتخطي المجلس العسكري حدود فترة إدارته لشئون البلاد ويقوم بإصدار إعلان دستوري مكمل ، (فيه ما فيه من المهازل) قبل تسلم الرئيس المنتخب السلطة ب عدة أيام فهذا أيضا يعتبر مقبولا ،،، أما أن يمارس الرئيس المنتخب دوره بتصحيح أوضاع خاطئة بسبب تجاوزات المحكمة الدستورية والمجلس العسكري فهذا يتم نعته بالإنقلاب المرفوض. صراحة لا أدري بأي منطق يتحدث هؤلاء!!!
الى الاخوة المسلمين
Geno -اعرف ان تعليقاتى السابقة قد اغضبت بعض الاخوة المسلمين ولكنها كانت فى المقام الاول لاخراس تلك التعليقات التى ظهرت فى الفترة الاخيرة التى اخذت تسب وتهاجم العقيدة المسيحية فى كل لحظة كذلك كان الهدف من تعليقاتى ايضا هو اخراس تلك الالسن التى كانت تردد دون فهم ان الكتب السمائية السابقة للاسلام محرفة فاءثبتنا بالعقل والمنطق ان هذا اتهام موجه الى الله تعالى فى المقام الاول غير انه توجد اثباتات كثيرة من القراءان الكريم نفسة تشهد للكتب السمائية وتنزهها عن اى تحريف او اى عبث بشرى .كذلك عندما ذكرنا قصة ناقة صالح اى الحجر الذى ولد ناقة شربت بئر باكمله وعندما قتلها الناس اباد الله المدينه .وكذلك قصة التمثال الذى يخور كل هذا كان ردا على من يتهم المسيحية بالوهم ثانيا كان بهدف اثبات ان الله تعالى فى معجزاته كان يعطى فرصة للعقل كى يفكر ويمجد الخالق ..وليس الهدف من المعجزات هو تغييب العقل لم نقصد ابدا الاستهزاء باحد لكن كان الهدف هو اخراس الالسن التى لا تريد حتى تبادل المعرفة لكن فقط كان هدفها هو السب والشتم فقط ..رجاء من الجميع التصدى لمثل هؤلاء الذين يشوهون الدين الاسلامى ويزرعون التعصب لاننا فعلا صعب ان نرى التعليقات التى تسب وتتهجم وتشكك فى عقيدتنا دون الرد لاننا بسكوتنا ننشر ونوثق هذة المعلومات الخاطئة التى يتداولها المتعصبين ولانه بسكوتنا ايضا ستصبح هذة المعلومات والافتراءات بمثابته سموم ستبث فى العقول وسيكون من الصعب معالجتها فيما بعد.. ونحن من جانبنا على استعداد للتوقف عن الرد عليهم والتحدث فيما يحدث من حولنا وترك كل انسان يعبد ما يريد او حتى ان لا يعبد فهى فى المقام الاول حريه شخصية بين النسان وخالقه .. هذا لا يمنع اننا على استعداد اذا كان هناك احد من الاخوة المسلمين يريد الاستفسار عن شىء فى عقيدتنا فسنكون سعداء بتبادل الحوار البناء الهادىء مع اى احد حتى ان ذلك يقرب الافكار ويمحى روح التعصب والبغضاء ...سلامى للجميع